القوارب سبيل استمرار حياة بلدة عراقية يحاصرها المتطرفون

  

                    عراقيون يتنقلون بالقوارب

يزدحم مرفأ مياه موحلة على نهر دجلة بقوارب معدنية صغيرة لنقل بضائع ومسافرين في رحلة قصيرة الى بلدة الضلوعية شمال بغداد التي يقاتل اهلها منذ عدة اشهر ضد الاسلاميين المتطرفين.

تبدو مجموعات القوارب التي يقودها عراقيون عبر نهر دجلة رغم رصاص القناصة وقذائف الهاون للوصول الى منطقة الجبور في جنوب الضلوعية (90 كلم شمال بغداد)، المصدر الرئيسي لمواصلة مقاومة الاسلاميين المتطرفين.
ويتم تحميل القوارب عند وصولها الى مرفأ صغير عند مدينة بلد جنوب الضلوعية بالخضار وغاز الطهي والثلج، او ركاب يجلسون بحذر شديد قبل ان يسلكوا  ممرات مائية متعرجة.
وينبعث الدخان من محركات القوارب في رحلاتها ذهابا وايابا، مولدة موجة عريضة وسط المياه الى جزيرة واسعة من نباتات القصب الشاهقة.
وفي منطقة الجبور يقاتل ابناء العشائر الى جانب القوات الامنية لمقاتلة المسلحين المتطرفين التابعين لتنظيم "الدولة الاسلامية" والذين يسيطرون على المناطق المحيطة بهم منذ الهجمات الشرسة التي بدأت في حزيران/يونيو الماضي.
وقال عبد مطلك محمد احد زعماء عشائر الجبور وتحمل بلدتهم الاسم ذاته، عن رحلة القوارب التي تنقل كذلك الاهالي لتلقي العلاج، بانها "طريق حيوي".
 
ويقضي رجال كانوا يعملون في مهن مختلفة بينهم ناظم عيسى عبيد الذي كان موظفا في وزارة التربية لدى اندلاع النزاعات الاخيرة، ساعات النهار في قيادة الزوارق.
 
وتعد اجور النقل بسيطة مقارنة بالمخاطر التي تواجه القوارب، ويدفع الف دينار (اقل من دولار ) لكل راكب وخمسة الاف دينار (حوالى اربع دولارات) للراكب مع بضائعه، حسبما ذكر عبيد. واكد ان "هناك الكثير من المخاطر"  عبر النهر.
وتعرضت مواقع تجمع القوارب عند جانبي النهر لقصف بقذائف الهاون وكذلك رصاص القناصة عند قطع الطريق عبر النهر.
ويرى اركان عبد الله وهو شرطي يتولى قيادة احدى الزوارق، ان "الامر الاهم هو سلامة الركاب".
واشار الى انه في احدى المرات، كان "ينقل معه خمسة ركاب وسقطت قذيفة هاون على بعد عشرين مترا" عن زورقه وكانوا محظوظين اذ لم يصب اي منهم باذى.
 
وذكر محمد الذي يعد كذلك احد وجهاء البلدة، ان طفلا قتل واصيب اربعة اطفال اخرون بجروح جراء قصف وقع الاسبوع الماضي.
ولدى تنقل الزوارق وهي تحمل بضائع او ركاب، تسير مع مصب مياه النهر بعيدا ثم تنتقل الى الجانب الاخر الى مكان عند نهاية الجزيرة لتسير بعدها على مقربة منها للوصول الى الضلوعية.
 
ويعرف قادة الزوارق طريقهم جيدا. وهم يتحركون ببطئ في بعض الاماكن على مقربة من حافة النهر ويسرعون في اماكن اخرى لتجنب خطر القناصة من مسلحي تنظيم داعش.
 
ولدى وصولهم الى جهة الضلوعية، يلجأون الى مرفأ بين نباتات قصب عالية حيث يمكن لهم انزال ركابهم وتفريغ ما يحملون من بضائع.وبعدها، تظهر موجة مياه جديدة وهم ينطلقون مجددا عبر نهر دجلة لرحلة اخرى بمحاذاة حافة النهر، من والى  المنطقة المحاصرة.
ويقول عبد الله بتفاؤل "سننتصر ان شاء الله".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1062 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع