وكالات: في الوقت الذي أعلنت محافظة بغداد بان لا خطر من فيضان نهر دجلة، الذي ارتفع منسوبه الى مستويات لم يشهدها منذ سنين نتيجة الأمطار التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية، يشعر العراقيين بسعادة غامرة بالأمطار التي هطلت على الرغم من الأضرار التي تكبدوها نتيجة عدم استعداد الحكومة لاستقبالها.
وأبدى مواطنون سخطهم من الإجراءات الحكومية التي اكتفت بتحذير المواطنين بترك منازلهم القريبة من ضفة النهر وتعويض الذين تضرروا من جراء السيول، مطالبين إياها بإيجاد خطة للحفاظ على الثروة المائية وعدم تبديدها بإنشاء السدود والخزانات، التي يمكن الاستفادة منها في فترة الجفاف كما تفعل دول الجوار.
ويقول أحد سكان مدينة الأعظمية ويدعى عبد الكريم المفرجي، 55 سنة، وهو ينظر الى مدينة العاب تم إنشاؤها على كورنيش الأعظمية تم إغلاقها بسبب غمرها بمياه النهر، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنني "عندما كنت أنظر الى نهر دجلة قبل عام من الآن، كنت أصاب بحالة من الحزن العميق لأني كنت أراه مثل الشخص المريض"، مضيفاً أنه "الآن يشعر بالفرح لأن النهر رجع الى سابق عهده، وأنا وجميع العراقيين سعيدون بعودة جريان المياه فيه بهذا الشكل".
ويشير المفرجي إلى أن "مدينة الألعاب تم إنشاؤها بداخل النهر عندما كانت مياهه قليلة، ومكانها يعتبر تجاوزاً، ويمكن للشركة التي تديرها أن ترفع معداتها وتضعها في مكان آخر"، مؤكداً أن "الأهم من تضرر مدينة الألعاب هوعودة الحياة الى دجلة الخير".
لا خطر على بغداد من الفيضان
تؤكد وزارة الموارد المائية أنها مسيطرة على الموجات الفيضانية الواردة الى نهر دجلة نتيجة الأمطار الغزيرة الساقطة، وأن الوزراة وعلى لسان وزيرها تمكنت من تمرير هذه الموجات الفيضانية وخزنها بشكل منتظم في البحيرات الخزنية للاستفادة منها خلال موسم الصيف المقبل.
وقال وزير الموارد المائية مهند السعدي في حديث مع "السومرية نيوز"، إن "بغداد لم تشهد أضراراً تذكر خلال موجة الفيضانات التي ضربت محافظات عدة، ومن غير المحتمل أن تشهد العاصمة أضراراً في المستقبل، لأن الموجة الفيضانية تم السيطرة عليها".
ويضيف السعدي إلى أن "موجات المياه جاءت من الزاب الأعلى والزاب الأسفل إلى سد سامراء وكان يجب التخلص من هذه الواردات الزائدة، كما أنه تم زيادة إطلاقات المياه من سد الموصل من 500 إلى 2500 متر مكعب بالثانية"، مشيراً إلى أن "ارتفاع عمود الماء كان قد وصل في نهر دجلة في بغداد إلى 31 متراً فيما يبلغ المعدل العمود في النهر 28 متراً".
ويشير السعدي إلى أن "موجة الفيضان أنتهت عن بغداد وتتجه إلى محافظتي واسط وميسان، اللتان شكلتا خلية أزمة لتلافي موجات الفيضان"، متوقعاً "عدم تأثير هذه الموجة على المحافظتين لإمكانية تصريف المياه عن طريق بعض المعابر مثل الأهوار".
في الوقت الذي يؤكد مدير مشروع سدة الكوت حيدر عبد الحسين، في (3 كانون الثاني 2013)، أن السدة تترقب وصول الموجة الفيضانية، مبينا أن السدة على استعداد لاستيعابها وتمريرها دون مخاطر.
يذكر أن معظم مناطق البلاد شهدت موجة سيول بسبب ارتفاع مناسيب نهر دجلة بعد الأمطار الغزيرة التي سقطت منذ (27 كانون الثاني 2013)، حيث أعلنت محافظة صلاح الدين، في (31 كانون الثاني 2013)، عن إجلاء أكثر من 3000 أسرة جراء تلك السيول التي جرفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية شرق تكريت، كما اعتبرت منطقة المسحك شمال تكريت "منكوبة" بعد غرق أكثر من ألفي منزل فيها.
فرح غامر بعودة الحياة لنهر دجلة
الحاج عبد العظيم باقر "أبو محمد" يبلغ من العمر 71 عاماً، يجلس لساعات طويلة عند بوابة منزله الذي يطل على نهر دجلة في منطقة الكريعات، يشعر بسعادة غامرة بعودة منسوب النهر الى الارتفاع، ويتمنى أن يستمر النهر بجريانه وان تعمل الحكومة على أن يكون منسوبه دائما بهذا المستوى".
وقال الحاج باقر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنني "أشعر بفرحة لا توصف، وأنا جالس أمام النهر ومياهه بهذا الارتفاع وتجري بهذه السرعة، أحس أن العمر رجع بي الى فترة الشباب"، مبيناً أن "علاقتي مع النهر تمتد لسنوات الصبا، وكنت أشعر بحزن عميق عندما كنت أنظر الى النهر في السنوات الماضية ومياهه شحيحة".
ويبدي باقر استياءه من "عدم اتخاذ الحكومة إجراءات لحماية المواطنين من الفيضانات والسيول في بعض محافظات البلاد واكتفائها بتعويضهم فقط"، داعياً إياها إلى "إيجاد الخطط الصحيحة في الحفاظ على هذه الثروة من التبدد، بإنشاء السدود والخزانات لتوفير الماء إلى أيام الجفاف المحتمل".
يذكر أن مجلس الوزراء قرر، في (3 شباط الحالي 2013) عن تخصيص مليوني دينار لكل أسرة متضررة من الفيضانات التي ضربت بعض محافظات البلاد.
ويؤكد وزير الموارد المائية مهند السعدي أن "التعويضات التي اقرها مجلس الوزراء، والتي تضمنت تعويض المتضررين بمبالغ تبلغ مليوني دينار لا تشمل الخسائر المتعلقة بالبيوت والزراعة التي سوف يتم تعويضهم عنها لاحقاً ".
من جانبه، أعرب أحد سكان منطقة الشواكة، وسط بغداد ويدعى سامي سعدون، 47 سنة، عن تذمره من تبليغ سكان منطقته من قبل محافظة بغداد بإخلاء منازلهم تحسباً لغرقها نتيجة ارتفاع منسوب مياه نهر دجلة، بقوله إن "التعويض لا يقدم ولا يؤخر، لأنك إذا هُجرت من منزلك فلا يمكن لأي مبلغ أن يعوضك بأي شكل من الأشكال"، مطالباً الحكومة "بإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة".
700 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع