بغداد/ المدى:مدينة ذي قار، والحياة فيها، وبيئتها الريفية الأخاذة، هُنالك خُلقت الحرية، والكلمة والمشاعر، هُنالك وُجد إحساس القصيدة وجمال الصوت وعمقه، ليجتمع كبار الشعراء والمطربون، على ذاكرة المدينة، وذكرياتهم في مقر مقهى "گهوة وكتاب" مساء يوم الثلاثاء الفائت بحضور جماهيري لم تعهده أي ندوة سابقة...
على حكايات قصائد عريان السيد خلف بجرأتها وجدليتها، وعلى أنغام عود الفنان حسن بريسم وصوته الشجي، وبتقديم من الشاعر حمزة الحلفي، انطلقت الجلسة لتُطرب منطقة الكرادة في بغداد خلال تلك الأمسية...
الشاعر حمزة الحلفي لم يُطل في تقديمه لسيرة عريان السيد خلف ذاكراً " أُقدّم قامة شعرية مهمة لا داعي للحديث عنها ،فحضور هذا الجمهور الكبير كفيل بالتحدث عن هذه القامة."
استطاع الشاعر عريان السيد خلف أن يتواصل مع حركة الأدب الشعبي عن طريق طبع الدواوين أو إعادة نسخ ما طبع . نشر عدة قصائد ذات مغزى سياسي رافض ، منها قصيدة القيامة التي وصف فيها مدينة كربلاء إبان أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991 في وسط وجنوب العراق وقصيدة شريف الدم التي أهداها للإمام الحسين. كما نشر قصائد سياسية في السبعينيات كشفت عن هويته الفكرية مثل قصيدة نذر وقصيدة الشاهد. كتب للعديد من الفنانين العراقيين ومنهم فؤاد سالم وقحطان العطار وسعدون جابر ورياض أحمد وأمل خضير وعبد فلك. وقد قدم الفنان حسن بريسم العديد من الاغنيات التي كتبها الشاعر منها أغنية " ما قصرت، بلاية وداع، يكولون غني
بفرح، وغيرها." وجمعيها من القصائد المغناة للشاعر التي يمكن أن نقول إنها بلغت الـ41 قصيدة مغناة. ظهر عريان مع جيل من أهم الشعراء الشعبيين الذين اتخذوا مكانة خاصة بهم لن تتكرر في تاريخ الشعر الشعبي العراقي، منهم، كاظم إسماعيل الكاطع، ومظفر النواب، وكريم العراقي وآخرون. وكتب خلف الشعر بنوعيه الشعبي والفصيح. وعرف بأنه يهتم باستخدام المفردات العامية الغريبة على أذن الجمهور العراقي سعيا وراء عسر الفهم ما يترك انطباع التخوف من شعره وصولاً إلى خلود وهمي لقصائده.
ولأنّ اللعبة السياسية تلعب دورها في حيوات المبدعين وخاصة الشعراء الرافضين للخضوع الى السلطة نجد أن عريان كتب العديد من القصائد السياسية، والقصائد الثورية، وحتى قصائد تلامس قضية الحسين، وخلال الندوة التي أقيمت على قاعة مقهى "كهوة وكتاب" قدم الشاعر عدة قراءات شعرية، من دون التحدث عن ذاته، تاركاً للقصيدة حديثاً أطول يُلامس روح المتلقي العراقي من خلالها، فقرأ خلف قصيدة " بعد لاتظن." وقصيدة " أحن لمسامر" وقصائد تتحدث عن الهمّ العراقي.
509 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع