ربيع يحيى/ إرم نيوز:أحبطت الاستخبارات التركية محاولة الموساد الإسرائيلي اختطاف "هاكر" فلسطيني من داخل الأراضي التركية، قالت إنه اخترق نظام "القبة الحديدية" الدفاعي وتسبب في تعطيله، حسب ما أفادت صحيفة "غلوبس" العبرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وكالة الاستخبارات التركية (MİT) أحبطت محاولة للموساد أواخر عام 2022، لاختطاف مهندس فلسطيني، يدعى عمر (أ)، يبلغ من العمر (32 عامًا) من داخل مدينة إسطنبول، بعد أن نجح في اختراق النظام الدفاعي وتشويش عمله.
الصحيفة التي اقتبست معلومات من صحيفة "صباح" التركية، أشارت إلى أن نظام "القبة الحديدية" تعرَّض لعمليات تشويش بين سنوات (2015-2016) بواسطة الهاكر الفلسطيني، حين كان في الرابعة والعشرين من عمره، مشيرة إلى أن كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس استغلت الثغرة ذاتها بعد ذلك.
أما عمر، فقد درس الهندسة بالجامعة الإسلامية (غزة) وعمل موظفًا بوزارة الداخلية التابعة لحماس، وساعد الحركة باختراق الهواتف الإسرائيلية التي تعمل بنظام أندرويد، وفي عام 2019 تلقى عرضًا من شركة برمجيات نرويجية، إلا أنه رفض العرض.
وتابعت أنه في الثالث من مارس 2020 انتقل إلى إسطنبول، دون أن يعلم أنه مرصود من جهاز الموساد الإسرائيلي.
وفي أبريل 2021 قام عميل موساد يحمل اسمًا حركيًّا هو (رائد غزال) بالتواصل مع المهندس الفلسطيني عبر تطبيق واتس آب، على أنه يمثل شركة Think Hire الفرنسية، وحاول استقطابه لعقد مقابلة شخصية وجهًا لوجه، في يوليو مرة، وفي أغسطس 2021 مرة أخرى.
ووفق التقرير، انتقلت المهمة لعميل موساد آخر يحمل اسمًا حركيًّا هو (عمر شلبي)، وأن مهمة العميلين كانت الوصول إلى طريقة لاختطاف المهندس الفلسطيني ونقله إلى إسرائيل.
وحول التفاصيل، فقد اقترح عميل الموساد شلبي، على المهندس الفلسطيني 10 آلاف دولار مقابل تطوير برمجيات بعينها، ووصلته الأموال بالفعل من الشركة الفرنسية. لكن الحقيقة أن الأموال كانت من عميل ثالث للموساد يدعى جون فوستر، وليس من الشركة الفرنسية.
وأشار التقرير إلى أنه في يوليو 2022 انتقلت مهمة اختطاف المهندس إلى عميل موساد آخر، باسم حركي (نيكولا رادنوي)، كان يقيم في فندق في حي اراكوي بإسطنبول، حتى نهاية أغسطس 2022، إذ التقى عمر هناك وعرض عليه 5200 دولار إذا عمل مع الشركة من داخل تركيا، و20 ألف دولار إذا وافق على العمل من مقرها في البرازيل.
وذات يوم، اتصل عميل الموساد بالمهندس الفلسطيني وطلب منه تسليمه جواز السفر وعنوانه على الفور، لكي يتمكن من إخراجه من تركيا، وهنا فهمت وكالة الاستخبارات التركية ما يحدث وتواصلت مع المهندس وأبلغته أن يقطع صلته بهذا الشخص.
وحسب موقع "غلوبس"، من كان يتولى رئاسة جهاز الاستخبارات التركية وقتذاك هو وزير الخارجية الحالي هاكان فيدان، قائلة إن الأمر يثير علامات استفهام بشأن دعم محتمل قدمته الاستخبارات التركية لحركة حماس. لكن الملف لم يغلق عند هذه النقطة، إذ أرادت الاستخبارات التركية معرفة كيف عطَّل عمر المنظومة الإسرائيلية الأهم، فأجرت معه تحقيقات.
الصحيفة لفتت إلى أن المهندس الفلسطيني توجَّه إلى ماليزيا في سبتمبر 2022 ضمن رحلة لمدة 15 يومًا، وهو البلد ذاته الذي شهد اغتيال مهندس كبير ينتمي لحماس يدعى دكتور فادي البطش، في عام 2018، ومن ثم طلبت الاستخبارات التركية من عمر تثبيت تطبيق محدد على هاتفه النقال، سيُمكِّنها من متابعته لحظة بلحظة.
وأوضحت أن المهندس الفلسطيني تعرَّض للاختطاف في الـ28 من سبتمبر بالفعل، وخضع للاستجواب في بناية تقع على بعد 50 كيلومترًا من العاصمة كوالالمبور، وقالت إن طاقمًا من الموساد حقق معه لمدة 36 ساعة أمام كاميرا تنقل الصورة مباشرة إلى تل أبيب.
وهدفت التحقيقات إلى فهم كيف نجح بتعطيل "القبة الحديدية"؟ وأي لغة برمجة وأكواد استخدم؟ وكيف اخترق الهواتف النقالة العاملة بنظام تشغيل أندرويد تخص جنود الجيش الإسرائيلي وموظفين كبارًا.
وهنا تدخلت الاستخبارات التركية التي ترصده عبر الهاتف، وأبلغت نظيرتها الماليزية، التي داهمت الموقع وأنقذته واعتقلت 11 شخصًا، وعاد عمر إلى إسطنبول ويعيش حاليًّا في شقة غير معلومة العنوان، فيما اُعتقل أحد عملاء الموساد في تركيا.
المصدر: صحيفة "غلوبس" العبرية
1203 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع