أخبار وتقارير يوم ٥ حزيران
بعد 10 سنوات من التحرير.. مسيحيو الموصل يستعيدون الذكرى الكئيبة لداعش
شفق نيوز/ ذكر موقع "بيريسكيوشن" الأميركي المتخصص بالشؤون المسيحية، أنه مع حلول الذكرى العاشرة لاستيلاء تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى، فإن من تبقى من مسيحيي المدينة يحيون المناسبة بشكل كئيب.
وأوضح التقرير الأميركي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه في ظل تعافي المدينة وإعادة إعمارها حالياً وبإرادة لا تصدق، فإن نحو 50 عائلة مسيحية فقط تعيش في المدينة التي كانت قبل عقدين فقط حافلة بمئات الآلاف من المسيحيين.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم داعش، اجتاح في حزيران/ يونيو عام 2014، الموصل، وسيطر عليها بشكل سريع من قبضة الجيش العراقي، مضيفاً أن الموصل كانت فيما مضى تشكل نسيجاً غنياً للتعايش العرقي والديني، حيث انضم إلى الأغلبية السنية في المدينة، المسلمون الشيعة والإيزيديون والمسيحيون.
ولفت التقرير إلى أن الموصل كغيرها من المدن في أنحاء العراق كافة، ابتليت بالعنف الطائفي خلال الحرب الأهلية العراقية فيما بعد الغزو الأميركي في العام 2003، وذكرّ بأن مسلحي تنظيم القاعدة كانوا يستهدفون بشكل محدد الكنائس والمؤسسات المسيحية والحافلات التي تقل المسيحيين.
ولفت التقرير إلى أن الصراع الطائفي كان بالحدة التي جعلت بعض سكان المدينة من السنة يعتبرون خلال الشهور الأولى من سيطرة داعش على مدينتهم، وكأنه بمثابة تحرير من القوات الحكومية.
إلا أن التقرير قال إنه بالنسبة للمجتمع المسيحي الواقع تحت الحصار والاضطهاد في الموصل، وهو الذي يمثل أحد اقدم المجتمعات المسيحية في العالم، فإن دخول داعش قاد إلى وقوع إبادة جماعية بحقهم، مشيراً إلى أن آلاف المسيحيين فروا إلى إقليم كوردستان.
كما لفت إلى أن تنظيم داعش، قام بوضع علامات وإشارات على ممتلكات المسيحيين الذين اضطر العديد منهم إلى الاختيار بين الهروب وخسارة ممتلكاتهم، أو الخضوع لضريبة "الجزية" ولشريعة التنظيم المتطرف.
واستعاد التقرير الأميركي كيف أن الموصل تحت حكم داعش، تحولت إلى العاصمة العراقية للتنظيم الإرهابي، فيما لا تزال أهوال أسواق العبودية والقمع ماثلة فوق التاريخ المعتم لهذا العقد الماضي.
وأضاف أن معركة تحرير الموصل من تنظيم داعش في العام 2017 يعتبرها المؤرخون أعنف معركة حضرية منذ الحرب العالمية الثانية.
----------------
١-جريدة المدى ……
شروط الصدر لأنتخابات ٢٠٢٥ تتضمن مراجعة عمل "الاتحادية"
تلمّح إشارات من قنوات تواصل بين قوى شيعية وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وهي قنوات ضيقة ومحدودة، الى اعادة النظر بالمحكمة الاتحادية. المحكمة كانت قد عرقلت قبل عامين، مشروع الصدر في تشكيل حكومة اغلبية سياسية، وانتهت باعتزال وحرب في المنطقة الخضراء. وارتبطت اغلب الحوادث الكبيرة في العراق بعد 2003 بتلك المحكمة، أبرزها ماجرى بقضية "الكتلة الاكبر".وحتى انتخابات 2025 المقبلة، يرجح حدوث "تغييرات كبيرة" ستكون من بوابة نفس المحكمة، فهل التضارب الاخير بين "الاتحادية" و"التمييز" هو البداية؟
*(القصة كاملة)
يوم الجمعة الاخير، أصدرت محكمة التمييز الاتحادية، قراراً بإعدام قرار للمحكمة الاتحادية، وأفقدته ميزة "البات والملزم"، بشأن إحالة قاضي محكمة تحقيق الشرقاط، علي بنيان كحيط، إلى التقاعد.وأبرز ما قالته محكمة التمييز في قرار من 5 صفحات، إنها "الهيئة القضائية العليا، ولها الرقابة على جميع المحاكم، بما في ذلك المحكمة الاتحادية".واضافت: "أي حكم صادر من المحكمة الاتحادية معدوماً إذا كان يمس الشأن القضائي".القرار اعتبر سابقة ضد محكمة (الاتحادية) اتهمت من أطراف كردية وسُنية بانها تمارس دورا سياسيا.واسقط هذا التفسير، بحسب البعض، على قضايا اخرى صدرت من "الاتحادية" مؤخرا، مثل الاطاحة برئيس البرلمان محمد الحلبوسي.يقول محمد العلوي، وهو متحدث باسم حزب تقدم الذي يتزعمه الحلبوسي، بعد قرار "التمييز" الاخير، إنه "كان يتوقع عودة الحلبوسي بالطرق القانونية"، قبل ان ينفي الاخير نيته العودة.وقال الحلبوسي في كلام متداول، معلقاً على قرارات المحكمة: "لن أسعى بأي شكل من الأشكال للعودة للعمل النيابي في هذه الدورة".
*(اشتراطات عام 2025)
وتتسرب معلومات على ان رئيس البرلمان المبعد من القضاء بسبب قضية تزوير، بانه منشغل بوضع ترتيبات لانتخابات 2025، وقبلها تمرير مرشحه لرئاسة المجلس.وكان الحلبوسي قد وصف قرار "الاتحادية" بإنهاء عضوية العام الماضي، بانه"غير دستوري"، فيما حذر من أزمة تنذر بتبعات سياسية في العراق.وتعتقد القوى السُنية ان "الاتحادية" قد حرمتها قبل 14 سنة من السيطرة على الحكومة، اثناء تحالفها مع رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، في القضية المشهورة عام 2010، بـ"الكتلة الاكبر" في البرلمان.ومقتدى الصدر كذلك، بحسب معلومات وصلت لـ(المدى) لن يعود مرة اخرى للعمل السياسي دون "اعادة النظر بعمل المحكمة الاتحادية".
وتقول المعلومات التي تتداول على نطاق ضيق، ان التيار بدأ يضع "شروطه في حال شارك بانتخابات 2025"، ومنها "عدم الوقوع مرة اخرى في تفسيرات المحكمة الاتحادية".تأتي تلك المعلومات من مخرجات حوارات محدود تجري بين حين واخر، بين اطراف صدرية (لا يعرف مستوى قربها من زعيم التيار) وقوى شيعية، على الاغلب قريبة من نوري المالكي. وكان الصدر قد هاجم المحكمة الاتحادية، في 2022، بسبب القضية التي عرفت بـ "الثلث المعطل". ووصف القضاء بانه "يساير الأفعال المشينة" للمجموعة التي عطلت مشروع "الاغلبية السياسية".
ورفضت المحكمة في نفس العام، طلبا لزعيم التيار لحل مجلس النواب.وفي 2016، دعا زعيم التيار، الى مظاهرة شعبية عارمة امام مقر المحكمة الاتحادية العليا في بغداد، احتجاجاً على قرار المحكمة بالغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية.ويفترض ان يعدل قانون المحكمة الاتحادية، بحسب ما جاء في ورقة الاتفاق السياسي، في اول 6 اشهر من عمر الحكومة.ومطلع العام قال حسن الياسري المكلف من الحكومة بوضع مسودة جديدة لقانون المحكمة بانه "اكمل اعماله" و"قدم المشروع الى رئيس الوزراء".واكد حينها في حوار مع الوكالة الرسمية ان المشروع يحتاج الى "تصويت مجلس الوزراء" ثم "الدخول في مفاوضات مع القوى السياسية للتصويت في البرلمان".
*(بين "الاتحادية" و"التمييز")
قرار "التمييز" الاخير يتوقع بانه يعيد مشاهد 2019، بين المحكمة الاتحادية ويرأسها جاسم العميري، ومجلس القضاء الذي قانونا يرأس محكمة التمييز وهو فائق زيدان.يقول يحيى الكبيسي، باحث في الشأن السياسي ومرشح سابق للانتخابات، على منصة إكس: "كُنت قد أشرت من أشهر إلى العركة (المشاجرة) الجارية بين العميري وزيدان"!ويتوقع الكبيسي باننا الان أمام إعادة نفس المشكلة التي حصلت بين المحمود وزيدان في العام 2019 – 2020: "يومها تحوّلت العركة إلى قرارات أصدرتها المحكمة الاتحادية وقرارات مضادة أصدرتها محكمة التمييز".ولم يتفق اي قانوني او نائب حتى الان على ان قرار "التمييز" دستوري، لكنه فتح باب الانتقاد ضد المحكمة الاتحادية لاول مرة من جهات شيعية (غير التيار).يقول رائد المالكي، عضو اللجنة القانونية في البرلمان ضمن كتلة المالكي: "بالرغم من وجود شبهة التوسع في الصلاحيات في قرارات المحكمة الاتحادية العليا، الا ان منح محكمة التمييز نفسها سلطة الحكم بانعدام تلك القرارات يعد مخالفة صريحة للدستور".المالكي اكد ان قرار محكمة التمييز بشأن احد قرارات المحكمة الاتحادية العليا "سابقة خطيرة"، واضاف ان قرارات المحكمة الاتحادية "باتة وملزمة".
تنص المادة (٩٤) من الدستور على ان "قرارات المحكمة الاتحادية العليا باتة وملزمة للسلطات كافة".ماجد شنكالي، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني يجد كذلك ان "محكمة التمييز تجاوزت صلاحيتها"، رغم اعتراضه على قرارات المحكمة الاتحادية.شنكالي قال في اتصال مع (المدى) ان "مايجري هو تنافس بين المحكمتين، وتنبيه للاتحادية بعدم أخذ صلاحيات البرلمان في التشريع".وكان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، قال العام الماضي، ان "المحكمة الاتحادية تنفذ أجندة مشبوهة"، وحلت محل "محكمة الثورة"."الاتحادية" كانت قد منعت ترشيح هوشيار زيباري، القيادي في "الديمقراطي" الى رئاسة الجمهورية في 2022.
وفي 2023، ألغت المحكمة الاتحادية جميع القرارات الحكومية المتعلقة بتحويل الأموال إلى إقليم كردستان.ويشير شنكالي الى ان صلاحيات المحكمة الاتحادية هي "الطعن وتأييد القرارات، وليس التشريع او التدخل في قوانين مثل قانون نتخابات كردستان".ودعا النائب الكردي الى "مراجعة الاتحادية لقراراتها "، و"تدخل رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور".
٢-نيويورك (رويترز) ……
قالت الشرطة في مدينة نيويورك السبت إنها ألقت القبض على أكثر من 20 شخصا فيما يتعلق باحتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في متحف بروكلين يوم الجمعة.وقال متحدث باسم الشرطة في بيان عبر البريد الإلكتروني إن الشرطة ألقت القبض على 29 شخصا بينهم ستة وجهت إليهم اتهامات بارتكاب جرائم منها الاعتداء والتعدي الجنائي بينما أفرج عن 16 شخصا مع صدور أوامر بالمثول أمام القضاء وصدرت أوامر استدعاء لسبعة أخرين وتم إطلاق سراحهم.وكان شهود قد قالوا إن محتجين مؤيدين للفلسطينيين سيطروا على أجزاء من متحف بروكلين في مدينة نيويورك الأمريكية يوم الجمعة وعلقوا لافتة فوق المدخل الرئيسي واحتلوا جزءا كبيرا من الردهة واشتبكوا مع الشرطة.وقالت إدارة المتحف الفني إنه تم إغلاق المتحف قبل الموعد المحدد لذلك بساعة بسبب الاضطرابات التي شملت مناوشات بين الشرطة والمحتجين داخل وخارج المبنى.وقال متحدث باسم المتحف في رسالة بالبريد الإلكتروني “لحقت أضرار (ببعض) الأعمال الفنية … دخل المتظاهرون المبنى، وتعرض موظفو الأمن العام لدينا لمضايقات جسدية ولفظية”.وجاء في الرسالة أنه “من منطلق الاهتمام بالمبنى ومجموعاتنا وموظفينا، تم اتخاذ القرار بإغلاق المبنى قبل ساعة من الموعد المحدد” وطُلب من الجمهور إخلاء المبنى بهدوء.وقال شاهد رويترز إن مئات المتظاهرين كانوا يسيرون في بروكلين عندما اندفع بعضهم نحو المدخل. منع حراس الأمن العديد من الدخول لكن البعض نجح في ذلك.تم تعليق لافتة من أعلى الواجهة الكلاسيكية الجديدة كتب عليها “فلسطين حرة، أوقفوا الإبادة الجماعية”.وحثت منظمة مؤيدة للفلسطينيين المتظاهرين على “الدخول بأعداد هائلة إلى متحف بروكلين من أجل غزة”. وقالت إن النشطاء احتلوا المتحف لإجباره على الكشف عن أي استثمارات مرتبطة بإسرائيل وسحب أي تمويل من هذا القبيل.وتتواصل في الولايات المتحدة المظاهرات المنددة بالحرب الإسرائيلية على غزة وتقام أغلب هذه المظاهرات في الجامعات.وذكرت صحيفة شيكاجو تريبيون أن المئات من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس انسحبوا من حفل التخرج بجامعة شيكاجو يوم السبت.وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من 36379 شخصا قتلوا في غزة منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص يواجهون مستويات “كارثية” من الجوع مع تفشي المجاعة في أجزاء من القطاع.
٣-القدس (رويترز) …طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بمواصلة الهجوم على غزة حتى يتم تدمير حركة حماس وإنقاذ جميع الرهائن المحتجزين لدى الحركة، قائلا إنه لن يبقى في الحكومة إذا لم يحدث ذلك.وفي منشور على موقع إكس، قال سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، إنه يعارض أيضا أي إجراءات ضمن هدنة مؤقتة مثل انسحاب القوات الإسرائيلية أو عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة أو إطلاق سراح أعداد كبيرة من المحتجزين الفلسطينيين.
٤-الشرق الأوسط…
(كأنّ العراق يتأسّس من صفر ولا يتأسّس )…مقال …حازم صاغيه
يبدو العراق اليوم، وفي وقت واحد، هويّة تبحث عن مكان ومكاناً يبحث عن هويّة. لكنّ البحثين في مساريهما المرتبك يوحيان بأمرين: أنّ ذاك البلد يعيش طوراً تأسيسيّاً، بمعنى السعي إلى مطابقة المكان والهويّة وربطهما بجماعة وطنيّة توصف بالعيش المشترك، وأنّ الطور التأسيسيّ المذكور لا ينتهي إلى تأسيس.فدائمٌ هو مشروع البحث عن «أسطورة مؤسِّسة» للعراق الذي يُفترض أنّه أُسّس قبل قرن، فيما المصاعب والعثرات المتزايدة، لا الإنجازات المتراكمة، هي ما يشوب ذاك المشروع. فالعراقيّون، وكما لو كانوا في مخاض جيولوجيّ لا يهدأ عصفها، ماضون في التساؤل: من نحن؟ وما معنى العراقيّة؟ فيما كلّ طرف يسلّح إجابته بالتاريخ وفق قراءة خاصّة له. وهذا، كما نعلم، سبق أن عاشته النخبة العراقيّة إبّان العهد الملكيّ، وكان أبطالها حينذاك ساطع الحصري وفاضل الجمالي ومحمّد مهدي الجواهري وآخرين.فقبل أسابيع، احتدم السجال، وليس للمرّة الأولى مؤخّراً، حول تمثال رأس أبي جعفر المنصور المنصوب في إحدى ساحات بغداد. أمّا السبب فاتّهام بعض غلاة الشيعة ذاك الخليفةَ العبّاسيّ بأنّه قتل الإمام جعفر الصادق بالسمّ في العام 148 للهجرة، أو 765 للميلاد.في الوقت نفسه تقريباً، كان البرلمان العراقيّ يناقش طلب زعيم التيّار الصدريّ، مقتدى الصدر، الذي شاء جعل يوم «الغدير» عطلة رسميّة في العراق. وقد أثار النزول عند طلب الصدر استياء سنّيّاً واسعاً، إذ الروايتان السنّيّة والشيعيّة تختلفان في تأويل ذاك اليوم وفي ما إذا كان النبيّ محمّد قد ولّى الإمام عليّ بن أبي طالب من بعده أم لم يفعل.بطبيعة الحال فإنّ الولع بالحقيقة أو الولاء لتاريخ موضوعيٍّ هو آخر ما يعني الأطراف المتساجلة. وإذا كان الوعي الأهليّ، الطائفيّ أو الإثنيّ، ما يقود دفّة المهاترة، يبقى أنّ مسؤوليّة الطرف الساعي إلى الهيمنة تفوق كثيراً مسؤوليّة الأطراف التي تحاول صدّها.وها هي الهيمنة إيّاها تمدّ يدها إلى تاريخ العراق الحديث أيضاً، وتحديداً إلى تأسيس الجمهوريّة العراقيّة. فيوم 14 تموز/ يوليو 1958 اختفى ذكره من قانون العُطل الرسميّة الذي حلّ فيه «عيد الغدير».وربّما كانت خصوصيّة انقلاب 14 تمّوز أنّه كان، من بين الانقلابات العسكريّة في المشرق العربيّ، الوحيد الذي اهتمّ بأن يمتّن وطنيّةً تجمع بين سكّان بلده وتتلازم مع «أسطورة مؤسّسة». وهذا ما انعكس في عَلَم الجمهوريّة الذي تعدّدت ألوانه الرامزة إلى جماعاته، وفي محاولته مصالحة التاريخ القديم لبلاد ما بين النهرين وتاريخ البلاد الحديث، فضلاً عن جمعه بين العرب ممثّلين بشِعر صفيّ الدين الحلّيّ عنهم، والكرد ممثّلين بالشمس، رمزهم الميثولوجيّ العريق. لكنْ مع انقلاب البعثيّين الأوّل في 1963 توقّف العمل بالعلم هذا.ونظام عبد الكريم قاسم (1958-1963) كان قد دلّل على حساسيّة فائقة حيال توكيد الوطنيّة العراقيّة التي أُريدَ حمايتها من تغوّل القوميّة العربيّة الناصريّة. والحساسيّة هذه، ومن بين أمور كثيرة أخرى، ظهرت في نُصب الحرّيّة الضخم الذي يتوسّط بغداد، والذي أنجزه في 1961، وبتكليف من قاسم، النحّات والرسّام الشهير جواد سليم. فقد احتفل النُصب هذا بتاريخ الفنّ العراقيّ القديم ممثّلاً بالنقوش الجداريّة البابليّة كما العبّاسيّة، احتفالَه بمواطني العراق فئاتٍ وشرائح تسعى وتكدح وتعاني.وبهذا المعنى فإنّ محو 14 تمّوز يرقى إلى محو العمل التأسيسيّ الأكثر جدّيّة لوطنيّة عراقيّة جامعة، وهذا ما قصده بيان المثقّفين العراقيّين في استنكار ما يجري في بلدهم. فهم ربطوا الموقف الاستئصاليّ الجديد بـ»العمليّات الممنهجة الجارية منذ عقدين لتجريد الدولة العراقيّة من مقوّمات وجودها، ومنها تعويم وإلغاء رموزها السياديّة، التي نخشى أن تكون مقدّماتٍ لتقويض الدولة المدنيّة، وشرذمتِها بخلق كيانات بديلة ذات هويّات فرعيّة ضيّقة، وولاءات طائفيّة وعِرقيّة وقَبَليّة، روّجت لها بعض القوى المهيمنة على مقاليد الحكم في البلاد منذ سقوط الدكتاتوريّة». وربط المثقّفون تالياً بين هذه الخطوة الأخيرة و»عدم إقرار مشروع قانون علم الدولة العراقيّة، ونشيدها الوطنيّ»، وذلك لإبقاء البلد «بلا علم، وبلا نشيد وطنيّ»، كما حذّر بيانهم من «وجود نوايا مسبقة لتهديم الدولة العراقيّة، ومحاولات مستمرّة لتمزيق نسيج المجتمع العراقيّ بقوانين أخرى قد نتفاجـأ بها في أية لحظة». ولم ينس البيان التنبيه إلى «ما يتردّد عن وجود قانون لتأسيس مجلس للقبائل والعشائر العراقيّة، يمثّل ردّةً تكرّس قِيماً غادرها المجتمع، ويرسّخ التمييز بين أبناء الشعب بما يخالف الدستور والقيم المدنيّة».فما يحصل اليوم، تحت أعين الرعاية الإيرانيّة وبحضٍّ منها، هو من ثمار الانقلاب الذي يلغي الوطن لصالح الطائفة، والدولةَ لصالح الميليشيا، ومحاولاتِ بناء تاريخ جامع لصالح التوكيد على تاريخ منقسم ومتصارع لا يلد إلاّ الهيمنة الفئويّة والعصبيّات المتحجّرة وكراهيّة الجميع للجميع.
٥-شفق نيوز…
أكثر من 5 آلاف حالة طلاق خلال شهر واحد في العراق
أظهرت وثيقة صادرة عن مجلس القضاء الاعلى في العراق، اليوم الاثنين، تسجيل أكثر من 5 آلاف حالة طلاق خلال شهر نيسان الماضي في البلاد غالبيتها بالعاصمة بغداد .وأصدر مجلس القضاء الاعلى، جدولا يظهر إحصائية عقود الزواج وحالات الطلاق لشهر نيسان الماضي.وبحسب الجدول فقد كانت عدد عقود الزواج في العراق 19386 ، وتصديق عقود الزواج خارج المحكمة 2465، بينما كانت عدد حالات تصديق الطلاق خارج المحاكم 4177، والتفريق بحكم قضائي 1360 حالة. وكانت غالبية حالات الزواج والطلاق في العاصمة بغداد، حيث بلغ عدد الزواج 6115 زيجة، بينما كانت عدد حالات الطلاق فيها، 1930 حالة.
مع تحيات مجلة الكاردينيا
870 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع