اكد نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي لنخبة من القادة والآمرين والضباط من الجيش العراقي السابق ان العراق بحاجة الان الى خبراتهم العكسرية. وقدم القادة والضباط السابقون التهاني للنجيفي بمناسبة شغله منصب نائب رئيس الجمهورية، وأعلنوا عن استعدادهم للتعاون والمشاركة وتقديم المشورة بكل ما يتعلق بالشؤون العسكرية.
وكان الجيش العراقي السابق قد تم حله بأمر من الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر بعد إسقاط النظام السابق في 2003 وهو ما أدى لاستبعاد مئات آلاف الجنود والضباط من الخدمة. وفي السنوات اللاحقة قامت الحكومة العراقية بإدماج عشرات آلاف الجنود السابقين بالجيش الحالي وإحالة آخرين للتقاعد بينما بقي العدد الأكبر منهم خارج المؤسسة العسكرية. وعلى مدى السنوات الماضية يطالب السنة بإعادة الضباط والجنود السابقين للخدمة من أجل تحقيق التوازن في المؤسسة العسكرية.
وقال النجيفي خلال لقائه بالضباط السابقين إن إن العراق بحاجة إلى خبرتهم، مشيرا إلى "الفترة التي أعقبت الاحتلال وما تخللتها من أخطاء تركت آثارا عميقة على وحدة البلد ومسيرته اللاحقة". ولفت الى ان "الخدمة الالزامية (التي كانت مطبقة في عهد النظام السابق) وفرت مشاركة جميع العراقيين بشكل صحيح ومتوازن وحقيقي، والبلد يحتاج فعلا إلى عودة خدمة العلم لمواجهة لتحديات التي يشهدها".
وأضاف نائب رئيس الجمهورية أن "التحدي الأكبر (في العراق) هو عصابات داعش الارهابية والميليشيات المنفلتة التي تشكل الوجه الآخر لداعش". وقال إن "الظرف الآن يستوجب التوحد والتعاون لذلك جاءت الحكومة الجديدة لمعالجة أخطاء المرحلة السابقة وسياساتها التي خلفت تركة ثقيلة تحتاج إلى جهود كبيرة من أجل معالجتها وتجاوز تأثيراتها السلبية".
وتابع بالقول "كما أن الحكومة الجدية انبثقت عن اتفاق سياسي يشمل المحاور الرئيسة المؤثرة في الحياة العامة كمواضيع التوازن والحرس الوطني وقانون النفط والغاز والمساءلة والعدالة وقانون العفو العام وغيرها من الأمور المهمة، وكل ذلك تم على وفق سقوف زمنية محددة لذلك فإن دعمنا ومساعدتنا للحكومة الجديدة مرتبط بتنفيذ هذه الاتفاقات".
وكان الجيش العراقي الذي أسسته الولايات المتحدة وصرفت عليه نحو 25 مليار دولار قد انهار امام تقدم ارهابيي داعش في حزيران الماضي.
ومنذ ذلك الوقت تعتمد الحكومة العراقية بصورة متصاعدة على متطوعين معظمهم من الشيعة لمحاربة المتشددين. وعندما تسلم حيدر العبادي رئاسة الحكومة العراقية قال إنه اتفق مع بقية شركائه في الحكومة على تأسيس الحرس الوطني فيما يشبه إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية.
وقال النجيفي إن انهيار الجيش وسيطرة داعش على مساحات شاسعة من البلاد ومن ثم عمليات الإعدام الجماعي بحق الجنود كان نتيجة "ضباط متخاذلين وبسبب السياسات الفاشلة التي قادت إلى هذه النتائج الكارثية"، مشددا على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن ذلك".
وأشار الى انه يرى إن الحرس الوطني ضرورة في هذه المرحلة والاجراءات مستمرة من أجل انجاز القانون ورفعه إلى مجلس النواب من أجل تشريعه والعمل به فورا. وذكر "أننا وبرغم الأوضاع الصعبة متفائلون بالمستقبل، وأملنا كبير في قدرتنا جميعا على تجاوز اخفاقات الماضي وبناء مستقبل يليق بشعبنا الكريم بكل أطيافه". ودعا نائب رئيس الجمهورية القادة والضباط إلى تقديم خبراتهم إلى المؤسسة العسكرية العراقية.
1004 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع