أخبار وتقارير يوم ٢١ آذار

 أخبار وتقارير يوم ٢١ آذار

١-السومرية:مركز الفلك الدولي يحدد اول ايام رمضان المبارك…

اعلن مركز الفلك الدولي، اليوم الاحد، ان الخميس المقبل هو اول ايام شهر رمضان المبارك.وذكر المركز في بيان، تابعته السومرية نيوز، أنه "بدأت بعض الدول شهر شعبان يوم الثلاثاء 21 شباط/فبراير، وهذه الدول ستتحرى هلال شهر رمضان المبارك يوم الثلاثاء 21 مارس. في حين بدأت العديد من الدول الأخرى شهر شعبان يوم الأربعاء 22 فبراير، ومنها إندونيسيا وماليزيا وبروناي والهند وبنغلادش وباكستان وإيران وعُمان والأردن والجزائر والمغرب وموريتانيا، وهذه الدول ستتحرى هلال رمضان يوم الأربعاء 22 مارس، الموافق للتاسع والعشرين من شهر شعبان فيها". واضاف :"اما الدول التي ستتحرى الهلال يوم الثلاثاء 21 مارس، فإن رؤيته في ذلك اليوم مستحيلة لغروب القمر قبل الشمس ولحدوث الاقتران بعد غروب الشمس، وبالتالي ستكمل هذه الدول عدة شهر شعبان ثلاثين يوما، ليكون يوم الخميس 23 مارس غرة شهر رمضان فيها.".وتابع :"وأما بالنسبة للدول التي ستتحرى الهلال يوم الأربعاء 22 مارس، فإن رؤية الهلال في ذلك اليوم ممكنة باستخدام التلسكوب من شرق العالم، في حين أنها ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من وسط آسيا وشرق أوروبا وجنوب القارة الأفريقية، وهي ممكنة بالعين المجردة بسهولة نسبيا من غرب آسيا، ومعظم أفريقيا، وغرب أوروبا والأمريكيتين. وعليه من المتوقع أن تعلن غالبية هذه الدول رؤية الهلال يومئذ، ليكون يوم الخميس 23 مارس غرة شهر رمضان فيها أيضا".واشار الى انه "لا يستبعد أن تعلن كلا من الهند وبنغلادش وباكستان عدم ثبوت رؤية الهلال يوم الأربعاء ليكون يوم الجمعة 24 مارس غرة شهر رمضان فيها".واوضح :"بالنسبة لوضع الهلال يوم الأربعاء 22 مارس في بعض المدن العربية والإسلامية، فإن الحسابات السطحية للهلال وقت غروب الشمس كما يلي: في جاكرتا يغيب القمر بعد 36 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 17 ساعة و50 دقيقة، والرؤية ممكنة باستخدام التلسكوب. في أبوظبي يغيب القمر بعد 50 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 20 ساعة و11 دقيقة. في الرياض يغيب القمر بعد 51 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 20 ساعة و35 دقيقة. في عمّان والقدس يغيب القمر بعد 55 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 21 ساعة و11 دقيقة. في القاهرة يغيب القمر بعد 55 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 21 ساعة و21 دقيقة. في الرباطيغيب القمر بعد 64 دقيقة من غروب الشمس، وعمره 23 ساعة و34 دقيقة. والرؤية في أبوظبي والرياضوعمّان والقدس والقاهرة والرباط ممكنة بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي".
٢-‫الجزيرة………تقرير……
بعد 20 عاما على الغزو الأميركي.. هذه أبرز الأمراض التي يعانيها العراقيون… أدى الاجتياح الأميركي للعراق قبل 20 عاما، إلى تردي الأوضاع الصحية وانتشار الكثير من الأمراض والأوبئة التي لا يزال يعاني منها العراقيون، خاصة ما يتعلق بالأورام السرطانية والتشوهات الجنينية.وتسبب التدهور الصحي منذ غزو عام 2003 بتفشي العديد من الأوبئة مثل الحمى النزفية والسل والأمراض القلبية والسرطانية وغيرها من الأمراض الفتاكة التي فاقمت معاناة الشعب العراقي.
أمراض متفشية
ويؤكد المختص بالصحة العامة الدكتور زياد حازم وجود الكثير من الأمراض الانتقالية وغير الانتقالية التي تفشت في عموم البلاد منذ الغزو الأميركي، مشيرا إلى ازدياد ملحوظ في الأمراض السرطانية المرتبطة بالملوثات البيئية والأطعمة المسرطنة، وسط غياب الرقابة الصحية على دخول المنتجات المستوردة، وفق قوله.وفي حديثه للجزيرة نت، يستدل حازم على ذلك من خلال زيادة أعداد الأطباء والمستشفيات والأجهزة ذات الصلة بالأمراض السرطانية والأورام بصورة عامة والتي أسهمت بشكل كبير في التشخيص المبكر واكتشاف الارتفاع الكبير في عدد الإصابات.وفيما يتعلق بالتشوهات الجنينية، شهد العراق ازديادا ملحوظا في نسبتها عقب عام 2003، إذ يرجح حازم أن تكون أسبابها مرتبطة بالغزو الأميركي وما صاحبه من استخدام بعض الأسلحة المحرمة، خاصة في الفلوجة (غربي البلاد) والبصرة ومدن جنوبية أخرى.ويعرب المختص بالصحة العامة، عن أسفه الشديد لعودة ظهور بعض الأمراض الخطيرة، بعد أن نجح العراق في القضاء عليها قبل الغزو، ومن أبرزها الملاريا والكوليرا وشلل الأطفال، حيث يرجع ذلك للدمار الذي طال القطاع الصحي عقب الغزو، مستدركا بالقول إن القطاع الصحي العراقي يشهد في الفترة الأخيرة تحسنا ملحوظا. كما تسبب التلوث الجوي في العراق بسبب العمليات العسكرية إلى زيادة الأمراض التنفسية، كما انتشرت الأمراض القلبية المرتبطة بالأزمات، حيث تزايدت أمراض تصلب الشرايين والذبحة القلبية واحتشاء العضلة القلبية التي باتت تنتشر في أعمار أصغر من المألوف؛ وذلك لعوامل نفسية مرتبطة بكثرة الحروب والصراعات، فضلا عن تناول الأطعمة غير الصحية الغنية بالدهون، كما يوضح حازم.

أسباب وعوامل
وأسهمت عوامل وأسباب عديدة في اتساع رقعة انتشار الأمراض الدخيلة بالعراق، ومن أبرز هذه العوامل فتح الحدود على مصراعيها وانعدام الرقابة على دخول وخروج المسافرين والبضائع، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالقطاع الصحي، وذلك وفق ما يؤكده الصحفي سلام خالد.ويؤكد خالد -في حديثه إلى الجزيرة نت- أن نسب التلوث ازدادت بعد الغزو نتيجة الأسلحة المستخدمة وما حصل بعدها في معركتي الفلوجة الأولى والثانية عام 2004، ثم في المعارك التي دارت عام 2014، بالإضافة إلى المخلفات الحربية من الألغام المشعة وغيرها.أما عن أسباب التشوهات الخلقية للأجنة، فيكشف خالد -المنحدر من مدينة الفلوجة- أن المعلومات تشير إلى أسباب عديدة أهمها استخدام الولايات المتحدة أسلحة الفوسفور الأبيض المحرمة في معركة الفلوجة الثانية، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في انتشار الأمراض وانتقالها من الآباء إلى الأولاد فظهرت حالات لتشوه الأجنة لم تكن معروفة قبل الحرب. من جانبه، يوضح الخبير البيئي مروان السعيدي أن العديد من الشركات النفطية المنتشرة بالبصرة وبقية المحافظات المنتجة للنفط لم تلتزم بالمعايير البيئية، حيث ينصب جل اهتمامها على تحقيق الأرباح دون مراعاة الوضع الصحي للإنسان أو البيئة أو الزراعة، محذرا من خطورة الغازات المنبعثة من احتراق الوقود الأحفوري، فضلا عن مخاطر المخلفات النفطية التي تلقيها الشركات دون معالجة.كما أن هناك الكثير من المواد الخطيرة والسامة والثقيلة كالرصاص والنحاس التي ازدادت كميات عناصرها في الجو على حدها الطبيعي وتسببت بحدوث الأمراض الخطيرة، لا سيما الرصاص المنتشر عن طريق عوادم السيارات والعمليات النفطية، وفق ما يرى السعيدي. وشدد الخبير البيئي على ضرورة تعاون مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني وبقية المؤسسات لطرح برامج التوعية البيئية والصحية وإطلاق حملات التشجير لتقليل أثر الملوثات والغازات السامة التي تؤثر على الإنسان بصورة مباشرة.

معاناة وخسائر
وتسبب التدهور الصحي بخسائر فادحة بالأرواح فضلا عن التكاليف الباهظة للعلاج والتداعيات الأخرى المرتبطة بالاقتصاد وتقليل الإنتاجية وعرقلة مشاريع التنمية، حيث ترى أستاذة الاقتصاد ماردين محسوم فرج أن ما جرى في ربيع عام 2003 أحدث تغييرا مهما في التاريخ العراقي السياسي والاقتصادي والاجتماعي.وفي حديثها للجزيرة نت، تؤشر إلى أن ما نجم عن ذلك يمتد للخسائر والتكاليف التي تكبّدها العراق جراء العمليات العسكرية الأميركية وانتشار الأمراض والأوبئة، وبالتالي، فإنه يمكن وصف الأوضاع الصحية بالعراق بأنها واحدة من الأسوأ في المنطقة، على حد تعبيرها.وتستدل على ذلك من خلال متوسط نصيب الفرد من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يرتبط بعدد السكان ونسبة انبعاثات الغاز في الهواء، مشيرة إلى أن النسبة تجاوزت 4.2 أطنان لكل فرد بعد عام 2020، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه 3 أطنان عام 2003.وخلال العقدين الماضيين كان هناك الكثير من الإجراءات الحكومية والموازنات التي خصصت لتحسين الواقع الصحي، لكن في مقابل ذلك، توجد العديد من العوامل التي ساعدت على إفشال أو تثبيط الواقع الصحي، وذلك بحسب المختص بالصحة العامة علي الطاهر.وفي حديثه للجزيرة نت، يتابع الطاهر أن التركة الثقيلة للواقع الصحي لسنوات الحصار الدولي للعراق بين عامي 1991 و2003 تسببت بزيادة ظهور الأمراض الانتقالية والأمراض المعدية والتي ازدادت بعد الحروب التي توالت على البلاد بعد الغزو، معربا عن تفاؤله في تحسن الوضع الصحي بالبلاد في الأيام المقبلة. كما يشير الطاهر إلى بعض المشكلات التي تستوجب معالجة حكومية سريعة، مثل سوء توزيع الكوادر الطبية والصحية، وقلة المراكز التخصصية للأمراض السرطانية والقلبية التي لا تتوفر في جميع المحافظات، فضلا عن الحاجة لتدريب الكوادر المحلية وتوفير الإمكانيات للأطباء العراقيين، وفق قوله.جدير بالذكر أن الوضع الصحي في العراق شهد تحسنا في العامين الأخيرين مقارنة بالسنوات السابقة، حيث افتتحت العديد من المستشفيات الجديدة في البلاد، فضلا عن دخول قانون الضمان الصحي الذي شرعه البرلمان عام 2021 حيز التنفيذ.

٣-سكاي نيوز………

السوداني: مكافحة الفساد معركة العراق الكبرى… قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن مكافحة الفساد هي المعركة الكبرى للعراق، واصفا هذه الآفة بـ"الجائحة".جاءت تصريحات شياع السوداني خلال كلمة ألقاها في مؤتمر بالعاصمة العراقية. وقال السوداني في كلمته:

إن كل شيء يتوقف على عزمنا في مكافحة جائحة الفساد، تلك المعركة الكبرى التي إن تهاونا فيها خسرنا كل معاركنا الأخرى.
الانتصار في هذه المعركة لا يتأتى إلا من خلال التعاون بين كل مؤسسات الدولة.
إن الحكومة لن تتهاون أو تتلكأ مع أي تراجع أو خلل قد يتسبب في استغلال مال الشعب لمصالح شخصية أو حزبية أو فئوية.

إن حكومتي تمثل الحكومة السادسة بعد التغيير (يقصد بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003)، مشيرا إلى أنها رسمت برنامجا طموحا للنهوض بالعراق، والأهم في ذلك الوصول إلى ضفاف الهدوء السياسي.
إن النظام الذي انتهى لا يزال يقيم في كثير من المرافق، ولا نزال نعاني من منظومة قانونية بالية وعقلية مركزية متخشبة، مما يطلب الحزم في الإصلاح بكل أشكاله.
إن التحدي الأكبر هو استعادة ثقة المواطن التي تراجعت نتيجة ضعف الأداء وكثرة الوعود والأقوال وقلة الأفعال والإنجاز.
إن الموازنة التي أقرت لمدة 3 سنوات هي خطوة جريئة للمرة الأولى تعبر عن رؤية جادة ومختلفة لتنطلق حركة البناء والإعمار.
٤-شفق نيوز………
العثور على جثثين في موقع سقوط "مروحية قسد" بدهوك (تصحيح)… شفق نيوز/ أفاد مصدر أمني ، بالعثور على جثثين في مكان تحطم المروحية في دهوك. وأبلغ المصدر وكالة شفق نيوز؛ ان "الجثثين تم العثور عليها اليوم بالقرب من قرية بيريكيات في دهوك". واضاف ان "من المتوقع أن تعود هذه الجثثين لركاب المروحية التي تحطمت قبل ايام في نفس المكان".وكشف رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني، تفاصيل جديدة تخص تحطم مروحية شمالي محافظة دهوك، وهي حادثة أثير الجدل حولها.وقال بارزاني، في كلمة له خلال اجتماعه مع قناصل وممثلي الدول في الإقليم، أن "‏المؤسسات الأمنية والاستخباراتية التابعة لنا أكدت تحطم مروحية واحدة وليس لدينا معلومات حول سقوط مروحة ثانية، نحن لا ننكر ان تكون محطمة ولكن نقول فقط بأنه ليست لدينا معلومات بشأنها، ‏نحن بدأنا تحقيقا لمعرفة سبب وجود هذه المروحيات".وتابع "‏هذه المروحيات كانت في الأصل تم شراؤها من قبل مجموعة داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني، ولكن كيف ولماذا وصلت هذه المروحيات إلى يد قوات سوريا الديمقراطية هذا ما لا نعرفه. ‏ولماذا كانوا موجودين في هذا المكان وتحطمت هناك، هذا ما يحتاج الى تحقيقات اكثر".وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يوم الجمعة الماضي، مقتل تسعة من مقاتليها بينهم قائد عسكري رفيع، نتيجة سقوط طائرتين مروحيتين كانت تقلهم في إقليم كوردستان.وقالت قسد في بيان إن المروحيتين سقطتا يوم الأربعاء الماضي نتيجة سوء الأحوال الجوية عندما كانتا في طريقهما إلى محافظة السليمانية، مضيفا أن من بين القتلى قائد قوات مكافحة الإرهاب شرفان كوباني.وأشار البيان إلى أن المروحيتين كانتا تقلان "مجموعة من وحدات مكافحة الإرهاب توجهت لإقليم كردستان العراق في إطار فعاليات وجهود مكافحة خلايا داعش وتبادل الخبرات الأمنية والعسكرية".
٥-الشرق الاوسط………
عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط»: الجرح لم يلتئم بعد وسوء التقدير السياسي وراء سقوط العراق
قال إن طموحات صدام «لم تكن لتتوقف عند الكويت... وسوريا كانت المحطة التالية على أجندة خطة التوسع»…… القاهرة: أسامة السعيد
يحمل اللقاء مع الدبلوماسي المخضرم، عمرو موسى، دائماً تفاصيل تضيء زوايا تاريخ لا يزال حياً. فقد كان موسى لعقود صانعاً وشاهداً على مجريات السياسة العربية، سواء خلال عقد على رأس الدبلوماسية المصرية (1991 - 2001) أو لعقد آخر (2001 - 2011) كان حافلاً بالأنواء، قضاه أميناً عاماً للجامعة العربية. في هذا اللقاء مع «الشرق الأوسط»، يُطل عمرو موسى من نافذة الزمن بعد عقدين على الغزو الأميركي للعراق (2003)، ذلك الحدث الفارق، الذي يقول: إن «جراحه لم تلتئم بعد»، يتأمل الطريق التي قادت إلى الغزو، والتشققات التي أصابت البنيان العربي بسببه. يعيد قراءة الحدث مازجاً بين حنكة السياسي وحكمة الدبلوماسي، وبين عقلانية المثقف وحماسة المواطن العربي وألمه.ينطلق عمرو موسى في استعادته الغزو الأميركي للعراق من غزو أسبق، يراه لازماً لقراءة صحيحة لتطورات الأحداث، وهو الغزو العراقي للكويت (1990 – 1991)، الذي يشير إلى أنه «كشف عن حقيقة مشروع صدام حسين التوسعي، وأصاب النظام العربي باختلال واضح، وأشاع حالة من التشكك حتى لدى الدول التي سعى صدام إلى استقطابها لتكوين غطاء عربي لطموحاته التوسعية، وفي مقدمها مصر».ويبدي موسى اعتقاداً بأن التحالف العربي والدولي الذي تكوّن لتحرير الكويت «أرسى واقعاً جديداً بشأن أمن المنطقة، ووضع حداً لطموحات صدام»، مؤكداً أن تلك الطموحات «لم تكن لتتوقف عند الكويت، وأن سوريا كانت المحطة التالية على أجندة خطة التوسع، لأسباب تتعلق بالهيمنة على تيار البعث، كما كانت هناك افتراضات شائعة لدى سياسيين ودبلوماسيين بأنه سيتحرك لاحقاً باتجاه جميع دول الخليج».

تحولات عميقة
ويتوقف موسى أمام بعض المتغيرات التي حملتها الفترة التالية لغزو الكويت وصولاً إلى الغزو الأميركي للعراق، فيقول: إن أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 كانت في صدارة تلك التحولات «التي لم يُجِد النظام العراقي آنذاك قراءتها»، مؤكداً أنها «غيّرت مسار السياسة الأميركية، وأدت إلى جنوح الولايات المتحدة إلى استخدام القوة».وحول مدى الإدراك العربي لخطورة الموقف قبيل الغزو الأميركي، يقول موسى «كانت هناك معلومات واضحة أمام صانع القرار العربي، بل وظهر بعضها إلى العلن، تفيد بأن الولايات المتحدة تجهز لإتمام الغزو، وأن قيادات عراقية معارضة تنسق معها، وأجهزة الاستخبارات العربية كانت نشطة في هذا الاتجاه».ويضيف «في ظني أن صدام حسين في تلك الآونة صار متواكلاً، وكان يعتقد أن واشنطن لن تنفذ تدخلها العسكري، وهذه مسألة غريبة، ومخاطرة بمصير شعب ودولة عريقة»، ويشير إلى أنه في المقابل «كان واضحاً أيضاً أن معظم القادة العرب إما أنهم لا يهتمون بمصير صدام، وإما أنهم يرون أنه يستحق ما سوف يجري له ويتوقعونه».

أبواب جهنم
وحول الدور الذي لعبه كأمين عام للجامعة العربية في «سباق الزمن» لمحاولة تجنب الغزو الأميركي الذي رأى أن «القرار بشأنه قد اُتُخذ بالفعل في واشنطن»، يقول موسى: إنه تحرك في تلك الأجواء المشحونة بالتوتر وفق اعتبارات تنطلق من دور الجامعة العربية ورسالتها في الدفاع عن المصلحة العربية الشاملة، وكان أولها التحذير العلني من خطورة الموقف. ويضيف «قلت في تصريح شهير تناقلته وسائل إعلام دولية عدة: إن غزو العراق سيفتح أبواب جهنم».المسار الثاني كان التحرك قبل 14 شهراً من الغزو؛ إذ التقى الرئيس العراقي صدام حسين في يناير (كانون الثاني) 2002، في لقاء تم فيه «التأكيد على عدم امتلاك العراق أسلحة (دمار شامل) أو مفاعلات نووية»، وعلى ضرورة استئناف زيارات المفتشين الدوليين لتجنب أي استهداف للعراق. وردّ صدام قائلاً «يا أخ عمرو، أنا أثق في قوميتك وعروبتك، وأنك لن تتآمر على العراق». ويضيف موسى «يومها أبلغته (صدام) أنني سأنقل هذه الرسالة (عدم امتلاك العراق أسلحة دمار) بصفتي أميناً للجامعة العربية إلى سكرتير عام الأمم المتحدة، وكان وقتها كوفي أنان. فقال لي: أنت مفوّض أن تتحدث باسم العراق».وارتكز المسار الثالث، كما يقول موسى، على تنفيذ جملة من المشاورات والتحركات العربية والدولية لإنقاذ الموقف في خريف 2002، بينما كان الأميركيون يتحركون نحو تهيئة الرأي العام العالمي لقرار الحرب، ويؤكد «نجحنا بفضل تلك الجهود في إبعاد الخطر وليس في إنهائه».وحول الأجواء داخل الجامعة العربية، عند انطلاق الغزو ليلة 19-20 مارس (آذار) 2003، يقول موسى «كان مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد دائم بناءً على طلبي، وفي يوم الغزو، كنا نتابع الأخبار التي ترد إلينا بمشاعر متباينة، فبينما أخبار المقاومة تثير حماس الحاضرين، كانت تعليقات وزير الإعلام العراقي، محمد سعيد الصحاف، تضحكهم، لكننا جميعاً كنا نستشعر أن ما يجري سيقود إلى مصير واحد، وهو ما حدث بعد نحو أسبوعين بسقوط بغداد».وحول سبب استدعائه ذكرى نكسة يونيو (حزيران) 1967 عند الحديث عن الغزو الأميركي للعراق، يقول موسى «المشترك بينهما هو سوء التقدير السياسي... سوء التقدير في1967، تم تداركه بالإعداد والتخطيط الجيد لحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، بينما سوء التقدير السياسي في حالة صدام حسين، كان موجوداً طوال الوقت»

«اختطاف» العراق
وتطرق الأمين العام الأسبق للجامعة العربية إلى «حالة الفوضى العارمة» التي دخلها العراق عقب الغزو، وتحدث عن يقينه بـ«وجود مخطط لاختطاف العراق»، ويقول «المؤكد لدي أن محاولة اختطاف العراق، وانتزاع هويته العربية جرت بقوة وقسوة من داخل العراق على يد بعض مكوناته السياسية، ومن جيرة العراق، وأعني هنا إيران، ليصبح عراقاً آخر غير الذي نعرفه، وقد كان تمكين إيران من العراق خطأً استراتيجياً كبيراً».ويضيف «كانت الهوية أول ما اصطدم به العراقيون بعد الغزو». ويتابع، أن الجامعة العربية لعبت آنذاك دوراً محورياً في جمع كل مكونات العراق للمرة الأولى. ويستعيد، في هذا السياق، تدخله شخصياً للإبقاء على الهوية العربية في الدستور العراقي، الذي كانت تجري مناقشته في تلك الفترة، ونجاحه بالتنسيق مع «قادة العراق الجدد» على اختلاف تياراتهم السياسية وانتماءاتهم المذهبية في «الحفاظ على الوجه العربي للعراق». ويسجل أنهم «كانوا جميعاً يقرّون بذلك الانتماء العربي، ويرون أنه ليس من المصلحة إنكاره أو طمسه».وحول ما إذا كانت «جراح الغزو الأميركي» قد التأمت بعد 20 عاماً، يجيب عمرو موسى بحسم «بالتأكيد... لا». ويضيف «العراق تعرّض لهدم مؤسساته وتمزيق مكوناته، وإعادة البناء تتطلب وقتاً». ويستطرد قائلاً «العراق يسير اليوم في طريق واضحة، وهناك رغبة جادة في إصلاحه، وأحد الأعمدة الرئيسية في هذا الإصلاح يكمن في أن يعتبر نفسه جزءاً من العالم العربي».ويدعو موسى إلى «تقديم تصور جديد للقومية العربية يناسب متغيرات القرن الـ21، ويقوم على المصلحة المشتركة»، مضيفاً «ما أراه أننا أفقنا، وأن العواطف والهتافات والشعارات، وتهييج الشوارع أصبحت من الماضي، وأن المستقبل ينبغي أن يقوم على أعمدة مثل المصلحة المشتركة، وإصلاح أحوال المواطن العربي، والحكم الرشيد»، مشدداً على أن «غياب الحكم الرشيد جعل العالم العربي أرضاً خصبة لصناعة الفوضى الخلاقة».وحول ما إذا كان غزو العراق يمكن أن يتكرر إقليمياً، في ظل سياقات التوتر الحالية بين الغرب وإيران، يقول الأمين العام الأسبق للجامعة العربية: إن «سوء التقدير السياسي يؤدي إلى نفس النتائج، فمن غير المتصور أن يرتكب أحد نفس الأخطاء، ويتوقع نتائج إيجابية».ويضيف «إيران الآن تحت المجهر، وهناك مطالبات من جانب الحكومة الإسرائيلية وبعض الدوائر التي تسير في الاتجاه نفسه، بضرب إيران»، مبدياً اعتقاده بأن درس الغزو الأميركي للعراق، «لا يزال صالحاً للجميع»، وهو ضرورة ألا «يبالغ أي حاكم أو دولة في تقدير قوته، ويجب تجنب الغرور بالقوة؛ فاللعب مع الكبار خطر، وفي لحظات الحسم لن يحميك إلا القبول العام في وطنك وفي المنطقة».ويستطرد موسى، مؤكداً، أن «السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار بالمنطقة لا يمكن قبوله»، وأن حديث الإيرانيين عن أنهم يديرون أربع عواصم عربية «إهانة غير مقبولة للعرب، وحتى الآن لم يعتذر أحد عنها». ويتابع «لا أعتقد أنه ستكون هناك عاصمة عربية خامسة تُدار من طهران».وحول المشهدين الإقليمي والدولي بعد 20 عاماً من الغزو الأميركي للعراق، يقول: إن هناك «حرباً باردة قادمة. حرب غربية - روسية، وأخرى أميركية – صينية، وحروب مختلفة». ويستطرد «الدول العربية حالياً ضعيفة من حيث الوزن السياسي عالمياً، ولا بد أن نكون جزءاً من حركة عالمية أكبر، هي حركة الجنوب العالمي Global South، وسنجد إلى جوارنا في هذا المسار دولاً مثل الهند والبرازيل وغيرهما»، مشيراً إلى أن «هذه التجمعات لا تزال في مرحلة الإنضاج».

٦-الشرق الاوسط……

بريمر يعترف بـ«أخطاء» في قراري تفكيك البعث وحل الجيش

الدبلوماسي الكيسنجري يروي لـ«الشرق الأوسط» خفايا الحرب ويؤكد أن العراق بعد 20 عاماً أفضل حالاً برحيل صدام…………………واشنطن: علي بردى
عندما هممتُ بإجراء هذا الحوار مع السفير بول بريمر، أخبرته أن صديقاً عراقياً أميركياً همس في أذني بأن «هذا ليس مجرد سفير، إنما هو رئيس. لقد حَكَم العراق لأكثر من عام»!بصفته رئيساً لـ«سلطة الائتلاف المؤقتة» بعد حرب العراق التي أعلنها الرئيس الأميركي جورج بوش ليل 19 مارس (آذار) 2003، بهدف إطاحة حكم الرئيس صدام حسين في العراق، جلس «الدبلوماسي الكيسنجري» في البيت الأبيض وحيداً، وجهاً لوجه مع الرئيس الذي كلفه مهمتين جليلتين: تشغيل عجلة الاقتصاد، وتشكيل مسار جديد للحكم في العراق. ذهب إلى هناك متسلحاً بهذا التفويض، ومستفيداً مما تعلمه من وزير الخارجية سابقاً، هنري كيسنجر، ومِن عمله في القطاع الخاص بعدما تخرج في جامعتي يال وهارفرد بالولايات المتحدة و«معهد الدراسات السياسية» في فرنسا.يحمل بول بريمر أسراراً كثيرة يتجنب الخوض فيها. لم يُشر كثيراً إلى وثائق الدولة العراقية وحزب البعث هناك، بعد انهيار حكم صدام تماماً في 9 أبريل (نيسان) 2003، أبلغني مازحاً أنه بعدما «أنجز» مهمته التي بدأت في 9 مايو (أيار) 2003، وانتهت في 28 يونيو (حزيران) 2004، دفع للمحامين الأميركيين «مبالغ أكبر من تلك التي استحصلت عليها من عملي في العراق». وكانت تلك فرصة لتبادل قصة طريفة مع المندوب الألماني السابق لدى الأمم المتحدة، كريستوف هيوسيغن، الذي كان مستشاراً للأمن القومي في عهد المستشارة أنجيلا ميركل، ويعمل حالياً رئيساً لـ«مؤتمر ميونيخ للأمن»، حين اقترحت عليه مازحاً أن يفشي أسراره كي أنشرها. قلتُ: «بذلك تطير شهرة كل منا... ولكن بطريقتين مختلفتين». قهقه الدبلوماسي الأميركي قبل أن نبدأ بالفعل في إجراء هذا الحديث لـ«الشرق الأوسط».كشف بريمر تفاصيل بالغة الأهمية في الحوار الطويل معه، مصراً على «صوابية» قرار الحرب، رغم الإخفاق الأميركي في الحصول على تفويض بذلك من مجلس الأمن. اعتبر أن مصالح الولايات المتحدة تتقدم على واجباتها في القانون الدولي، مقارناً المعركة مع حزب البعث بقيادة صدام بتلك التي أدت إلى هزيمة الحزب النازي الألماني بزعامة هتلر. وأكد أن هذا السبب الذي دفعه إلى إصداره مرسوميه الشهيرين؛ الأول خُصِص لـ«تفكيك البعث»، والثاني ركز على «حل» الجيش العراقي، معترفاً بأنه ارتكب «خطأين» فيهما، ضمن المهمة التي أصدر خلالها مائة من المراسيم (الأوامر) ليعكس بها استراتيجية فريق الرئيس بوش الابن، ومن حوله مهندسو الحقبة التي «أنهت حكماً للسنَّة استمر ألف عام»، وأبرزهم نائب الرئيس ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ومساعده آنذاك بول وولفوفيتز وآخرون، علماً بأن وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الأمن القومي، كوندوليزا رايس، اضطلعا بدورين مختلفين أيضاً في العلاقة مع «نافذة واشنطن» على المعارضة العراقية؛ من جلال طالباني ومسعود بارزاني إلى أحمد الجلبي وإياد علاوي، ومن عبد العزير الحكيم ومحمد بحر العلوم إلى غازي الياور وعدنان الباجه جي، وغيرهم من الشخصيات العراقية المؤثرة التي لا تزال حاضرة في العراق بـ«صورته الأميركية».شخص واحد فقط، وهو الأكثر أهمية وتأثيراً في العراق منذ ذلك الوقت، وحتى اليوم، رفض أن يستقبل بريمر أو يلتقيه، وهو آية الله علي السيستاني.

هنا نص الحوار مع بريمر:

> الآن، مع حلول الذكرى العشرين للحرب في العراق، كيف تنظر إلى تلك اللحظة؟
- كما تعلم، يتحدث كثيرون عن النظر إلى الوراء 20 عاماً؛ لذلك نظرتُ للخلف بالفعل. النقطة الأساسية التي خلصت إليها أن ذلك كان القرار الصائب من الرئيس بوش؛ بأن يتحرك ليطيح صدام حسين. النقطة الثانية أنني أعتقد أنه رغم الوضع الصعب الذي يجد العراقيون أنفسهم فيه اليوم، وبالنظر إلى الأمر من منظور نسبي، فإن العراق بعد 20 عاماً الآن أفضل حالاً برحيل صدام.
> كان الثمن الذي تكبده العراقيون فادحاً للغاية، وكذلك الأميركيون!
- نعم، هذا صحيح، لكن الفوائد كانت ضخمة للغاية أيضاً للعراقيين؛ فبمقدورهم الآن اختيار حكومتهم. نحن في الولايات المتحدة لم نعد نواجه عودة صدام حسين إلى مساعيه من أجل الحصول على أسلحة دمار شامل، حسبما كان يخطط. ونعلم من الوثائق التي استولينا عليها بعد إطاحته أنه كان يخطط لاستئناف جهوده لامتلاك أسلحة دمار شامل.

عراق وإيران «نوويان»
> وهل المنطقة أصبحت أفضل حالاً؟ هل تعتقد ذلك؟
- في الواقع، المنطقة أفضل حالاً، لأنه لو بقي صدام في الحكم، لكانت المنطقة تواجه اليوم عراقاً مسلحاً نووياً يقف أمام إيران مسلحة نووياً. ولم يكن ليصير لدينا اتفاق إيراني لوقف البرنامج النووي، الأمر الذي تحقق في عهد إدارة أوباما. كان الإيرانيون ليستمروا في برنامجهم النووي، الأمر الذي كان ليجعل المنطقة أقل استقراراً بكثير، وكنا لنصبح أمام قوتين نوويتين على الأقل: إيران والعراق.

> ترى أن ذلك ربما كان ليشجع، في اعتقادك، إيران أكثر على إنتاج أسلحة نووية؟
- عندما كنتُ في العراق، خلصت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن إيران أبطأت وتيرة (ولم توقف) برنامجها بسبب شعورها بالقلق. ونعلم الآن أن الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة أوباما مع إيران يجري تقويضه كل يوم من قبل الإيرانيين. والآن، لدينا تهديد حقيقي بظهور مشكلة هناك.

«لا حاجة» إلى الأمم المتحدة
> أخفقت الولايات المتحدة في الحصول على موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على الحرب. لذلك كانت الحرب غير قانونية؛ هل ترى الأمر على هذا النحو، أم أن لديك رأياً مختلفاً؟
- شاركت في السياسة الخارجية طوال 50 عاماً، وكقاعدة عامة، من المفضل دوماً أن تحظى بدعم دولي واسع. إلا أنني لا أعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة للحصول على موافقة الأمم المتحدة عندما يتهدد الخطر مصالح الولايات المتحدة.

> يستخدم الروس الآن ما أظهره الوزير كولن باول أمام مجلس الأمن ليقول إن هناك أسلحة دمار شامل وأشياء أخرى. لم يكن ثمة شيء هناك. لقد كنت في العراق، ولم تجد شيئاً. هل كنت مدركاً لذلك؟

- لا، لم أكن مدركاً. من المهم التزام الدقة حيال الأمور هنا. أفادت الاستخبارات بأن صدام يسعى بجد إلى امتلاك أسلحة دمار شامل، ومن الواضح أن هذا لم يكن صحيحاً. إلا أنه من المهم أن نتذكر أن الوكالات الاستخبارية الأميركية لم تكن الوحيدة التي على ثقة من أن صدام يعكف على تطوير هذه الأسلحة، وإنما كذلك الفرنسيون والألمان والبريطانيون والروس. اتفقت وكالات استخبارات هذه الدول كلها مع الولايات المتحدة. لذا، أعتقد حتى لو قلت الآن: حسناً، ألم يكن ذلك خاطئاً؟ أعتقد أن أي رئيس أميركي بعد 11 سبتمبر (أيلول) - حدث جلل وصدمة كبرى للشعب الأميركي راح ضحيته 3 آلاف أميركي - بما في ذلك آل غور، لو فاز في انتخابات عام 2000، كان لينظر إلى تقديرات الاستخبارات الأميركية ويقول: علينا فعل شيء حيال صدام. والآن، ثمة نقطة أخيرة هنا؛ القول إننا لم نجد شيئاً يجافي الحقيقة، ذكر تشارلز دولفر، وهو محقق قدير للغاية، أن صدام أبقى على الخطط والأفراد ومشروعات أسلحة الدمار الشامل، وكان عازماً على استئناف هذه المشروعات.
> ذكرت للتو، سعادة السفير، أمراً لافتاً للغاية؛ أن المصالح الأميركية تعلو القانون الدولي...

- لا، ما قلته أنه ليس من قانون دولي ينص على أنه يجب علينا الحصول على موافقة من الأمم المتحدة كي ندافع عن المصالح الأميركية.
> ما الأساس القانوني للحرب إذن؟
- الأساس القانوني داخل الولايات المتحدة كان قراراً رئاسياً.
> بالتالي، هل كان الرئيس بوش العقل المصمم للحرب؟ ذكرت في مقابلات سابقة أن هذا جرى ليس لإطاحة صدام حسين فحسب، وإنما كذلك الحكم السنّي الذي دام ألف سنة بالعراق. وسيترك ذلك تداعيات عميقة ليس في العراق فحسب، وإنما في المنطقة بأسرها.
- أولاً، الرئيس هو مَن يتخذ القرارات. أما بمراجعتي للأمر بعد ذلك، بعد فترة طويلة من مغادرتي العراق، فخلصت إلى أنه بعد الهجمات الإرهابية في التسعينات وهجمات 11 سبتمبر، فإن أي رئيس أميركي، ديمقراطي أو جمهوري، كان ليوافق على ما عرضته الاستخبارات على بوش. ومن المثير أن تجد (إذا عدت بالذاكرة إلى الوراء إلى داخل «الكونغرس» الأميركي) أن غالبية السياسيين بفارق كبير وافقوا على شن هجوم ضد العراق؛ سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ.
> إذن، لم يكن هذا قرار رجل واحد.

> خلصت الولايات المتحدة إلى أن هذا أمر يجب القيام به.
- صحيح، أعتقد أنه من الإنصاف القول إنه كان هناك إجماع سياسي عبر أرجاء البلاد عندما اتخذ بوش هذا القرار.
> صحح لي إن كنت مخطئاً... كيف لك وأنت دبلوماسي كيسنجري النهج، بمعنى أنك تؤمن بالسياسة الواقعية، أن تنفذ خطة للمحافظين الجدد داخل الولايات المتحدة... كيف ذلك؟
- لم أنفذ خطة للمحافظين الجدد، أو المحافظين القدامى، أو أي طرف آخر، وإنما نفذت خطة بتوجيه من رئيس الولايات المتحدة الذي قال لي: أمامك مهمتان: الأولى محاولة تسيير عجلة الاقتصاد من جديد لصالح الشعب العراقي، والثانية معاونة العراقيين على اتخاذ مسار الحكم التمثيلي. هذان هما الأمران اللذان صدرا لي من جانب الرئيس، وهما الأمران اللذان أنجزتهما.

الرئيس وأنا

> كان ذلك مجرد إعلان؟

- لا، لم يكن إعلاناً فحسب، وإنما دعاني الرئيس لتناول الغداء معه فقط داخل غرفة الطعام الصغيرة الخاصة الملحقة بالمكتب البيضاوي للتحدث معاً. كنا أنا وهو فقط، ولم يكن هناك مَن يدون ملاحظات، ولم يكن من أحد سوانا…
> لكنك تعلم أن الرئيس كان يدلي بكثير حول «الشرق الأوسط الكبير»، وأمور أخرى على صلة بالغزو العراقي. كما تحدث الرئيس علانية حول أن هذا الأمر ستكون له تداعيات قد تستمر لعقود، ليس داخل العراق فحسب، وإنما في المنطقة. وبعد 20 عاماً، ثبت أنه كان صائباً.
- نعم، حسناً، لا أعتقد أن الرئيس استخف بهذا القرار. وأعتقد أنه أدرك أنه ستكون له تداعيات، لكنني استوعبت أيضاً هدفه. وكان هدفه مساعدة العراقيين على استعادة بلادهم اقتصادياً وسياسياً.
> حسناً، لقد عملت محل غارنر (جاي غارنر الجنرال الأميركي الذي عينته حكومته حاكماً للعراق بعد الغزو) في أعقاب سقوط صدام بفترة وجيزة. كيف حدث ذلك؟ ولماذا قرر الرحيل؟
- أكن احتراماً شديداً للجنرال غارنر، وأعتقد أنه أبلى بلاءً رائعاً للغاية في ظل ظروف شديدة الصعوبة. وحسب علمي، فإن اسمي، بصورة ما، وُضع على مكتب وزير الدفاع رامسفيلد.
> أنت لا تعرف كيف؟
- لم أكن أعرف أن لديه اسمي. كانت لديه قائمة تضم 12 أو 14 اسماً لأشخاص آخرين. ولست أدري العملية التي خاضها للاختيار. على أي حال، أوصى بي في نهاية الأمر للرئيس.
> ربما ذكرت ذلك في كتابك، «عامي في العراق»؛ أن غارنر رغب في تنظيم انتخابات في غضون 90 يوماً من الغزو. لم يبدُ الأمر واقعياً. هل بدا لك واقعياً؟
- لا، لا. خلال لقاءاتي بالرئيس، ومجلس الأمن الوطني، ونائب الرئيس، ووزيري الدفاع والخارجية قبل مغادرتي البلاد، كانت الرسالة الوحيدة الواضحة من الرئيس والآخرين، بمن في ذلك وزير الدفاع رامسفيلد، ووزير الخارجية (كولن) باول، أننا سنحظى بالوقت الكافي. وسُئلت عن ذلك وقلت: أتفق مع أن هذا الأمر سيستغرق عاماً على الأقل، وربما عامين. سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وعلينا التحلي بالصبر. وسمعت في الراديو أن غارنر أخبر الجميع لتوه بأنه سيعين حكومة في غضون 10 أيام. وقلت ذلك في كتابي: «إنني في تلك اللحظة كدت أنحرف عن مساري على الطريق السريع». لقد أصابتني دهشة شديدة…
> جرى التعجيل بإرسالك للعراق. ما كانت النصيحة المثلى التي تلقيتها قبل مغادرتك؟
- حسناً، كانت أفضل نصيحة قدمها الناس لي؛ أن أحاول تحقيق بعض الفوائد الاقتصادية للشعب العراقي بأسرع ما يمكن. لقد دمر صدام فعلياً الاقتصاد العراقي على أي حال. وعندما وصلتُ إلى بغداد، وأنا هنا أطرح مجرد مثال، كنا ننتج على مستوى البلاد بأكملها 300 ميغاواط فقط من الكهرباء. وهذه الكمية لا تكفي، كما تعلم، لقرية صغيرة.

من إسبانيا إلى أنغولا

> نعم، كانت البلاد تحت الحصار. إذن، فإن أقل ما يمكن قوله إن هذا لم يحدث بين عشية وضحاها؟

- لا... عانت البلاد من قبل بصورة ما بسبب العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة، رغم أننا سرعان ما علمنا بالفساد في برنامج «النفط مقابل الغذاء». عندما جاء صدام للسلطة، كان إجمالي الناتج الداخلي بالنسبة للفرد داخل العراق أعلى منه في إسبانيا. وأخبرنا «البنك الدولي» أنه عام 2002 تراجع إجمالي الناتج الداخلي العراقي لأقل مما هو في أنغولا. أما النصيحة الثانية التي تلقيتها، كي أجيب عن سؤالك، فكانت الحرص على ضمان الحديث إلى نطاق واسع من العراقيين حول أي نمط من الحكم كان ممكناً، وأي نمط من الحكم يرغبون فيه.
> ذكرت بالطبع مَن التقيته حينذاك من الجانب الأميركي. هل التقيت أي شخص من المعارضة العراقية التي كانت هنا في الولايات المتحدة؟
- لا، لا أتذكر لقائي أي شخص. ربما التقيت شخصاً أو اثنين...
> هل تعرف كنعان مكية. كان ينتقد قرار الولايات المتحدة تشكيل سلطة الائتلاف المؤقتة، بدلاً من عقد انتخابات واختيار كيان ديمقراطي...
- حسناً، أكن احتراماً شديداً لمكية. الناس الذين يعتقدون أنه كان هناك بديل لم يتمكنوا من إبلاغي به. لم يكن يجري إحصاء سكاني في العراق منذ عام 1957، ولم تكن هناك حدود للدوائر الانتخابية، ولم يكن هناك فصل فعلي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. كانت ديكتاتورية كاملة. ولم يكن ثمة سبيل لعقد انتخابات في العراق بسرعة.
> إذن يمكن القول إن الجنرال غارنر كان مخطئاً حيال ذلك...
- أعتقد أن غارنر أسيء فهمه. ولم يجر إطلاعه على أسلوب تفكير واشنطن.

البعث والنازية

> الآن، ذهبت إلى العراق وأصدرت قائمة طويلة من الأوامر والمراسيم، منها مرسومان تركا تداعيات واسعة النطاق؛ أولهما تفكيك حزب البعث، ثم مرسوم حل الجيش العراقي؛ فهل جرى اتخاذ القرارين وفق خطة محددة؟ ولماذا فعلت ذلك؟ القراران تركا البلاد في حالة سيئة للغاية.

- الحقيقة لا أعتقد أن أياً من القرارين ترك العراق في وضع سيئ على الإطلاق. وأرى أنهما كانا قرارين صائبين. أما من أين جاءا؛ فوزارة الخارجية في مطلع عام 2002، أي قبل عام ونصف العام من الغزو، نشرت دراسة أُعدَّت في واشنطن تحت قيادة دبلوماسي أميركي يتحدث العربية، هو براين كروكر، الذي كان قد عمل في السفارة الأميركية ببغداد عام 1980. قاد السفير كروكر دراسة استمرت عاماً تحت عنوان «مستقبل العراق»، التقى خلالها هو وزملاؤه بوزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووكالات استخبارية، المئات، بل وربما الآلاف من العراقيين، كان معظمهم في المنفى، وتحدثوا حول ما ينبغي أن يكون عليه مستقبل العراق. وخلصت الدراسة إلى نتيجتين: الأولى أنه لا يمكن أن يكون هناك مكان لحزب البعث في عراق ما بعد صدام. لماذا؟ لأن حزب البعث شكل الأداة السياسية في يد صدام للسيطرة ولإرهاب شعبه. وجرى بناء أحزاب البعث بالعالم العربي، مثلما تعلم جيداً، على غرار الحزب النازي. إلا أن صدام استمر في الحكم لفترة بلغت 3 أضعاف فترة حكم هتلر. وعليه، كانت النتيجة أنه لا مكان في عراق ما بعد صدام لحزب البعث. تسلمت تحديداً في اليوم السابق لسفري إلى العراق مسودة أمر من جانب داو فايث، الرجل الثالث داخل «البنتاغون» (عمل وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات) في ظل قيادة رامسفيلد. كانت تلك مسودة وثيقة لتفكيك حزب البعث. وجاءت متسقة تماماً مع النتيجة التي خلصت إليها دراسة وزارة الخارجية ووافقت عليها. سلمني فايث هذه الوثيقة وقال: «نفكر في إصدار هذه غداً»، وكان يوم أحد، وأجبته: «حسناً، انتظر لحظة. أود الحديث مع بعض العاملين مع غارنر (في مكتب الإعمار والمساعدات الإنسانية) بالعراق». بعد ذلك أصدرت الأمر الخاص بحزب البعث، الذي صيغ على أساس القرارات التي اتخذتها أميركا، باعتبارها قوة الاحتلال داخل ألمانيا عام 1945، عند نهاية الحرب العالمية الثانية. كان لديهم برنامج لتفكيك الحزب النازي، الذي كان واسع النطاق، ولم يكن يسمح لأي شخص له أي صلة بالحزب النازي بأن يكون له أي دور من القمة إلى القاعدة. في المقابل، فإن تفكيك البعث الذي صاغته الحكومة الأميركية استهدف فقط الـ1 في المائة من قادة الحزب.إلا أنني ارتكبتُ خطأ هنا عندما حولت مسؤولية تنفيذ أمر نطاقه شديد الضيق إلى سياسيين عراقيين، لأنه تحول بعدها إلى أداة تقاتل بين أطراف مختلفة بين العراقيين الذين حاولوا توسيع نطاق التنفيذ، وطرد أكبر عدد ممكن من البعثيين، مثل المدرسين، من وظائفهم. ما كان ينبغي لي فعله (…) هو اختيار لجنة مؤلفة من 5 قضاة عراقيين وأقول لهم: أنتم ستتولون الإشراف على تفكيك حزب البعث. إلا أنني أخطأتُ بتحويل هذه المهمة إلى السياسيين، وعندما سمعت أنهم يطردون مئات، بل آلاف المدرسين من وظائفهم، أتى إليّ وزير التعليم. لذا، اضطررت إلى استعادة هذا المرسوم. لذا، كان هذا خطأ.
> وتفكيك الجيش العراقي، اقترفتَ خطأ في هذا الأمر...
- نعم، ولا. تفحصت دراسة «مستقبل العراق»، التي أخبرتك عنها سابقاً، مسألة القوة العسكرية العراقية. واضطلع الجيش العراقي، الجيش الحديث الذي جرى بناؤه بعد الحرب العالمية الثانية، بدور مقدر ومسؤول حتى جاء البعثيون وصدام حسين إلى السلطة. بعد ذلك، تحول الجيش العراقي إلى أداة أساسية للسيطرة الجبرية على الشعب العراقي. ومن جديد، ذكرت دراسة «مستقبل العراق»، التي كانت في جوهرها مناقشات بين العراقيين، الأمر ذاته: لا مكان لهذا الجيش في عراق ما بعد صدام (…) لدى سقوط بغداد في 9 أبريل 2003 قال «البنتاغون» والجنرالات الأميركيون والجنرال جون أبي زيد إنه لا توجد كتيبة واحدة من الجيش العراقي مرابطة بأسلحتها داخل العراق. ذهب أفراد الجيش إلى منازلهم. كان الجيش العراقي بضخامة الجيش الأميركي، وضم نحو 700 ألف رجل. وينتمي جوهر مجموعة الضباط بالجيش بالجزء الأكبر منهم إلى السنَّة. أما المجندون، فكانوا في أكثريتهم من الشيعة. وكان هذا الجيش متورطاً فيما اعتبرته الأمم المتحدة حرب إبادة ضد الأكراد في الثمانينات، بما في ذلك استخدام أسلحة دمار شامل ضد بلدة حلبجة عام 1988، واستغل صدام حسين الجيش نفسه، تحديداً ألوية الحرس الجمهوري، في قمع انتفاضة الشيعة بالجنوب بعد حرب الخليج الأولى… وإذا سألتني: أين كان الخطأ؟ فسأجيبك أنه كان اختيار فعل «حل». كان السؤال: هل نستدعي الجيش؟ وتحدث بعض الضباط الأميركيين حول احتمالية استدعاء الجيش. وعندما سمع الأكراد ذلك، أخبرني قائدا الأكراد؛ بارزاني وطالباني: إذا استدعيت الجيش العراقي، فسننفصل عن العراق. وكان هذا ليشعل حرباً أهلية. وسمع الشيعة الذين كانوا يتعاونون مع التحالف، بناءً على توجيه من آية الله السيستاني، الشائعة ذاتها. وقال لي الشيخ عبد العزيز الحكيم: لن نتعاون إذا ما أعدتم ذلك الجيش.

ديمقراطية أم حرب أهلية؟

> سعادة السفير، أنت سعيت إلى بناء عراق ديمقراطي…

- صحيح.
> بدلاً من ذلك، غرقت البلاد في حرب أهلية في ظل قيادتكم، لا أدري حجم الأخطاء التي تصفها، لكن هذا ما حدث.
- لا، ليست حرباً أهلية، ما حدث كان ظهور «القاعدة». نعلم أن هذه حقيقة لأنها كُتِبت بيد الزرقاوي في رسالة بعثها إلى بن لادن. وكان هدف «القاعدة» إشعال حرب بين الشيعة والسنَّة. هذا أمر شديد الوضوح، ويجب أن تطلع على رسالة الزرقاوي. ولذلك ذكر بالمناسبة السبب وراء الهجمات المروعة التي نفذوها، بينما كنت لا أزال هناك والتحالف هناك. أولاً: الهجوم ضد مقر الأمم المتحدة الذي أدى إلى مقتل سيرجيو دي ميلو، وبعد ذلك وقع هجوم كبير ضد مسجد في النجف، في 30 أغسطس (آب) 2003، وأدى إلى مقتل عدة مئات من الشيعة. وعليه، كان هدف «القاعدة» إثارة حرب أهلية. وأنت تقول إنهم ليست لديهم ديمقراطية. هذا غير صحيح. أجروا انتخابات هي الأولى من نوعها بعد مرور عام أو عام ونصف العام من تحرير بغداد، في مطلع يناير (كانون الثاني) 2005، أجرى العراقيون 6 انتخابات، منها 5 انتخابات وطنية واستفتاء حول الدستور. وعاين العراقيون انتقالاً سلمياً للسلطة 6 مرات منذ رحيلنا. وليس بإمكان أي دولة عربية القول إنها أنجزت ذلك.

النموذج الأميركي

> روسيا تستغل ذلك داخل الأمم المتحدة، وعندما أذهب إلى هناك أراهم يسألون: هل تذكرون عندما أتى كولن باول إلى هنا بهذا الشيء؟ هل تذكرون عندما نفذت أميركا تفكيك حزب البعث. نحن نفكك نازية. كيف ترى تأثير ذلك على السياسات أو الاستراتيجيات الأميركية بمختلف أرجاء العالم؟

- أي رئيس، ويمكنني القول إنني واثق من أن هذه كانت حالة الرئيس بوش، في هذه الحالة، كان عليه التفكير في أي قرار يواجهه، وكان السؤال ما ينبغي فعله مع صدام في إطار تأثير ذلك على باقي المصالح الأميركية. وأنا واثق من أن بوش فعل ذلك. وقرر، وأعتقد أنه صائب في ذلك؛ أنه لا يمكننا التساهل إزاء ترك صدام يمضي بطريقه. وعليه، اتخذ القرار الصعب بغزو العراق للتخلص من صدام، الأمر الذي أرى أنه نجح. أما تأثير السياسة الأميركية على ما يجري في بنغلاديش أو أوكرانيا، فربما تكون مسألة منفصلة.

> لا، هذا السبب وراء قول بعض الأميركيين، وبينهم رؤساء، لاحقاً، إن حرب العراق كانت كارثة.
- آسف، مَن قال ذلك؟
> الجميع. ألم تسمع بالذي يقول إنها كارثة؟
- نعم، وأقول إنهم مخطئون. وسأظل متمسكاً بما قلتُه تواً لك حول النجاح الذي حققناه سياسيا، والنجاح الذي أحرزناه اقتصادياً.
> إذن، أنت ترى أن العراق اليوم أفضل حالاً؟
- بالتأكيد. العراق اليوم أفضل حالاً بأي مقياس... لقد بدأ الربيع العربي في تونس، إلى أين ذهبت؟ انظر إلى تونس اليوم...
> لا شيء.
- أما العراقيون، حتى مع وجود تنظيم «داعش» وكل المشكلات التي يجابهونها، فقد اختاروا حكومتهم 6 مرات على التوالي.
> إذن ليست لديك مشاعر جيدة حيال الربيع العربي؟
ـ آسف، لم ينجح. أما العراق، فيعاني اليوم بشدة بسبب الفساد. لا شك في ذلك.
> هل وضعتم نموذج العراق الجديد على غرار النموذج اللبناني؟
- لا.
> كان العراق بلداً علمانياً في ظل قيادة صدام. أنت تقول إن السنَّة حكموا البلاد ألف سنة، وبعد ذلك سحبتم العراق بعيداً عن جيرانه العرب وألقيتموه في أيدي إيران...
- يمكنني الحديث بثقة فقط عن الفترة التي كنت خلالها هناك. الإيرانيون لم يكن لهم أي وجود.
> على الأقل الحكيم والشخصيات الأخرى من المعارضة العراقية كانوا مقيمين هناك...
- حسناً، والبعض كان مقيماً في سوريا، والبعض في لندن، وقليل في ألمانيا، وبضعة في فرنسا. عبد المهدي كان في فرنسا. لم يكن لدينا نموذج نحاول أن (...). لقد فعلنا ما اعتقدنا أنه مهم، وهو أن الهيكل الذي يجري تأسيسه بالعراق ينبغي أن يعزز وجود حكومة تمثيلية. ومن جديد، الأمر كان يعود إلى العراقيين بخصوص مسألة صياغة الدستور، الأمر الذي أنجزوه بالفعل، وأقاموا نظاماً فيدرالياً، من دون إيعاز منا.
> لماذا كنتَ تتفاخر في مواضع عديدة بأن السنَّة قد حكموا العراق لألف سنة، وتوقفتَ عن القيام بذلك الآن؟
- صحيح، لقد كان ذلك مجرد بيان للحقيقة، ليس إلا.

البعث السوري

> لقد كان واضحاً أن الحكومة البعثية السورية كانت تدعم ما يسمى بالمقاومة العراقية في محاربة قوات التحالف في العراق. وكان ذلك أيضاً خلال فترة حكمك في العراق. كيف تعاملت إذن مع ذلك الأمر؟ هل حاولت التحدث مع الحكومة السورية، أم قمتَ بشيء لمنع الأمر؟

- لستُ على علم بأي مناقشات محددة تمت بين المسؤولين الأميركيين والسوريين، لكنني أعلم جيداً أن قوات التحالف في العراق كانت قلقة بشأن الدعم السوري، وبوجه خاص تسلُّل أشخاص مدعومين من الجانب السوري كان يتم تجنيدهم أحياناً في شمال أفريقيا، خصوصاً في ليبيا، ويجري تدريبهم في سوريا، ثم يتسللون عبر الحدود في القائم.
> ألم يكن عليك فعل أمر ما حيال ذلك؟
- فعلتُ كل ما كنت أستطيع القيام به.
> هل كان لإيران دور أيضاً في ذلك الأمر؟
- خلال فترة عملي هناك، لم يكن هناك أي دليل على ضلوع الإيرانيين بدور في ذلك الأمر.

الإيرانيون خافوا

> ولا حتى ما اكتشفناه لاحقاً، وبات منشوراً على المنابر الإخبارية هذه الأيام؛ بأنهم كانوا يؤوون بعض عناصر تنظيم «القاعدة» في إيران؟

- لم يكن ذلك جزءاً من المعلومات التي كانت لدينا في ذلك الوقت. أهم شيء كان خطاب الزرقاوي، الذي تمكنا من اعتراضه في يناير (كانون الثاني) 2004؛ فقد كان ذلك واضحاً، لكنه كان أردنياً، وليس إيرانياً.
> لقد عملتَ على مكافحة الإرهاب من قبل؛ لذا كنتَ مدركاً تماماً لكل الأخطار.
- نعم، كانت إيران مصنفة بالفعل دولة إرهابية حين كنتُ مسؤولاً عن مكافحة الإرهاب في إدارة ريغان بسبب التفجيرات التي نفذها «حزب الله» في بيروت عام 1983؛ لذا لم يكن هناك أدنى شك في أنها كانت دولة إرهابية. مع ذلك كانت إيران تتجنب لفت الانتباه، وإن كنتُ أفضل أولاً أن أطلق عليهم الفرس، لأنهم يرون أنفسهم كذلك، ودائماً ما يفكرون من منطلق الإمبراطورية الفارسية القديمة، التي كانت تمتد من نهر السند حتى البحر المتوسط. هذه هي الإمبراطورية الفارسية، ويمكنها أن تشغل ضعف مساحة الفراغ في العراق... لا أمنحهم العراق بعد؛ فالعراق لا يزال صامداً. لكن المؤكد أنهم ذهبوا إلى لبنان، وفعلوا ذلك، ولا تزال سوريا أكثر صعوبة قليلاً بالنسبة إليهم. مع ذلك هناك بالتأكيد مشكلات في إيران، لكن إذا فكرت بناء على منظور الشعب في طهران في خريف 2003؛ كان لديهم جيش أميركي على حدودهم الشرقية وجيش على حدودهم الغربية. وفي 2003، استنتجت الدوائر الاستخبارية، على ما يبدو، بحسب ما يقرأه المرء في الصحافة، أن إيران أوقفت برنامجها النووي النشط.
> في حين كان الوضع يتردى في العراق، كما في أفغانستان، أبعدتم عن الإيرانيين عدوين لدودين على حدودهم؛ فعل الأميركيون أمراً جللاً، لكن مع ذلك كان عليك التحدث معهم... هل قابلت الإيرانيين؟
- لا، لم يكن هناك إيرانيون لأتحدث معهم.

التواصل… والخلاف مع السيستاني

> لكنك لم تشعر بأنك كنتَ بحاجة للتحدث معهم؟

- الإيراني الوحيد الذي كنت أرغب في الحديث معه كان السيستاني، لكنه لم يكن ليقبل ذلك، ولا بأس في ذلك؛ تفهمتُ الأمر، ولم أضغط عليه. لم أطلب حتى ذلك فعلاً، كان لدي تواصل جيد مكثف مع السيستاني وأنا هناك.
> مِن خلال مَن؟
- العديد من الوسطاء. راجعت الأمر، ووجدت 48 مبادلة غير مباشرة مع السيستاني خلال 13 شهراً.
> هل كانت تلك المبادلات شفهية، أم مجرد رسائل؟
- عادة ما تكون شفهية، وكانت أحياناً كتابية.
> لديك خطابات منه إذن؟
- لديه خطابات مرسلة مني (ضحك).
> لكن هل لديك خطابات مرسلة منه؟
- لدي رسائل؛ فهو لم يكن يراسلني كتابة؛ فهذا أمر لا يقوم به مَن هو في مثل مكانته ومستواه. مع ذلك رأيي أنني إذا نظرتُ إلى السؤال إجمالاً، فيسعني القول إنه اضطلع بدور مفيد وفاعل في الأمر. كان يدعم بقوة إجراء انتخابات، وإتاحة الفرصة للعراقيين لاختيار حكومتهم. كان ذلك معتقداً راسخاً لديه، وكانت هذه مهمتي بطبيعة الحال.
> لكن كانت هناك فترات سادها التوتر بينك وبينه؟
- صحيح، بالنظر إلى أهميته في العراق، وفي المنطقة بشكل عام، أردتُ التأكد من أنه يتفهم ما نحاول القيام به، وهو إرساء عملية سياسية مع العراقيين حتى يتمكنوا من اختيار حكومتهم. هنا تكمن مشكلة، ظهرت لأن سيرجيو دي ميلو، الذي كان المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ذهب لمقابلة السيستاني بعد فترة قصيرة من وصوله إلى العراق، في بداية يونيو (حزيران) 2003، طلبني لإجراء محادثة، وعقدنا اجتماعين؛ أحدهما في مكتبي والآخر في مكتبه، وذهب إلى النجف لمقابلة السيستاني. سمعت لاحقاً من أحدهم نقلاً عن السيستاني أن دي ميلو قال للسيستاني إن الأميركيين سوف يصوغون دستوراً لإقامة كيان سياسي على الطريقة التي اعتمدوها في اليابان، من خلال دوغلاس ماك آرثر، قائد قوات الحلفاء عام 1945، هذا غير صحيح على الإطلاق.لذا كانت أكثر الاتصالات مع السيستاني من جانبي موجهة نحو إطلاعه على نقاشاتنا، وأنا متأكد أنه كان يوجد أشخاص آخرون في الحكومة العراقية يُطلِعونه على نقاشاتنا المتعلقة بما كنا نعتزم القيام به، وكنتُ أحاول توضيح أنه لم يكن لدينا نية لصياغة دستور. الأمر الآخر أنه كان يريد إجراء انتخابات فورية، ولم يكن ذلك ممكناً، للأسباب التي ناقشناها آنفاً، ورأت الأمم المتحدة أيضاً أن ذلك لم يكن ممكناً. لقد أدرك دي ميلو ذلك، لذا كان محتوى الاتصالات مع السيستاني يتعلق تقريباً بجعله يفهم النظرة الشاملة لما كنا نحاول تحقيقه سياسياً، وهو دستور يصوغه العراقيون لا نحن، وإجراء انتخابات، مع توضيح صعوبة تحقيق ذلك. في النهاية فهم الأمر جيداً، ومرت 6 أو 7 أشهر، حتى يناير (كانون الثاني) 2004، إلى أن اتضح أن آية الله السيستاني قد أدرك عدم قدرتنا على إجراء انتخابات بصورة فورية. كان من الضروري وجود دستور، وكان ذلك الترتيب الذي اتبعناه؛ لقد تمت صياغة الدستور في يناير وفبراير (شباط) 2004، وإجراء أول انتخابات في يناير 2005.
> هل حصلتَ على بركته في النهاية؟
- لم أكن أبحث عن بركته؛ فأولاً، كنت أحاول اطلاعه على الوضع باستمرار، وأعتقد أنه تفهم ماهية هدفنا. كانت هناك بعض الأمور الأخرى التي كنا نتواصل بشأنها، لكن كان هذا الهدف الرئيسي من الاتصالات، وأرى أن دوره كان مفيداً ومساعداً.

القبض على صدام

> أريد أن أسألك عن صدام. كيف علمتَ بنبأ القبض عليه؟

- كانت مهمة الجيش محاولة القبض عليه، ونسقنا هذا الأمر بشكل واضح؛ كنا نسمع جميعاً شائعات، وكان هناك أشخاص يأتون لي ويخبرونني بمكان صدام، وكنتُ أنقل ذلك إلى الجيش، الذي كان يذهب إلى المكان المذكور، ولا يجده. كانوا يقولون إنه يقود سيارة أجرة...
> هل كان ذلك صحيحاً؟
- لا، كنا نسمع إشاعات مثل تلك. أقول إن الأمر كان جنونياً، لذا تلقى الجيش في ديسمبر (كانون الأول) خبراً بأنه في تكريت، مسقط رأس عائلته. أنت تعلم القصة، وهي أنهم وجدوه مختبئاً داخل حفرة. لم أُبلغ بعملية البحث وقت حدوثها، لكن الجنرال أبي زيد، قائد القيادة المركزية الأميركية في ذلك الوقت دعاني إلى الانتقال من غرفتي إلى مكتبي في الساعة الثانية صباحاً تقريباً في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2003، وقال: «أعتقد أننا عثرنا على صدام!»، وأخبرني القصة، مشيراً إلى أنه يبدو مثله تماماً، ولديه ندب أو شامة أو علامة ما على إحدى ساقيه، ويعتقدون أنه هو، لكن من الضروري إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من هويته، ولديهم تحليل الحمض النووي من ولدَيْه (عدي وقصي) اللذين قُتلا في الموصل، في يوليو (تموز)، لكن الأمر سيستغرق يومين لأنه ليس موجوداً في البلاد، بل في ألمانيا. قلت: «لا يمكن الحفاظ على سرية هذه القصة ليومين»، ورد أبي زيد: «سوف نعيده إلى بغداد، ونعرضه على بعض المعتقلين البارزين، خصوصاً طارق عزيز، ليخبرنا ما إذا كان هو صدام أو لا». رآه معتقلون وقالوا إنه صدام بالفعل، لذا اكتشفت هذا الأمر في ذلك الوقت، وكان نبأً ساراً.

رأوا صدام

> كيف كان يبدو صدام، وكيف كان تحت الأرض؟

- المشكلة التي كنا نواجهها أنه عندما هاجم ولداه قواتنا في الموصل، في يوليو (تموز) 2003، وجرى قتلهما، كنا بحاجة إلى إعلان ذلك، لكننا تساءلنا عما إذا كان العراقيون سوف يصدقوننا. لذا جمع الجيش، ورامسفيلد، والعاملون معه مجموعة من علماء الأمراض والأطباء لرؤية الجثتين، وتأكيد ما إذا كانا ابنَي صدام حقاً أم لا، لأنه، طبقاً لـ«اتفاقية جنيف»، لم يكن من المفترض عرض صور لجنود قتلى، وهو أمر تفعله روسيا باستمرار في أوكرانيا. هذا مثير للاهتمام بطبيعة الحال، لأن الإشاعات بأننا قتلنا الولدين كانت منتشرة لمدة 15 ساعة في العراق، من دون أن يعلم أحد الحقيقة، بشكل مؤكد، إلى أن أكدها الأطباء الشرعيون العراقيون الذين قاموا بعملية التشريح. في ذلك الوقت، أُطلِقت النيران بشكل احتفالي في أنحاء بغداد والبصرة والموصل وكركوك، وكانت هذه هي التجربة في يوليو (تموز). لذا واجهنا المعضلة ذاتها مرة أخرى مع صدام، وكان القرار الذي توصلنا إليه ضرورة إتاحة مقابلته لمجموعة من العراقيين في مكان وجوده، الذي كان مطار بغداد. لذا وُجهت دعوة إلى أعضاء مجلس الحكم لمقابلته واصطحاب أي شخص يريد المجيء. في النهاية كان هناك 5 أشخاص، هم عدنان الباجه جي، وأحمد الجلبي، وموفق الربيعي، وعادل عبد المهدي. كان صدام هناك، وسرعان ما تعرفوا عليه من صوته ومن كل الملامح الأخرى. لم يكن هناك أي شك، لذا شعرتُ بأنه من المهم أن يكون الباجه جي الذي كان رئيس مجلس الحكم آنذاك، موجوداً أثناء الإعلان. وهكذا تم الإعلان عن الأمر.
> هل رأيت صدام قبل ذلك؟ هل تحدثت معه؟
- لا، ولم أقل أي شيء. لم يكن لديه أدنى فكرة، وكنت أقف عند الباب.
> وقبل ذلك؟
- لا، لم أتحدث إليه أبداً.
> لم تكن تشعر بفضول لأن تسأله؛ فقد كان لديه كثير من الأسرار التي كانت لتساعدك.
- (ضحك) لا أعتقد، كنت لأسأله (مداعباً) ربما عن مكان الأسلحة النووية. (ضحك)
> هل كانت تربطك علاقات جيدة بأحمد الجلبي وإياد علاوي؟
- نعم، كنت أتحدث معهما كثيراً، وكذلك مع طالباني، وبارزاني، وبالطبع موفق الربيعي، وعبد العزيز الحكيم، وضياء جبيلي مؤلف رواية «أسد البصرة». أمضيتُ وقتاً طويلاً مع أولئك الأشخاص.

«جنة عدن»!

> ما أغرب شيء واجهته في العراق؟

- لا، لا. من الصعب الإجابة عن السؤال. لا أصف الأمر بالغريب، لكن من أكثر الأمور إثارة للاهتمام زيارة أهوار العراق، ورؤية البيوت التي كانوا يشيدونها من القصب. أعتقد أنها غير موجودة حالياً. ما يثير الأسى في نفسي معرفة أن صدام، في إطار حملته ضد عرب الأهوار، حوَّل مجرى المياه بعيداً، مما عرَّض حياتهم للتهديد. أعتقد أن المنطقة اختفت وتغيرت تماماً، كان الأمر غريباً جداً. في إحدى المرات كنت أحلق في مروحية أعلى ملتقى نهري دجلة والفرات، وقال لي الطيار: «بالأسفل، هل ترى النخلة عند نقطة تلاقي النهرين؟ إن هذه جنة عدن!».
> حسناً، أنت فخور إذن بإنجازاتك...
- أشعر بالرضا.

٧-شفق نيوز…………
البعث يجتمع في بغداد مع رشيد والمالكي وعبد المهدي…………

شفق نيوز/ كشف مسؤول حزب البعث جناح سوريا، يوم الاحد، عن عقده في العاصمة العراقية بغداد سلسلة اجتماعات مع الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد ورئيسي الوزراء الاسبقين نوري المالكي وعادل عبد المهدي وزعيم الحزب الشيوعي رائد فهمي.وقال مسؤول تنظيم البعث العراقي جناح سوريا محمد رشاد الشيخ راضي في تصريحات، عقب لقاءات أجراها في بغداد مع قادة عراقيين لمناسبة مرور 20 عاما على سقوط نظام صدام حسين، " يبدو إن عملية إسقاط ذلك النظام الذي تم باتفاق إقليمي ودولي على قاعدة المشاركة قد وصلت الى نهاياتها بانفراد الادارة الاميركية في الملف العراقي"، داعيا الى حكومة انقاذ وطني في بلده". وعن مباحثاته التي اجراها في بغداد مع عدد من القادة السياسيين يتقدمهم الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيسا الحكومتين السابقتين نوري المالكي وعادل عبد المهدي اضافة الى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي رائد فهمي فقد أشار الشيخ راضي، في تصريحات أوردها موقع "إيلاف"، إلى أنها استهدفت "ايجاد طريقة للتفاهم في دفع العملية السياسية إلى الأمام بعد أن تعثرت كثيراً، ولمنع انزلاقها لما هو أسوأ" مؤكدا انهم ابدوا تفهما لطروحاته عدا الرئيس رشيد الذي لمس عند لقائه به تواضع قدراته السياسية ورفضه لوجود اي مشاكل في العراق وان الجناح السوري للبعث العراقي لا وجود له في بلده حيث من الواضح انه لا يعرف ان هناك اجراءات متخذة من الدولة لشمول هذا الجناح بالمادة الدستورية 7 التي تُجرم البعث الصدامي "والتي نجري اتصالات مستمرة مع المسؤولين لتصحيح المسار والالتزام بما نص عليه الدستور في هذا المجال وتفريق جناحنا عن ذلك البعث الذي ناضلنا ضده ايضا" حسب قوله.وبين الشيخ راضي، في رده على سؤال حول ما اذا كان موقف الساسة الشيعة العراقيين من رفض انخراط حزب البعث جناح سوريا في العملية السياسية متأثر بالموقف الايراني الرافض للحزب بشكل عام، أنه "برغم أن الدستور العراقي الذي أُقرّ بعد سقوط نظام صدام والذي صادقت عليه القوى الشيعية ينص في المادة /7 منه على ( البعث الصدامي) ولكن حاول البعض تعميم التسمية لتشملنا لاعتبارات المصالح الذاتية وارضاءً للموقف الإقليمي الدولي".وأضاف المسؤول البعثي العراقي قائلا أن "تعميم التسمية علينا بحجة إن صدام كان بعثيا أمر غير مقبول، وغير منطقي، فهل يجوز أن نعتبر الإسلام إرهابياً لأن فيه فصائل منحرفة إنتحلت إسم الإسلام من أمثال داعش وجهة النصرة وطالبان؟لذلك يجب إعادة النظر بالموقف الخاطئ الذي إرتكبته الحكومات العراقية المتعاقبة وتمييزنا عن ( البعث الصدامي) وافساح المجال أمامنا للعمل السياسي العلني بغض النظر عن التأثيرات الإقليمية الدولية لان مصلحة العراق تقتضي ذلك".ونوه الى ان مباحثاته هذه في بغداد كانت واحدة من اتصالات يجريها مع القادة العراقيين منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 "لتصحيح المسـار والالتزام بما نص عليه الدسـتور فـي مادته /7/ والتـي تُجرم التعامل مع (البعث الصدامي) وليس الفصيل البعثي المعارض له من اجل تجنيب البلد المزيد من الصراعات.وشدد على ضرورة استحداث آلية صحيحة لاختيار المسؤولين من اجل وضع العراق على بداية الطريق الصحيح لتعافيه وعودته الى دوره الريادي على الساحتين الإقليمية والدولية.ونوه القيادي البعثي العراقي الى انه 20 عاما قد مرت على سقوط نظام صدام حسين، وخمسة انتخابات برلمانية حدثت منذ ذلك التأريخ من دون أن يحدث أي تحسن في وضع المواطن العراقي.وقال "لو قدر لهذه التجربة أن تستمر سنوات أخرى ولو أجريت عشر انتخابات أخرى، فالنتائج سوف لن تكون أفضل من التي سبقتها، لأن المداورة بالأسماء وتغيير المواقع لن يحسن من أوضاع المواطن العراقي الذي يعاني الأمرين من سوء الإدارة والفساد، وقلة خبرة الكثير من المسؤولين لأن المداورة تتم داخل السقف المرسوم لهذه العملية السياسية وما لم يتم الخروج من هذا السقف فلا أمل في الإصلاح.وأكد ان الخلل في كل ذلك هو في المشروع الذي جاء به الاحتلال وما لم يتم الخروج منه فسوف تكون جميع محاولات الإصلاح محكومة بسقف ذلك المشروع، ومن يحاول أن يتجاوز ذلك السقف سوف تقطع يده مثلما حدث مع عبد المهدي عندما وقع مع الصين عقد تحديث العراق مقابل الصين.واعتبر أن أي انتخابات ديمقراطية حقيقية ستتقاطع بالضرورة مع المصـالح الأميركية التي لن تسمح بتغيير قواعد اللعبة ولذلك فأنه من المؤكد ان المواطن العراقي لن يتحمل 20 سنة أخرى بانتظار وهم لن يتحقق، لذلك أصبح من الضروري البحث عن آلية جديدة.واوضح الشيخ راضي انه على هذا الأساس جرى تواصلة مع الأطراف المعنية بالملف العراقي لمناقشة بعض الأفكار التي تساعد في تقويم العملية السياسية، وتعيد التوازن لها.. منوها الى انه من جملة الأفكار التي طرحها اشارته الى ان القوى والأحزاب العراقية قد تجاوزت مرحلة الصراعات الشخصية والحزبية والكتلية التي مرت بها طيلة السنوات الماضية وتحول الصراع إلى صراع خطين.وأضاف المسؤول البعثي العراقي الموالي لسوريا انه بعــد مرور 20 عاماً يبدو ان الإدارة الأميركية بدأت تضع الخطط للانفراد بالملف العراقي حيث استطاع الأمريكان والإسرائيليين التوغل داخل مؤسسات الدولة العراقية والسيطرة عليها عن طريق اعتماد وكلائها وتسليمهم مفاصل الدولة المهمة.وبين أنه لذلك فأن الصراع بدأ يتبلور ويأخذ شكل خطين، أحدهما يمثل الأميركان والإسرائيليين وحلفائهم في المنطقة والثاني يمثل الخط الوطني الداعم لمقاومة الاحتلال والدفاع عن الاستقلال الوطني "ومن الطبيعي أن يكون موقعنا ضمن الخط الثاني، ولكن نحن نعتقد هنالك بعض الثغرات مطلوب الانتباه إليها ومعالجتها للحفاظ عليه".وأعتبر انه لمواجهة هذا الحجم من التآمر "نحتاج إلى طرح آلية جديدة لإقامة حكومة إنقاذ وطني تستند إلى تحالف القوى الإسلامية والقومية والديمقراطية، تأخذ على عاتقها تهيئة الأجواء الصحيحة لإجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية قادرة على النهوض بأعباء المرحلة".وحذر من أنه بخلاف ذلك سيزداد حجم التدخل الأميركي الإسرائيلي بشكل سيشكل خطراً كبيراً ليس على وحدة وعروبة العراق فقط وإنما على جميع المنطقة.وشدد المسؤول البعثي على ضرورة مغادرة العراق للمحاصصة المقيتة حيث حان الوقت للتخلص مما فرضته على البلاد من اشخاص لايتمتعون بالحد الادنى من الشروط الواجب توافرها لمن يتولى موقع المسؤولية على الشعب العراقي بأجمعه.ودعا الى اعادة النظر بهذه الصيغة قبل فوات الاوان بأن يأخذ مجلس النواب على عاتقه مسؤولية وضع شروط ملزمة يجب توفرهابأي مرشح لتولي المسؤولية من جميع المكونات من بينها ان لاتكون له علاقة مع دولة معادية لبلده وان يكون مؤمنا بوحدة العراق ارضا وشعبا ولم يشترك في أي عمل يؤدي الى تفكيك العراق وله تاريخ مشهود بالنزاهة الوطنية اضافة الى عدم مشاركته او مساعدته لاي عمل ارهابي ويكون متمتعا بثقافة سياسية وله المام بالوضع الاقليمي والدولي.وشدد على انه عند الوصول الى وضع آلية صحيحة لاختيار المسؤولين يكون قد تم وضع العراق على بداية الطريق الصحيح.وعن رأيه بالانفاتح العربي الاخير على سوريا والسعي لاعادتها الى الجامعة العربية فقد أشار القيادي البعثي العراقي – جناح سوريا محمد رشاد الشيخ راضي الى انه من حيث المبدأ فإن أي تقارب بين الدول ألعربية أمر مرحب به "ولكني اعتقد ان فشل المؤامرة الدولية التي استهدفت سوريا لأنها تشكل عقبة اساسية أمام محاولات التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وبعد أن تجاوزت سنوات الحرب وانتصرت على الإرهاب، فلم يبق أمام جامعة الدول العربية إلا العودة إلى سوريا".ويعد الشيخ راضي من قيادات حزب البعث (اليسار) وكان بالمعارضة العراقية في زمن النظام السابق، وتربطه علاقات وثيقة مع قوى المعارضة آنذاك، حيث كان يعمل معهم على إسقاط نظام صدام، إلا أن نقطة الاختلاف مع قوى العملية السياسية بعد 2003 هو "حظر البعث" كون القرار بحسبه لم يميز بين بعث اليسار وبعث صدام.
٨-سكاي نيوز…………………الأخبار العاجلة
l قبل 1 ساعة
كيسي يصعق ريال مدريد بهدف قاتل وبرشلونة يوسع الفارق إلى 12 نقطة
l قبل 1 ساعة
تصريح "ناري" لزعيم كوريا الشمالية يتعلق بالجاهزية لشنّ هجمات نووية
l قبل 1 ساعة
البرهان: نريد حكومة مدنية تقدم للناس الخدمات وتقف على قضاياهم بالحق وليس بنهج قد يقود إلى تدمير البلاد
l قبل 1 ساعة
رئيس مجلس السيادة السوداني: القوات المسلحة أقدمت على العملية السياسية الجارية بقلب مفتوح وتريد أن يحصل الشعب على حكومة مدنية
l قبل 1 ساعة
مع اقتراب شهر رمضان.. السعودية تكشف استعداداتها لاستقبال "الأعداد المليونية" من المعتمرين والمصلين
l قبل 2 ساعة
بوتين: الشراكة الروسية الصينية بنيت دائما على الثقة المتبادلة واحترام سيادة ومصالح كل منهما
l قبل 2 ساعة
وزارة الخزانة الأميركية تعلّق على صفقة الاستحواذ على "كريدي سويس": تدعم الاستقرار المالي العالم
l قبل 2 ساعة
بوتين: الصين وروسيا تدعوان باستمرار إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلا بناءً على القانون الدولي

l قبل 2 ساعة
بوتين عشية زيارة الرئيس الصيني: روسيا منفتحة على التسوية السياسية والدبلوماسية للأزمة الأوكرانية
l قبل 2 ساعة
بوتين: الشراكة الروسية الصينية بنيت دائما على الثقة المتبادلة واحترام سيادة ومصالح كل منهما
l قبل 2 ساعة
بوتين: العلاقات الروسية الصينية بلغت أعلى مستوى في تاريخها وتكتسب المزيد من القوة
l قبل 3 ساعات
السودان.. الكشف عن موعد التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي
l قبل 3 ساعات
دول تصادق على تقرير "الحقائق القاسية" بشأن تغير المناخ
l قبل 4 ساعات
مذكرة "اعتقال بوتين".. هي يستطيع الغرب استخدام "ورقة الجنائية"؟
l قبل 4 ساعات
سويسرا تنقذ سمعتها والاقتصاد العالمي بإتمام اندماج أكبر بنكين
l قبل 4 ساعات
ظنوا أنها تمزح.. فيديو لمذيعة تفقد وعيها خلال بث مباشر
l قبل 4 ساعات
الصفقة تمت.. سويسرا تعلن رسميا استحواذ بنك يو بي إس على كريدي سويس
l قبل 5 ساعات
كأس الرابطة بمصر.. أزمة بسبب المواعيد والأهلي يمهد للانسحاب
l قبل 5 ساعات
فاينانشال تايمز: "يو بي إس" يوافق على شراء "كريدي سويس".. وهذه هي القيمة
l قبل 6 ساعات
بيان شرم الشيخ.. الإسرائيليون والفلسطينيون يتفقون على آلية لكبح العنف
l قبل 6 ساعات
السيسي يوجه بزيادة حد الإعفاء الضريبي على الدخل.. تفاصيل
l قبل 7 ساعات
في الساعات الأخيرة.. تسريبات مقلقة بشأن مصير بنك كريدي سويس
l قبل 8 ساعات
محمد بن راشد يطلق حملة "وقف المليار وجبة"
l قبل 9 ساعات
إصابة إسرائيليين اثنين في عملية إطلاق نار بالضفة الغربية.. تفاصيل
l قبل 9 ساعات
ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين طياري الجيش الأميركي.. ما القصة؟
l قبل 9 ساعات
السعودية تدعو لتحري هلال رمضان مساء الثلاثاء
l قبل 10 ساعات
هل تعرقل الاتهامات ترشح ترامب للبيت الأبيض؟
l قبل 10 ساعات
أزمة سن التقاعد.. إضراب ثلث العاملين في "توتال" الفرنسية
l قبل 11 ساعة
بالصور.. الكعبة تتزين لشهر رمضان
l قبل 11 ساعة
طهران: تحضيرات للقاء بين وزيري خارجية إيران والسعودية.. و3 أماكن مقترحة
l قبل 11 ساعة
وسائل إعلام ليبية: مساعدة وزير الخارجية الأميركي بربرا ليف تصل إلى مدينة بنغازي وتتوجه إلى مقر الجيش الوطني الليبي
l قبل 12 ساعة
وزير الخارجية الإيراني يعلن أنه سيلتقي قريبا بوزير الخارجية السعودي بهدف الاتفاق على الاستعدادات لإعادة فتح السفارات
l قبل 12 ساعة
بعد تعرضها للسخرية.. سيلينا غوميز تحطم رقما قياسيا على إنستغرام
l قبل 12 ساعة
رئيس دولة الإمارات: أجرينا محادثات بناءة مع الرئيس السوري لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها لمصلحة البلدين
l قبل 12 ساعة
بصورتين.. مسؤول أوكراني يعلق على زيارة بوتين إلى ماريوبول
l قبل 13 ساعة
الدراما الخليجية في رمضان.. خريطة المسلسلات
l قبل 13 ساعة
رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد يستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في أبوظبي
l قبل 13 ساعة
كالة الأنباء السورية تعلن أن الرئيس السوري وصل إلى دولة الإمارات في زيارة رسمية
l قبل 15 ساعة
انطلاق اجتماع في مدينة شرم الشيخ بمشاركة مسؤولين سياسيين وأمنيين من مصر وفلسطين والأردن والولايات المتحدة وإسرائيل لبحث التهدئة في الأراضي الفلسطينية
l قبل 15 ساعة
أميركا تستعرض قوتها أمام كوريا الشمالية بـ"قاذفة استراتيجية"
l قبل 16 ساعة
السوداني: لن نتسامح مع أي محاولة لاستغلال المال العام في العراق
l قبل 16 ساعة
السوداني يقول إن حكومته تسعى إلى تحقيق حالة من الهدوء السياسي في العراق
l قبل 16 ساعة
الناتو يتحدى روسيا في المنطقة الإسكندنافية بـ"قفزة المظليين الخطيرة"
l قبل 19 ساعة
بوتين يصل ماريوبول في زيارة مفاجئة.. ويتجول فيها بسيارته
l قبل 20 ساعة
تقرير إعلامي رسمي: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور ماريوبول في إقليم دونيتسك بأوكرانيا
مع تحيات مجلة الكاردينيا

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

482 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع