بغداد/عثمان المختار:تعزز القوات الإيرانية من تواجدها داخل العراق، بالتزامن مع الجدال الدائر في العراق وخارجه حول استبعاد إيران من المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويكشف مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى عن وصول نحو 1500 عنصر من قوات فيلق القدس إلى العراق خلال اليومين الماضيين بقيادة ضباط إيرانيين بارزين، اتخذوا مواقع مهمة لهم في سامراء وبلد وبغداد وشمالي بابل. فيما يؤكد برلماني عراقي وصول تلك القوات، معتبراً أنها ضمن اتفاق مشترك سابق بين البلدين.
ويقول مسؤول في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي لـ"العربي الجديد" إن "عناصر الحرس الثوري وصلوا البلاد براً عبر منفذ بدرة وجصان الحدودي، ضمن اتفاق مسبق في آخر أسبوع شغله رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في منصبه".
ويوضح المسؤول الذي يشغل رتبة عميد ركن أن "العدد الإجمالي لعناصر الحرس الثوري الإيراني يصبح، بوصول الدفعة الجديدة المؤلفة من 1480 عنصراً، نحو 3600 غالبيتهم يتواجدون على حدود سامراء المحاصرة من ثلاثة اتجاهات من قِبل "داعش"، وقرب مرقد الإمامين العسكريين وسط سامراء والذي تتولى تلك القوات حمايته منذ الرابع عشر من يونيو/حزيران الماضي، فيما يتواجد قسم منهم في مدينة بلد جنوبي محافظة صلاح الدين وفي بغداد أيضاً".
ويكشف أن "نحو 50 عنصراً منهم قُتلوا خلال هجمات انتحارية ومعارك جرت في الشهرين الماضيين، كما أصيب آخرون".
من جهته، يؤكد النائب عن التحالف الشيعي علي الطائي، وصول قوات إيرانية للبلاد ضمن اتفاقية تعاون مشترك موقّعة بين البلدين. ويقول الطائي لـ"العربي الجديد" إن تلك القوات مهمتها مساعدة القوات العراقية أسوة بالغرب، والموضوع لا يحتمل التأويل من أي طرف"، مضيفاً "ليس خافياً على أحد الدور الإيراني في التصدي لتنظيم داعش".
في هذه الأثناء، يكشف قائد وحدات البشمركة الكردية في شرق أربيل العقيد كاميران دوسكي أن "مقاتلات فرنسية من طراز "رافال" باشرت الأحد ببرنامج جوي يوفر الحماية اللازمة لحدود إقليم كردستان والدعم لمقاتلينا على الأرض على مدار الساعة".
ويوضح دوسكي في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الفرنسيين أبلغونا بأننا سنحظى بغطاء جوي مستمر على طول حدود الإقليم الشرقية والجنوبية"، مشيراً إلى أن "الطائرات الفرنسية متواجدة حالياً في الأجواء، ونفذت أخيراً غارة مؤثرة على أحد مواقع "داعش" أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 30 مقاتلاً من التنظيم وتدمير مخزن أسلحة وذخيرة كانت تشكل تهديداً على أمن الإقليم، بالقرب من بلدة الخازر شرقي أربيل".
ويوضح أن ذلك تم بالتنسيق الثلاثي بين بغداد وواشنطن وباريس، معتبراً أنه "يمكن القول حالياً إن سلاحي الجوي الأميركي والفرنسي يتقاسمان الأجواء العراقية وسينشطان أكثر خلال الأيام المقبلة، إذ ستتولى الطائرات الفرنسية حماية الإقليم، بينما تأخذ الطائرات الأميركية مناطق شمالية وغربية إضافة إلى حماية بغداد".
في هذه الأثناء، يُظهر تقرير أمني عراقي ارتفاعاً كبيراً في عدد مقاتلي تنظيم "داعش" وبشكل يخالف التوقعات السابقة بوجود بوادر عزل للمسلحين المنتمين حديثاً له. ووفقاً للتقرير الذي حصلت "العربي الجديد" على مقتطفات منه، فإن "عدد عناصر "داعش" ارتفع في المدن العراقية المختلفة من خلال عمليات تجنيد ومبايعة، إضافة إلى توافد لمقاتلين عرب وأجانب".
ويشير التقرير إلى أن عدد مقاتلي التنظيم في الموصل وحدها بلغ أكثر من 20 ألفاً، من بينهم ثلاثة آلاف عنصر من جنسيات غير عراقية. ويؤكد أن "بعض المدن التي تشهد تكرار عمليات قصف يذهب ضحيتها مدنيون، بلغ معدل نمو "داعش" فيها خلال الشهر الحالي ما بين ثلاثة إلى ستة أشخاص في اليوم الواحد".
ويكشف أيضاً أن الضربات الأميركية "لم تؤثر بالشكل المطلوب، على عكس ما يردده حالياً المسؤولون الأميركيون ووسائل الإعلام الغربية"، ويطالب التقرير بـ"تسريع وتيرة العمل السياسي مع العشائر السنّية وأبناء المدن الشمالية والغربية".
1108 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع