رئيس وصل للحكم بانقلاب قطع شعبه أذنيه وسحلوه عاريا

صامويل دو رفقة الرئيس الأميركي رونالد ريغان

العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان:بداية من عشرينات القرن التاسع عشر، سجلت مستعمرة ليبيريا الأميركية ظهورها على خارطة القارة الإفريقية. وفي البداية، اقتصرت مهام هذه المستعمرة الأميركية على استقبال العبيد، ذوي الأصول الإفريقية، المحررين بالولايات المتحدة الأميركية ونشر المسيحية بالقارة الإفريقية. وخلال العام 1847، حصلت ليبيريا على استقلالها لتتحول لدولة مستقلة ذات سيادة.

وعلى مر تاريخها، عاشت ليبيريا على وقع اضطرابات سياسية عديدة جاءت أبرزها خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي حيث مرت البلاد بحرب أهلية أسفرت عن مقتل ال

حصول صامويل دو على السلطة
يوم 12 نيسان/أبريل 1980، قاد الضابط صامويل دو، المولود يوم 6 أيار/مايو 1951 بقرية توزون (Tuzon)، انقلابا عسكريا أزاح من خلاله الرئيس وليام تولبار (William Tolbert) الذي تميزت فترة حكمه، التي استمرت حوالي 19 سنة، باضطرابات سياسية واقتصادية عديدة. وحال استلامه الحكم، علّق صامويل دو العمل بدستور العام 1847 وأرسى مجلسا وطنيا، بقيادته، لإدارة شؤون البلاد.

في الأثناء، لم يتردد مناصرو دو في إعدام الرئيس وليام تولبار عن طريق إطلاق الرصاص عليه وهو في فراشه كما عمدوا في الوقت ذاته لإعدام 13 وزيرا بحكومته عند أحد شواطئ البلاد.

بالفترة التالية، أرسى صامويل دو نظاما دكتاتوريا واتجه لملاحقة جميع معارضيه. فضلا عن ذلك، كسب الأخير دعم الرئيس الأميركي رونالد ريغان الذي استقبله في البيت الأبيض سنة 1982. وبسبب انتشار الفساد الاقتصادي والسياسي، خسر صامويل دو تدريجيا الدعم الأميركي لنظامه.

من جهة ثانية، تميز دو بمواقفه المؤيدة للغرب بالحرب الباردة، وانطلاقا من ذلك، لم يتردد هذا الرئيس الليبيري في قطع العلاقات الدبلوماسية لبلاده مع الاتحاد السوفيتي.

مقتل صامويل دو
خلال العام 1985، تحول صامويل دو لشخصية مكروهة في ليبيريا بسبب انتخابات تشرين الأول/أكتوبر. فعقب عمليات تزوير واسعة، أعلن دو فوزه بنسبة 51 بالمائة على الرغم من تدهور شعبية حكومته بشكل واضح بكامل أرجاء البلاد. وخلال ذلك العام، شهدت ليبيريا انقلابا عسكريا فاشلا حافظ على إثره صامويل دو على مقاليد السلطة لخمسة سنوات إضافية.

سنة 1990، عاشت ليبيريا على وقع حرب أهلية دامية بين النظام ومعارضيه. وبتلك الفترة، قاد برانس جونسون (Prince Johnson) قوات الجبهة المستقلة بينما أشرف تشارلز تايلور على قيادة الجبهة الوطنية الليبيرية. وفي الأثناء، كسبت هاتان المجموعتان المتمردتان شعبية كبيرة لدى المواطنين الذين ضاقوا ذرعا من نظام صامويل دو طيلة السنوات الفارطة.

يوم 23 تموز/يوليو 1990، سيطرت قوات جونسون على العاصمة مونروفيا، وبالتزامن مع ذلك، لم تتردد دول منظمة إكواس في إرسال بضعة آلاف من قواتها نحو ليبيريا لحفظ الأمن.

في الأيام الأولى من شهر أيلول/سبتمبر 1990، تمكنت قوات جونسون من اعتقال صامويل دو الذي حاول الاحتماء داخل مكتب أحد قادة قوات إكواس، وعقب معارك ضارية، تمكن قوات الجبهة المستقلة، التابعة لجونسون، من القبض على دو واقتياده لمكان ناء.

وبالتزامن مع ذلك، تعرض صامويل دو للتعذيب حيث أطلق جنود جونسون الرصاص على ساقيه وقطعوا أصابعه وأذنيه وسكبوا عليه كميات من الخمور قبل قتله برصاصة في الرأس يوم 9 أيلول/سبتمبر 1990.

وبالفترة التالية، سحلت قوات جونسون جثة صامويل دو، التي جردت من ثيابها، بشوارع العاصمة مونروفيا.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

986 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع