العربي الجديد:أعلنت الحكومة العراقية وضع الحجر الأساس لتنفيذ مشروع لربط السكك الحديد بين محافظة البصرة جنوب بغداد، ومنطقة الشلامجة التابعة لمحافظة خوزستان الإيرانية، وذلك لنقل المسافرين بين البلدين.
وسيخدم المشروع الجديد عملية نقل المسافرين من بلدان وسط آسيا باتجاه العراق، ومنها إلى دول أخرى، أبرزها السعودية، أوقات الحج والعمرة. ويأتي ذلك وسط مخاوف من تداعيات المشروع على الاقتصاد العراقي.
وكان رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد وضع أخيراً الحجر الأساس لمشروع الربط السككي في منفذ الشلامجة الحدودي بمحافظة البصرة، بحضور نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر. ويأتي ذلك وسط مخاوف من تداعيات سلبية للمشروع على الاقتصاد العراقي.
تنفيذ المشروع
كشفت الحكومة الإيرانية أن هذا المشروع ضمن خطة استراتيجية للبلدين، وسيربط السكك الحديدية بين البلدين، ومن شأنه أن يكمل طرق النقل الدولية.
وقال النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد مخبر، في حديثٍ صحافي: "سيُستكمَل هذا المسار المهم بتعاون البلدين خلال العامين المقبلين، في إطار سياسة تعزيز العلاقات مع الجيران بعد عامين من المتابعة المستمرة"، وأضاف: "نأمل أن يكون مصدر خير وبركة لدولتي إيران والعراق وكذلك لدول المنطقة".
من جانبه، صرّح مدير شركة السكك الحديدية الإيرانية، سعيد رسولي، بأن العراق سيبدأ بتنفيذ مشروع الربط السككي، حيث بُنيَ حوالى 1.4 كيلومتر من هذا الطريق بعد 1600 عملية إزالة ألغام.
وأكد أن إيران تولت مسؤولية إزالة الألغام بطول 16 كيلومتراً في نطاق الخطة، وأنجزت هذه المهمة، كذلك إن إزالة الألغام من مسافة 16 إلى 18 كيلومتراً القادمة هي مسؤولية العراق.
وفي 6 إبريل/ نيسان الماضي، أعلن وزير النقل العراقي، رزاق محيبس، اتفاق بلاده مع الجانب الإيراني على مشروع نقل المسافرين عبر خط سكك الحديد الشلامجة - البصرة، مشدداً على أهميته لنقل المسافرين، ولا سيما في أيام الزيارات الدينية.
رصاصة الرحمة
من جهته، انتقد وزير النقل الأسبق والنائب الحالي في البرلمان العراقي، عامر عبد الجبار، المشروع، وقال إن إنشاء الربط السككي مع إيران من خلال محافظة البصرة يطلق رصاصة الرحمة على ميناء الفاو الكبير.
وأكد عبد الجبار خلال حديثه لوسائل الإعلام، أن هذا الربط يشكل جريمة اقتصادية، جرى من خلالها خداع الشعب العراقي على أن الربط السككي هو لغرض المسافرين فقط، إلا أن الحقيقة تتمثل بنقل البضائع أيضاً.
وبيّن أن محضر توقيع اتفاقية الربط لم ينص على أن الربط السككي حصري بالمسافرين، لأن حمولة النقل تزيد على 25 طناً، في حين أن الحملة القصوى لنقل المسافرين لا تتجاوز 15 طناً فقط.
وأشار عبد الجبار إلى أن الغاية الحقيقية من هذا الربط، مرور البضائع الإيرانية، وربط سورية بإيران على حساب الأراضي العراقية وخسارة كبيرة للأجيال العراقية القادمة، نتيجة لتعطل الموانئ العراقية عن العمل وتحمّلها تكاليف مالية عالية لدفع رسوم السفن، وتوقف أعداد كبيرة من عمال الشحن والتفريغ عن العمل.
وأضاف أن المستفيد الأكبر من هذا الربط هو الجانب الإيراني، منتقداً دور الحكومة العراقية في التفاوض مع طهران حول قضية المياه والأنهار التي تصبّ من ايران إلى الأراضي العراقية وتعديل مسار انحراف شط العرب مقابل السماح لإيران بمد سكك الحديد داخل العراق.
دور مهم
يرى الخبير الاقتصادي، كريم الحلو، أن الربط السككي يلعب دوراً مهماً في الحياة الاقتصادية والسياحية لأي بلد، لنقل البضائع والركاب بين البلدان، حيث تعتبر وسائل النقل عبر القطارات أقل تكلفة من النقل الجوي أو النقل الخاص.
وأضاف الحلو لـ"العربي الجديد"، أن العراق تأخر كثيراً في إعادة الربط السككي مع دول الجوار، وأن الجانب الإيراني يرغب في مد شبكة خطوط الربط باتجاه محافظة البصرة (جنوباً)، والهدف من ذلك التوجه نحو بلدان أخرى مجاورة للعراق.
وأكد الحلو أن خطة إيران تشمل مد خطوط سكك الحديد إلى ساحل البحر المتوسط، مروراً بالعراق وسورية، إلا أن المشاهد الأمنية والسياسية تعطل ذلك.
وأشار إلى أن الجانب الإيراني يستغل نفوذه من أجل تحقيق فائدة اقتصادية تتجاوز نسبتها 90 بالمائة على حساب تلك البلدان، ومنها العراق.
1025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع