معرض بغداد الدولي للكتاب يراهن على أدب الطفل

تستمر فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب في دورته الـ25 والتي تأتي تحت شعار “العراق يقرأ” بمشاركة 600 دار نشر محلية وعربية وأجنبية من نحو 20 دولة من بينها الإمارات ضيف شرف الدورة. ويركز المعرض فعالياته وأروقة عرضه على جمهور مهم هو الأطفال مستقطبا أهم دور نشر أدب الطفل العربية.

آية منصور-العرب/بغداد- في عالم مليء بالأبطال، تنطلق دور نشر كتب الأطفال في معرض بغداد الدولي للكتاب، كرواد للخير يحملون مفاتيح الخيال والإلهام.

معرض الكتاب هذا العام افتتح أبوابه لاحتضان إبداعات الأطفال من خلال مشاركة عشرات دور النشر المتخصصة في هذا المجال. ولم تكن بالطبع مجرد مساحات عرض للكتب، بل هي رحلة استكشافية في عالم مدهش حيث تتحول الكلمات إلى مغامرات.

مصابيح للإبداع
مؤسس دار مصابيح للطفل قاسم سعودي يؤكد في تصريح له أن أكثر من 70 في المئة من العائلات وزوار معرض بغداد الدولي للكتاب جاؤوا خصيصا للبحث عن دور نشر معنية بكتب الأطفال.

ويقول “لدينا جمهور خاص لا يخذلنا، فهو يهتم بتقديم الأفضل لأطفاله، ويبحث دائما عن الكتب التي تسهم في تنمية عقولهم واهتماماتهم”.

ويضيف سعودي أن أكثر الكتب المطلوبة من قبل الجمهور هي تلك التي تحمل طابعا ثنائي اللغة، مثل قصص “سندريلا” و”بياض الثلج”، مشيرا إلى أن دار مصابيح تسعى دائما للمزج بين التراث والأصالة من جهة، وبين المعاصرة والحداثة من جهة أخرى، لتقديم محتوى يلامس احتياجات الأطفال ويراعي تطلعات الأهل.

كما أشار إلى أن الدار قامت بنشاط قراءة للأطفال ضمن فعاليات المعرض، وسيُضاف نشاط رسم وحكواتي قريبا، في خطوة تهدف إلى تعزيز تفاعل الأطفال مع الكتاب وتعزيز حبهم للقراءة والفن.

ويعرب سعودي عن سعادته بالتوافد الكبير للعائلات هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، واصفا التجربة بأنها “أكثر روعة وإبهارا.” ويقول “نحن نراهن على أن كتب الأطفال التي تخرج من بغداد ستصل إلى أيّ مكان في العالم. وعندما يسألنا الناس خارج العراق عن إمكانية الحصول على كتبنا، نقول لهم إننا طالما نحن نطبع كتبا للأطفال، فهذا دليل على أننا بخير وعلى استمرارنا في خدمة الأجيال القادمة”.

وفي حديثه عن وعود الحكومة لدعم كتاب الطفل، يشير إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعد بإطلاق الدورة الأولى من مشروع كتاب الطفل، والذي سيرافقه مهرجان مسرحي ضمن فعاليات المعرض. كما أعلن عن جائزة بغداد الكبرى لكتاب الطفل، وهي مسابقة دولية تهدف إلى استقطاب حتى الأدباء العالميين للمشاركة، مما يفتح آفاقا جديدة لتطوير هذا المجال.

ورغم أن دور النشر المتخصصة في كتب الأطفال ما تزال قليلة في العراق، إلا أن سعودي يؤكد أن ما هو موجود منها يُعدّ من الدور المعروفة جدا، مشيرا إلى أن هذا المجال يشهد تطورا كبيرا وسعيا مستمرا لتقديم الأفضل لأطفال العراق والعرب على حد سواء.

ويوضح أحمد العلوي، صاحب دار الرؤى للأطفال من البحرين، أن الدار تأسست قبل ست سنوات، وشاركت في الدورة الحالية لمعرض الكتاب بأكثر من 55 إصدارا. ومع ذلك، يشير إلى أن صعوبة الشحن جعلتهم يقتصرون على إصدارات محدودة في بعض الأحيان.

ويضيف العلوي أن هذه هي السنة الثانية التي يشاركون فيها، معربا عن سعادتهم بهذا التواجد الذي يشهد تزايدا سنويا في عدد الإصدارات، حيث يتم تقديم 15 إلى 20 إصدارا جديدا سنويا.

ويتابع “العائلة العراقية بطبيعتها تبحث عن الجو الثقافي، فهي تولي اهتماما كبيرا للجوانب التربوية والأخلاقية في تعليم أطفالها. الأسرة العراقية تطلب كتبا تعزز سلوكيات الأطفال وتنمّي مهاراتهم ومواهبهم، وتحرص على تعليمهم المبادئ والأخلاقيات من خلال كتب مصورة مليئة بالرسوم والألوان الجاذبة.” ويصف العلوي العراق بأنه بلد مثقف بطبيعته، حيث تشكل الكتابة جزءا من هويته الثقافية.

وفي ما يتعلق بتوجهات الدار، يؤكد العلوي أنهم يركزون على تقديم كتب تسهم في حماية الأطفال ومنحهم الثقة للعيش بحياة أفضل من خلال تعزيز الأخلاق الفاضلة. مضيفا “نحن نحرص على أن تكون كتبنا صغيرة الحجم كي لا يشعر الأطفال بالملل عند القراءة. هدفنا أن تكون كل قصة أو كتاب وسيلة لتعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتقديم رسائل إيجابية تساعدهم على مواجهة تحديات الحياة”.

كما يفتخر العلوي بوجود كتّاب عراقيين متميزين ضمن فريق العمل في الدار، ومن بينهم الكاتب المعروف بخبرته التي تمتد لأكثر من 45 عاما فاضل الكعبي.

حيث يجد الآباء سعادتهم


يؤكد خالد، ممثل دار أسفطان للأطفال في لبنان، أن هذه المشاركة في معرض بغداد الدولي للكتاب هي الأولى لهم، مشيرا إلى أن الدار تشعر بفخر كبير بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي المهم.

ويضيف “نشعر أن مشاركتنا تعكس أهمية المجال الذي نعمل فيه، والذي يتداخل بين الترفيه والتعليم والتثقيف، والتربية، ويستهدف تنمية العقول الصغيرة وبناء أسس معرفية قوية للأطفال”.

ويتابع خالد حديثه عن أهمية الكتاب في حياة الأطفال، مشيرا إلى أن هناك عودة ملحوظة للاهتمام بالقراءة بين صفوف الأطفال، خصوصا في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية.

ويقول “نشهد اليوم اهتماما متزايدا من قبل الأهالي والمؤسسات التعليمية بالكتاب كأداة أساسية لتطوير الخيال والمعرفة لدى الأطفال. ونحن في دار أسفطان نعمل على تقديم محتوى مميز يجمع بين الفائدة والتسلية، مع التركيز على تعزيز القيم التعليمية والثقافية”.

ويضيف خالد “هدفنا هو أن نلهم الأجيال الجديدة ونساعدهم على اكتشاف عوالم جديدة من خلال الكتب، ونسعى دائما إلى تطوير محتوياتنا لتتناسب مع احتياجات الأطفال في هذا العصر الرقمي، مع الحفاظ على التوازن بين المتعة والتعلم”.

إيمان سالم، وهي أم لثلاثة أطفال بأعمار متقاربة، تتحدث عن تجربتها في معرض بغداد الدولي للكتاب وعن دور نشر الأطفال التي لفتت انتباهها هذا العام. وتؤكد أن تفاعل أطفالها مع الأنشطة المرافقة للكتب كان مميزا، حيث شاركوا في ورش الرسم والقصص التفاعلية التي نظمتها بعض دور النشر، مما زاد من حماسهم للقراءة.

وتضيف قائلة “كأم، أشعر بالاطمئنان عندما أجد أن هناك اهتماما متزايدا بالكتب الموجهة للأطفال في العراق. نحن في حاجة إلى هذه النوعية من الكتب التي تساعد أطفالنا على بناء شخصيتهم وتزويدهم بالأدوات اللازمة لمواجهة المستقبل”.

وترى إيمان سالم، أن كل كتاب يقدمه هؤلاء الناشرون هو بمثابة دعوة للأطفال لاستكشاف عوالم جديدة، واكتساب رؤى قيمة، والانطلاق في مغامرات تأخذهم بعيدا عن الروتين اليومي. في هذا المعرض، يتلاقى الترفيه بالتعليم، وتبدأ القصص في إلهام الأجيال المقبلة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

857 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع