شفق نيوز/ توقع موقع "ميديا لاين" الأمريكي تزايد انخراط الفصائل المنضوية في إطار "المقاومة العراقية" في الصراع الإقليمي القائم في المنطقة خلال المرحلة المقبلة، منتقدا في الوقت نفسه دور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي وصفه بأنه يمارس "لعبة خطيرة" من خلال الدعم الذي يؤمنه لهذه الفصائل.
وفي التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ذكّر بداية بإعلان وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف "حركة انصار الله الاوفياء" العراقية في 17 حزيران/يونيو الماضي، كجماعة ارهابية الى جانب كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، نقل عن الباحث في "معهد واشنطن" مايكل نايتس قوله إن هذا القرار الأمريكي يمكن أن يرتبط بخيارين رئيسيين: الاول الولايات المتحدة من خلال وضعها حركة انصار الله الاوفياء رسميا على القائمة، ربما يكون من أجل ضربها أكثر في المستقبل، والقول انهم يستهدفون جماعة ارهابية".
ونقل التقرير الأمريكي عن نايتس قوله إن "الخيار الثاني يمكن ان يكون ان الولايات المتحدة قد علمت مؤخرا بامور اخرى عن الجماعة وهي تتخذ هذه الخطوة لمنعها من تشكيل تهديد خطير ليس فقط للجنود الامريكيين في العراق وسوريا، وإنما للمنطقة بأكملها".
وبحسب نايتس، فإن ما تريده واشنطن هو اظهار ان الولايات المتحدة تقوم بشيء ما، في حين أن العقوبات تظل بلا فعالية.
منذ عام 2011، اكتسبت إيران سيطرة شاملة على الدولة في كل قطاع من خلال وكلائها. واكتسبت القدرة على تغيير العلاقات بين العراق والجهات الفاعلة الدولية؛ وسيطرت الميليشيات على مناطق بأكملها، وخاصة قطاع النفط، كما أن الاتفاقيات الاقتصادية الجديدة جارية مع الصين ايضا.
وذكر التقرير انه فيما بعد الغزو الامريكي للعراق العام 2003، والذي تسبب في تغيير النظام واندلاع الفوضى الداخلية، فان العراق تعرض لضربة كبيرة اخرى في العام 2011 مع انسحاب القوات الامريكية، بينما تمكنت ايران من السيطرة على السلطة وسط الفراغ السياسي.
ونقل التقرير عن نايتس قوله إنه "منذ عام 2011، اكتسبت إيران السيطرة الشاملة على الدولة في كل قطاع من خلال وكلائها، وامتلكت القدرة القدرة على تغيير العلاقات بين العراق والأطراف الفاعلة الدولية"، مشيرا ايضا الى ان "الميليشيات سيطرت على مناطق بأكملها، وخصوصا قطاع النفط، كما أن الاتفاقيات الاقتصادية الجديدة جارية مع الصين ايضا".
واعتبر التقرير؛ أن الميليشيات شهدت تناميا كبيرا، وصارت تشكل في الوقت الراهن التهديد الأكبر لاستقرار العراق منذ ان اصبحت هي صاحبة القرار، مشيرا الى ان السوداني يقوم بخدمة مصالحها.
ونقل التقرير عن الباحث في مركز التحالف للدراسات الإيرانية في جامعة تل ابيب مئير ليتزاك، قوله إن "هذه الميليشيات تهيمن على الحكومة العراقية لانها العناصر الاساسية في الائتلاف الحالي". وتابع قائلا ان السوداني "يلعب لعبة خطيرة من خلال محاولته الانخراط مع الميليشيات والتوصل إلى اتفاقيات مع كل من الولايات المتحدة والمملكة السعودية".
وبحسب ليتزاك، فإن الولايات المتحدة خسرت قوتها الاستراتيجية في العراق مقارنة بالماضي، إلا أنها لا تزال تتمتع بدور رئيسي في مراقبة تنظيم داعش، مضيفا انه في حال انسحاب الولايات المتحدة، فإن داعش قد يستعيد قوته على المدى الطويل لأن الحكومة العراقية لن تكون قادرة وحدها على مواجهتهم".
لكن التقرير نقل عن الباحث في "معهد راند" الأمريكي رافائيل كوهين قوله إن "الوجود الأميركي لا يحظى بشعبية في الشوارع العراقية، غير ان العديد من السياسيين العراقيين يدركون انه من دون وجود أميركي ودولي داخل البلد، فإن هذه الجماعات ستستعيد قوتها وستدفع المنطقة نحو حالة الفوضى".
وبحسب كوهين فان "ان الميليشيات العراقية تحظى باهتمام اعلامي اقل، لكنها تشكل تهديدا مماثلا". وتابع قائلا ان "إيران تثق بحزب الله، الذي يعد وكيلها الاقوى والاكثر مرونة، وثانيا، بالحوثيين، الذين لم يكونوا معروفين قبل 7 اكتوبر/تشرين الاول ولكنهم اكتسبوا شعبية منذ ذلك الحين بسبب هجماتهم ضد السفن الدولية"، مضيفا أنهما "استثمار جيد من الناحية الاقتصادية بالنسبة لإيران، مقارنة بالميليشيات المتنوعة في العراق، التي يجري النظر إليها على أنها مفككة وفوضوية".
إلى ذلك، نقل التقرير عن نايتس اشارته الى ان الولايات المتحدة كانت تظهر نشاطا قليلا في تفكيك الشبكة الارهابية التابعة لايران، بسبب الازمة الجيوسياسية التي تمثلها الحربان في غزة وأوكرانيا، بالإضافة إلى الغموض الذي يحيط بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.
وانتقد نايتس فكرة "اننا نتصرف فقط عندما يصبح الوضع سيئا حقا. نحن فعليا نقوم بممارسة أسلوب اللحاق بالأمور"، معربا عن اعتقاده بأنه بعد الانتخابات الامريكية سيحاول كل من دونالد ترامب وجو بايدن "النظر بشكل أكبر في انخراطهما في الشرق الاوسط اخذا بالاعتبار دور إيران المهيمن".
وبعدما ذكر التقرير أن الشهور الـ9 الماضية كانت صعبة بالنسبة للمنطقة في ظل الحرب المستمرة في غزة، والتصعيد الاسرائيلي الايراني، والتوتر المتزايد بين اسرائيل وحزب الله، اعتبر أن الميليشيات العراقية قد تصبح أكثر انخراطا في الصراع ضد اسرائيل ايضا.
ونقل التقرير عن ليتزاك قوله إن "هذه الميليشيات تحاول زعزعة استقرار الاردن وتخطط لإطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل من الحدود الاردنية، وقد أعلنوا ذلك بشكل علني. ولهذا السبب فان الاردن ساعد اسرائيل خلال الهجوم الكبير الذي نفذته ايران" في نيسان/ابريل الماضي.
ومن جهته، نقل التقرير عن كوهين قوله إن الميليشيات العراقية سوف تصبح "أكثر انخراطا في حالة التصعيد بين حزب الله واسرائيل"، مضيفا أنهم "سيطلقون صواريخ بالتنسيق مع الحوثيين ايضا، وهذا سيزيد الوضع الإقليمي سوءا".
أما نايتس، فإن التقرير ينقل عنه قوله إن "المقاومة الاسلامية في العراق" سبق لها أن شنت هجمات مشتركة بطائرات مسيرة مع الحوثيين ضد ميناء حيفا في 6 يونيو/حزيران، وبالصواريخ باتجاه اشدود وبطائرة مسيرة ضد حيفا، مضيفا انه "في حالة اندلع تصعيد أكبر، فإننا سنرى المزيد من الخطوات من جانب هذه الميليشيات، وستجد إسرائيل نفسها في مواجهة تهديدات متعددة".
617 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع