قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني تكلف كوسرت رسول بتولي مهام الأمين العام
(«الشرق الأوسط»)أربيل: شيرزاد شيخاني:أشرف مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان في السليمانية أمس على اجتماع مشترك للمكتبين السياسيين لحزبه الديمقراطي الكردستاني وحليفه الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني الموجود في ألمانيا حيث يتلقى العلاج.
ووصل بارزاني إلى السليمانية صباح أمس يرافقه وفد رفيع المستوى من قيادة حزبه ضم نيجيرفان بارزاني نائبه الحزبي ورئيس حكومة الإقليم، وفاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي وعدد آخر من أعضاء المكتب.
وجرى خلال الاجتماع الذي حضره من جانب الاتحاد الوطني النائبان الأول والثاني للأمين العام، كوسرت رسول علي وبرهم صالح، وعدد من أعضاء المكتب السياسي التباحث حول تداعيات الأزمة الصحية التي ألمت بالرئيس طالباني، خاصة ما يتعلق بالوضع السياسي في كردستان، وهو الموضوع الذي احتل أولويات اللقاء المشترك، خاصة مع بروز مشكلة خليفة طالباني في الحزب، وهي المشكلة التي تم حسمها من خلال صدور قرار جماعي من قيادة المكتب السياسي واللجنة القيادية للاتحاد الوطني بتكليف النائب الأول كوسرت رسول بقيادة الحزب نيابة عن طالباني في هذه المرحلة.
وأبلغ عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني عدنان المفتي «الشرق الأوسط» بأن لقاء بارزاني مع قيادة الاتحاد الوطني كان إيجابيا ومثمرا، تم التأكيد خلاله على الثوابت المشتركة والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة التحديات الراهنة، وجدد الأخ بارزاني تمسكه وحزبه بالاتفاقية الاستراتيجية بين الحزبين، وأبدى تضامنه الكامل مع قيادة الاتحاد والحرص على وحدة الموقف كما كان في السابق بانتظار عودة طالباني لموفور الصحة.
وفي مؤتمر صحافي عقده بارزاني عقب الاجتماع اعترف بشكل واضح، بأن النكسة الصحية التي تواجه الرئيس طالباني جدية، ولكن مع ذلك هناك إشارات وتقارير تشير إلى تحسن ملحوظ في صحته، وبحسب الأطباء المشرفين على علاجه فإنه يتحسن يوما بعد آخر، ولكن علينا أن نأخذ جميع الاحتمالات بنظر الاعتبار؛ لأن الأزمة كانت شديدة عليه نأمل وندعو الله أن يتجاوزها بسلام ويعود إلينا موفور الصحة. وأكد بارزاني، أن وجود واستمرار الاتحاد الوطني بالنسبة لمستقبل شعبنا الكردي مهم وضروري، وبإمكاننا أن نواصل معا مسيرتنا النضالية التي جهد وتعب الرئيس مام جلال بخوضها، لذلك فالظروف الحالية هي ظروف بالغة الحساسية بالنسبة لنا ولإخواننا في الاتحاد الوطني، ولذلك جئنا اليوم لنؤكد وقوفنا إلى جانبهم».
وحول التكهنات التي تدور عن بديل للرئيس طالباني في بغداد، قال بارزاني: الرئيس مام جلال ما زال على قيد الحياة، وتقارير الأطباء تشير إلى أنه يستجيب للعلاج، وهم متفائلون باستعادة صحته، وعلى العموم فمن المبكر الآن الحديث عن بديل أو خليفة له. وحول مصير التحالف الاستراتيجي بين حزبه والاتحاد الوطني وإمكانية تعديله كما كانت هناك دعوات سابقة بهذا الصدد، قال بارزاني: «لم نخش أبدا من مصير هذا التحالف الاستراتيجي، بل نعتبر هذا التحالف التزاما وواجبا وطنيا وأخلاقيا من الطرفين، وسنتمسك به بشكل أكبر».
وسئل بارزاني عن التطورات الميدانية وما إذا كانت هناك نية بسحب قوات البيشمركة من مناطق التوتر الحالية بالمناطق المتنازعة، فأجاب: انسحاب قوات البيشمركة مرهون بسحب قوات الجيش العراقي، وعلى الرغم من أنني لست متفائلا بحل الأزمة بين بغداد وأربيل، وعلى الرغم من أن المفاوضات متوقفة حاليا بسبب الأزمة التي ألمت بالرئيس طالباني، ولكن مع ذلك سيذهب وفد عسكري في الأيام القريبة إلى بغداد لمواصلة المحادثات بهذا الشأن.
في غضون ذلك فوضت قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني بمكتبها السياسي ولجنتها القيادية نائب الأمين العام كوسرت رسول علي ليتولى مهام قيادة الاتحاد الوطني بدلا من طالباني لحين عودته إلى كردستان ومزاولة مهامه الحزبية.
من ناحية ثانية، أدى سعد خالد منسق شؤون البرلمان والحكومة اليمين القانونية أمس أمام برلمان كردستان لتولي منصب وزير الإقليم لشؤون البرلمان، ليكون أول وزير للإقليم بعد أن ألغت حكومة الإقليم بتشكيلتيها السابقتين، السادسة برئاسة برهم صالح، والسابعة الحالية برئاسة نيجيرفان بارزاني منصب وزير الإقليم في إطار الحملة الإصلاحية لإدارات الحكومة وترشيق مؤسساتها ووزارتها. ويتوقع تعيين وزير آخر للإقليم لإدارة شؤون اليزيديين الذين يرتبطون حاليا بمديرية عامة تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ليصل عدد وزراء الحكومة إلى 21 وزيرا ما عدا رئيسها ونائبها.
وسعد خالد هو أحد أعضاء المكتب السياسي لحزب كادحي كردستان، شغل منذ عدة سنوات منصب منسق شؤون البرلمان والحكومة، وسبق لحزبه أن دعا مرارا إلى استحداث منصب وزير الإقليم ليشغله، ويكون حزبه بذلك مشاركا في الحكومة التي تضم وزراء من عدد من الأحزاب الصغيرة مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني الذي يشغل وزارة الكهرباء والتركمان بوزارة التجارة والمسيحيين بوزارة النقل والاتصالات، والحركة الإسلامية بوزارة الأوقاف، فيما تمتنع أحزاب المعارضة الرئيسية وهي (حركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) من المشاركة بالحكومة ورفضت عروضا متعددة لتولي عدد من الوزارات فيها.
914 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع