خطيب الفلوجة: سنواجه الحكومة بسلاحها ضدنا... الزمن والصبر!

      

إيلاف:فيما أكدت محافظات عراقية اليوم استمرارها بالاحتجاج وسط إجراءات أمنية مشددة، دعت عشائر الجنوب إلى دعمها مشددة على أنها ستواجه الحكومة بسلاحها ضدها وهو الزمن والصبر. وحذر خطيب جمعة الفلوجة رئيس الوزراء العراقي من تصعيد "بطشه وطغيانه ضد السنة".

شهدت محافظات بغداد والانبار وكركوك والموصل وديالى وصلاح الدين تجمعات حاشدة تحت شعار "جمعة صبرًا بغداد" أقيمت خلالها صلوات شيعية سنية موحدة أكدت على الإستمرار برفع المطالب من الحكومة. وأكد خطباء الجمعة في هذه المدن بالالاف من المحتشدين ان التظاهرات لن تنتهي حتى تنفيذ المطالب ورفع الظلم ودعوا إلى الوحدة ونبذ الطائفية وعدم السماح للمندسين بالتاثير على سلمية الاحتجاجات.

وقد شاركت عشائر عربية جنوبية في الصلاة الموحدة التي اقيمت في ساحة الاعتصام بالرمادي. وفي الموصل اعلنت هيئة علماء ودعاة نينوى أن قوات الجيش العراقي منعت إقامة صلاة موحدة في جامع أم المؤمنين حفصة غربي الموصل وأكدت أن قوات الجيش سمحت بإقامة الصلاة فقط في ساحة الاعتصام بساحة الأحرار وسط الموصل. كما قامت القوات الأمنية بحصار منطقة الاعظمية ببغداد حيث كان المحتجون ينوون القدوم اليها من مختلف المحافظات لاقامة صلاة موحدة في جامع ابي حنيفة النعمان قبل ان يعدلوا عن ذلك.

وقال خطيب جمعة مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية في الاف المصلين الذين احتشدوا في ساحة الاعتصام إن الحكومة العراقية تراهن على الزمن لافشال الاحتجاجات التي تشهدها العديد من المدن العراقية "لكننا سنواجهها بسلاحها ونصبر حتى تحقيق مطالبنا". وأشار إلى أنّ المحتجين هم الان في مرحلة الصبر والمثابرة ومستمرون في اسماع صوت مطالبهم إلى الحكومة والعالم كله.

وأضاف أنّ المتظاهرين في المحافظات الغربية والشمالية قد أكدوا للعالم خلال الاربع والخمسين يوما الماضية من احتجاجاتهم وتظاهراتهم ان السنة موجودون بعد أن قال العالم إنهم قد ماتوا ووصف رئيس الوزراء نوري المالكي حراكهم بالفقاعات. وأشار إلى أنّه بعد ان سال الدم وقتل الابرياء واغتصبت النساء فلابد من الثبات على المطالب وابعاد الخوف والشعور بالهزيمة وقال مؤكدا "نحن هاهنا صامدون".

وأضاف خطيب جمعة الفلوجة أن المراهنة الثانية للحكومة لافشال الاحتجاجات هي على التفرقة حيث تسعى لتمزيق صوت وحراك المحتجين من خلال بث المندسين بينهم لتشتيت جموعهم.. وخاطب المصلين قائلا "علينا الحفاظ على وحدتنا وننظر إلى المستقبل موحدين في مطالبنا واحتجاجاتنا". وأشار إلى أنّ المواطنين عندما اختاروا طريق رفع اصواتهم بمطالبهم فانما م يوصلون رسائل لمن ظلمهم بان القمع والاضطهاد لايمكن السكوت عنه.

وحذر الخطيب المحتجين قائلا "احذروا فانكم ان رجعتم إلى بيوتكم من دون تحقيق مطالبكم فلن تنجوا بأنفسكم من بطش السلطة فاعراضكم ستنتهك وبيوتكم تقتحم وستدخل المصائب كل احد منها ".

وشدد بالقول "لاتراجع عن المطالب" وأشار إلى أنّ المراهنة الان هي على وعي المتظاهرين وعدم تصديق كلام المالكي الذي قال بالامس إن عليهم انهاء اعتصاماتهم بعد تحقيق كل مطالبهم.. وتساءل قائلا "اين هي المطالب التي تحققت؟ فاللجان الحكومية تزور هذه المدينة وتلك وتلقي الوعود ولكن الشعب لايرى شيئا منها ينفذ".

وأكد أنّ كل ما يصدر من الحكومة عبارة عن مماطلات تراهن بها على الزمن في افشال الحراك الشعبي ضدها. وخاطب المالكي قائلا "احذر نفسك وطغيانك ولا تسير وراء اهواءك وهواجسك واذا كنت تشعر بالقوة الان فان الله اقوى منك واذا كنت قادرا على البطش فان بطش الله كبر واعظم" وحذره من مساعديه الذين وصفهم ببطانة السوء الذين يحثوه على الظلم. وأشار إلى أنّ المالكي يحاول ان يرضي اميركا وايران لكن هاذين البلدين لن يستطيعا انقاذه من ثورة الشعب او يقفا ضد كلمته وتطلعه نحو الحرية والعدل.

ووجه خطيب جمعة الفلوجة نداءا إلى عشائر الجنوب لمساندة ودعم حراك المحتجين وذكرهم بوقفة سكان الانبار في دعم ثورتهم ضد الاستعمار الانكليزي عام 1920 وخاطبها قائلا "ان الفلوجة تعتب عليكم وحرائر العراق اصبحن بيد الفرس". وناشد العالم وخاصة المسلمين والعرب منهم إلى دعم مطالب المحتجين مؤكدا ان هذه المطالب هي ضمن الدستور والقوانين العراقية.

 وشهدت محافظات بغداد والانبار والموصل وكركوك وصلاح الدين وديإلى اليوم الجمعة تجمعات للمحتجين وصلوات جمعة شيعية سنية موحدة  تحت شعار "جمعة صبرا بغداد" تأكيدا لمطالبهم المرفوعة منذ 54 يوما.

وقالت الحركات المنظمة للاحتجاجات في بيان حصلت "إيلاف"على نسخة منه "تمر في مثل هذه الايام الذكرى الثانية لأول إعتصام شهدته بغداد في يوم الرابع عشر من شباط (فبراير) عام 2011 في ساحة الفردوس وسط العاصمة، والذي قمعته القوات الحكومية بكل ما تملك من إمكانيات، ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا مازالت الحكومة تسير على نفس النهج القمعي الاستبدادي".

ووقّع البيان حركات: شباب الثورة العراقية الكبرى والحركة الشعبية لإنقاذ العراق وائتلاف ثورة 25 شباط واحرار عشائر العراق وتجمع شباب الانبار وتجمع ثوار الفلوجة والجبهة الشعبية لإنقاذ كركوك والرابطة الوطنية لعشائر الجنوب والفرات الأوسط.. إضافة إلى تجمع صامدون وتجمع شباب ثائرون ومنظمة طلبة وشباب العراق الحر ومنظمة العهد للدفاع عن المعتقلين.

وعبرت الحركات عن استغرابها من "تسرع بعض الجهات في الدعوة للتوجه إلى بغداد من دون إجماع كل الحركات، فضلاً عن كون الظروف غير ملائمة حتى الآن للقيام بمثل هذه الحركة ومنها تأخر تحرك أهلنا في الجنوب لأسباب عدة لا يتسع المجال لذكرها فنحن إذ نشدد على البقاء في الساحات في المرحلة الحالية ندعو بالوقت ذاته ثوار بغداد الحرة إلى تفعيل الحراك فيها وإعادة النبض الوطني إلى ساحة التحرير ابتداء من الجمعة المقبل".

وشددت الحركات على ضرورة الإنتقال من مرحلة التظاهر والإعتصام إلى مرحلة الإنتفاضة ومن ثم الثورة "لتكون المرحلة المكللة بكسر النظام وشكوته، والتي لا تتحقق الا بالتفاف محافظاتنا الجنوبية حول هذا الخيار وفي الوقت نفسه نؤكد على تحييد بعض من يدعي ويرفع الشعارات الوطنية ويسعى بالخفاء إلى مكاسب سياسية وانتخابية". ودعت "الثوار جميعًا" إلى الخروج في هذه الجمعة تحت عنوان "بغداد صبراً" لايصال "رسالة إلى اهل بغداد بأن يصبروا ويصابروا على الظلم الذي يقع عليهم في هذه الايام وأن يضعوا نصب اعينهم الفرج القادم والقريب"، كما قالت.

وكانت اللجان التنسيقية للاحتجاجات قد قررت الاربعاء الماضي تأجيل زحف المتظاهرين إلى بغداد اليوم الجمعة   لاقامة صلاة موحدة في جامع ابي حنيفة النعمان بمنطقة الاعظمية في بغداد لتأكيد مطالبهم من الحكومة. ومن جانبه أكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن القوات الأمنية أغلقت جميع مداخل ومخارج منطقة الاعظمية ومنعت الخروج والدخول منها واليها حتى السبت المقبل باستثناء الحالات الإنسانية على خلفية الاستعداد لتظاهرة الجمعة المقبل.

يذكر أن محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك تشهد منذ 50 يومًا تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

510 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع