وهب كل أمواله لأعمال الخير..يروحولك فدوة كل ساكني المنطقة الخضراء حكومة وبرلمان ورئاسة الجمهورية وبقية الحرامية..
يبلغ دوبري دوبريف مئة عام في هذه السنة، لكنه ليس في دار للعجزة، بل يدور في الشوارع متسوّلًا. إلا انه لا يتسوّل ليعيش، بل ليهب ما يجنيه للجمعيات الخيرية.
سؤال لطالما بحث الانسان عن إجابة عليه: ماذا ستفعل عندما تبلغ قرنًا من العمر؟ لربما يحمل دوبري دوبريف، أحد قدامى المحاربين البلغار في الحرب العالمية الثانية، بعضًا من هذا الجواب، إذ من المؤكد أنه سيفعل ما يفعله دائمًا، التسوّل في شوارع صوفيا البلغارية. إلا أن السر في تميز دوبريف عن غيره من المتسوّلين هو أنه لا يتسوّل لنفسه، بل ليجمع مالَا يتبرع به للأعمال الخيرية.
لا يبقي قرشًا
يقف دوبريف وسط الرصيف في حذاء جلدي، ويرتدي أسمالًا رثة، يطلب المال من العابرين في شوارع صوفيا. يسكن منزلًا متواضعًا جدًا، بني بشكل بدائي على أرض تملكها الكنيسة، بعدما تبرع بمزرعته.
بالمقابل، يراه الناس يساعد في فناء الكنيسة، حاملًا الدلاء وأوعية الطعام.
لا يُبقي دوبريف قرشًا لنفسه، بينما يهب كل ما يصل إلى يده للكنائس والجمعيات الخيرية. وفي إحدى المرات، تبرع بمبلغ 24 ألف دولار لكنيسة القديس إسكندر، في العام 2009. ولا بد أن هذا كان مبلغًا طائلًا بالنسبة إليه، إن كان التسول يعود عليه بنحو 100 إلى 150 يورو في اليوم.
مئة عام
في هذا العام، يبلغ الجد دوبريف مئة عام. لا يعرف عنه الكثير إلا أنه دفن بيديه ولدين من أولاده الأربعة. فقد آثر البقاء في الظل، حتى قبل أن يهب نفسه لعمل الخير، وأن يكرس عمله لمساعدة الغير.
يجلس في كل يوم على قارعة الطريق، يرد للمارين تحياتهم. وفي بعض الأحيان، يروي قصصًا حميمة ومؤثرة، من دون أن يطلب مالًا. فالناس يدسون قروشًا، واحيانًا أوراقًا مالية، في صندوق صغير، فيحييهم احترامًا. وقصته كفيلة بأن تجبر أي إنسان على الإيمان بمعنى المحبة الانسانية السامية، وعلى التصديق أن الخير ما زال موجودًا في هذه الدنيا.
1465 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع