أخبار وتقارير يوم ١٣ حزيران

أخبار وتقارير يوم ١٣ حزيران

١-الجزيرة …أسعار القمح في أوروبا تتراجع بفعل قرار من تركيا

انخفضت أسعار القمح في أوروبا، اليوم، بسبب مخاوف من أن يؤدي حظر الاستيراد الذي فرضته تركيا إلى تراجع الطلب العالمي، لكن انخفاض اليورو حدّ من الخسائر.

وتراجعت، اليوم، عقود قمح الطحين لشهر سبتمبر/أيلول في بورصة يورونيكست، ومقرها باريس، 1% إلى 241.25 يورو (259.08 دولارا) للطن.

*(حظر تركيا)
وستوقف تركيا جزئيا واردات القمح اعتبارا من 21 يونيو/حزيران الحالي لحماية مزارعيها، وهي خامس أكبر مستورد للقمح في العالم، الذي تشتري معظمه من روسيا.وقال تاجر ألماني "سيتعين على روسيا بيع القمح، الذي كان من المتوقع أن يذهب إلى تركيا، في أسواق أخرى.. وسيؤدي ذلك إلى المزيد من المنافسة التصديرية للاتحاد الأوروبي".وربما تستفيد الصادرات الأوروبية من الانخفاض الحاد في اليورو بعد أن دفعت المكاسب التي حققها اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي، أمس الأحد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة لإجراء انتخابات وطنية مبكرة.وقال متعامل "حل الجمعية الوطنية (البرلمان) في فرنسا، والذي لم يكن متوقعا، يسبب اضطرابا في الأسواق.. في نهاية المطاف، يعد انخفاض اليورو خبرا جيدا للمصدرين".

*(الجفاف)
وقال محللون إن هطول الأمطار يمكن أن يحد من آثار الجفاف بمنطقة البحر الأسود التي تضررت من موجات جفاف في الآونة الأخيرة، لكن ربما يكون التوقيت قد تأخر، ولن تستفيد المحاصيل من الأمطار.وقال متعاملون إن توريد محصول الشعير في إسبانيا جارٍ، مما سيقلل الطلب على واردات حبوب العلف.وفي بولندا قال أحد التجار "تمكنت شركات التصنيع البولندية من شراء كميات كبيرة من الأعلاف وحبوب الطحين في فترة تراجع الأسعار خلال الأسبوعين الماضيين، وتتطلع (الشركات) إلى أن يكون المحصول الجديد وفيرا".

*(القمح الروسي)
من جهتها قالت وزارة الزراعة الروسية إن المصدرين الروس سيركزون توجيه إمدادات الحبوب إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والصين والهند.وأضافت الوزارة أن قرار تركيا بوقف واردات القمح لن يؤثر على إمكانات التصدير الروسية.وأنهت أسعار تصدير القمح الروسي 6 أسابيع من المكاسب، لتنخفض الأسبوع الماضي إلى جانب الأسواق العالمية بعد قرار تركيا منع استيراد القمح حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول.وبلغ سعر القمح الروسي، الذي يحتوي على ​​بروتين بنسبة 12.5%، والمقرر تسليمه في أواخر يونيو/حزيران المقبل على أساس التسليم على ظهر السفينة 242 دولارا للطن، لينهي الأسبوع على انخفاض 6 دولارات، وفقا لشركة "إي كيه إيه آر" الاستشارية.وحددت شركة سوفيكون للاستشارات الزراعية سعر القمح من الفئة نفسها ما بين 250 و253 دولارا للطن، بانخفاض من 252 إلى 255 دولارا للطن على أساس التسليم على ظهر السفينة.

وقالت سوفيكون في مذكرتها الأسبوعية "تأثير الحظر غير مؤكد، لكن من المرجح أن تنخفض واردات تركيا من القمح حتى بدون قيود".وأضافت "قد نرى انخفاضا في تقديرات واردات تركيا من القمح في التقرير الجديد لتقديرات العرض والطلب على الزراعة في العالم".وروسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، وارتفعت صادراتها من الحبوب إلى 1.36 مليون طن الأسبوع الماضي، من 0.80 مليون في الأسبوع السابق.ونقلت سوفيكون عن بيانات الموانئ أن الصادرات شملت 1.19 مليون طن من القمح ارتفاعا من 0.72 مليون طن في الأسبوع السابق.

٢-الجزيرة……الجنوب العراقي.. حراك شعبي ينذر بتوسع الاحتجاجات على الفساد……بغداد- صعّد المحتجون في مناطق جنوب العراق -أمس حراكهم المستمر منذ الأسبوع الماضي، احتجاجا على سوء الخدمات وغياب فرص العمل والتوظيف، خاصة في محافظتي ذي قار والمثنى، حيث تعتبر الأخيرة الأكثر فقرا حسب بيانات حكومية.ومن المتوقع أن يمتد الحراك لباقي محافظات الجنوب والوسط ما لم تتم تلبية مطالب المحتجين. كما شهدت مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار الليلة الماضية، تظاهرة حاشدة نظمها عدد من الخريجين المحتجين على أوضاعهم المعيشية والبطالة العالية في صفوفهم.وحاول المحتجون، أمس الاثنين، اقتحام مبنى ديوان المحافظة، ووصلوا إلى الباحة الخارجية له، مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة في المركبات الحكومية الموجودة في الموقع، فضلا عن إصابة اثنين من المحتجين.وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، شهد العراق احتجاجات عارمة سُميت بـ"ثورة تشرين" وخلفت مئات القتلى وآلاف المصابين من المحتجين، انطلقت شرارتها في المحافظات الوسطى والجنوبية وشكلت محافظة ذي قار أيضا أبرز معاقل الحراك الشعبي في جنوب البلاد آنذاك.

*(مطالب متجددة)
يقول الإعلامي والناشط في تظاهرات ذي قار التي انطلقت الأسبوع الماضي حسين العامل إن مطالب الحراك الشعبي هي مطالب تظاهرات "تشرين" نفسها، المتمثلة في الإصلاح السياسي والاقتصادي، ووقف المحاصصة، وإلغاء مجالس المحافظات، ومحاربة الفساد، وتوفير فرص عمل للعاطلين من الخريجين، واستعادة سيادة الدولة وهيبتها.ومن أهداف الحراك الشعبي أيضا "عدم جعل العراق حديقة خلفية لدول الجوار أو ساحة لتصفية حساب الدول المتصارعة"، فضلا عن الاهتمام بالصناعة الوطنية والقطاع الزراعي والإنتاج الوطني، حسب الناشط العراقي.ويشير العامل -في حديث للجزيرة نت- إلى أن هذه المطالب جميعها من مطالب تظاهرات "تشرين 2019″، وزاد عليها مطلب الكشف عن قتلة 800 متظاهر وقمع المتظاهرين حينها، وإنهاء فوضى السلاح، وإعادة تشكيل مفوضية الانتخابات على أن تكون من شخصيات مستقلة فعلا وشكلا.ويقول العامل إن توسع واستمرار التظاهرات مرهون بعوامل انطلاقها، وحرص المواطنين على المشاركة في تحقيق مطالبهم المشروعة، مؤكدا أنه "يمكن قياس حجم الرفض الشعبي للسياسة غير الرشيدة من خلال حجم التأييد الذي لاقته دعوة السيد حميد الياسري في السماوة" وهي مركز محافظة المثنى، التي عدتها وزارة التخطيط أفقر محافظات البلاد.ففي السماوة، دعا رجل الدين الشيعي حميد الياسري إلى اعتصام وتعيين حاكم عسكري للتحقيق في شبهات فساد وغياب المشاريع الحيوية منذ عام 2003 وحتى الآن، قبل أن يلتقي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بغداد، ويعرض عليه المطالب، في حين يحاول الأخير احتواء الموقف وتحقيق المطالب.وقال الياسري، وهو أيضا قيادي في لواء أنصار المرجعية (أحد تشكيلات الحشد الشعبيالمدعومة من المرجع الديني علي السيستاني) في حديث مقتضب مع الجزيرة نت، إن الحراك متوقف حاليا ومرهون بتنفيذ الحكومة لجميع المطالب، مشيرا إلى أن مطلب تعيين حاكم عسكري بدل المحافظ لا يزال قائما.

*(وعود حكومية)
وكان الياسري قد كشف، في بيان، عن مخرجات اللقاء الذي جمعه الأحد ونخبة من شخصيات محافظة المثنى مع السوداني. وحسب البيان، فقد تقرر تشكيل لجنة من مكتب رئيس الوزراء للإشراف على كل مشاريع السماوة وعدم السماح للمحافظ وأعضاء مجلس المحافظة بالتصرف بالأموال، بينما سيتمكن ممثلو المظاهرات من الإشراف على كل مشاريع المحافظة كجهة مساندة ومراقبة للدولة.كما سيتم تشكيل لجنة برئاسة مسؤول هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية لكشف ملفات الفساد وهدر المال العام في السماوة منذ 2003 حتى اليوم.وأوضح البيان أنه تم تقديم طلب إلى مجموعة من النواب -يتقدمهم سعد عواد التوبي ممثل محافظة المثنى- بسحب الثقة من المحافظ ومجلس المحافظة "بسبب مخالفات ارتكبوها مع شركات مقاولين".وأوعز رئيس الوزراء بتقديم مبلغ 37 مليار دينار عراقي تسلم إلى لجنة مهندسين مهمتها إقامة مشاريع خدمية تقدمها لجنة المظاهرات الشعبية، ولا يسمح للمحافظ ومجلس محافظة بالتدخل فيها.كما تضمنت مقررات اللقاء غلق كل "المكاتب الاقتصادية" وإخبار جهاز الأمن الوطني والاستخبارات عن وجود أي مكتب في السماوة، في إشارة إلى المكاتب المسؤولة عن النشاطات التجارية للأحزاب المتهمة من قبل المتظاهرين بالانخراط في عمليات فساد ورشوة وابتزاز.وطالبت نخب المثنى -حسب الياسري- السوداني بأن تشمل هذه اللجان كل المحافظات المحرومة وعدم السماح للمحافظين ومجالس المحافظات بالتصرف بالأموال.وتابع الياسري "بما أننا نمثل الجماهير والشعب المحروم، ننتظر قراركم: هل نؤجل المظاهرات وإعطاء فرصة لما بعد العيد، أم نستمر في سحق رؤوس الأحزاب العفنة ومن يقف خلفها من حيتان الفساد؟".

*(توسع الحراك)
وتوقع المحلل السياسي غازي فيصل أن تمتد الاحتجاجات والحراك من ذي قار والسماوة لتشمل جميع مناطق الجنوب والوسط، مشيرا إلى أن المرجعية الدينية في النجف سبق وأيدت "حراك تشرين" في 2019، وحراك اليوم أشبه بالبارحة، ما دام هناك فساد مستشر وسوء خدمات وبطالة.ويقول فيصل للجزيرة نت إن المرجعية وقفت ضد استخدام العنف المسلح بحق الشباب المحتجين، وعارضت طبقة الفساد المالي والسياسي، متوقعا أن تمتد احتجاجات ذي قار إلى المحافظات الأخرى ضد الطبقة الحاكمة وانتشار "المكاتب الاقتصادية" للأحزاب النافذة التي تتسبب في بقاء طبقات الشعب فقيرة معدمة تعاني انعدام العدالة والتوزيع العادل للثروة حيث ترتفع معدلات الفقر، خاصة أن محافظة المثنى وصلت فيها نسبة الفقر إلى 50%، وفقا للتقديرات الرسمية.من جهته، عبّر عضو مجلس محافظة ذي قار، سلام جبار الفياض، عن رفضه لأي قمع للمتظاهرين طالما أن المظاهرات سارت في إطارها السلمي، مشيرا إلى أن المجلس إلى جانب حقوق المتظاهرين.ويقول الفياض للجزيرة نت إنهم يعملون على فتح تحقيق ومحاسبة المقصرين في كل ما حدث، مطالبا المتظاهرين بأن يكونوا على قدر المسؤولية تجاه ما يحصل لمحافظة ذي قار المنكوبة في كل شيء.من جهته، توقع الناشط المدني ورئيس "منظمة فعل" (غير حكومية) في محافظة بابل وسط العراق عبد الحسن الخفاجي أن يمتد الحراك إلى محافظات الوسط، مبينا أنه في حال استمرار الحراك الشعبي في الجنوب، فإن بابل لن تكون بمعزل عنه.

وقال الخفاجي للجزيرة نت إن بابل -مثل المحافظات الأخرى- تفتقر إلى أبسط الخدمات وتعاني سوء الإدارة وانتشار الفساد وانعدام البنى التحتية.

*(أزمة الكهرباء المزمنة)
ومساء الاثنين، تظاهر المئات في مدينة الديوانية جنوبي العراق، احتجاجا على ضعف تغذية التيار الكهربائي بعدما قاموا بقطع أحد الشوارع بإطارات السيارات.وفي النجف المحاذية للديوانية، أفاد شهود عيان بخروج مظاهرة كبيرة (وسط المدينة) بسبب سوء التيار الكهربائي وتجهيزاته في مناطق المحافظة.وبحسب أحمد الكرعاوي، أحد شهود العيان الذين تحدثوا للجزيرة نت، فإن العشرات من المحتجين بمنطقة حي الشرطة وسط المحافظة تظاهروا مساء الاثنين، بحرق الإطارات في الشوارع، احتجاجا على سوء تجهيز التيار الكهربائي في منطقتهم ومناطق المحافظة الأخرى.وفي العاصمة بغداد، تظاهر مواطنون احتجاجا على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. وقال محمد ياسين، وهو أحد المتظاهرين، للجزيرة نت، إن العشرات من أهالي منطقة "العبيدي" شرقي العاصمة تظاهروا الليلة الماضية أمام دائرة الكهرباء احتجاجا على انقطاع التيار لأكثر من شهر دون إصلاح خطوط النقل ومحولاتها، مشيرا إلى أن الأهالي في نيتهم الاعتصام حتى تغيير المسؤولين عن الكهرباء في المنطقة.

٣-السومرية……

‫ بعد حادثتي الزهراء والسلام.. هل ستعود كوارث حرائق المستشفيات؟
بين فترة واخرى تتكرر حادثة الحرائق بالمستشفيات في العراق والتي تؤدي الى حصول كوارث وتتسبب بمصرع واصابة الكثير من المواطنين، ولعل افجع كوارث حرائق المستشفيات هو حادث حريق مستشفيي ابن الخطيب في بغداد الذي حصل في 24 نيسان 2021 وأدى الى مصرع 81 شخصا واصابة 110 اخرين، وحريق مستشفى الحسين في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار في 12 تموز عام 2021 الذي أدى الى مصرع 41 شخصا واصابة العشرات بجروح.ورغم مضي نحو ثلاث سنوات على الحادثين الا ان العراقيين مازالوا يستذكرون الفاجعة عند حصول أي حادث حريق في مستشفى.وبينما شددت مديرية
الدفاع المدني على إدارة المستشفيات بعد الحادثين المذكورين، باعتماد أنظمة السلامة المدنية لمكافحة الحرائق وفرضت عقوبات مشددة على المخالفين، الا ان تلك الحوادث تتكرر ويعزو غالبيتها الى تماس كهربائي.وعلى مدى الأشهر الماضية تعرضت الكثير من المستشفيات في العراق الى حوادث حرق اسفرت عن تسجيل خسائر بشرية والحاق اضرار مادية.وكان اخر هذه الحوادث ما حصل اليوم في مستشفيي الزهراء بمحافظة النجف والسلام في محافظة بابل.فقد كشف مصدر أمني لـ السومرية نيوز، ان "حريقا اندلع في مستشفى الزهراء التعليمي للولادة في محافظة النجف".وأضاف ان "فرق الدفاع المدني طوقت مكان الحادث، وتم اخلاء 40 طفلا من الخدج، فيما تمكنت من السيطرة عليه واخماده".وذكر المصدر ان "الحريق أدى الى الحاق اضرار مادية دون تسجيل اية خسائر بشرية"، لافتا الى ان "سببه هو احتراق احد أجهزة التكييف".والى بابل، فقد أعلنت قيادة شرطة المحافظة، السيطرة على حريق مستشفى أهلي في محافظة بابل.وذكر بيان للقيادة ورد لـ السومرية نيوز، انه "بإشراف مباشر من قائد شرطة بابل، العميد علي كامل الحسناوي، تمكنت فرق الدفاع المدني، وبمساندة من مفارز الشرطة وعجلات الاسعاف الفوري، من السيطرة وإخماد حريق اندلع ظهر اليوم في مستشفى السلام الأهلي وسط مدينة الحلة".وأشار البيان، إلى أنه "تم إخلاء جميع المرضى والموظفين من المبنى كإجراء احترازي، ولم تقع أي إصابات بشرية، واقتصرت الأضرار على المبنى".وذكّرت قيادة شرطة بابل "الجميع بضرورة الالتزام بقواعد السلامة، تجنباً للحرائق والكوارث، وذلك وفقاً لتعليمات مديرية الدفاع المدني العامة".الحريقان أعلاه دفع الحكومة المحلية في محافظة كربلاء باتخاذ، حزمة قرارات جديدة من أجل تقليل نسب الحرائق في مراكز المدينة القديمة، وذلك بعد إهمال إجراءات السلامة.وقالقائممقام مركز مدينة كربلاء حسين المنكوشي في حديث للسومرية نيوز، انه "تقرر عدم تجديد إجازة السياحة من قبل مديرية سياحة كربلاء الا برفع "ساندويج بنل" من قبل أصحاب الفنادق، فضلاً عن توكيلنا بغلق حوالي 300 مرفق قطاع خاص و700 مرفق عام مخالف".واضاف المنكوشي انه "تم تحديد تاريخ لغلق هذا المرافق السياحية المخالفة بعد انذارهم ولمدة 15 يوماً كما جاء في قانون الدفاع المدني 44 لسنة 2013 المادة العاشرة".ويعد "ساندويج بنل" من المواد المخالفة لتعليمات السلامة والمحالة إلى القضاء حسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013 لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء.ويلجأ العراقيون إلى استخدام السندويش بنل بسبب رخص ثمنه مقارنة بالبناء بالطابوق والاسمنت، حيث انه يمكن بناء مخزن لخزن البضائع او جملون بمبلغ لا يتجاوز المليونين دينار مقابل نحو 15 مليون دينار في حال البناء بالطابوق.ويسجل العراق سنويا آلاف الحرائق ذهب ضحيتها مئات القتلى وخلفت أعدادا من المصابين، وغالبا ما تعقب مثل هذه الحوادث إجراءات حكومية وتحقيقات، لكنها لم تسفر حتى الآن عن وضع حد لتلك المآسي التي باتت تفتك بالعراقيين.
٤-شفق نيوز…
في الذكرى العاشرة لسقوط الموصل.. صحيفة إنكليزية: العراق عاد أقوى من العام 1980…تقرير خاص …تناولت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الصادرة باللغة الإنكليزية الذكرى العاشرة لصعود وسقوط تنظيم داعش، وكيف غير الصراع مع هذا التنظيم الإرهابي، العراق بشكل دائم، معتبراً في الوقت نفسه أن التشكيك في إمكانية استمرار وجود الدولة العراقية والذي كان مطروحاً وقتها، لم يعد قائماً الآن، بل أن العراق أصبح أقوى مما كان عليه في العام 1980. وذكرّ التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بأن شهر حزيران/ يونيو الجاري يصادف الذكرى السنوية العاشرة لسقوط الموصل التي شهدت احتلالها من قبل داعش ونزوح أكثر من نصف مليون شخص منها، بالإضافة إلى أعمال إبادة جماعية ضد الأقلية الإيزيدية، وقتل أسرى آخرين، بما في ذلك نحو 1700 من طلاب القوة الجوية الذين جرى إعدامهم في معسكر سبايكر بمدينة تكريك، في حين تمزقت المدن والبلدات في المناطق ذات الأغلبية السنية، بما فيها الموصل وتكريت والفلوجة والرمادي.ووصف التقرير ما جرى وقتها بأنه أحد "أكثر الهزائم إذلالاً لجيش حديث في التاريخ المعاصر"، حيث نزلت "الهزيمة" بفرقتين من الجيش العراقي، تضمان ما يصل إلى 25 ألف رجل، على يد قوة يبلغ عددها، بحسب بعض الروايات، 1500 فقط من المسلحين، بينما كلفت الحرب على تنظيم داعش، بين عامي 2013 و2017، العراق نحو 60 ألف قتيل، بحسب منظمة "إيراك بودي كاونت"، في حين تظهر أرقام البنك الدولي أن تلك الحرب ألحقت أضراراً بلغت كلفتها نحو 100 مليار دولار.
*(داعش وضعف الدولة)
ونقل التقرير عن الباحث في معهد الدراسات الاقليمية والدولية في جامعة السليمانية، شيفان فاضل، قوله إنه "بعد مرور عقد من الزمن على اجتياح داعش لشمال العراق، ما يزال إرث هذا الاحتلال والحملة العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة لهزيمة المتطرفين، قائماً".ولفت التقرير إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران، ومعظمها تحت مظلة قوات الحشد الشعبي، تعززت خلال الحرب وأصبحت القوة الأمنية المهيمنة في البلد، حيث أنه جرى منحها الشرعية من قبل رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي في حزيران/ يونيو 2014 وذلك مع سقوط الموصل.وذكر التقرير أن كثيرين يتفقون على أن الكارثة التي وقعت قبل 10 سنوات، كانت نتيجة للسياسات المريرة وضعف الدولة، وليس بسبب قوة داعش وحده والتي وصفها بأنها كانت تمثل مجموعة صغيرة عددياً مقارنة بقوات الأمن العراقية، وكان بالإمكان سحقها قبل سقوط الموصل، لو كان هناك تعاون سياسي أقوى.وتساءل التقرير لماذا لم تتم محاسبة سوى عدد قليل من القادة العراقيين، على الرغم من التحقيق الذي أجراه البرلمان العراقي في العام 2015 والذي حمّل المسؤولية بدرجة كبيرة للمالكي ولمحافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي؟.كما تساءل التقرير عن حجم المسؤولية الذي تتحمله الولايات المتحدة، باعتبار أنها كانت الداعم الأمني الرئيسي للعراق وقتها، عن الكارثة التي وقعت؟.وبرغم أن التقرير إشار إلى أن أحكاماً بالسجن صدرت أو جرى إنزال عقوبات على بعض القادة الأمنيين، إلا أنه لفت إلى أن النخب لم يتم المساس بها.
*(معلومات مسبقة)
وذكرّ التقرير بأن مساءلة سيطرة الإرهابيين على المدن لم تكن حاضرة إلى حد كبير، برغم أن القادة العسكريين العراقيين والمخابرات الأمريكية كانوا على علم بأن الحركة الإرهابية كانت تكتسب قوة بشكل متسارع، قبل ما بين 6 شهور إلى عام من سيطرة داعش على الموصل في 10 حزيران/ يونيو 2014، مشيراً في هذا السياق إلى أن التنظيم الإرهابي كان سيطر على الفلوجة في 4 كانون الثاني/ يناير 2014، وكان بذلك على مسافة نصف ساعة بالسيارة من العاصمة بغداد، إلا أن حكومة المالكي لم تفعل الكثير لتغيير السياسات التي كانت تنفذها وكانت تعتبر من قبل كثيرين بأنها سبب تفاقم الأزمة في البلاد.واعتبر التقرير أن رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الذي تولى الحكومة خلال معظم سنوات الحرب مع داعش، وسبق له أن عمل بشكل وثيق مع المالكي في الماضي، إلا أنه دعم جهود التواصل مع زعماء وعشائر السنة، على الرغم من أن القوى الشيعية المتشددة، اكتسبت قوة خلال عهده، إلا أن أسلوبه في إدارة الأزمة ساعد في إعادة بناء الدعم الدولي للعراق خلال الحرب.
*(العراق اليوم)
وتابع التقرير أن الخبراء يقولون إن تنظيم داعش أصبح في حالة انحسار تاريخي حالياً، حيث لا ينفذ سوى عدداً قليلاً من الهجمات شهرياً، مقارنة بمئات الهجمات أسبوعياً كانت تقع في العام 2014.ونقل التقرير عن العميد العراقي المتقاعد إسماعيل الجندي، قوله "أعتقد أن الجيش قد تحسن بشكل كبير، والقدرات الآن صارت كبيرة، والقوات العراقية تستعيد مصداقيتها الوطنية، وتحظى بثقة كبيرة من جانب الناس"، مضيفاً أن "تنظيم داعش لم يعد يتمتع بدعم اجتماعي في المناطق التي كان يسيطر عليها سابقاً، وهو أمر مهم لأن الناس يرغبون في أن تكون القوات العراقية هي حاميتهم وليس داعش".ولفت إلى أن الرواية التي روج لها داعش في ذلك الوقت هي أن التنظيم يقوم بتوفير الحماية للسنة من الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة، لكن "تبين أن داعش بدأت بإذلال السنة واضطهادهم ومعاملتهم بوحشية، ولهذا فإن الرأي العام في الموصل وتكريت وكركوك والحويجة والرمادي يرفض داعش، وكل شخص يقول إنه جزء من داعش يتم إبلاغ قوات الأمن العراقية عنه. وهذا أمر مهم".
*(حكومة السوداني)
ومع ذلك، فإن التقرير يذكّر بأن رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني يحمل تحذيراً يتعلق بالمستقبل في ظل انتقادات واسعة بأن الطبقة السياسية في البلد تفشل في تحسين وضع المجتمعات العادية في أنحاء العراق كافة.ويقول السوداني إن "بإمكان قوات الأمن أن تخلق السلام والأمن لفترة محدودة للغاية، وإذا لم تكن هناك إستراتيجية حكومية تشمل الاقتصاد والتكامل الاجتماعي والجهود الدبلوماسية من اللاعبين الإقليميين والدوليين، فإنها لن تدوم".
*(الإرث المحطم)
وذكر التقرير أنه على الرغم من أن صعود داعش في العام 2014 أدى في نهاية الأمر إلى سقوط المالكي من منصب رئيس الوزراء، إلا أن ذلك لم يكن يعني نهاية تأثيره على السياسة العراقية.ونقل التقرير عن الباحث في معهد "تشاتهام هاوس" البريطاني ريناد منصور، قوله إن "بمقدور النخبة العراقية أحياناً أن تكون بكل بساطة أقوى من منصب رئيس الوزراء. وفي هذه الحالة، كان للمالكي وائتلاف دولة القانون تأثير كبير على مؤسسات الدولة العراقية على الرغم من أن المالكي لم يعد رئيساً للوزراء".وبحسب منصور فإن المالكي كان "قادراً على الاحتفاظ بسلطته الاجتماعية، وعلى نفوذه في الدولة العراقية، حتى عندما لم يعد رئيساً للوزراء، وهو على مدى السنوات الثمان التي أمضاها كرئيس للوزراء، كان قادراً على دمج حلفاء له داخل الدولة العراقية، وما يزال العديد منهم موجودين ويعملون في الدولة العراقية"، مضيفاً أن هذا المثال مجرد "قصة حول كيفية عمل سياسة النخبة في عراق ما بعد العام 2003، فمن المؤكد أن المالكي كان ناجياً، وهو بالتأكيد لاعب سياسي قوي على مدى هذه السنوات".واعتبر منصور أن من إرث أحداث العام 2014، أنه يظهر كيف بالإمكان توحيد العراق عندما يكون هناك هدف مشترك، إلا أن ذلك يمكن أن يتبدد مع تلاشي التهديد، موضحاً أن "الجماعات الشيعية، والجماعات الكوردية، والجماعات السنية، والإيرانيين والأمريكيين وغيرهم، كانوا جميعاً ضد داعش".غير أنه بمجرد أن تعرض داعش للهزيمة، "ظهرت أسئلة حول من سيكون له النفوذ المباشر في مناطق ما بعد داعش"، حيث ظهر التنافس بين الجماعات المختلفة التي "تتطلع إلى اكتساب النفوذ في الفراغ الذي نشأ من سقوط داعش في الموصل ومدن العراق الأخرى".وبالإضافة إلى ذلك، فإن السنوات التي تلت ذلك، تزايدت المنافسة والتوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
*(العراق عاد أقوى من السابق)
وبحسب الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية حمزة حداد، فإن أن تلك اللحظة القصيرة من الوحدة، كانت بمثابة تحدٍ للعديد من توقعات الخبراء بأن العراق سوف يتشرذم إلى الأبد، موضحاً أن الكثيرين كانوا في ذلك الوقت "يشككون في وجود الدولة العراقية الحديثة، واليوم ما تزال تلك الدولة موجودة فحسب، بل أنها أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى منذ العام 1980".ونقل التقرير عن حداد قوله إن الناس كانوا يتساءلون في العام 2014، "عن الشكل الذي ستبدو عليه الدولة العراقية، وهذا لم يعد سؤالاً في العام 2024"، مضيفاً أنه حتى فيما يتعلق بإقليم كوردستان، فإن التهديد بالانفصال ليس موجوداً.
٥-شفق نيوز…
قيادات الإطار التنسيقي تتجمع في القصر الرئاسي ببغداد
أفاد مصدر مطلع، بأن رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، سيترأس مساء الثلاثاء، اجتماعًا لقيادات الإطار التنسيقي في قصر السلام بالعاصمة بغداد. وأبلغ المصدر، وكالة شفق نيوز ، إن هذا الاجتماع يأتي في سياق جهود البحث والنقاش حول الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة على الساحة العراقية.ومن المقرر أن تتم خلال هذا الاجتماع مناقشة عددٍ من القضايا والتحديات التي تواجه البلاد في مختلف المجالات، بما في ذلك الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية.
٦-الشرق الاوسط…فخري كريم: حملت إلى الأسد نصيحة طالباني حول تمرير الإرهابيين
قال لـ«الشرق الأوسط» إن القيادة الكردية أخطأت حين انشغلت بتحصين أربيل وتناست ما يجري في بغداد
كان الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني أستاذاً في تمرير الرسائل. يقول في اللقاءات الضيقة ما يتجنبه في التصريحات والحوارات. وكان كبير مستشاريه فخري كريم مشاركاً. وكان الغداء ثرياً فالسيد الرئيس يحترم الرأي الآخر لكنه لا يتوقف كثيراً عند نصائح الأطباء.أعرب طالباني عن اعتقاده أن صناع القرار في إيران أذكياء ويأمل «ألا يرتكبوا خطأ الرهان على إدارة بغداد من طهران، خصوصاً بعد تجربة محاولة إدارة بيروت من دمشق». قال إن تركيبة الروح العراقية «تجعل من الصعب على العراق أن يكون تابعاً لأميركا أو لإيران أو لتركيا». لم يخفِ أنه وفر الملجأ الآمن لثمانين ضابطاً عراقياً ممن شاركوا في الحرب ضد إيران بعدما «استهدفت جهات معينة» هذا النوع من الضباط.أشاد طالباني بالرئيس الراحل حافظ الأسد الذي «احتضننا وقدم لنا دعماً لا ينسى من الإقامة وصولاً إلى الباسبورات». كشف أنه أرسل إلى الرئيس بشار الأسد مع فخري كريم نصيحة مفادها أن «الجهاديين» الذين فتحت لهم سوريا حدودها لدخول العراق بذريعة مقاتلة الأميركيين قد يرتدّون لاحقاً إلى الداخل السوري، وهذا ما حصل.بعد خروجه من بيروت في 1982 إثر الغزو الإسرائيلي، أقام فخري كريم في دمشق. ونشطت مؤسسة «المدى»، التي أسسها في النشر والترجمة وتنظيم معارض الكتب، فضلاً عن نشاطه السياسي ما أتاح له إقامة علاقات مع كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.بعد توليه السلطة في عام 2000، استقبل الرئيس بشار الأسد كريم الذي يتذكر اللقاء ويقول: «شعرت أنه راغب في الاستماع، خصوصاً في ضوء العلاقات التي تربطني بالكثير من المثقفين. قلت له إن الأصوات المعارضة موجودة لكن اللهجة إيجابية بمعظمها. أنتم تتحدثون اليوم عن تحديث وتجديد، وهذه فرصة للانفتاح ولو ضمن حدود معينة بما في ذلك الانتخابات. هل تعتقد سيادة الرئيس أن هناك من يمكن أن ينافسك وأنت ممثل حزب البعث بكل قاعدته وأجهزته وإمكاناته؟».تطرقت معه إلى أوضاع الأكراد السوريين. قلت إن كثيرين منهم لا يملكون أوراقاً ثبوتية، وحتى مجرد ورقة تتيح لهم التنقل. قلت أيضاً إنني حين كنت أعبر منطقة الخابور كنت ألاحظ أن مناطق كردية تاريخية أزيلت أسماؤها القديمة وباتت عربية وهذا يثير حساسيات. أجابني: أنا غير راضٍ، وأطمئن هذا الملف موجود عندي وستسمع عنه كلاماً إيجابياً.في لقاء لاحق بعد التغيير في العراق، التقيته مرات عدة نقلت إليه في واحدة منها تحيات الرئيس طالباني والقلق من مسألة تسهيل انتقال مسلحين إلى العراق وأخطار ذلك على العراق، وربما لاحقاً على سوريا نفسها. قال: جندنا قوات كبيرة لضبط الحدود ولكن ماذا نفعل؟ هناك بعض القبائل وهناك عدد من المهربين. كيف نمسك المهرب الذي يمكن إقناعه بمائة أو مائتي دولار؟قلت للرئيس الأسد إنني فخري كريم الذي تعرفه ويستحيل أن أنقل إلى الجانب الأميركي ما أعرفه. أنا واثق يا سيادة الرئيس أن الإرهابيين يتسللون إلى العراق من مكان محدد أعرفه وليس من كل الحدود. وأنا أعرف أن الوضع في سوريا مضبوط ولا يسمح بمرور طائر غريب من دون أن تسقطه رصاصة. رد الأسد على أي حال نحن على استعداد ودعنا نعرف ماذا نقدر أن نقوم به.والحقيقة أن دمشق كانت قلقة بسبب ما رددته دوائر عدة عن أن نظام البعث في سوريا قد يكون الهدف المقبل للجيش الأميركي الذي بات يرابط على حدودها. ثم إن دمشق كانت تنظر بقلق إلى ظهور لغة المكونات الشيعية والسُنّية والكردية في التعامل مع العراق وما يمكن أن يرتبه ذلك في سوريا نفسها».

*(«عرفات تأثر بدخولي بيروت المحاصرة»)
كان ياسر عرفات لاعباً بارعاً في الإمساك بالأوراق. علاقته مع نظام صدام حسين لم تمنعه من تقديم رعاية لآلاف من العراقيين وبينهم أفراد الحزب الشيوعي العراقي وعائلاتهم. وكان هناك خيط من الود يربط عرفات بالزعيم الكردي الأبرز مسعود بارزاني.في بداية الغزو الإسرائيلي للبنان غادر فخري كريم بيروت في مهمة حزبية. ولكنه بعد تطويق الجيش الإسرائيلي بيروت أصر على العودة إليها مخالفاً إرادة حزبه. يقول: «كان من غير المقبول أن نبتعد. جئت إلى البقاع اللبناني وانتقلت منه إلى بيروت ونجح سائق تاكسي في إيصالي إلى إحدى النقاط القريبة وعدت إلى العاصمة اللبنانية. تأثر عرفات يومها بعودتي في وقت كان هناك من يبحث عن سبب للمغادرة. وتحدث لاحقاً علانية عن الأمر في المجلس الوطني في الجزائر منوهاً بالاخ علي عبد الخالق، وهو كان اسمي في مرحلة بيروت. نحفظ لياسر عرفات أنه لم يبخل بأي دعم على آلاف العراقيين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى بيروت وقدم لبعضهم فرص عمل ورواتب أو مساكن وأحياناً باسبورات. وللأمانة كان عرفات يكن تقديراً عميقاً للأخ مسعود بارزاني، ولعله تضامن رجلين يكافحان ضد الظلم الذي لحق بشعبيهما. أكرر ومن باب الإنصاف والاعتراف بالحقائق أن ياسر عرفات كان وفياً والتزم كل ما وعد به».

*(صيانة العلاقات الكردية)
على مدى سنوات طويلة، انشغل فخري كريم بصيانة العلاقة بين القطبين الكرديين جلال طالباني ومسعود بارزاني. والقصة معقدة بدأت فصولها حين ولد «الاتحاد الوطني الكردستاني» من انشقاق في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في أيام زعيمه التاريخي الملا مصطفى البارزاني. وشهدت العلاقة الشائكة بين الطرفين فصولاً دموية ومعارك كر وفخر رافقتها تدخلات خارجية. ويقول كريم إن القيادة الكردية، وعلى رغم الانشقاقات والخلافات تتوحد حين يحدق الخطر بالأكراد والإقليم، ويراهن على أن ذلك سيتكرر في المرحلة الحالية.يلاحظ كريم أن «القيادة الكردستانية ممثلة بالرمزين صديقي العزيز مسعود بارزاني وصديقي العزيز جلال طالباني ارتكبت خطأً كبيراً في البداية حين انهمكت بالوصول إلى اتفاقات فيما يتعلق بقضايا الإقليم وكأنها ابتعدت عما يجري في بغداد أو اعتبرت ما يجري هناك شيئاً يخص أكثر الآخرين. وهذه غلطة كبيرة، فقد كان الاتفاق على قيام نظام ديمقراطي اتحادي تداولي ومرحلة انتقالية تؤدي إلى تعزيز المواطنة الحرة. وفي هذا السياق ينال الإقليم حقوقه ويمارسها. من دون عراق معافى كيف سيحصل الإقليم على حقوقه التي ستصبح في مهب الريح؟ كان يجب الانخراط أكثر فيما يجري في بغداد لأنه سيؤثر على مستقبل البلاد برمتها. ثم جاءت مرحلة ابتدع فيها ما لا علاقة له بالعمل السياسي والمفاهيم السياسية أو الشعار السياسي، وهو ما سُمي بالتحالف الشيعي - الكردي. أثرت الأمر أكثر من مرة، لافتاً إلى غرابة التحالف بين مكونين في داخل كل منهما أحزاب وقوى وتيارات. مع الأسف الشديد كان يأتيني الجواب بأنني مصاب بلوثة آيديولوجية. ارتُكبت لاحقاً أخطاء أخرى في عدم استكمال توحيد المؤسسات في الإقليم ومرجعياتها وتزايد الفساد ويقظة الحسابات الحزبية على حساب المؤسسات الجامعة وعدم الالتزام دائماً بمعايير الكفاءة في التعيينات».سألت عن العلاقة الشخصية بين الرجلين فأجاب: «طوى الرجلان صفحات الماضي الصعبة، لكن ما بُذل من أجل المستقبل كان أقل من المطلوب. أريد أن أسجل هنا موقفاً للأخ مسعود وهو ينم عن طبيعته. حين مرض جلال، وجه مسعود بوسائله ما يشبه الإنذار إلى كل من يمكن أن يفكر بالإساءة إلى طالباني أو عائلته. هذه مشاهدة عيانية وسماعية وليست نقلاً عن الآخرين. رفض مسعود إبان مرض جلال فتح موضوع مستقبل الرئاسة أو البحث عن بديل. وشاركت شخصياً في تنظيم لقاء لزوجة طالباني السيدة هيرو وابنيها بافل وقباد وآراس ابن شقيق جلال. قال مسعود للمدعوين في الغداء الطويل: أنا قربكم وأنا عائلتكم. تحدث بتأثر وبلهجة أخوية. وبعد الخروج بدا التأثر واضحاً على السيدة هيرو والمدعوين إذ لم يتوقعوا أن يكون البعد العاطفي قوياً إلى هذا الحد.علاقتي مع جلال تعود إلى 1960 إذ كنت عضواً شاباً في نقابة الصحافيين التي تشكلت برئاسة الجواهري الكبير وكان جلال عضواً في الهيئة الإدارية ممثلاً للشعب الكردي. لم نقترب كثيراً إلا في العقود الأخيرة».طلبت من كريم أن يختصر شخصية مسعود بارزاني، فأجاب: «أنا شهادتي مجروحة لأنه صديقي التاريخي. منذ البداية كانت علاقتنا منسجمة سياسياً وأليفة شخصياً. أنا أعتبره الصديق الوفي وقد عبر عن هذا الوفاء مرات عدة. ذكي جداً وصاحب موقف. يجيد الاستماع ويفكر طويلاً فيما يسمع وقد يقتنع بوجهة نظرك بعد أسابيع. حين يتخذ موقفاً يشعر بصعوبة التراجع عنه. لا يناور. ذات يوم وخلال المفاوضات مع صدام أرسل في طلبي. سألني عن المفاوضات وكنت أنا معارضاً. تحدثنا في بعض النقاط وقلت له أنت يمكن أن تتراجع. قال: كيف أتراجع؟ أنا أعطيتهم كلاماً. إذا قطع عهداً التزم به ويشعر بصعوبة التراجع عنه.التقينا يوم ذهب للقاء صدام، وبعد ما ارتكبه النظام بحق الأكراد وعشيرته. كاد يبكي حين سألته. قال لي: لا أعرف كيف أصف لك. كنت أخطو خطوة إثر خطوة وكأنني أدوس على الدماء وأخوض فيها، لكنني لم أكن أفكر بالجروح بل بمصلحة الشعب الكردي».سألته عما إذا كان إقليم كردستان لا يزال يدفع ثمن عملية الاستفتاء حول تقرير المصير، فأجاب: «أعتقد أن الانحدار السلبي في الوضع السياسي بدأ في الدورة الثانية لنوري المالكي وتعذر مواجهته بسحب الثقة منه. بعدها حصلت تراجعات خطيرة وحاول المالكي الانتقال من التحالف الشيعي - الكردي إلى التحالف الشيعي - السني لمواجهة ما اعتبره الخطر الكردي. أطلق المالكي صيحته المشهورة: لا للتوافق ونعم للأكثرية. وهكذا بدأ التصويت في البرلمان في غياب قاعدة الشراكة والتوافق.تم استغلال موضوع الاستفتاء لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إقليم كردستان لا يزال بعضها مستمراً حتى الآن. لا علاقة للأمر بالاستفتاء بحد ذاته، بل ببرنامج يرمي إلى إطفاء هذه المنطقة المضيئة التي تسمى إقليم كردستان وبغرض إزالته أو تفريغه من محتواه إذا تعذرت الإزالة. الاستفتاء حق لأي مواطن. دول كثيرة تعود إلى المواطنين وتجري استفتاءات حول القضايا التي تهم الرأي العام. هذا يحدث في إسبانيا مثلاً ومن دون تحريك قوات عسكرية وعمليات ترهيب. كان الغرض من الاستفتاء تأكيد حق مبدئي وليس إعلان الانفصال وجاء الموقف لمواجهة الضغوطات والسلبيات التي تراكمت في التعامل مع الإقليم».

*(عداوة «البعث» والشيوعيين)
سألت فخري كريم عن الفصول الدامية بين الشيوعيين والبعثيين بعد وصول «البعث» إلى السلطة في 8 فبراير (شباط) 1963. نقلت إليه ما سمعته من قائد «الحرس القومي» العقيد منذر الونداوي وفيه «خاض الشيوعيون في دمنا وخضنا في دمهم»، فقال: «بكل صراحة أقول لك إن انتهاكات جرت من جانب الحزب في الفترة الأولى من الصراع، لكن الحزب لم يخض في دم البعثيين. تستطيع العودة إلى ما كتبه حسن العلوي وهو كان في حزب البعث. انتهاكات محدودة نعم، لكن لم تحصل تصفيات كما يشير الونداوي، خصوصاً أن الحزب لم يكن في السلطة فلا مدير الأمن العام كان منه ولا مدير المخابرات. نظم البعثيون مذبحة مدروسة بحق الشيوعيين. دعوات السحق والقتل كانت علانية. ما جرى في قصر النهاية بات معروفاً. تعذيب رهيب أدى إلى مقتل سكرتير الحزب سلام عادل وكوكبة من القيادات والكوادر وبوحشية يتعذر وصفها. تصور أن يأكل ناظم كزار الكباب ورجله تضغط على عنق معتقل شيوعي يحتضر».نقلت إليه ما سمعته أيضاً من العسكري والسياسي الصاخب عبد الغني الراوي الذي سألته إن كان قتل الشيوعيين، فأجاب: «نعم لكنني قتلتهم بموجب فتوى»، فقال كريم: «هذا الرجل كاذب يحاول التغطي بفتوى... يفاخر هذا المجرم بالجريمة التي ارتكبها بحق عبد الكريم قاسم في مبنى الإذاعة». وكان الراوي قال في حوار أجريته معه إنه أمر بإطلاق النار على عبد الكريم قاسم ورفاقه بعدما تم إحضاره إلى الإذاعة إثر قيام قوات من الجيش بمحاصرة مقره في وزارة الدفاع ومشاركة الونداوي في الإغارة بطائرته على المقر.

*(الجواهري وصدام والمتنبي)
خلال عمله في الحزب الشيوعي، تولى فخري كريم مسألة العلاقة مع الكتاب والشعراء والمثقفين فكانت له علاقات واسعة معهم ازدادت رسوخاً بعد تأسيسه «دار المدى» للنشر.ربطت كريم على مدار عقود علاقة وثيقة بالشاعر العراقي والعربي الكبير محمد مهدي الجواهري. قلت لكريم إن أحد الذين عملوا في القصر مع صدام حسين قال لي إن صدام استقبل الجواهري وأهداه قطعة أرض على دجلة، فهل هذا صحيح؟ أجاب: «روى لي الجواهري أن صدام استدعاه إلى أحد القصور أو المزارع وتلاطف معه كثيراً ولوّح له بأرض وكذا. طبعاً لمن لا يعرف الجواهري أقول إنه كان في غاية الحساسية ولا يمكن أن يخضع لأي مراودة. شعر أن صدام يحاول أن يلتقط منه وعداً لكنه لم يعطه ما أراد في حين أنه نظم قصيدة في أحمد حسن البكر بعد مقتل نجله. أكثر من هذا فهو قال لي: لن أمدح صدام ولو أعطاني نهر دجلة نفسه وليس أرضاً قرب دجلة».قلت له إنني كلما التقيت سياسياً عراقياً بارزاً أكتشف أنه يحفظ شيئاً من شعر الجواهري، فأجاب: «ليس عبثاً أنه أطلق على الجواهري لقب الشاعر العربي الأكبر. وهو مغدور مثل باقي المثقفين العراقيين لأنه عراقي. الجواهري خاتم الشعراء الكلاسيكيين الكبار. إنه متنبي العصر لكنه غدر. غدر عربياً».ذات يوم ألمح كريم أمام الجواهري، وعلى استحياء، أن هناك من يقول إنه يمدح كثيراً، فرد شاتماً وقال: «هل تعتقد أنني حينما أكتب عنك أبياتاً أقصدك أنت؟ أنا تمر في بالي صور وتراكيب ثم أختار اسماً. هل يعني ذلك أنني أمدح صاحب الاسم؟ وحين كتبت عنك هل كنت أقصدك أنت بالذات؟».هل كان يعتبر الجواهري نفسه المتنبي الجديد؟ يقول كريم: «مرة قال لي هذا المتنبي العظيم وراح يقرأ مقتطفات من المتنبي العظيم. وبعد ذلك راح يشتم نفسه ويقول كذا وكذا يا جواهري... ماذا أنت؟ هذا المتنبي العظيم ديوانه بهذا الحجم (وأشار بيديه) وأنت ديوانك خمسة مجلدات. وربما كان يقصد أنه تخطى المتنبي».ويقول كريم إن الجواهري أقام في دمشق وامتدح الرئيس حافظ الأسد الذي أحاطه بعناية استثنائية، إذ أعطاه لإقامته فيلا تشبه القصر مع كل مستلزمات الراحة والتكريم. يضحك كريم ويتذكر: «كان الجواهري صعباً في التعامل بسبب هذه الحساسية التي تتفاقم لدى المبدعين حين يصطدمون بالواقع. كان حساساً جداً وصعباً جداً في التعامل الشخصي وأحياناً يخطر للمرء أن على من يحبه جداً ألا يقترب منه. ذات يوم حاول رفاق لنا تأليبه ضدي فقالوا له إنك لم تنل جائزة نوبل لأنك لم تنل قبلها جائزة لينين كما حصل مع بابلو نيرودا، وإن فخري كريم هو المسؤول عن عدم ترشيحك لجائزة لينين. غضب وشتمني وحين تدخل أبناؤه لنفي صحة الكلام، قال لهم أنتم تدافعون عن حزبكم. كان يغضب أحياناً ثم تعود المياه إلى مجاريها. الجواهري الكبير هو الجواهري الكبير».

*(درويش والماغوط وسعدي يوسف)
ذات يوم زرت فخري كريم في منزله في دمشق فوجدت لديه صديقاً مقيماً محاطاً برعاية كاملة. إنه الشاعر سعدي يوسف. وكانت المودة بين الرجلين عميقة وظاهرة. في سنوات لاحقة وخصوصاً بعد الغزو الأميركي للعراق رحت أقرأ لسعدي يوسف مقالات يحملها سهاماً مسمومة ضد صديقه السابق. سألت كريم عن قدرته على التعايش مع أصحاب الأمزجة الصعبة، فأجاب: «هذا قدري. أنا لا أنكر قامة سعدي يوسف الشعرية ولا يمكن أن أتجاوز إساءاته إلى نفسه وقامته وطاقته الشعرية لأنه في العقد الأخير ولسبب صعب أن تؤكده صار يكتب أي شيء وهذا يمكن الاطلاع عليه. واجه سعدي مشكلة حين عاش في فرنسا. وفرنا له شقة عن طريق الحزب الشيوعي الفرنسي. قال لي إنه حاول تجديد إقامته فضغط عليه جهاز الأمن للتعاون معه. استُفز وغادر فرنسا. ومنذ ذلك اليوم صار يعتبر كل مثقف يحصل على إقامة في بلد أوروبي جاسوساً».زرت دمشق في التسعينات وخطر ببالي أن أحرض الشاعر محمد الماغوط على العودة إلى كتابة المقالات بعدما انقطع عنها لسنوات. نصحني أصدقاء بعدم الخوض مع «الرجل المزاجي الصعب». لم أقتنع فقد كنت قرأت قصائده تلميذاً واكتشفت فيه صوتاً برياً صافياً يغسل المفردات من غبار القاموس.وافق الماغوط على الكتابة في مجلة «الوسط»، التي كانت تصدرها «دار الحياة». وكانت شروطه طريفة. أن يعامل أفضل مما يمكن أن يعامل صاحب أي اسم متداول. فهمت الرسالة في باب كيد الشعراء. وألا يرى خطأً مطبعياً في مقاله «لأني أمرض إن رأيته». وأن يمر المقال قبل نشره على رئيس التحرير بعد مروره على التصحيح. وأن يكون ضامن كل ذلك فخري كريم الذي يتولى مكتبه صف المقالات وإرسالها. وانطلق التعاون وكتب الماغوط مقالات بأسلوبه المتفرد. ذات يوم ذهب فجأة إلى كريم وقال له: سأتوقف. استغرب كريم، فأجابه: لم يعد لدي ما أقوله وأنا لا أريد أن أكتب من أجل الراتب. سأله: كيف ستعيش؟ فأجابه: تدفع أنت شهرياً وبالعملة السورية. وكان ما طلبه الماغوط لا يتخطى المائة دولار. سألت كريم عنه فقال: «أنا أفخر بهذه العلاقة. إنسان رائع جداً. شاعر متدفق وبسيط جداً وبمواصفات استثنائية ومتطلباته أبسط ما يكون. حاولت إقناعه بإعادة صياغة مقالات قديمة وتدويرها فأجابني: أنا لا أخدع القارئ».

قامت بين فخري كريم والشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش علاقة «ودية جداً» كادت تطيح بها غيمة. ذات يوم نسبت مجلة «اليوم السابع»، التي كانت تصدر في باريس عنواناً إلى درويش يقول فيه إن «جورج حبش وفخري كريم يتآمران علي»، معتبراً أن الحملة قد تؤدي إلى اغتياله. جاء كريم إلى باريس واتصل بدرويش، الذي كان عصبياً جداً. «اقترحت عليه اللقاء المباشر وهكذا كان. أورد درويش الأسماء التي يتهمها في مجلة (الهدف) الناطقة باسم (الجبهة الشعبية) فأوضحت أن الأسماء من خارج الحزب ومعادية له. استمع درويش إلى القصة وغرق في الضحك وقلب الصفحة».

سألت كريم عن اتهامات وجهت إليه من مثقفين أنه أفاد من أموال الحزب، فأجاب ضاحكاً: «الحزب الشيوعي موجود ويمكن أن تسأله. لم يكن لدى الحزب فائض في يوم من الأيام لكي يستولي عليه أحد. أنا كلفت أن أقوم بالشحاذة من منظمة التحرير وسوريا واليمن ولم أمد يدي إلى شيء. الواقع أنني أسست في 1960 دار ابن سينا وكانت كبيرة وقد مولها أحد أقاربي. بدأت العمل في الرابعة عشرة. لا يتسع المجال هنا لكل التفاصيل وللرد على اتهامات ناتجة عن كيديات حزبية أو شخصية».

حمل كريم جوازات سفر لبنانية وسورية ويمنية «وزرت ذات يوم أفغانستان والتقيت الرئيس محمد نجيب الله فأهداني جوازاً دبلوماسياً لكنني لم أستخدمه». وعاش كريم بأسماء مستعارة كان أبرزها «علي عبد الخالق» و«سعد عابد»، لكن ذلك لم يمنع تعرضه لمحاولة اغتيال في بيروت لا تزال آثارها ماثلة، لتعقبها بعد عقود محاولة الاغتيال الأخيرة في بغداد.

مع تحيات مجلة الكاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1100 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع