الصباح/بغداد – آمنة عبد العزيز:( البالة) مفردة جديدة دخلت عالم البيع والشراء وباتت تستهوي الناس للتبضع منها، ويذهب الكثيرون للبحث عنها لشراء كل ما هو مستعمل من ملابس وأثاث وتحف قديمة حتى ألعاب الأطفال،
وبين حاجة المواطنين ممن تستعصي عليهم شراء الجديد بأسعاره المرتفعة وبين فئة اخرى تبحث في ( البالة ) لشراء الأجود صناعة وبأسعار منخفضة، خط فاصل وآخر يحمل خطورة خفية لا تدركها العيون المبهورة بالألوان لتلك المواد المستوردة المستعملة , هكذا بدأ حديثه سرمد سعد من قسم الرقابة الصحية في وزارة الصحة وأتم قائلا :
هناك محاذير صحية من استخدام مواد ( البالات ) وبشكل خاص الألعاب التي تضم انواعا مختلفة مصنعة من القماش والقطن والبلاستيك ومواد صناعية اخرى تحمل بين طياتها أمراضا جلدية وأمراضا قابلة للعدوى فضلا عن هذا يكون عمر تلك المواد الافتراضي نافذا أي محدد الاستعمال لسنوات معينة وعليه يتم الاستغناء عنها من قبل الأفراد أو الدول وتهمل وترمى في النفايات ويتم تجميعها من قبل تجار المستعمل هناك ويصدرونها لبعض الدول على شكل طرود محكمة مضغوطة تباع في أسواقنا المحلية، لذا يكون منعها واجبا صحيا، و علينا تنفيذه للحفاظ على الصحة العامة والطفولة بشكل خاص.
الطبيب بسام عز الدين اختصاص أمراض الأطفال قال :
ربما تأتي بعض الأمراض التي تشكل خطرا على صحة الطفل من مصدر لا يمكن أن نشك به، وألعاب ( البالات ) هي مصدر خطر لما تنقله تلك الألعاب من شخص لآخر، وقد كشفت على حالة طفل بعمر الثمانية أشهر يعاني من التهاب جرثومي معوي شديد أصيب به بعد أن تأكدت من خلال والدته أنها تلهيه ( بعضاضة ) بلاستيكية للأطفال اشترتها من ألعاب ( البالات ) ! وهذا بالتأكيد ناجم عن أن هذه اللعبة تداولتها الأيدي ودخلت فم أطفال آخرين لتكون مادة ناقلة لمرض خطير، لذا أقول الألعاب الخاصة بالأطفال بالرغم من كونها تحمل البهجة في نفوسهم الا أنها قد تحمل الألم له ولذويه، فيجب ان تكون خطا أحمر لا نقترب منه حتى وأن كان ثمنه زهيدا .
ويدافع بائعو ألعاب ( البالات ) عن بضائعهم فيقول حسن ثامر 44 عاما قائلا:
هي تجارة عززت من تشغيل الأيدي العاطلة عن العمل وذات مصدر ربحي جيد، لذا هناك من يريد محاربتها وضمها لأسطوله التجاري!! فاستيراد المستعمل لم يكن وليد الصدفة بل جاء لحاجة الناس اليه ونوعيته الجيدة على مايستورد من رديء الحاجيات ذات العمار القصيرة وألعاب الأطفال التي نبيعها هي من ماركات ومناشئ عالمية تصنع خصيصا لأطفال من الدرجة الأولى أي أنها خاضعة للسيطرة النوعية والمواصفات العالية، ومن ثم يتم الاكتفاء من حاجتها لديهم وتباع لنا على شكل طرود بالكيلو غرام الذي يصل الى 7 أو 8 دولارات حسب نوعها وحجمها، فهناك المكعبات الخشبية والبلاستيكية وألعاب فكرية وألعاب دمى بأحجام كثيرة كل منها فئة عمرية من الأطفال تتلاءم وعقليته،, أما أن تشكل خطرا على صحة وحياة الأطفال فهذا أعده افتراء كون الطفل يكون معرضا للمرض حتى من الألعاب غير المستعملة، اذا ما تلوثت بالأوساخ .
( أبو سجاد ) مستورد وتاجر (بالات ) فضل عدم ذكر اسمه واكتفى بكنيته قال :
منذ عشر سنوات وأنا في هذا ( الكار ) أعمل به وأعرف خفاياه، فالبالة هي أشبه بلعبة ( الحظ يانصيب ) ! بعضها يحمل الجيد والغريب والجديد وآخرى تستحق اسم ( بالة ) لرداءة النوعية وفي كل الأحيان أرباحها جيدة، بالنسبة للألعاب وجدتها مطلوبة في السنوات الأخيرة من قبل التجار الصغار الذين يعملون بها، فعلى سبيل المثال 10 قطع من الألعاب تساوي قطعة واحدة، وسعر البالة لايتعدى 50 الى 70 دولارا بأحسن الأحوال ومن أهم الدول التي نستورد منها ( بالات ) لعب الأطفال هي السويد،الدنمارك، وكندا وأستراليا، وأما أن تكون ألعاب البالات مصدرا للأمراض وتشكل خطورة على حياة الأطفال فأنا أقول : تعقيمها وشحنها من مصدرها الأول خاضع للرقابة الشديدة قبل تصديره وهذا يكفل ضمان خلوها من أي توابع صحية .
البائع فرحان هادي 32 عاما صاحب محل لبيع ألعاب جديدة قال :
ذائقة الناس تختلف من شخص لآخر فهناك من يرغب بالجديد والغالي ثمنه لشرائه لطفله وآخرون يبحثون عن ألعاب مستعملة عن نوعية خاصة للكبار لا يجدونها في ألعابنا، مثل الشطرنج و( طوبات الركبي ) الأميركية وحتى القطع الصغيرة من ألعاب الشخصيات الكارتونية والحيوانات الخرافية المنقرضة يجمعها أشخاص كبار ويعرضونها في فاترينات منازلهم، اذن الذائقة تحكم الشراء ونوعية الزبون، أما مسؤولية الشراء للعب الأطفال فهذه خاضعة لجوانب صحية ونفسية تكون من مهام الأبوين .
884 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع