مقر الشرطة الاسلامية في الموصل
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عن تشكيل شرطة إسلامية تابعة له في مدينة الموصل العراقية الشمالية، تضم آلافًا من عناصره لحفظ الأمن وحماية أموال وأعراض المسلمين والقبض على الجناة والمفسدين، بحسب قوله.
لندن: وصف تنظيم الدولة الاسلامية شرطته الإسلامية، والتي شكلها في مدينة الموصل، بأنها مجموعة من الجنود يعتمد عليهم السلطان المسلم في استتباب الأمن وحفظ النظام، والقبض على الجناة والمفسدين، وغيرها من الأعمال التي تكفُل سلامة المسلمين وطمأنينتهم، وأمنهم على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، كما يعتمد عليهم في تنفيذ أوامر القضاء الشرعي.
وأرفق تنظيم الدولة الاسلامية تقريره عن "الشرطة الاسلامية" في مدينة الموصل، التي سيطر عليها في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، وقال إنها تضم آلاف المجاهدين، بمجموعة من الصور لمقراتها ومعتقليها ومعتقلاتها وأفراد شرطتها الذين يرتدون الزي الرسمي لهذه الشرطة، اضافة إلى صور لعناصرها في شوارع الموصل يقومون بدوريات للحراسة وتنظيم السير وتسيير دوريات مائية .
ويحمل رجال الشرطة الذين ظهروا بملابس سوداء على صدورهم وأذرعهم شارات كتب عليها "الشرطة الاسلامية... ولاية نينوى"، ويحملون بنادق رشاشة.
واشار التنظيم في بيان، اطلعت عليه "إيلاف"، على أحد مواقعه الالكترونية، إلى إنه تاريخياً، ومع مولد الدولة النّبوية في المدينة المنّورة، تكفّل الصحابة بقضية توفير الأمن في المدينة بأنفسهم، فحاربوا أصحاب السلب والنهب من الأعراب الساكنين على تخوم المدينة، إضافة الى حماية المدينة من أي هجوم خارجي، وفي عهد الخليفة الثاني ابو بكر الصديق، وحيث كان الصحابي عبد الله بن مسعود يمارس مهمّة الطواف ليلاً في مناطق الخلافة الإسلامية لحفظ الأمن ومحاربة الجريمة. وقال إن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أنشأ ما يُعرف بنظام (العَسَس)، وهو الحراسة التي يقوم بها رجالٌ يتناوبون في دوريات منتظمة لحفظ الأمن وهو كان (عمر) يعس بنفسه ثم عيّن الخليفة الثالث عثمان بن عفان أولَ قائد شرطة وسمّاه (صاحب الشرطة)، وقد تطوّرت اختصاصات صاحب الشرطة في عهد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، وظهرت ما تُعرف بشرطة الجيش، وبلغ تعدادهم آنذاك أربعين ألفاً.
وأضاف أنه عندما اتسعت فتوحات الدولة الإسلامية إبان حكم الصحابي (معاوية بن أبي سفيان) ظهرت شرطة الحدود وشرطة الآداب والشرطة الليلية، ثم صار لمهنة ومهمة الشرطة الإسلامية في بنية نظام الحكم في الدولة العبّاسية شأنٌ كبير، حتى قال الخليفة أبو جعفر المنصور: "ما كان أحوجني إلى أن يكون على بابي أربعة نفر، لا يكون على بابي أعفُّ منهم، هم أركان الملك: قاضٍ لا تأخذه في الله لومة لائم، وصاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، وصاحب خراجٍ يستقصي ولا يظلم الرعية، أما الرابع فصاحب بريدٍ يكتب خبر هؤلاء على الصحة".
واوضح التنظيم أن الشرطة كانت موجودة في الأمم السابقة قبل الإسلام بصورة أو بأخرى إلا أن هذه المهمة في الحضارة الإسلامية كانت مغايرة تماماً عمّا كانت عليه عند الأمم السابقة أو "عند الدول الحديثة الطاغوتية التي جعلت من الشرطة أداةً لقمع المعارضين وتثبيت عروش الطغاة وتحقيق مصالح الفئة الحاكمة، بينما المسلمون - قديماً في ظل الدول الإسلامية المتعاقبة وحديثاً في عهد الخليفة إبراهيم القريشي - قيّدوا هذا المنصب بآداب الإسلام وتشريعاته.
واعتبر تنظيم الدولة الاسلامية أنه "بعد غياب دور الشرطة الإسلامية في حفظ أمن المسلمين منذ أكثر من قرن من الزمان، وظهور شُرَط الردة والحرابة الطاغوتية، وبعد هذه الحقبة المظلمة فقد منَّ الله سبحانه على المسلمين بإقامة الدولة الإسلامية في العراق ثم الشام ثم غيرها من البلاد، فأعادتْ الدولةُ الإسلامية إنشاء نظام الشرطة الإسلامية وفرّغت المئات من المجاهدين للقيام بدور حفظ أمن المسلمين وحرماتهم والسهر على حراسة أعراضهم وأموالهم".
وكان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" قد سيطر بالكامل على مدينة الموصل العراقية الشمالية عاصمة محافظة نينوى، وأعلنها ولاية اسلامية وبدأ بتطبيق قوانينه على سكانها، ثم امتدت سيطرته إلى محافظات كركوك وصلاح الدين وديإلى والانبار، وبدأ يهدد كيان الدولة العراقية، الأمر الذي تداعت ضده دول عربية وغربية شكلت تحالفًا يضم 30 دولة لمواجهته، وبدأت الطائرات الغربية منذ ايام بقصف تجمعاته ومقراته وقواعده، فيما تقوم القوات العراقية وتشكيلات الحشد الشعبي للمتطوعين بمهاجمتها على الارض ونجحت بطرد التنظيم من مدن وبلدات عدة كان سيطر عليها خلال الاشهر الثلاثة الماضية، لكنه مازال يفرض سيطرته على مناطق شاسعة من البلاد.
1015 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع