بغداد ـ «القدس العربي» من مصطفى العبيدي : أكدت مكاتب سفر في بغداد أن الكثير من العراقيين ما زال يقبلون على السفر على الطريق البري الى سوريا رغم كل المخاطر والصعوبات التي تواجههم فيه .
وفي مجمع شركات السفر في المنصور ذكر أصحاب شركات نقل المسافرين وسائقو مركبات لـ» القدس العربي» أن الطريق البري بين العراق وسوريا رغم المخاطر الكبيرة ما زال يسلكه بعض العراقيين الذين لديهم مصالح وارتباطات في سوريا ولا يستطيعون السفر عبر الجو لارتفاع أجور الطيران .
وذكر حامد الدراجي صاحب مكتب سفر في المنصور ان العمليات العسكرية في الانبار وخاصة في الفلوجة والرمادي جعلت الطريق الدولي مقطوعا وأوقفت حركة مرور كافة عجلات المسافرين والبضائع عليه، لذا فالشركات اتخذت طريقا بديلا يمر بكربلاء فالنخيب عبر الصحراء وصولا الى الحدود السورية، وهو طريق طويل قد يستغرق من بغداد الى الحدود حوالى عشر ساعات ولذا تمت مضاعفة أجرة السفر . الا ان الخطورة تتركز في الربع الأخير من الطريق الى سوريا في الأنبار الذي يفرض تنظيم داعش السيطرة عليه حيث يقوم بانزال الركاب وتدقيق جوازاتهم والتحقيق في انتمائهم الطائفي وعدم السماح للمسافرين الشيعة بمواصلة السفر واعتقالهم .
وذكر مدير شركة آخر هو حيدر اللامي، انه لا يسمح للركاب بالسفر على حافلاته الا بعد التدقيق معهم للتأكد من كونهم من السنة فقط لأنه لا يريد تحمل مسؤولية تعرض الركاب الى مخاطر على يد عناصر داعش الارهابية. وشرح اللامي ان لعناصر التنظيم عدة وسائل للتحقق من طائفة المسافرين من خلال المعلومات في الجوازات والهويات الشخصية والاستنطاق واذا شكوا بانتماء أحد المسافرين للطائفة الأخرى فإن احتمال انزاله من السيارة وربما قتله وارد جدا، لذا لا يريد اللامي ان يجازف بوجود مسافرين قد يتعرضون للمخاطر على حافلاته، مؤكدا أن اكثر المسافرين هذه الأيام هم من النساء والأطفال لعزوف الشباب والرجال عن السفر على الطريق البري الا في حالات قليلة .
أما شركة الغنام التي تعتبر من الشركات الكبيرة في نقل المسافرين بين العراق وسوريا، فقد أعلن موظف في مكتبها بالمنصور عن توقف الشركة عن تسيير رحلات بين البلدين بسبب خطورة الطريق وسيطرة تنظيم « الدولة الاسلامية» على بعض أجزائه وخاصة الجزء الأخير من الطريق الدولي السريع المار بالأنبار . ونصح المسافرين بالسفر عن طريق الجو حفاظا على سلامتهم .
وقال أحد المسافرين، وهو عامر الدليمي انه مقيم في سوريا ويتردد على العراق لوجود ابنائه في الجامعات ببغداد اضافة الى زيارة بيته وأهله في العراق .
وأشار الدليمي الى ان السفر بالطيران مكلف بالنسبة له لذا يضطر الى السفر برا رغم طول وقت السفر والتعب في الطريق. وذكر الدليمي أن لا مشكلة بالنسبة له في عبور سيطرات داعش في الأنبار ولكنه لا يرتاح لوجودهم ويتمنى التخلص منهم بأسرع وقت وعودة الأوضاع، كما كانت سابقا قبل داعش وذلك لأنهم أناس لا يؤتمن جانبهم ولا تدري كيف يفكرون وما المخاطر المترتبة على الوجود قربهم .
ويذكر معظم من قابلناهم في مكاتب السفر بسخرية أن العراقيين تعودوا على التعايش مع الموت اليومي بالانفجارات والاغتيالات، لذا أصبحت المجازفة في السفر وغيره، أمرا عاديا لا يثير مخاوفهم، وحسب المثل العراقي الذي يرددونه « المبلل لا يخاف من المطر».
1059 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع