البصرة ــ عبد العزيز الطائي:رفض سليماني تناول طعامه المفضّل، الرز والدجاج المسلوق، بعد مقتل شريك سكنه أوباما بالقصف الذي شنّه الجيش العراقي على الأحياء السكنية في بلدة جرف الصخر، شمال بابل السبت الماضي، وراح ضحيته ثلاثون مدنياً بين قتيل وجريح، فضلاً عن نفوق عشرات الحيوانات.
بقيت جثة أوباما ملقاة على باب منزل الحاج سلمان ليومين كاملين، قبل أن يصل إلى المدينة ويقوم بدفنه بشكل "محترم"، على حد وصفه.
يقول الحاج محمود سلمان (56 عاماً) صاحب الكلبين "سليماني وأوباما" لـ"العربي الجديد": إن علاقة الكلبين ببعضهما كانت حميمة ولم يفترقا حتى يوم الحادث. مبيناً أنه اعتاد على تسمية كلابه المستخدمة في الحراسة والرعي بأسماء أكثر الشخصيات التي يكرهها.
ويضيف سلمان: كان للرئيس أوباما وقائد فيلق القدس قاسم سليماني نصيب من كلابي العشرين التي اعتدت على أن تكون معي طيلة السنوات الماضية.
وقدم سلمان شكوى قضائية ضد الجيش في محكمة جنايات بابل بالرقم 215 عن قتل الجيش كلبه المفضل في الصيد، مطالباً بتعويض قدره مليونا دينار، نحو 2000 دولار.
وعن ذلك قال سلمان: "لم يسلم من جرائم الجيش الحكومي حتى الحيوانات"، وأصر على أنه قدم الشكوى لسبب واحد أن الجيش يدّعي أن البشر الذين يقتلون بغاراته اليومية إرهابيون، وهذا الكلب لا يمكن أن يكون إرهابياً، "لذا سأرى ردّهم".
ولم تَسْلم الحيوانات في العراق من الصراع المسلح الذي ضرب البلاد، حيث تسبب القصف في نفوق المئات من المواشي، حسبما قال مدير قسم الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة العراقية قاسم علي لـ"العربي الجديد": إن الثروة الحيوانية في البلاد تراجعت بشكل كبير بسبب الأحداث الجارية وهجرة المزارعين، فضلاً عن نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات الأليفة بفعل القصف والأمراض.
1009 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع