رووداو ديجيتال:شكت طائفة الصابئة المندائيين، من تهديدات متجاوزين مجاورين لمندى "معبد" الصابئة في العاصمة العراقية بغداد، بتفجيره، وشنهم هجوماً بالاسلحة البيضاء والتهديد بازالة المندى.
مندى الصابئة هو معبد للصابئة المندائيين في بغداد بحي القادسية على جرف نهر دجلة غربيّ جزيرة الأعراس، يُتخذ المعبد مكاناً يجتمع فيه الصابئة للاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم الدينية.
بُني المندى في ثمانينات القرن الماضي، في أرض ملك صرف باسم وزارة المالية مخصصة لطائفة الصابئة، بمساحة 1200 متر مربع.
يحتوي المندى على قاعات تعازي ودار ضيافة لاستقبال ومبيت الضيوف، واتخذ مأوى لبعض الصابئة المهجّرين من مدن أخرى.
متجاوزون يهددون بإزالة المعبد
حول التهديد الأخير لممندى، قال رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين غانم هاشم لفتة، لشبكة رووداو الاعلامية، إنه "تم الاعتداء على مندى طائفة الصابئة المندائيين بمنطقة القادسية في العاصمة بغداد، يوم الثامن من شهر تموز الجاري، من قبل متجاوزين مجاورين للمندى".
وأوضح أن "هؤلاء المتجاوزين هجموا بالسلاح الابيض وتلفظوا بألفاظ نابية وشتموا الطائفة والدين ورموزها، كما هددوا بتفجير المعبد اذا لم يتم الرحيل من المكان".
إجبار الصابئة على المصالحة مع المعتدين
ونوّه غانم هاشم الى أن الأجهزة الأمنية "لم تتخذ أي اجراء حول ذلك، وبعد تسجيل شكوى في مركز شرطة المأمون، تم اجبار رجال الدين في المندى على التنازل، بحجة المصالحة".
رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين، رأى أن "هذا الأمر مر مرور الكرام، وهو ما لا تقبله طائفة الصابئة المندائيين، لاسياسياً ولا مجتمعياً"، مطالباً "الرأي العام بانصاف الطائفة أمام هؤلاء المتجاوزين".
تعد الطائفة من أقدم الأديان في العراق، حيث تمتد بجذورها لنحو سبعة الاف عام داخل بلاد الرافدين، وكلمة الصابئة مشتقة من "صبا" بمعنى انغمس أو غطس، فيما تفسر المندائي بالمعرفة، فيطلق عليهم اسم العارفين بدين الحق أو المتعمدين، وبسبب قدم تاريخهم وتعرضهم لنكبات عديدة على امتداد المراحل الزمنية لا يملك المندائيون تاريخاً مدوناً للحديث عن ماضيهم، حيث تم إتلاف وحرق مدوناتهم بمرور السنين.
المخطوطات المندائية القديمة تشير إلى وجود أكثر من 400 معبد للطائفة، كانت موزعة على عموم العراق وغالبيتها في جنوب البلاد قبل العهد الساساني في بلاد النهرين، ثم تقلصت بعده إلى 170 معبداً بسبب سياسات مختلفة.
مارس المندائيون في العراق عدة مهن، أغلبها حرفية، مثل النجارة وصياغة الذهب وصناعة السفن والحدادة وصناعة الات الزراعة وكانوا يهتمون في الطب والرياضيات والادب والشعر.
يطلق رجال الدين المندائيون لحاهم، والسبب كما يعزوه الترميذا كريدي أنه ورد في الديانة المندائية عدم المساس باللحى وشعر الرأس، بسبب الإيمان الكامل بأن النفس موجودة في الرأس، واقتصر إطلاق اللحى والشوارب وشعر الرأس لأسباب اجتماعية على رجال الدين.
أقدم المعابد المندائية في التاريخ، توجد في منطقة الطيب في محافظة ميسان، جنوبي العراق، وكانت تسمى قديماً وباللغة المندائية والتي هي جزء من اللغة الآرامية القديمة بـ"الطيب ماثا" وتعني أرض الطيب والتي اندثرت معظم مدنها وآثارها.
يختلف التقويم المندائي عن التقويم الميلادي من حيث ترتيب الأشهر ويتفق مع عددها، وتبدأ السنة المندائية في شهر طابيت ويوافق شهر تموز في التقويم الميلادي، ويقع البرونايا في الشهر التاسع المندائي.
607 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع