عبد يونس لافي
رسالة لَبايا (Labaya) حاكم مدينة
شكيم (Shechem) الى ملك مصر
احتجاجات الولاء
PROTESTATIONS OF LOYALTY
عِشْ مع الفراعنة في تلِّ العمارنة
في هذا المقال،
أقدم رسالةً ثانيةً من رسائل
احتجاجات الوَلاء التي تمثل
باقةً من رسائل ولاء وشكاوى
لحكام خاضعين لفرعون مصر
خلال حقبة العمارنة في القرن
الرابع عشر قبل الميلاد.
هذه الرسالة بعثها لَبايا (Labaya)،
حاكم مدينة شكيم (Shechem)
إحدى مدن الضفة الغربية من فلسطين،
شرقي مدينة نابلس، والتي
تمتعت بموقعٍ استراتيجيٍّ كبيرٍ،
خلال تلك الحقبة، وبتأريخٍ غني.
بدأ لَبايا رسالته بتقديم نفسه كخادمٍ
لملكهِ وسيِّده، فرعون مصر،
مشيرًا إلى أنه يسجد سبعَ مرّاتٍ
بعد سبعٍ عند قدميه.
يبدو أن رسالةَ لابايا كانت ردَّا على
رسالة تقريعٍ سابقةٍ من فرعون مصر،
لذا يؤكد لَبايا أنه خادمٌ مخلصٌ،
لا خائنٌ ولا متمرِّدٌ،
بل يلتزم بدفع أي مستحَقّاتٍ مالية،
وتنفيذ أيِّ طلبٍ يصدر عن وكيل الملك.
يتظلَّم لَبايا من أشخاصٍ سَعَوْا
لتشويه سمعته، مما ألحق به
ضررًا بالغًا، لكنه يشير إلى أن جلالة
الملك لم يتحقَّقْ من ادِّعاءاتِهم.
ثم يذكر موضوع جريمته التي
أعلن عنها بنفسه عند دخوله
مدينة جازري (Gazri) او جازر،
التي كانت تحت حكم ملكيلو (Milkilu).
ومدينة جازر هذه هي مدينة كنعانيةٌ
فلسطينيةٌ اخرى كانت موقعًا أثريًا
هامًا دارت فيه معارك عديدة.
يشير لَبايا إلى أن ملكيلو قد
استولى على كل ممتلكاته، ويتساءل
عن مصير ما كان يملكه ملكيلو،
مؤكدًا أن الذنب الذي اقترفه
ملكيلو أكبر من ذنبه.
ينتقل بعد ذلك إلى مسألةٍ أخرى،
تتعلَّقُ برسالةٍ من الملك بشأْنِ
دومويا(Dumuya) ،
الذي يبدو أنه كان على صلةٍ
بخابيريو (Ḫapiru) وهم قطّاعُ طرق،
لكن لبايا لم يكن على علم بذلك.
ولو علم لكان قد سلمه الى
ابيه ادايا (Addaya)، المفوض
المصري الرسمي الذي كان
مسؤولًا مهمَّا في تلك المنطقة.
يُنهي لَبايا رسالتَه بقسمٍ
يؤكد فيه ولاءَه وخضوعَه المطلق،
قائلاً إنه لو طلب الملك زوجته،
لما تردَّد في تقديمها، بل إنه
لو طلب منه أن يقتل نفسَه،
لفعل دون تردُّد.
والآن الى نص رسالة لبايا:
قل لملكي، سيدي، وشمسي:
خادمك لَبايا (Labaya) ،
التراب الذي تطأه،
يرسل الرسالة التالية:
أسجد سبعَض مرّاتٍ وسبعَ مرّاتٍ
عند قدمي الملك، سيدي، وشمسي.
لقد سمعتُ الرسالة التي أرسلها إليَّ
الملك؛ فمن أنا حتى يخسر الملك أرضه
بسببي؟ إن شاء سيدي، فأنا خادم
مخلص للملك، لا خائن ولا متمرد.
كما أنني لا أمتنع عن دفع الجزية، ولا
أمتنع عما يطلبه الوصيُّ عليّ.
في الحقيقة، الناس يشوهون سمعتي؛
لقد لحق بي ضرر،
ومع ذلك لم تحقق جلالتك في
جريمتي (المزعومة) إن وُجدت.
فهذه هي جريمتي
التي أعلنتها علنًا عند دخولي
مدينة جازري (Gazri):
"لقد سلب الملك كل ما أملك،
ولكن أين ممتلكات ملكيلو (Milkilu) ؟
مع ذلك أعلم أن ذنب ميلكيلو
(أفظع) من ذنبي!"
والآن إلى مسألة أخرى:
أما بخصوص رسالة الملك
إليّ بشأن دومويا (Dumuya):
لم أكن أعلم أن دومويا كان يعاشر
قطاع الطرق من خابيريو (Ḫapiru) ؛
ألم أكن لأسلمه إلى أدايا (Addaya)،
(لو كنت أعلم)؟
والآن إلى مسألة أخرى:
أقسم أنه لو كتب إليّ الملك
(يطالبني) بزوجتي، لما حجبتُها،
ولو أمرني الملك:
"اغرس خنجرًا من حديد في قلبك
ومت!" لنفذتُ أمر الملك بالفعل.
880 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع