الشرق الأوسط/بغداد: أفراح شوقي:بعد نحو 10 سنوات من إخلاء آخر قصر للرئيس العراقي السابق صدام حسين إثر الاجتياح الأميركي للبلاد في أبريل (نيسان) 2003. إلا أن مشكلة عائداتها أو مجالات استخدامها والإفادة منها لا تزال مثار جدل وخلاف بين أطراف سياسية عدة، آخرها المشاكل التي أثيرت في محافظة البصرة إثر إعلان تحويلها إلى مقار لإقامة كبار المسؤولين وضيوفهم.
يذكر أن صدام بنى 12 مجمعا رئاسيا وكل مجمع يضم عددا من القصور توزعت في كافة المحافظات العراقية. ويشير البعض إلى وجود عشرة قصور له في بغداد وحدها ومنها المجمع الرئاسي وقصر السجود من أكبر القصور في العراق، فيما يعتبر قصر البصرة من أصغر قصوره.
ورغم توجيهات رئاسة مجلس الوزراء العراقي بإخلاء القصور الرئاسية وتخصيصها للثقافة والفنون حصرا قبل ما يزيد على عام، بعد أن شغلتها الأحزاب والكيانات السياسية كمقرات لها على مدى سنوات طويلة، وشغلتها قبل القوات الأميركية، فإن شيئا من ذلك لم يتحقق.
وكان مجلس محافظة البصرة، قد أعلن مؤخرا رفضه المطلق لرغبة الحكومة المركزية بتحويل القصور الرئاسية السابقة إلى منازل لإقامة كبار المسؤولين وضيوفهم، داعيا إلى جعلها منتجعات سياحية بصيغة الاستثمار.
وتتميز القصور الرئاسية في محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، بفخامتها وطرازها المعماري الفريد، حيث إن سقوف غرفها وقاعاتها كلها مزخرفة بالنقوش الإسلامية، كما أن بعض القصور تطل منها شرفات خشبية تحاكي بتصميمها بيوت «الشناشيل» التراثية، وما زال اسم صدام منقوشا على الأطر الخشبية والأعمدة والأقواس الحجرية الخاصة بالبوابات الداخلية والخارجية لتلك القصور.
المواطن قيس ناظم، من سكان منطقة القادسية بالقرب من المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «القصور الرئاسية هي ملك للشعب بعد رحيل السلطان، وقد بنيت من أمواله، ويفترض أن تكون متاحة لجميع الراغبين بزيارتها»، وأضاف: «سمعنا كثيرا عن تحويلها إلى منتجعات ثقافية أو سياحية لكن ذلك لم يتحقق وبقيت الأحزاب السياسية وكبار المسؤولين يحتلونها منذ ما يزيد على ثماني سنوات».
بدورها أكدت وزارة الثقافة العراقية لـ«الشرق الأوسط» أنها «وحدها المعنية بأمر الإشراف على القصور الرئاسية وأن أي استثمار لها بغير وجه حق لا نسمح به مطلقا، وسنحاسب المخالفين وفق القانون». وقال فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة إن الوزارة «وضعت خطة استراتجيه شاملة لأجل الإفادة من القصور الرئاسية في جميع المحافظات العراقية والتهيؤ لإقامة الفعاليات والنشاطات الفنية والثقافية فيها، خصوصا مع اقتراب موعد الاحتفال ببغداد عاصمة الثقافة العربية في مارس (آذار) المقبل». وأضاف: «إن بعض القصور جاهزة لإقامة الاحتفالات وبعضها بحاجة للترميم، والوزارة حريصة على إنجاز مشاريع ثقافية في بغداد تمتاز بالديمومة والبقاء وستكون متاحة لجميع الزوار».
887 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع