رووداو ديجيتال:دعا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، إلى إنهاء ولاية بعثة الامم المتحدة (يونامي)، بشكل نهائي بحلول نهاية 2025، مؤكداً أن مسوغات وجود بعثة سياسية في العراق "لم تعد متوافرة بعد الآن".
وأشار السوداني في رسالته التي حصلت شبكة رووداو الإعلامية على نسخة منها، إلى طلب العراق في 2023 تمديد بعثة الأمم المتحدة لمدة عام تنتهي في أيار 2024 و"النظر في تقليص ولاية البعثة".
واستطرد أن مجلس الأمن في قراره 2682/2023 الخاص بتشكيل فريق الاستعراض الاستراتيجي المستقل المكلف ببيان الحاجة إلى استمرار عمل وأولويات البعثة، "لم يقصر التشاور مع الحكومة العراقية (كما كان متوقعاً) بل امتد إلى أطراف يكن لها دور عند إنشاء البعثة في العراق عام 2003".
رئيس الوزراء العراقي لفت إلى أنه "بالرغم مما تتقدم وعند تشكيل فريق المراجعة الاستراتيجي (بعد خمسة أشهر من صدور القرار) قدمت حكومة جمهورية العراق جميع التسهيلات لإنجاز مهمة الفريق حرصاً منها على احترام قرارت مجلس الأمن وانسجاماً مع عمق العلاقة التي يفتخر بها العراق بأنه أحد الدول المؤسسة لها".
"وقد أوضحنا للفريق موقف الحكومة العراقية بشأن عدم الحاجة لاستمرار بعثة يونامي، مع التأكيد على أهمية التعاون مع الوكالات الدولية المتخصصة العاملة في العراق، والبالغة 22 وكالة دولية، وفق آلية المنسق المقيم"، أضاف السوداني.
كما أشار إلى أنه اطلع على تقرير الفريق المتضمن الرؤية التي بناها على لقاءات مع بعض الشخصيات والأفراد ومنظمات المجتمع المدني وبعض سفراء الدول في بغداد ونيويورك وموظفي بعثة يونامي، و"النتيجة التي توصل إليها والتي تتفق وقناعتنا بعد الحاجة لاستمرار بعثة يونامي في العراق".
لكن السوداني أعرب عن الأسف لأن التقرير "لم يُفرق بين وجهة نظر الحكومة الممثلة للشعب العراقي والدولة المضيفة التي أنشأت البعثة في الأساس لمساعدتها وبين وجهات نظر لأطراف (غير رسمية) يمثلون آراءهم الشخصية".
رئيس الوزراء شدد على أن بعثة الأمم المتحدة "تمثّل شكلاً من أشكال التعاون الثنائي بين العراق والأمم المتحدة الذي من الضروري أن يكون مبنياً على التشاور الثنائي واحترام رغبة وسيادة والعراق، ويرتبط بمدى تحقيق البعثة لاهدافها والحاجة إلى استمراراها".
كما أكد أن مسوغات وجود بعثة سياسية في العراق "لم تعد متوافرة بعد الآن" بعد الأخذ بنظر الاعتبار "التطورات الإيجابية والانجازات التي حققتها الحكومات العراقية المتعاقبة بمساعدة الدول الصديقة والأمم المتحدة وبعثاتها ووكالاتها المتخصصة والممثل الخاص للأمين العام، وإنجاز (يونامي) مهامها وولايتها بالشكل السياسي بالتحديد، وبعد مرور أكثر من (20) عاماً على التحول الديمقراطي والتغلب على تحديات كبيرة ومتنوعة".
و"استناداً للحق السيادي لجمهورية العراق (بصفتها الدولة المستضيفة) وبعد الاخذ بنظر الاعتبار حجم بعثة يونامي وعدد موظفيها وحاجتها إلى وقت كاف لغرض تصيفة أعمالها ونقل ملفاتها إلى المؤسسات العراقية والوكالات الأممية"، دعا رئيس الوزراء العراقي الأمين العام للأمم المتحدة إلى "إنهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بشكل نهائي بتاريخ 31 كانون الأول 2025".
وأكد ضرورة أن تقتصر جهودها "خلال الوقت المتبقي هذا العام" على "استكمال أعمالها (فقط) في ملفات (الاصلاح الاقتصادي، تقديم الخدمات، التنمية المستدامة، التغيير المناخي وغيرها من الجوانب التنموية) وإنجاز التصفية وإجراءات الغلق المسؤولون خلال عام 2025".
وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) هي "بعثةٌ سياسيةٌ خاصةٌ تأسست في عام 2003 بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1500، بناء على طلب حكومة العراق. وقد اضطلعت البعثة بمهامها منذ ذلك الحين، وتوسعَ دورُها بشكل كبير في عام 2007 بموجب القرار 1770" حسبماء جاء في موقعها الإلكتروني.
984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع