إرم نيوز:في مشهد يعكس تصاعد نظريات المؤامرة على شبكات التواصل، اضطر قصر الإليزيه إلى كسر صمته للرد على شائعة غريبة اتهمت الرئيس الفرنسي ماكرون بإخفاء كيس كوكايين خلال لقاء رسمي.
ورغم أن "الدليل" المزعوم لم يكن سوى منديل ورقي، فإن القصة انتشرت كالنار في الهشيم، مدفوعة بحسابات متطرفة ووجوه مألوفة في عالم التضليل، مثل أليكس جونز.
ورأى الباحث السياسي الفرنسي كليمان ديبورت من معهد جان جوريس، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الحملة الجديدة ضد الرئيس ماكرون تندرج ضمن استراتيجية تضليل ممنهجة، تستخدم الرمزية البصرية والفيديوهات المفبركة لاستهداف رموز الدولة الفرنسية. ما نراه ليس مجرد شائعة، بل محاولة مدروسة لضرب مصداقية السلطة التنفيذية في أعين الرأي العام، خاصة عبر وسائل التواصل التي أصبحت ساحة حرب دعائية" وفق تعبيره.
وأوضح أن الطابع المتكرر لهذه الاتهامات، منذ عام 2017، يدل على وجود سردية تُغذّى بشكل دوري من قبل أطراف خارجية وأخرى داخلية متطرفة.
واعتبر أن الرد الرسمي من الإليزيه، رغم طابعه غير المألوف، يعكس إدراكًا بأن الصمت أمام هذا النوع من التضليل قد يُفسَّر كإقرار ضمني.
واستندت حسابات على منصة "إكس" إلى صور ضبابية لمحاولة الادعاء بأن ماكرون كان يحمل كيسًا من المخدرات، في حين لم يكن الأمر سوى منديل مستخدم. وهي شائعة تعود إلى الظهور منذ عام 2017.
https://www.youtube.com/watch?v=x5fcx688giw
وفي ليلة الأحد 11 إلى الاثنين 12 مايو، نشر حساب قصر الإليزيه على منصة "إكس" تغريدة لتوضيح أن الرئيس إيمانويل ماكرون لم يُصوَّر إلى جانب كيس ، كوكايين كما زعمت حسابات مؤامراتية عديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت التغريدة باللغة الإنجليزية: "هذه المعلومات الزائفة يتم الترويج لها من قبل أعداء فرنسا، سواء في الخارج أو في الداخل. علينا أن نظل يقظين في مواجهة هذا النوع من التلاعب".
وأُرفقت التغريدة بصورة مقربة للكيس المزعوم، موضّحةً: "إنه مجرد منديل ورقي لمسح الأنف".
وعادةً ما يتجنب الإليزيه الرد على الشائعات العبثية، إلا أن هذه المرة كانت مختلفة بسبب سرعة انتشار الادعاء.
شائعة تضخّمت بفعل أليكس جونز
وبدأت الشائعة بالانتشار منذ 11 مايو، عقب نشر مقاطع فيديو للقاء جمع ماكرون بالمستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، داخل قطار متجه إلى كييف. واستندت بعض الحسابات المؤيدة لروسيا إلى جودة الفيديو المنخفضة للادعاء بأن ماكرون حاول إخفاء كيس مخدرات عند وصول المصوّرين.
وكتب حساب "Véritiste": «سهرة كوكايين بين الأصدقاء؟»، بينما تساءل آخر بسخرية: «متى سنشهد فحوصات مخدرات إلزامية لكل السياسيين؟». حتى قلم فريدريش ميرتس لم يسلم من التأويل، إذ وصفه البعض تارة بـ«الماصة»، وتارة بـ«ملعقة كوكايين».
وقد ساهم في تضخيم المزاعم أليكس جونز، الشخصية الأمريكية المعروفة في عالم نظريات المؤامرة، الذي قال: «الزعماء الثلاثة بدوا وكأنهم تحت تأثير المخدرات»، رغم أنه أُدين عام 2022 لنفيه مجزرة مدرسية باعتبارها "خدعة إعلامية".
ورغم انتشار المزاعم بشكل واسع على منصة "إكس"، التي تحوّلت إلى مرتع للمعلومات المضللة منذ استحواذ إيلون ماسك عليها أواخر عام 2022، فإن العديد من الصحفيين ومستخدمي الإنترنت سارعوا لتفنيدها.
وأكد موقع CheckNews، مستندًا إلى صور ومقاطع فيديو عالية الدقة، أن الكيس المزعوم لم يكن سوى منديل ورقي.
569 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع