المدى برس/بابل:لا تبدو "صدمة" الإعلامية زينب يحيى مستغربة وهي ترى إعلاناً عن السكائر يؤكد فيه أن حضارة سومر لن تعود لكن السكائر المسماة بهذا الإسم عادت، وفيما يرى مواطنو بابل أن الإعلان يمثل "طمساً" لحضارة عريقة و"استفزازياً" من قبل إحدى الشركات المحلية، وطالبوا بإزالته فوراً، يبيّن مسؤولو المحافظة أن الإعلان أساء لتاريخ بابل والعراق.
وتقول الإعلامية زينب يحيى في حديث الى (المدى برس)، "فرحت حين وجدت إعلاناً عن سومر يشد الناظرين ولكن حين اقتربت من هذا الإعلان صدمت وبكيت من دون أن أشعر حين أكملت العبارة والتي تقول (حضارة بابل قد لا تعود لكن أعدنا سكائر سومر)، وتساءلتُ هل أصبحنا إلی هذا الحد نعشق الموت أم أن القضاء علی حضارة بابل أصبح شيئاً لابد منه وقد اصبحنا نعاني الإرهاب الداخلي أكثر من الإرهاب الخارجي".
وتضيف يحيى إن "على الحكومة المحلية منع وضع الإعلانات التي تروّج للتدخين في أيّ مكان من طرق وشوارع الحلة وفرض غرامات مالية علماً أن وزارة الصحة أصدرت تعليمات بعدم الترويج للتدخين لأنه مضر بالصحة العامة".
من جهته يقول المواطن علي عباس في حديث الى (المدى برس)، إن "هذا الاعلان استفزازي لأهالي بابل لأننا صناع الحضارات وبابل مدينة الحضارة والتاريخ فكيف يطلقون إعلانات بهذا الشكل"، مشيراً الى أن "السكائر هي وسيلة للموت وتحطيم الحياة وليست لها أيّة علاقة بالتاريخ، ونطالب الحكومة المحلية بإزالة تلك الإعلانات وتغريم الجهات التي وضعت هذه الإعلانات".
من جهته يقول المستشار القانوني في ديوان محافظة بابل خالد الفيحان المعموري في حديث الى (المدى برس)، "سأوجه كتاباً رسمياً لبلدية الحلة لرفع جميع اللافتات التي وضعت في المحافظة لأنها مخالفة لقانون مكافحة التدخين وتسيء لتاريخ العراق".
من جانبها تقول مسؤول إعلام البلدية وداد العبادي في حديث الى (المدى برس)، إن "وضع هذه الإعلانات على الطرق في مدينة الحلة غير قانوني ولم يتم تبليغنا به وهو مخالف لتعليمات وزارة الصحة بعدم الترويج للتدخين وكذلك يعد إساءة لتاريخ حضارة بابل الموغلة بالقدم وتعد حضارة عالمية".
يذكر أن شركة سومر لصناعة التبوغ، المملوكة للدولة، توقفت عن العمل بعد 2003 وعادت بشكل متقطع لإنتاج السكائر بين مدة وأخرى، فيما لاتحظى منتجاتها بالرواج ذاته الذي كانت عليه سابقاً أيام الحصار وغلاء السكائر المستوردة.
1158 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع