بغداد - IQ:بعد نجاح بحثه الذي يختص بزراعة نبات الستيفيا والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى العراق، يطمح الأكاديمي بشير النجفي إلى إنشاء مجمعات زراعية خاصة بنبات الاستيفا ومصنع لتكرار ورق النبات وتحويله إلى منتج ينافس المنتجات المستوردة المتوفرة في الأسواق بهدف دعم الشرائح الفقيرة الراغبة بالحصول على بديل مناسب للسكر.
استغل بشير ماجد عبد الحسن النجفي الحاصل على درجة الماجستير من كلية الزراعة ويدرس الدكتوراه حاليا، تخصصه الأكاديمي لتحقيق طموحاته بتوفير نبات الستيفيا بمتناول جميع الشرائح المجتمعية خاصة وأن هناك العديد من مستخدميه ممن يود استبدال السكر بمنتج آمن وصحي او تخفيف الوزن وأصحاب أمراض السكري ايضا.
وبين النجفي، خلال حديثه لـIQNEWS، أن "الظروف البيئية داخل العراق ليست ملائمة لزراعة الستيفيا الذي يزرع عادة في أمريكا الشمالية و الباراغواي والبرازيل والمكسيك والمناطق الاستوائية، الا انني نجحت وبعد محاولات بزراعته".
وتابع: "يعتبر الستيفيا بديل صحي للسكر الصناعي، وهو خالي من السعرات الحرارية والمواد الكيميائية والمواد المضافة، ونسبة الحلاوة فيه ٢٥٠ مرة أحلى من السكر ويستخدم لمرضى السكر وأمراض السمنة".
ولا يشارك نبات ستيفيا في عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات في الجسم، وعلاوة على ذلك يقاوم الحرارة ولا يتحلل خلال عملية الطهي.
كيف كانت البداية؟
الرحلة التي بدأها بشري انتهت بموت نبات الستيفيا وصولا الى النجاح بزراعتها ومحاولات زراعة نباتات اخرى لاتلالا تلائم بيئة العراق ايضا، ويكمل بشير: "بعد الحصول على درجة البكلوريوس من كلية الزراعة عملت مع عدد من الشركات الاجنبية المهتمة بنفس المجال مما دفعني للتفكير بإنشاء مشروعي الخاص".
وتابع "بدأت بتطبيق عدة أفكار منها إنشاء ثلاثة مواقع زراعية، في العاصمة بغداد ومحافظتي كربلاء وبابل، للخدمات الزراعية وبيع الاسمدة والبذور والدايات للمحاصيل الخضراء الا أن الوضع الأمني تسبب بغلقها، ايضا تعاقدت مع مستثمر عراقي لزراعة 1500 دونم من الحنطة مستغلا صحراء محافظة النجف باستخدام المرشات المحورية والاعتماد على الآبار في الري، الإ ان الوضع الامني ايضا تسبب بمنعنا من اكمال المشروع، قمت بعدها بالبدء بمشروع تربية الدواجن وبيض المائدة إلا أن الاستيراد وارتفاع أسعار العلف الى الضعف ادى الى اغلاق المشروع أيضا مما دفعني الى التفكير خارج الصندوق والبحث عن فكرة غير مطروقة في العراق وتلبي حاجة السوق فضلا عن توفير فائدة الشارع".
وبين أن "نبات الاستيفيا كان هو الهدف لذا اخترته مادة لبحثي برسالة الدكتوراه وايضا لتوظيف بحثي العلمي في عملي ايضا".
تحديات عدة
رحلة الزراعة لا يمكن وصفها باليسيرة حيث فشل طالب الدكتوراه بزراعة النبات عدة مرات بسبب الظروف غير الملائمة الا انه عمد الى التعرف على أسباب موت النبات وتجاوزه في المرات اللاحقة متخطيا الظروف المناخية السيئة في العراق ومحققا أول مشروع من هذا النوع واول بحث في العراق، حسب الموقع الرسمي لكلية الزراعة في جامعة بغداد.
وكشف عن أن "زراعة النبات وبمساحة ٥٠٠ متر مربع كلفتني مايقارب الـ 4000 دولار اميركي لانني عمدت الى زراعته بالطريقة النسيجية لذا فإن زراعة دونم واحد من النبات هذا قد يكلف الـ 10000 دولار، الإ انني ناقشت في بحثي العلمي الخاص برسالة الدكتوراة كيف يمكن حل هذه المشكلة باستخدام البذور بدل الزراعة النسيجية لتكون التكلفة للدونم الواحد الـ 500 دولار اميركي فقط مما قد يحل جزءا من مشكلة البطالة في العراق وتشغيل الايادي العاملة إن توفر المشروع بدعم حكومي".
وعمد الأكاديمي إلى إرسال العشبة لأحد مصانع الدول الأوربيَّة، بسبب غياب الدعم الحكومي في توفير المساحات الواسعة لزراعة هذا النبات، فضلاً عن ارتفاع تكاليف إنشاء مصنع لتكرار أوراق ستيفيا الباهظة الثمن، كما وانها لا تتوفر، أي هذه المصانع، إلا في أوروبا، والصين، واليابان، لذلك عمل على صنع تركيبة خاصة صحيَّة، ذات مواصفات عالميَّة وفق أسسٍ علميَّة وطبيَّة، وبعد التدقيق على معايير الجودة والشهادات الدوليَّة، أرسل بشير التركيبة إلى أحد المصانع في أوروبا، لإنتاجها وفق المكونات المطلوبة، والخاصة باستيفيا العراق وسماه منتج (ستيفياتول) وهو منتج محلي مستخلص من نبات الستيفيا العضوي ذو مواصفات عالية ووفق أسس علمية وطبية وصحية، يوفر بدائل صحية عن السكر لجميع الشرائح المجتمعية أن دعمت الجهات المختصة من وزارة الزراعة وغيرها المنتج.
1119 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع