أحمد العبداللّه
سقوط (البعبع)..إيران نمرٌ من ورق!!
(نمرٌ من ورق)؛مقولة شعبية صينية, ومعناها؛شيء يبدو مخيفًا, لكن حقيقته خاوية وهزيلة جدًا. فهذا القول ينطبق تمامًا على(البعبع)الإيراني؛ من عهد الهالك خميني, وانتهاءًا بخلفه الدجال الأعضب(خامنئي). فقد كان الخطاب الدعائي لهؤلاء المنافقين الدجالين, ومنذ ما يقرب من نصف قرن على(ثورتهم) البائسة, يتوعد إسرائيل بـ(الرد الساحق الماحق إن تجرّأت على المساس بالجمهورية الإسلامية)!!. وأكثروا من الصريخ والعويل والضريط, بأنهم؛(سيمسحون إسرائيل من الخريطة)!!. ومؤخرًا في 4-6-2025, قال(المرشد الأدنى)خامنئي في كلمته السنوية بمناسبة هلاك الدجال(خميني)؛( ردّنا على هراء أميركا واضح.. لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا)!!. ولكن بعد سبعة أيام, مسحت به أمريكا وإسرائيل, الأرض!!.
لقد انتفخت فقاعة إيران وتمدّدت لأكبر من حجمها بكثير, وبضوء أخضر إسرائيلي - غربي. وتغوّل هذا النظام الإجرامي كثيرًا, ساعيًا لتحقيق حلمه بإنشاء(إمبراطورية فارسية شيعية)!!. وتمدّد جغرافيًّا على حساب العرب, بعد أن سلّمت أمريكا العراق له على طبق من ذهب, وغضّوا بصرهم عن امتلاكه القنبلة الذرية, وسكتوا عن كل إرهابه كل هذه السنين الطويلة, رغم اعترافهم بأن؛(إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم). وإذا كانت إسرائيل هي(مدلّلة)الغرب بلا منازع, فإن إيران نافستها في ذلك الدلال!!. بعد أن حققت للغرب من الأهداف في عقدين, ما عجز هو عن بلوغها في قرن كامل!!.
ومن باب المقارنة.. فعندما سعى العراق لحيازة برنامج نووي سلمي تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة, قامت إسرائيل بتفجير المفاعلات وهي في فرنسا قبل شحنها للعراق. وعندما تم إصلاح المفاعلات ونقلها ونصبها في منطقة(التويثة)جنوب بغداد, قامت إسرائيل بقصفها وتدميرها بعد وقت قصير. ثم دُمّرت تماما مرة أخرى في العدوان الثلاثيني سنة 1991, وانتهى البرنامج نهائيا وتعرض(للفرهود)بعد احتلال العراق في 2003. وكل ذلك جرى في ظرف 22 سنة فقط!!.
ولكن؛ يمكرون ويمكر الله, وهو سبحانه خير الماكرين. فبموجب قوانين الدفع الإلهية وتولية الظالمين بعضهم بعضا, كما قال تعالى؛((وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)), جعل الله كيدهم في تضليل, وسعيهم في تخسير. فقد اصطدم المشروعان؛الإسرائيلي - الغربي والفارسي المجوسي, بعد أن تجاوز هذا الأخير الخطوط الحمر, وحاول أن يفرض نفسه كقوة إقليمية متحكمة في المنطقة, وهذا غير مسموح به أبدًا بالنسبة للغرب. وكان(طوفان الأقصى)في 7-10-2023, ودفع حركة حماس للمحرقة ثم تركها وحيدة من قبل النظام الإيراني وفضلاته, هو الذي أشعل شرارة الاصطدام.
وفي غضون فترة قصيرة, تم قطع رأس أقوى أذرعه(حزب الشيطان)في لبنان, وتلاشى في عشرة أيام. ولم يتدخلوا لإجهاض(عملية ردع العدوان)التي أجهزت على بقايا سلطة المجرم الهارب بشار الكيماوي في(11)يوما فقط, وتم تحجيم الحوثيين في اليمن, وكل ذلك حصل بشكل سريع ومتتابع. وبذلك تم تجريد النظام الإيراني من أذرعه التي كان يعوّل عليها كثيرا, وعملت كمصدّات عنه, مما اضطره للنزول للميدان بنفسه, بعد أن وصلت السكين لِوَتين رقبته. وهنا كانت الفضيحة المخزية والمجلجلة, التي جعلت هذا النظام المجرم عاريا ومكشوفا في(حرب الأيام الـ12)!!, التي ابتدأتها إسرائيل بهجوم جوي مباغت يوم 13-6-2025. ولولا تدخّل الرئيس الأمريكي وطلبه من إسرائيل إيقاف هجومها, لاستسلم الملالي وركعوا صاغرين, ولكن(ترامب)ولأمله بنيل جائزة نوبل للسلام, ألقى لهم سترة النجاة, وانتشلهم من التهلكة.
وكان جهاز المخابرات الإسرائيلي(موساد)قد تمكن منذ سنوات من اختراق الداخل الإيراني وزرع(خلايا نائمة), تم تفعيلها قبيل بدء الهجوم الجوي، ونفّذت عمليات نوعية، بما في ذلك تركيب طائرات مُسيَّرة ملغمة جرى تهريب أجزائها مسبقا، واستخدام شاحنات محلية لإطلاقها من داخل طهران. وتمكنت تلك الخلايا من تدمير(70)موقعًا ومعدّة للدفاع الجوي قبل أن تبدأ العمليات الجوية ضد المواقع الإيرانية, إضافة لعمليات اغتيال لعلماء الذرة, وتفجيرات لضعضعة أوصال النظام.
وخلال هذه الأيام الـ(12)خسرت إيران أكثر من(30)من أهم قياداتها العسكرية, على رأسهم رئيس الأركان, وقائد الحرس الثوري، وقائد ما يُسمى بـ(مقر خاتم الأنبياء). ومعظم هذه الرؤوس قُطعت في اليوم الأول من تلك الأيام النَحِسات على الفرس المجوس. وكان الرد الإيراني هزيلًا للغاية، فقد تم اعتراض90% من الصواريخ الباليستية الإيرانية, و99% من طائراتهم المسيّرة قبل الوصول لأهدافها في إسرائيل. إضافة لمقتل ما يقرب من ألف شخص وجرح الآلاف من الإيرانيين, بمقابل(28)قتيلًا إسرائيليا فقط!!.
وتم القضاء على البرنامج الصاروخي الإيراني تقريبا، وتدمير 65% من قواعد إطلاق الصواريخ الباليستية, بالإضافة لتدمير ما بين 800 - 1000 صاروخ قبل إطلاقها, من أصل الترسانة الإيرانية، ولم يعد لدى إيران سوى حوالي 1000-1500 صاروخ باليستي فقط، أي نصف ما كانت تملكه قبل الحرب. كما تعرضت معسكرات ومقرات الحرس الثوري والأجهزة الأمنية ومبنى الإذاعة والتلفزيون, ومنشآت ومصانع ومؤسسات رسمية لدمار كبير بفعل الغارات الجوية العنيفة والدقيقة. وهرب الملايين من سكان العاصمة طهران إلى الضواحي, انصياعا لأوامر الإخلاء الإسرائيلية بقصفها.
وتمكن سلاح الجو الإسرائيلي منذ اليوم الأول من فرض سيطرته الكاملة على أجواء إيران, رغم بعد المسافة بين قواعده وساحة المواجهة. وتدمير حوالي80% من قدرات الدفاع الجوي الإيرانية. وفشلوا في إسقاط أيِّ طائرة مقاتلة إسرائيلية. وتم إخراج معظم المطارات الإيرانية والقواعد الجوية من الخدمة, وتدمير عشرات الطائرات المقاتلة والعمودية على الأرض, بعضها من تلك التي اختلسوها من العراق لما أودع طائراته لديهم عام 1991, فخانوا الأمانة ورفضوا إعادتها.
ولكن الخسارة الكبرى كانت في الحقل النووي, إذ تم قتل(17)عالما نوويا في هجمات جوية وأرضية منسّقة, وهم يشكلون صفوة المشروع النووي الإيراني وعموده الفقري, والذين يستحيل تعويضهم. وأكدت الولايات المتحدة إن إيران لم يعد لديها القدرة على إنتاج قنبلة ذرية بعد تدمير منشآتها النووية في أصفهان ونطنز ومفاعل فوردو المحصّن تحت الجبال. وتؤكد التقارير إن الخسائر الإيرانية من جراء استهداف بنيتها التحتية ومنشآتها النووية قد تصل لمئات المليارات من الدولارات, جزء كبير منها من أموال العراق التي نهبوها بعد احتلاله!!.
إن إيران التي سوّقت نفسها لفترة طويلة على أنها عصيّة على الاختراق، تبين إنها أوهن من بيت العنكبوت. فقد كان الانكشاف الإيراني كاملا, وكانت الصدمة قاسية, بسبب الاختراق الاستخباراتي العميق. وكانت هزيمتها؛إستراتيجية ونفسية، وسقطت عنها هالة(الهيبة)الكاذبة. فالتدمير لم يكن ماديًا فقط رغم فداحته، بل تم تحطيم الصورة الذهنية التي رسمتها إيران لنفسها في الداخل والخارج, بأنها قوة إقليمية تمتلك أدوات الردع. ولم يكن الرئيس الإيراني الأسبق(محمود أحمدي نجاد)مبالِغا أبدًا, وهو يقول في منشور له سنة 2022؛[إن الموساد الإسرائيلي(يسرح ويمرح)في إيران]!!.
وشتان ما بين صمود العراق في عدوان سنة 1991, لمدة 45 يوما, وبمواجهة 33 دولة, ثلاث منها عظمى, و28 جيشا, تعدادها مليون جندي تقريبا, و 1750 طائرة, تغير في الليل والنهار من جهات العراق الأربع, ودمرت كل شيء تقريبا, وأعادت العراق لعصر ما قبل الصناعة. ولكن خلال فترة قصيرة نهض العراق من تحت الرماد واستطاع بإمكانياته الذاتية من إعادة إعمار ما دمّره الأشرار, رغم الحصار المفروض عليه. بينما أشرفت إيران على الانهيار في معركة جوية استمرت 12 يوما فقط, وبمواجهة دولة صغيرة واحدة, وليست محاددة لها, بل تفصلها عنها دولتان, ومسافة 1500 كم!!.
وخاض جيش العراق معركة برية بمواجهة جيش أمريكي عرمرم ومتفوق استمرت أربعة أيام, وأوقف زحفه, وأجبر(بوش)على وقف إطلاق النار. كما اشتبكت القوة الجوية العراقية بمعارك جوية مع طائرات التحالف وأسقطت عددا منها. ونجح الدفاع الجوي العراقي بإسقاط أكثر من(75)طائرة حربية, من ضمنها القاذفة العملاقة(بي 52), ومئات الصواريخ المجنحة. وأطلق سلاح صواريخ أرض-أرض, أكثر من 80 صاروخا على إسرائيل والقوات المحتشدة في جزيرة العرب, وفشلت صواريخ(باتريوت)في اعتراض معظمها. وكانت حصيلة القتلى والجرحى في صفوف العدو, بالمئات!!.
لقد انتهى النظام الإيراني المجرم, وسقط بنظر شعوبه المبتلاة به, والتي أصبح الطريق أمامها سالكًا لاقتلاعه من جذوره بانتفاضة شعبية عارمة. وإنه الآن كالخنزير المثخن بجراحه, وما هذه الاستعراضات المضحكة التي يقوم بها أتباعه في طهران, وحثالاته في بغداد المحتلة, سوى محاولة بائسة وفاشلة لتأخير مصيره المحتوم, وللتغطية على المهانة والإذلال التي لحقته, والرعب الذي ينتابه. نعم؛ لقد سقط(البعبع)..ولم يتبقَ سوى دفن جيفته النتنة في مزابل طهران ومجاري قم!!.
قال تعالى؛((إِنَّهُمۡ یَكِیدُونَ كَیۡدا. وَأَكِیدُ كَیۡدا. فَمَهِّلِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَیۡدَۢا )).
963 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع