أخبار وتقارير يوم ١١ آب

 أخبار وتقارير يوم ١١ آب

١-الشرق الاوسط :نقابة الصحافيين في طهران: اعتقال أكثر من 100 صحافي منذ بدء الاحتجاجات…

أوقفت السلطات الإيرانية أكثر من 100 صحافي منذ بدء الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني، في سبتمبر (أيلول) 2022، وفقاً لنقابة الصحافيين في طهران.وكتب رئيس مجلس إدارة نقابة الصحافيين في طهران، أكبر منتجبي، أن أكثر من مائة صحافي اعتقلوا خلال العام الأخير الذي وصفه بـ«العصر الأسود للصحافة».وقال منتجبي في مقال نشرته صحيفة «سازندكي» الإصلاحية، إن خلال العام الأخير اعتُقل أكثر من 100 صحافي، مشدداً على أن الاعتقالات «لم تؤثر على مسار نشر المعلومة، ويجد طريقه مثل الماء».وكتب منتجبي: «العصر الأسود للصحافة لم ينتهِ، وتوحيد الأجهزة يمارس أكبر الضغوط، ويركز على اعتقال وإقصاء وطرد ونفي الصحافيين». وأضاف: «الصحافيون ليسوا أعداء. من تبقوا وتركوا نافذة المطالبة بالحرية مفتوحة ليسوا أعداء، ولا يتعاونون مع دول معادية. إنهم جزء من ألم الناس».وهزت احتجاجات شعبية غاضبة أنحاء إيران، في أعقاب وفاة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل «شرطة الأخلاق» بدعوى سوء حجابها.وأوردت وكالة «الصحافة الفرنسية» نقلاً عن صحيفة «شرق» الإصلاحية، أن «لجنة دعم الصحافيين الموقوفين رصدت توقيف أو استدعاء أكثر من 90 صحافياً في مدن مختلفة في إيران، على مدى الأشهر العشرة الماضية»، وذلك في تقرير لمناسبة إحياء يوم الصحافي الوطني.وتشكّلت هذه اللجنة في سبتمبر، لمتابعة أوضاع الصحافيين الذين يتمّ توقيفهم أو يتعرّضون لمضايقات من قبل السلطات بسبب الاحتجاجات.وأكدت اللجنة أن «غالبية الصحافيين أُفرج عنهم بشكل مشروط خلال الأشهر الماضية، واستفاد آخرون من عفو».وأشارت «شرق» إلى أن 6 صحافيين ما زالوا موقوفين، بينما ينتظر 5 آخرون قراراً قضائياً بشأن مصيرهم.ومن بين الموقوفين مراسلة صحيفة «هم ميهن» إلهة محمدي، التي قامت بتغطية مراسم تشييع مهسا أميني في مسقط رأسها بمدينة سقز، في محافظة كردستان بغرب إيران، والمصوّرة في «شرق» نيلوفر حامدي التي زارت المستشفى؛ حيث كانت ترقد الشابة الكردية في غيبوبة بعد توقيفها. ووجّه القضاء الإيراني إليهما تهمة «الدعاية ضد النظام»، و«التآمر للعمل ضد الأمن القومي».وقُتل المئات من المحتجين بعدما أطلقت السلطات حملة لإخماد الاحتجاجات. وقضى عشرات من «الباسيج» والشرطة وقوات الأمن على هامش الاحتجاجات التي تراجعت بحلول أواخر العام. كما تمّ توقيف 20 ألفاً، وإحالة كثيرين منهم للمحاكمة على خلفية ضلوعهم في التحركات التي عدّتها السلطات إجمالاً «أعمال شغب»، واتهمت القوى الغربية بالوقوف وراءها.ومثلت الاحتجاجات الشعبية أكبر تحدٍّ للمؤسسة الحاكمة على مدى 43 عاماً.
٢-المدى:تقـريـر أميركـي: داعش يحتفظ بنحو 1000 عنصر في العراق…

ذكر تقرير لموقع (VOA) الأميركي ان كلا من الولايات المتحدة والعراق يأملان باتخاذ خطوات جوهرية مهمة لتوسيع شراكتهما من تلك التي ركزت تركيزا كاملا تقريبا على مواجهة تنظيم داعش الإرهابي فقط، الى شراكة متكاملة، وصفها بعض المسؤولين الاميركان بانها ستكون انتقالة بمعدل 360 درجة إلى التحالف الحكومي. والتقى مسؤولو دفاع ودبلوماسيون من كلا البلدين في البنتاغون الاثنين للبدء بمباحثات لمدة يومين، حول تعاون امني مشترك، تعقد في واشنطن هذا الأسبوع بين وزير الدفاع الأميركي، لويد اوستن، ووزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي، وسيسعى الحوار لبلورة رؤية حول مستقبل العلاقة الأمنية بين العراق والولايات المتحدة.وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اعلن في تموز 2021 خلال اجتماع حوار ستراتيجي مشترك مع وفد عراقي برئاسة رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، عن انتهاء العمليات القتالية الأميركية في العراق وانسحاب أية قوة قتالية متواجدة في البلد بحلول نهاية ذلك العام. اما اليوم فان التواجد العسكري الأميركي مقتصر إلى حد كبير على دور تقديم المشورة في غرف عمليات عسكرية تديرها القوات العراقية.وقال اوستن لنظيره العباسي "نحن نقر بان مهمتنا العسكرية ستشهد تغييرا في الوقت الذي تشهد قواتكم بناء قدراتها، مباحثاتنا ستكون جزءا من الخطوة التالية في شراكتنا الدفاعية الستراتيجية".ومن جانبه قال العباسي "في الوقت الذي يعتبر من المهم جدا الحفاظ على الانتصارات التي حققتها القوات العراقية والأميركية، فانه من المهم أيضا الان تعزيز العلاقات والمضي قدما بالتعاون بيننا وبين الولايات المتحدة."وأضاف العباسي قائلا "نحن متحمسون جدا ولن نغادر واشنطن بدون تحقيق نجاح."ويتواجد حاليا ما يقارب من 2,500 جندي اميركي في العراق تقتصر مهامهم على المشورة ومساعدة القوات العراقية وهي تلاحق وتطارد ما تبقى من خلايا تنظيم داعش.مسؤولون اميركان يقولون ان هذه الترتيبات، بجانب تولي القوات العراقية زمام الأمور منذ كانون الأول 2012، قد اثبتت نجاحها. وتظهر التقديرات الأميركية تقلص تعداد مسلحي داعش في العراق الى اقل من 1000 مسلح، وكذلك قيادة التنظيم في العراق تواجه نفس المصير باندحار كوادرها على نحو مستمر على يد القوات العراقية.ويقول المسؤولون الاميركان ان ثمرة ذلك كانت تقلص هجمات داعش في العراق لحد الان خلال هذا العام بنسبة 64%. وان الهجمات التي وقعت كانت على نطاق ضيق واقل دموية.نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دانا سترول، قالت خلال مؤتمر صحفي قبيل مباحثات الاثنين "أعتقد انه من المنصف القول انه خلال العقود القادمة في المستقبل فإن تواجد القوات الأميركية في العراق لن يكون على حاله الذي نعيشه اليوم".ولكن الشكل الذي سيكون عليه التواجد الأميركي في العراق بالضبط هو ما سيتم تحديده لاحقا. ولكن النجاح المتواصل ضد تنظيم داعش يهيئ الطريق لمناقشات قد تكون فيها علاقة واشنطن مع العراق تبدو على نحو كبير كبقية علاقات الولايات المتحدة بالمنطقة.وقالت سترول "نحن مهتمون بإقامة علاقة دفاع مستمرة ضمن شراكة ستراتيجية، أي ليست علاقة مقتصرة على الدفاع فقط. سنشهد شراكة ستراتيجية حكومية شاملة على مدى سنوات وسنوات عديدة قادمة."ويقول مسؤولون في الخارجية الأميركية ان هذه الشراكة تشمل التركيز اكثر على الجانب الاقتصادي العراقي، مشيرين الى ان فروعا من سلسلة مطاعم ومعجنات أميركية قد تم افتتاحها في بغداد مثل، سينابون وبيرغر كينغ .وقال مسؤول في الخارجية الأميركية، طالبا عدم ذكر اسمه "هذا مثال قوي جدا ويرمز الى ان العراقيين يرغبون بالمنتجات الأميركية، ويريدون نشاطا تجاريا أميركيا في بلدهم حتى لو كان ذلك من خلال منح وكالة او امتياز. نود الاستمرار بتوسيع نشاطنا في مجال الطاقة، وخصوصا مساعدة العراقيين في بناء اكتفائهم الذاتي في قطاع الطاقة. وهناك تركيز على إيجاد سبل لمواصلة تشغيل الشباب العراقيين."ويقول مسؤولون اميركان إنهم تشجعوا بالتقدم الذي يحرزه العراق في محاربة الفساد، مشيرين الى حصول بعض التحسينات خصوصا في قطاع الصيرفة .مع ذلك فان التركيز القوي من المتوقع ان يبقى على التعاون في جانب الدفاع، آخذين بنظر الاعتبار التهديد المستمر لداعش رغم كونه ضيق النطاق نسبيا.قائد قوات التحالف الدولي الجنرال، ماثيو ماكفارلين، قال "انا ما زلت اعتقد بان عودة ظهور داعش هو خطر كبير. وان فكرهم ما يزال موجودا، وما يزال التنظيم يشكل تهديدا في سعيه لإعادة بناء قدرته وامكانيته لتنفيذ هجمات، ويظهر من جديد كتهديد كبير للناس."وبينما تمكنت القوات العراقية من الإبقاء على وتيرة مستمرة من العمليات العسكرية ضد داعش، فان مسؤولين عسكريين اميركان ما يزالون يرون مجالات تحتاج الى ان يتم تعزيزها، مثل استخدام طائرات مسيرة وطائرات استطلاع للمساعدة في تحديد اهداف داعش وازالتها.وقال الجنرال ماكفارلين "نحن في الواقع نعمل معهم الان لتحسين المنصات التي لديهم وادخالها في العمليات."من جانب آخر اثار تقرير للمفتش العام للبنتاغون نشر في مستهل هذا الشهر مخاوف متعلقة بقوات النخبة لجهاز مكافحة الإرهاب، مشيرا الى انه "لم يتم جلب متطوعين جدد للجهاز منذ تشرين الثاني عام 2018 ."ويقول مسؤولون اميركان بان ما يزال هناك عمل يجب ان يُنجز لإعداد وتهيئة قوات عراقية تتولى مهمة قضايا امنية خارج نطاق تنظيم داعش ومكافحة الارهاب.ويحيط مسؤولون اميركان أيضا علما بان هناك تنافسا من بلدان أخرى ترغب بزيادة تعاونها الأمني مع العراق، مثل الصين وروسيا وتركيا.وتقول، سترول، بهذا الخصوص "لهذا السبب ان هذا الحوار حيوي جدا. علينا ان نعمل مع العراقيين وفقا لصورة شاملة تتخللها جميع هذه الأمور الأمنية والدفاعية، بالإضافة الى نظرتهم بخصوص قدراتهم."

٣-المدى:المالية النيابية ترجح انخفاض الدولار مع بدء تطبيق الموازنة…
رجحت اللجنة المالية في مجلس النواب انخفاضاً في سعر الدولار مع البدء بتطبيق الموازنة، لافتة إلى أن البنك المركزي يسير بخطوات جيدة للسيطرة على عمليات التحويل المالي الداخلي والخارجي.سجلت أسعار صرف الدولار، أمس الثلاثاء، مقابل الدينار ارتفاعاً في بورصة العاصمة بغداد وكذلك في الأسواق المحلية.وذكرت مصادر إلى (المدى) ان "بورصتي الكفاح والحارثية المركزيتين في بغداد سجلتا صباح أمس، سعر صرف بلغ 151000 دينار مقابل 100 دولار".وتابعت المصادر، أن "اسعار بيع الدولار في محال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد بلغت، 152000 دينار، بينما بلغت أسعار الشراء 150000 دينار لكل 100 دولار".وقال عضو اللجنة جمال كوجر، إن "سعر صرف الدولار سوف ينخفض بعد أن صدرت تعليمات الموازنة وأخذ القانون طريقه للتنفيذ".وتابع كوجر، أن "الحكومة سوف تضطر لضخ كميات كبيرة من الدولار إلى الاسواق المحلية خلال الايام المقبلة".وأشار، إلى أن "موارد الدولة العراقية هي بالدولار، لكنها تحتاج إلى العملة الوطنية من اجل تسديد الرواتب التي تأخذ حيزاً كبيراً من الموازنة".ومضى كوجر، إلى ان "وجود كميات كبيرة من الدولار معروضة في الأسواق سوف يؤدي إلى اكتفاء السوق وقلة في الطلب ومن ثم خفض سعره إلى حد كبير".من جانبه، قال عضو اللجنة الآخر معين الكاظمي، إن "البنك المركزي يسير باتجاه السيطرة على سعر الصرف".وأشار الكاظمي، إلى أن "العمل على تبسيط إجراءات الحصول على الدولار من نافذة العملة على البنك المركزي والحكومة إشراك القطاع الخاص في القرارات".وطالب، الحكومة بأن "تسأل التجار عن مشاكلهم وأسباب عدم إقبالهم على شراء العملة من البنك المركزي".وأردف الكاظمي، أن "هناك جدية من البنك المركزي لمعالجة الكثير من الأمور، وحصل تشذيب في الإدارة".وانتهى الكاظمي، إلى "حصول تغيير لنحو 100 منصب في البنك المركزي، هناك متابعة للمصارف الاهلية، واستضافات ومحاسبة، بحيث يطبق المركزي صلاحياته بالإشراف الحقيقي على المصارف".وكان البنك المركزي قد ذكر في بيان سابق، أن "مصدر الدولار الأمريكي المتداول في الأسواق المحلية هو البنك المركزي العراقي، الذي يطرحه عبرَ المصارف وشركات الصرافة والتوسط، بالسعر الرسمي المقرر (1320) دينارا للدولار الواحد"، مؤكداً أنه لا حقيقة لما يُطلق عليه "السوق الموازي".لكن استاذ الاقتصاد عبد الرحمن المشهداني قال، إن "السوق الموازي لبيع الدولار يعود إلى 4/ 10/ 2003، عندما تم اتخاذ القرار حينها بوجود نافذة بيع العملة، ووجود معها السوق الموازي".وتابع المشهداني، أن "المتحكم بسعر صرف الدولار هو العرض والطلب، وهذه هي مهمة البنك المركزي في كيفية تحقيق التوزان".ودعا، إلى "تفعيل مديرية الجريمة الاقتصادية وهيئة النزاهة وأن تتم الرقابة على عمليات بيع الدولار خارج السياق الرسمي الذي حدده البنك المركزي".ولفت المشهداني، إلى أن "محاسبة المتورطين بهذه الأفعال ستكون تحت طائلة التزوير لكونهم قدموا وثائق مزورة للحصول على الدولار المباع من البنك المركزي عبر المصارف وشركات الصيرفة ومن ثم يباع في السوق الموازي لتمويل التجارة التي لا تمر عبر البنك المركزي".وأوضح، أن "الملاحقة ليست من مهام البنك المركزي، بل تقع ضمن اختصاصات الأجهزة الأمنية المعنية بالملف الاقتصادي".وبين المشهداني، أن "المشكلة التي تواجهنا أن الكثيرين من العراقيين تم تحويل مبالغ كبيرة بأسمائهم عبر نافذة العملة وهم لا يعلمون بذلك".وأكد، أن "البنك المركزي مهامه إدارية وفرض عقوبات مالية على المصارف المخالفة كانت في السابق عن كل دولار 15 الف دينار ومن ثم جرى تخفيضها إلى 5000 دينار وتم تخفيضها ايضاً إلى 1000 دينار عن كل دولار".وانتهى المشهداني، إلى أن "اتفاقاً قد حصل بأن الرقابة على أعمال شركات الصيرفة ستكون من مهام البنك المركزي، بعد أن كلفت القوات الأمنية بذلك في وقت سابق".ولا تزال أزمة أسعار صرف الدينار أمام الدولار قائمة في العراق، منذ أواخر العام الماضي، والتي تشهد تذبذبا رغم إجراءات اتخذها البنك المركزي في البلاد بهدف الدفع لاستقرار أسعار العملة.وفي شباط الماضي، قرر البنك المركزي رفع قيمة سعر الصرف الرسمي للدينار مقابل الدولار بنسبة 10 في المئة في إجراء هدف إلى الحد من انخفاض قيمة العملة الذي صاحب اعتماد أنظمة أكثر صرامة بشأن التحويلات المالية خارج البلاد.ووافقت الحكومة العراقية حينها على مقترح البنك المركزي برفع قيمة سعر الصرف من نحو 1470 دينارا إلى 1300 دينار للدولار الواحد، وهو ما كان له أثر واضح في سوق الصرف حينها بخفض الأسعار التي وصلت لمستوى 1700 دينار في السوق الموازي.

٤-السومرية ……

ترامب يتوعد "المتحولين جنسياً": سأحظر تواجدكم في الجيش الأمريكي! أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه سيعيد حظر انتساب المتحولين جنسيا إلى الجيش، في حال انتخابه لولاية جديدة عام 2024.وخلال تجمع انتخابي في مدينة ويندهام بولاية نيوهامبشير، قال ترامب وسط تصفيق حار من الحضور: "سأحظر المتحولين جنسيا من دخول للجيش، كما فعلت سابقا.. تحدثت آنذاك إلى الجنرالات، قلت لهم: ما رأيكم في المتحولين جنسيا؟ فقالوا: "سيدي، هل يسمعنا أحد؟ نحن لا نحب ذلك سيدي"، الجميع خائف من التحدث عن ذلك لكن يجب أن تفعل الصواب".خلال الخطاب، قدم ترامب وعودا مختلفة تعهد بأن يفي بها إذا أعيد انتخابه، ومن بينها تشكيل تحالف قدامى المحاربين من أجل ترامب الذي يتألف من 120 من قدامى المحاربين من جميع الولايات، وإنهاء حالات انتحار الجنود القدامى، وحظر جراحات المتحولين جنسيا في الجيش، وتحميل الجنرالات المسؤولية عن الانسحاب الفاشل من أفغانستان.

٥-الجزيرة……

العراق يحظر مصطلح المثلية الجنسية بجميع وسائل الإعلام! …أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات في العراق أنها وجهت جميع وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي العاملة في البلاد بعدم استخدام مصطلح "المثلية الجنسية"، واستبداله بـ"الشذوذ الجنسي".وقالت الهيئة في بيان صدر أمس الثلاثاء إنها تدعو للامتناع عن استخدام "مفردة المثلية الجنسية واستخدام المفردة الحقيقية، الشذوذ الجنسي".وأوضحت أنها تهدف إلى "حماية المجتمع وقيمه الأصيلة من المصطلحات الدخيلة التي أصبحت لها مدلولات مخالفة للنظام العام والآداب العامة".وأضافت الهيئة أنها قررت "منع استخدام مفردة النوع الاجتماعي والجندر والمثلية في كافة المخاطبات الخاصة بالهيئة لما لهذه المصطلحات من مدلولات سلبية في المجتمع العراقي".وذكر البيان أنه تقرر منع جميع الشركات الحاصلة على ترخيص من الهيئة لخدمات الهاتف المحمول والإنترنت وغيرها من الترويج لهذه المفردات من خلال استخدامها في تطبيقاتها وبرامجها.وقال متحدث باسم الحكومة إن عقوبة انتهاك هذا القرار لم تتحدد بعد لكنها قد تنطوي على غرامة.ولا يجرّم العراق "المثلية الجنسية" بنصوص محددة، لكنه يعتمد في قانون العقوبات على مواد تتعلق بحماية الأخلاق العامة.وكثفت الأحزاب الرئيسية في العراق انتقاداتها للمثلية خلال الشهرين الماضيين، حيث نُظمت مظاهرات غاضبة للاحتجاج على إحراق نسخ من المصحف الشريف في السويد والدانمارك، وتخلل الاحتجاجات حرق رايات المثليين التي تحمل ألوان قوس قزح.

٦-الجزيرة …تقرير خاص …

نال وسام "الفارس" الفرنسي.. الشاعر والدبلوماسي شوقي عبد الأمير: العربي يمكنه أن يكون ندا في الثقافة…أطلق عليه والده اسم "أحمد شوقي" تيمناً وحباً بالشاعر المصري الشهير "أحمد شوقي"، الشاعر والدبلوماسي العراقي شوقي عبد الأمير، وُلِد بمدينة الناصرية سنة 1949، والتي تبعد 5 كيلومترات عن مدينة "أور" السومرية الأثرية، وعن ذلك يقول "لهذا المكان تأثيرات بالنسبة لي واعية وغير واعية".ويضيف "أور عاشت في ذاكرتي، رموزها في مخيلتي، أدبها أحفظه واسترده" ويتابع "كدت أفقد حياتي حيث كدت أسقط وأنا طفل صغير في كهف عميق وهو في الواقع كهف لمقبرة ملوك السلالات السومرية".دَرَسَ البكالوريوس في كلية الآداب في بغداد نهاية الستينيات، وبعدها سافر إلى الجزائر للعمل في مدارسها لتدريس العربية في إطار حملة تعريب الجزائر بعد التحرر من الاستعمار الفرنسي عام 1962، كما عاش في اليمن وتتبع أثر الشاعر الفرنسي آرثر رامبووترجم رسائله إلى العربية. ويقول "احتل رامبو ذاكرتي فقررت أن أقرأه بلغته فكان هو السبب الأساسي أن أذهب إلى فرنسا".حفرت المنافي عميقاً في تجربته الشعرية، حيث أصدر أكثر من 20 مجموعة شعرية على مدى 45 عاماً، من بينها "حديث لمغنّي الجزيرة العربية" (1976)، "أجنّة وسراويل صحراوية"، "شعر" (1978)، "أبابيل" شعر(1985)، "حديث نهر" شعر (1986)، "ديوان الاحتمالات" (2000)، "نادو/اللهب الغارق" (2022).وتُرجمت مختارات من دواوينه إلى الفرنسية والإنجليزية، كما نقل عبد الأمير إلى القارئ الفرنسي قصائد أدونيس، سعدي يوسف، أنطولوجيا الشعر العراقي واليمني. وهو يشغل منصب مستشار معهد العالم العربي في باريس منذ عام 2019، وعمل مستشارا لمنظمة اليونسكو الثقافي للمنطقة العربية (1996-2003) وحاز جائزة ماكس جاكوب العالمية للشعر عام 2005.وترأس تحرير جريدة "بين نهرين" الثقافية، وأسس مجلة "سبا" وأدار مركز رامبو العالمي للشعر، وساهم كمؤسس لمشروع "كتاب في جريدة"، وكشف عبد الأمير للجزيرة نت عن عودة المشروع قائلاً "بمجرد أن تتفق اليونسكو مع راعي المشروع، سيصدر هذا المشروع وأمل أن يتم هذا قريبا".واختارت وزارة الثقافة الفرنسية مؤخرا الشاعر عبد الأمير "شخصية العام الثقافية" 2023، ومنحته وسام الفارس في الفنون والآداب، الذي يعدّ أرفع وسام فرنسي، وتحدث للجزيرة نت من باريس التي يقيم بها منذ 4 عقود:

(العربي في الثقافة يستطيع أن يكون نَداً، لأنّ العربي لا يستطيع أن يواجه الغرب بأي ميدان من ميادين المعرفة والابتكار والعلوم الأخرى، نحن لا نستطيع أن ننافس في صناعة الطائرات ولا في العلوم والاكتشافات الحديثة التكنولوجية، نحن نستطيع أن نقدِّم الشِعر والفكر والموسيقى والفن وكل فنون الإبداع، الثقافية البحتة، هنا يستطيع العربي أن يقف ويدافع عن حضوره في العالم)

ماذا يمثل تتويجكم كشاعر عربي بجائزة "شخصية العام الثقافية" في فرنسا، ومنحكم وسام الفارس الذهبي في الفنون والآداب لعام 2023؟
بادئ ذي بدء أود أن أقول: إنَّ هذا التكريم يأتي ليسعدني ويكافئني كشخص، عملت منذ 40 عاماً في هذا الوسط، وهذا الجانب جاءني في الواقع من الآخر قبل أن يأتيني من الوطن الأم، ومن اللغة الأم، جاءني من اللغة الأخرى، ومن الثقافة الأخرى، وهذا العرفان بقدر ما يسعدني يثير في نفسي السؤال الأساسي مَنْ يجب أن يكرمني أولاً؟ هذا من ناحية.ومن ناحية ثانية يأتي التكريم على المستوى العام ليعطي اليوم للثقافة دوراً أساسياً ومهماً فيما يسمى حوار الثقافات، وصراع الثقافات، وممكن أن نسميه أنا والآخر.كل هذه التسميات، ونحن في الثقافة نحقق ذاتنا أكثر من أي ميدان آخر، ولا يشبه حضور العربي في الثقافة مثل حضور أي مواطن للغةٍ ولأوطانٍ أوروبية عالمية أخرى.لماذا؟ لأنّ العربي في الثقافة يستطيع أن يكون نَداً، لأنّ العربي لا يستطيع أن يواجه الغرب بأي ميدان من ميادين المعرفة والابتكار والعلوم الأخرى، نحن لا نستطيع أن ننافس في صناعة الطائرات ولا في العلوم والاكتشافات الحديثة التكنولوجية، نحن نستطيع أن نقدِّم الشِعر والفكر والموسيقى والفن وكل فنون الإبداع، أي الثقافية البحتة، هنا يستطيع العربي أن يقف ويدافع عن حضوره في العالم.

(العربي اليوم بحاجة إلى الثقافة أكثر من أي شيءٍ آخر، يجب أن يدافع العربي عن وجوده، عن كيانه ومستقبله عبر الثقافة، ولهذا فإنّ هذا التكريم أعتبره أنا إشارة أو شعارا مهما للعرب أن ينتبهوا أنهم في الثقافة يستطيعون أن يسألون أنفسهم، السؤال الشكسبيري أكون أم لا أكون، في الثقافة فقط)

كيف سيكون انعكاس هذا التكريم على صعيد العلاقة الثقافية بين فرنسا والعالم العربي؟
العربي اليوم بحاجة إلى الثقافة أكثر من أي شيءٍ آخر، يجب أن يدافع العربي عن وجوده، عن كيانه ومستقبله عبر الثقافة، ولهذا فإنّ هذا التكريم أعتبره أنا إشارة أو شعارا مهما للعرب أن ينتبهوا أنهم في الثقافة يستطيعون أن يسألون أنفسهم، السؤال الشكسبيري أكون أم لا أكون، في الثقافة فقط.وهنا أضيف جانبا مهما: هناك سوء فهم أو عدم فهم في قضية الثقافة، يظنون أنَّ الثقافة مجرد شِعر وأدب ورواية وتاريخ. لا، الثقافة هي المعرفة التي لا بد منها لكلِ حقل من حقول الحياة والعمل، كل فروع الحياة، وكل فروع الحياة لا تتطور ولا تنمو ولا تحقق مدياتها الكبيرة إلاّ بعد التزوّد بالثقافة، فالثقافة هي ما نحتاجه اليوم حقيقةً لنبني وجودنا.

(عندما تقول وزيرة الثقافة الفرنسية "إنك طيلة 40 عاماً كنت جسراً بين ثقافتينا" (الفرنسية والعربية) وتحييني كجسر بين ثقافتين هذا جاء بمحضِ تقييم فرنسا واحترامها لثقافتها وحبها للتواصل مع العرب، لأنني لم أكن جسراً بين فرنسا والولايات المتحدة، كنت جسراً بين فرنسا والعالم العربي)

برأيكم لماذا لم يأت تكريمك من العالم العربي؟ وجاء كما تقولون: من الآخر المختلف ثقافةً ولغة؟
في الواقع أنا مثلك أتساءل، وأطلقت السؤال فقط بحثاً عن الجواب، فليتك تساعدني، وليتهم يفصحون عن السبب، أنا لن أدعي أو أتقول على أحد، إنما هذه ملاحظة مهمة حدثت عندما تقول وزيرة الثقافة الفرنسية "إنك طيلة 40 عاماً كنت جسراً بين ثقافتينا" (الفرنسية والعربية) وتحييني كجسر بين ثقافتين. هذا الأمر جاء بمحضِ تقييم فرنسا وبمحضِ احترامها لثقافتها وحبها للتواصل مع العرب، لأنني لم أكن جسراً بين فرنسا والولايات المتحدة، كنت جسراً بين فرنسا والعالم والعربي أجمع، وأزيدك عِلماً بأنني اشتغلت في كثير من البلدان العربية، أنا عملت في الجزائر، وعملت في لبنان، وفي مسقط واليمن ومصر، وأقمت في عدد من هذه الدول وعلاقاتي واسعة. ويبقى سؤال عدم تكريمي من العرب مطروحاً، وأنا مثلك أنتظر الجواب، وربما منك.

(شاركت بمهرجان الآداب الشعري لعام 1968، فزت بالجائزة الأولى وعندما نشرت قصيدة وكانت عمودية كتبت اسمي أحمد شوقي الحمداني، وهنا الكثير من المتابعين صار يتساءل من هنا أحمد شوقي ومن هنا أبو فراس الحمداني، كيف تمَّ هذا؟)

ما سرّ تسميتكم بـ "أحمد شوقي" وهل تنبأ الوالد بمستقبلكم الشِعري؟
في الواقع هناك سر فعلاً في تسميتي، أولاً أنا اسمي الحقيقي أحمد شوقي عبد الأمير الحمداني، الوالد عندما سألته لماذا؟ قال لي أنا أحب الشاعر أحمد شوقي، وفعلاً أنا في بدايات قراءتي حيث كان يوجد في بيتنا مكتبة وكان ديوان الشوقيات هو أول الدواوين الشِعرية التي قرأتها، وهذا يدل بشكل أكيد على أَنَّ علاقة الوالد بالشعر وبالشاعر أحمد شوقي هي التي دفعته لتسميتي، لكن المفارقة عندما انتقلت إلى الجامعة في بغداد وشاركت بمهرجان الآداب الشعري لعام 1968، فزت بالجائزة الأولى، وعندما نشرت قصيدة وكانت عمودية كتبت اسمي أحمد شوقي الحمداني، وهنا الكثير من المتابعين صار يتساءل من هنا أحمد شوقي ومن هنا أبو فراس الحمداني، كيف تمَّ هذا؟ الناس اعتقدوا أنَّ هذا الاسم مستعار، وهو اسمي الحقيقي، فاضطررت أن أحذف أحمد وأن أحذف الحمداني وأن يكون لي اسم جديد شوقي عبد الأمير وهو اسمي الأدبي، لكن في السجلات الرسمية أحمد شوقي الحمداني.

وهل لك أن تحدثنا عن بدايتكم الأولى في الشعر؟ وبمن تأثرتم من شعراء الشرق؟
بداياتي الشعرية كانت في الشعر العمودي كانت في كلية الآداب عندما كنا نشارك في قصائد عمودية وكانت تنظم مسابقات آنذاك، وكنت أنا شاعر الكلية حيث فزت بالجائزة الأولى مرة، والجائزة الثانية أيضاً والجائزة الثالثة، وفزت بالجائزة الأولى لآخر مرة عام 1970، وكان هذا هو المنطلق. لكنني حينما بدأت أنشر، وكان الصراع يومها بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، كنت ضد القصيدة العمودية، ونشرت أول ديوان لي وهو "حديث لمغني الجزيرة العربية" وكل قصائده قصائد تفعيلة، ولم أنشر ولا قصيدة عمودية.

(أهم شعر بالنسبة لي في تراثنا هو شعر المعلقات ما قبل الإسلام، ولا أسميه شعر الجاهلية، هو أعظم شعر، وهو أعظم ما أنتجت العربية من شعر)

وأنا لا أعرف بمن تأثرت، هذه مسألة نقدية، لكن أقول لك أيُّ الشعراء أحب إلى قلبي، فربما تأثرت بهم أو لا، لا أدري، أنا أهم شعر بالنسبة لي في تراثنا هو شعر المعلقات ما قبل الإسلام، ولا أسميه شعر الجاهلية. هو أعظم شعر، وهو أعظم ما أنتجت اللغة العربية من شعر، بعدهم هناك شعراء كبار في العصر العباسي: أبو الطيب المتنبي وأبو نواس وأبو العلاء المعري. وأيضاً هناك شعراء محدثون أحبهم، أمثال: أدونيس، بدر شاكر السياب، وهؤلاء الشعراء أعتبرهم مراجعا، هل تأثرت بهم أم لا؟ لا أدري. وهذه سيقولها النقد.

هل ساهمت ولادتكم في الناصرية التي قامت على أنقاض "أور" السومرية بتأثركم بالتاريخ القديم، وهل بالضرورة يتأثر الشاعر بالتراث؟
بالطبع أنا ولدت في مدينة الناصرية وهي تبعد 5 كيلومترات عن "أور" السومرية، أكيد لهذا المكان تأثيرات بالنسبة لي واعية وغير واعية، وأذكر أنا طفل بعمر 5-6 سنوات قبل الدخول إلى الصف الأول الابتدائي، كنا في روضة أطفال حيث نظم المسؤولون عن الروضة رحلة إلى المواقع الأثرية في "أور".

(كدت أسقط وأنا طفل في كهف عميق وهو في الواقع كهف لمقبرة ملوك السلالات السومرية، وكنت أتدحرج باتجاهها، ولست أدري. والذي أنقذني من السقوط في هذا القبر الملكي هو كلب كان ينبح بقوة فخفت حيث بدأت أتراجع حتى أدركني المعلم المرافق لنا وجاءني مرعوباً وحملني وأنقذني من المكان وقال لي لو نزلت لفقدت حياتك في هذا القبر)

كدت أفقد حياتي حيث كدت أسقط وأنا طفل في كهف عميق وهو في الواقع كهف لمقبرة لملوك السلالات السومرية، وكنت أتدحرج باتجاهها، ولست أدري. والذي أنقذني من السقوط في هذا القبر الملكي، هو كلب كان ينبح بقوة، فخفت حيث بدأت أتراجع حتى أدركني المعلم المرافق لنا وجاءني مرعوباً وحملني وأنقذني من المكان وقال لي لو نزلت لفقدت حياتك في هذا القبر. وأنا أتذكر هذا المشهد الآن وأنا أتحدث إليك، سأقرأ لك مقطعا من قصيدة تنشر لأول مرة في مقابلة، أذكر فيه لحظة خوفي من السقوط في المقبرة الملكية في سومر:

"كدت أتوارى في المقبرة الملكية لسلالة أورنومو
قبل أن ينتشلني ذئب يعوي
لم أنم في قبري الملكي
خرجت منه وقد دخل فيّ
الملك المدفون كقمر خلف الحدود
أراه في رؤوس مسامير الأبواب القديمة
في عيون القطط في أصداف الشواطئ النائية
ومرايا الدموع المنهمكة
في الجريان
يقودني في طرقات روحي
يقطف لي عناقيد العنب الذئبي الغبراء
التهمها كرضيع حلمة أم
الملك الذي لم أمت يجوب الأقطار
يدخلها كطفل في حجرات أليفة
كلما سمعت عواء في ليل قمري أو صرخة جنين يولد
هذا الملك الميت الذئب
هذا الآتي في خطوي.. هذا"

فهذه "أور" عاشت في ذاكرتي، رموزها في مخيلتي، أدبها أحفظه وأسترده، الزقورة القمرية الموجودة حالياً وهي معبد القمر، أنا في كل مرة أذهب للعراق أقوم بزيارتها وأرتقيها، وهي موجودة في شعري. فسومر في الواقع لم تتوقف عن النزف في قصيدتي..

عبرت المتوسط ووصلت فرنسا، هل مازال يخيم على ذاكرتكم: النخيل، النهر، أور. وماذا عن تلك الصور وأهمية المكان في حياة وشِعر عبد الأمير؟
يمكن اختزال هذا السؤال بالعلاقة مع المكان بكل رموزه، فأنا أصدرت ديواناً كاملاً اسمه "المكان" صدر في بيروت عام 2000، عن دار الفارابي. والمكان بالنسبة لي صفحة مثالية للقصيدة، أنا أكتب على صفحة المكان، أيُّ مكان أدخله، وهو موضع الإلهام الأعلى والأغنى الذي يتكرر دائماً ويتجدد، وليس مشهداً حيا فيزيائيا فقط، وهو أيضاً تداعي صور الماضي والأحداث والذكرى والثقافة، وكل ما يمكن أن يوحي به المكان إذا كان تأريخياً مكاناً للطفولة مكاناً للذاكرة.

(المكان بالنسبة لي صفحة مثالية للقصيدة، أنا أكتب على صفحة المكان، أيُّ مكان أدخله، هو موضع الإلهام الأعلى والأغنى الذي يتكرر دائماً ويتجدد، وليس مشهداً حيا فيزيائيا فقط، هو أيضاً تداعي صور الماضي والأحداث والذكرى والثقافة)

والمكان لأحداث عظيمة، والمكان بالنسبة لي هو أهم ما يمكن أن يمنحني قصيدتي ويحدد حتى أهم ملامح قصيدتي، لهذا أنا أختزل المكان داخل اللغة، وأحاول دائما أن أنقل المكان بكل أشكاله السريالية والثقافية والإنسانية والجمالية، كلها أحاول نقلها في القصيدة، ولهذا مثلا النخلة مثلاً، أنت تسأل. النخلة هي أحد رموز وأحد قوائم النص عندي، والنخلة في أغلب قصائدي، وهي الجنوب وهي الأسطورة.

تأثرتم وواكبتم عددا من الشعراء الفرنسيين من أمثال: آرثر رامبو، أوجين (غيوفيك) هل تحدثنا عن العلاقة التي ربطتك بهم؟ وتأثرك بالفرنسية وآدابها؟
فعلاً طيلة 40 عاماً في فرنسا ربطتني علاقة وثيقة مع أدباء وشعراء فرنسا -بالذات- الأحياء منهم والراحلون، طبعاً من الراحلين أرثر رامبو (1854-1891) وعندما قرأت في السنة الأولى بكلية الآداب كتابا عن رامبو مترجما، عندما أقول زلزل المسرح الشعري هو بالواقع فعلاً كان كبركان لأنه يملك لغة جديدة ومنطقاً جديداً وصوراً جديدة، يقول لك: أجلست الجمال على ركبتيه فوجدته مراً فشتمته.. ما هذا؟ هذا شيء خارج كل أطوار الشعر، هذا الشاعر أسرني، واحتل ذاكرتي فقررت أن أقرأه بلغته، فكان هو السبب الأساسي أن أتي إلى فرنسا، هكذا بعد أن جئت حصل لي تاريخ طويل مع حكاية هذا الشاعر لأني وجدت بيت رامبو في العاصمة اليمنية عدن وترجمته وما إلى ذلك. وعلاقتي بالأدب الفرنسي علاقة حية، علاقة صداقة مع الأحياء وتواصل معهم، ومواكبة ونقل وترجمة من الأدب الفرنسي بكل أشكاله وبكل مؤلفيه الأحياء منهم والأموات.ونتيجة لتلك العلاقة مع الأدب الفرنسي أثرت الفرنسية على لغتي لأنني تعلمت من منها الاختزال، أَمّا بالنسبة للعربية فمليئة بالمفردات المرادفة: الجميل والطيف والظريف والحسن. هذا غير مقبول في فرنسا، حيث تكفي صفة واحدة، والفرنسية لغة منطقية لا تقبل بسهولة الاستعارة، أَمَّا العربية فهي لغة استعارية، والفرنسية اصطلاحية دقيقة فيها ظلال بينما العربية لغة فعلية.

(تعلمت من الفرنسية الاختزال، وهي أضافت لي أشياء كثيرة في جانب الاختزال، لكنني أكتشف أنَّ العربية لغة عظيمة عندما تعلمت الفرنسية، عندما أدركت الفارق بين اللغة الفعلية والاسمية، والفرنسية يطغى فيها الاسم، وأما العربية فيطغى فيها الفعل)

يعني هناك فوارق كبيرة بين اللغتين. والفرنسية أضافت لي أشياء كثيرة في جانب الاختزال، لكنني أكتشف أنَّ العربية لغة عظيمة عندما تعلمت الفرنسية، عندما أدركت الفارق بين اللغة الفعلية واللغة الاسمية، اللغة التي يطغى فيها الاسم وهي الفرنسية، واللغة التي يطغى فيها الفعل وهي العربية، هذه كلها أمور مهمة لم نكن نكتشفها إذا لم نتعلم بعمق اللغتين، فالانتقال بين اللغتين والأخذ من اللغتين واكتشاف اللغتين، ارتطام الواحدة بالأخرى كان مهما جداً بالنسبة لي ويعتبر أحد الدروس الكبيرة التي تعلمت منها.

من خلال اطلاعكم على الأدب الفرنسي، ماذا قدَّمتم للقارئ العربي من الأدب الفرنسي؟
أنا في الواقع خلال 40 سنة في فرنسا، حيث العلاقة بين الفرنسية والعربية، وخاصة في الجانب الشعري نقلت الكثير من شعراء فرنسا إلى العربية، ترجمت للشاعر الفرنسي أوجين غيوفيك وترجمت للروائي والكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت (1906-1989)، وترجمت للشاعر الفرنسي برنار نويل (1930-2021)، وترجمت للشاعر لويس أراغون (1897-1982)، وترجمت مقتطفات من الشعر.

كما سمتني وزيرة الثقافة الفرنسية "كنت جسراً باتجاهين"، وسافرت مع كثير من أدباء فرنسا، فأنا الذي أخذت الشاعر أوجين غيوفيك (1907-1997م) إلى لبنان فزار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا قبل أن تقع المأساة (مجازر صبرا وشاتيلا 1982) وألقى قصائد هناك فيها دفاعاً عن القضية الفلسطينية

وأكثر من الترجمة، سافرت مع كثير من أدباء فرنسا، فأنا الذي أخذت الشاعر أوجين غيوفيك (1907-1997م) إلى لبنان وزار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا قبل أن تقع المأساة في تلك المخيمات (مجازر صبرا وشاتيلا 1982)، وألقى قصائد هناك فيها دفاعاً عن القضية الفلسطينية، وأنا الذي سافرت مع الشعراء والأدباء الفرنسيين إلى اليمن والقاهرة ولبنان والمغرب.ولم نكن فقط ننقل الترجمة، بل نذهب إلى هناك ونلتقي مع الأدباء، وفي الاتجاه المعاكس أيضاً من العربية إلى الفرنسية نقلت أدونيس وسعدي يوسف، وأنطولوجيا عن الشعر العراقي واليمني، كلها نقلتها إلى الفرنسية، فأنا كما سمتني وزيرة الثقافة الفرنسية "كنت جسراً باتجاهين" كما أسسنا شمال باريس مدرسة للترجمة اسمها "رويومون" وكانت مهمة للترجمة وترجمنا فيها أدونيس، وتُرجم فيها لي أيضاً قصائد، حيث دخلنا في الحياة الأدبية الشعرية من كل أبوابها. وآخر عمل ترجمته كان "الحلاج الأعمال الكاملة".

(النقد العربي فاقد للبعد الفلسفي والفكري التأسيسي، نقد هامشي يواكب النص أحياناً لأسباب شخصية وتعليمية وتفسيرية، لا يغور في السؤال الفكري الجذري الذي يبحث فيه الشعر أي أن يكون تأسيس لعالم جديد)

وهل يُعتبر عبد الأمير من شعراء العراق الذين أسسوا لنمط القصيدة الحديثة؟
أنا أعتقد سؤالك هذا يجيبك عليه ناقد، ولكن للأسف أنا لا أعتقد ولا أؤمن بحركة النقد في الشعر العربي، لا يوجد نقد حقيقي في الشعر العربي، وأنا أغتنم الفرصة لأقولها لك: النقد في الشعر العربي هو عبارة عن مجاملات وتسويات وخصومات، وفي أحسن الأحوال شروح للنص وتفسير وكأننا في مدرسة نفسر القصيدة، لا يوجد بحث فلسفي في العمق بين اللغة والزمن والخطاب. النقد في العالم العربي برأيي أنا ما زال عليه الكثير والكثير أن يقوم به، وأنا أقول هذه الكلمة كل مرة، وأعرف أنّ كثيرين سيخاصمونني ولكنني لا أخاف من قول الحق وأنا مؤمن بهذا، النقد العربي، في مستوى منهجي تعليمي، لا يرقى إلى ما يُكتب من نصوص شعرية مهمة وكبيرة في العربية.إنَّ النقد العربي فاقد للبعد الفلسفي والفكري التأسيسي، نقد هامشي يواكب النص أحياناً لأسباب شخصية وتعليمية وتفسيرية، لا يغور في السؤال الفكري الجذري الذي يبحث فيه الشعر أي أن يكون تأسيس لعالم جديد، وهذا التأسيس يجب أن يكون قائما على فكرة جذرية تواجه الموروث وتواجه القناعات، تواجه كل شيء، ولا يجرؤ النقد في الدخول في هذا فيصبح في هامش النص كتعريف أو كمجاملة وبذلك يفقد دوره الحقيقي.

تشغل اليوم مهمة مستشار مدير معهد العالم العربي في باريس، برأيكم ماذا قدَّم المعهد ومثيلاته بأوروبا على صعيد التواصل الثقافي مع العرب؟
في الواقع لا توجد مؤسسة ثقافية إعلامية في العالم تشبه معهد العالم العربي، هذه نقطة مهمة، لأنّ معهد العالم العربي يتكوّن من جميع الدول العربية مع فرنسا، وهو مؤسسة وبناية كبرى بـ 10 طوابق في أرقى مكان في باريس مقابل نوتردام، وهو يحظى بدور إعلامي ثقافي منذ 40 عاماً. وقد حقق نتائج لا نظير لها في العالم، وهذه يجب أن نعرفها، ولهذا معهد العالم العربي أصبح صرحاً حقيقياً، وهذا جاء في واقع الأمر من طبيعة العلاقات بين فرنسا والعالم والعربي والتي أحسنا استثمارها.وهناك مراكز ثقافية تنشط وكلها مفيدة ومهمة، ولكن خصوصية معهد العالم العربي تأتي من هذه الطبيعة. وهنا أريد أن أقول إنّ على العرب أن يغتنموا فرصة وجود هذا المعهد ويعملوا على تطويره لأنّه كما قلت في البداية أصبحت الثقافة اليوم أهم عنصر في مرافعتهم كعرب أمام العالم، ومعهد العالم العربي اليوم موجود، وهو ينتظر هذا الدور، وكلما استثمر العرب في ثقافتهم استطاعوا أن يحسنوا صورتهم في العالم.

كثيراً ما سُئِلتم عن "كتاب في جريدة" الذي كان لكم دور رئيس في تأسيسه، ما سبب موت ذلك المشروع التنويري؟ وهل من أمل في عودته للحياة؟
يُعدّ "كتاب في جريدة" أكبر مشروع ثقافي عربي في التاريخ وليس فقط في الحاضر، لأنه المشروع الذي جمع جميع الدول العربية تحت قبة اليونسكو وعَمِل طيلة 17 عاما ونشر 170 كتابا بمعدل 3 ملايين نسخة لكل كتاب في جميع الدول العربية، وتستطيع أن تحسب الملايين من النسخ التي وزعت في نفس اليوم وبنفس الشكل وفي جميع المنطقة العربية، وكلها هذه نتائج لا يعرفها تاريخ الأدب العربي، لا ماضي لها في حياتنا الثقافية، لكن لا أدري ماذا بهم العرب؟ لم يتصل شخص أو مؤسسة من العالم العربي ليقول شكراً تعال لنكرمك على هذا العمل، وكأن شيئاً لم يكن.

("كتاب في جريدة" أكبر مشروع ثقافي عربي في التاريخ وليس فقط في الحاضر، لأنه جمع الدول العربية تحت قبة اليونسكو وعَمِل طيلة 17 عاما ونشر 170 كتابا بمعدل 3 ملايين نسخة لكل كتاب في جميع الدول العربية، وتستطيع أن تحسب الملايين من النسخ التي وزعت في نفس اليوم وبنفس الشكل وفي جميع المنطقة العربية)

هذا الذي كنت أقول لك في البداية: نحن شعوبٌ غريبة لا نعرف كيف نقيّم النجاحات وكيف نقيّم الحاجات والإنجازات، لا أدري في الواقع هذه مرارة كبيرة، على أي حال المشروع لم يمت مجرد أنه توقف، وإلى الآن نحن نعمل مع مؤسسة معالي الشيخ محمد بن عيسى الجابر الذي يعتبر راعي المشروع طيلة 10 سنوات، وهو اليوم على استعداد أن يتفق مع اليونسكو على إعادة إطلاق هذا المشروع، وكلنا أمل أن تتفق اليونسكو مع راعي المشروع ونعود إلى الإطلاق، وسيصدر هذا المشروع وأمل أن يتم هذا عن قريب.

هل تطمحون لتولي منصب مدير عام معهد العالم العربي؟ وما فرصكم؟ وما الجديد الذي تقدمونه على صعيد العلاقة مع العالم العربي؟
في الواقع أنا مرشح الحكومة العراقية للمنصب، وأنا أنتظر دوري منذ 3 سنوات بصفتي مستشارا للرئيس، ولا يوجد مرشحون كثر، توجد فقط مرشحة تونسية، والأمر الآن في الجامعة العربية لحسم اختيار من سيكون خلفاً للرئيس الحالي لمعهد العالم العربي، مرشح العراق أم مرشح تونس؟وآمل ألا يطول هذا الأمر، ويكون هناك انتظار طويل، وأن تحسم المسألة بأسرع وقت. أَمَّا ماذا سأفعل؟ فكما أخبرتك أنني سأحاول ولكن يداً واحدة لا تصفق، سأحاول بمساعدة جميع الدول العربية وجميع المؤثرين والفاعلين على الساحة الثقافية والإعلامية النهوض بالحضور العربي، وتغيير الخطاب العربي الإعلامي في الخارج، والدفاع عن صورة العربي، هذه كلها خطوط عريضة لها مشاريع ستسندها ونتحدث عنها في حينها.

٧-سكاي نيوز/الأخبار العاجلة/للاطلاع على التفاصيل راجع موقع سكاي نيوز الرئيسي

l قبل 3 ساعات
قبل وصول بادين بساعات.. إف بي آي يقتل شخصا هدد باغتيال الرئيس الأميركي في يوتا
l قبل 5 ساعات
متحور كورونا الجديد.. الصحة العالمية تحسم الجدل بشأن خطورته
l قبل 5 ساعات
لغز شاحنة حزب الله "المقلوبة" يشعل اشتباكات ويثير جدلا في لبنان
l قبل 6 ساعات
فيديو يرصد اشتباكات بين حزب الله اللبناني وسكان بلدة مسيحية
l قبل 6 ساعات
لبنان.. قتيلان في اشتباكات بين حزب الله وسكان بلدة مسيحية
l قبل 7 ساعات
الأسد: تجارة المخدرات تزدهر في الحرب ولا نتحمل مسؤولية ذلك
l قبل 7 ساعات
واشنطن "قلقة جداً" على صحة رئيس النيجر المحتجز
l قبل 7 ساعات
الأسد لسكاي نيوز عربية: ليس لدينا أي أمل في نتائج لأي مفاوضات تعقد مع الأميركيين

l قبل 8 ساعات
فيديو.. شاهد اللقاء الحصري لـ "سكاي نيوز عربية" مع الرئيس السوري بشار الأسد
l قبل 8 ساعات
الأسد لسكاي نيوز عربية: كنا نعرف منذ بداية الحرب أنها ستكون حربا طويلة الأمد
l قبل 8 ساعات
الأسد يتحدث عن "شروط" لقاء أردوغان و"غدر" حماس
l قبل 8 ساعات
بشار الأسد: كلمة السر في صمودنا هي الوعي للمخطط، ولم نسقط ولا في فخ من الأفخاخ التي رُسمت لنا في الخارج
l قبل 8 ساعات
الأسد لسكاي نيوز عربية: المطالبات برحيلي كانت بضغوط خارجية وليست من الداخل
l قبل 8 ساعات
بشار الأسد: التنحي عن السلطة وقت الحرب "هروب"
l قبل 10 ساعات
المجلس العسكري بالنيجر يتهم القوات الفرنسية بتنفيذ مخطط لزعزعة استقرار البلاد
l قبل 11 ساعة
روسيا تتهم أوكرانيا باستهداف محطة زابوريجيا النووية
l قبل 11 ساعة
روسيا تستعد لاقتراب الناتو من حدودها.. شويغو يكشف عن "الرد"
l قبل 14 ساعة
مراسلنا: الجيش الأوكراني يعلن عن تنفيذ ضربة صاروخية استهدفت مركزا لقيادة الجيش الروسي في بلدة نوفا كاخوفكا بمنطقة خيرسون
l قبل 15 ساعة
وزير الدفاع الروسي: سنعزز من وجود قواتنا على الحدود الغربية
l قبل 16 ساعة
موسكو.. 16 إصابة على الأقل في انفجار لمبنى صناعي
l قبل 16 ساعة
الأسد لسكاي نيوز عربية: التنحي عن السلطة لم يكن مطروحا على الإطلاق لأنه سيكون هروبا بسبب الحرب
l قبل 16 ساعة
الأسد لسكاي نيوز عربية: التحدي الأبرز أمام عودة اللاجئين هو البنية التحتية التي دمّرها الإرهاب
l قبل 16 ساعة
الأسد لسكاي نيوز عربية: تمكنا بعدة طرق من تجاوز قانون قيصر وهو ليس العقبة الأكبر
l قبل 16 ساعة
الأسد لسكاي نيوز عربية: العقبة الأكبر أمامنا هي تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين
l قبل 16 ساعة
الأسد لسكاي نيوز عربية: الدول التي خلقت الفوضى في سوريا هي التي تتحمل مسؤولية تجارة المخدرات
l قبل 16 ساعة
بشار الأسد لسكاي نيوز عربية: لم نتدخل لحل الأزمة في لبنان ولا ندعم أي مرشح
l قبل 17 ساعة
إصابة 11 شخصا في انفجار وقع في مبنى صناعي في موسكو
l قبل 17 ساعة
وفاة 41 شخصا في حادث غرق سفينة تقل مهاجرين قبالة ساحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية
l قبل 19 ساعة
وقف الرحلات الجوية والبحرية.. كوريا الجنوبية تستعد لـ"خانون"
l قبل 19 ساعة
الإعلان عن تأسيس "مجلس مقاومة" في النيجر
l قبل 20 ساعة
برشلونة يعلن رحيل ديمبلي.. ويكشف حقيقة عودة نيمار
l قبل 20 ساعة
سر النجاح والسعادة.. تعرف على أهم فوائد النوم المبكر
مع تحيات مجلة الكاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1390 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع