رووداو ديجيتال:يبدو انه حتى اكثر المحافظات العراقية فقراً، الديوانية، لم تنجو من الفساد ومحاولات الاحتيال التي تنجزها شركات وهمية، مثل الشركة الاسبانية، مثلما تؤكد نور نافع الجليحاوي، عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة الديوانية التي يقطنها مليون و550 الف نسمة، وتعتبر المحافظة الاكثر فقراً في العراق.
الجليحاوي قالت لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الاثنين (27 كانون الثاني 2025) إن "البنية التحتية لمركز محافظة الديوانية مدمرة أصلاً، وقد ساهم مشروع (مجاري الديوانية الكبير) الذي عهد قبل 15 سنة لشركة عراقية بتحويل المدينة الى خراب بعد ان تم حفر كل مركز المحافظة وترك المشروع دون انجازه او ردم الحفر، ووضع المدينة اليوم كارثي ".
حول مشاريع ما تسمى بالشركة الاسبانية التي اثارت الكثير من الجدل، أوضحت عضو مجلس النواب أن "وزارة الاسكان والاعمار في حكومة محمد شياع السوداني كانت قد احالت مشاريع انشاء 42 حياً في مركز الديوانية بكلفة 322 مليون دولار الى الشركة الاسبانية، عام 2023، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم لم يتم انجاز اي شيء وليست هناك اية مشاريع او احياء تم انجازها، فما تزال مواقع هذه المشاريع مجرد تراب ولم يتحقق اي انجاز".
وأضافت: "لقد اكتشفنا انه لا وجود لشركة اسبانية سوى الاسم، وهذه الشركة لا تملك اية معدات او آليات لتنفيذ المشاريع، علاوة على ذلك فهي شركة مفلسة وليس لديها اية امكانيات او خبرات لتنفيذ مشاريع اعمارية كبيرة، والاكثر من هذا وذاك انه تمت مفاتحة الجهات الاسبانية عن طريق وزارة الخارجية العراقية واتضح انه لا وجود لمثل هذه الشركة ولا اسمها ولا عنوانها".
وعبرت عضو مجلس النواب عن استغرابها حول كيفية "قيام وزارة الاسكان والاعمار بتوقيع عقد من شركة وهمية او لا وجود لها لانجاز 42 حياً تابعاً لبلدية محافظة الديوانية، وليس بوسع المحافظة الغاء هذا العقد لأنه حكومي، ولم يوقع عليه احد من المحافظة، وقد اعترضنا بشدة عندما تم التعاقد مع هذه الشركة، لكن الحكومة قالت إنها تعاقدت معم ومن الصعب الانسحاب حالياً، خاصة وانهم لم يبدأوا العمل لنتأكد من مصداقيتهم".
وبيّنت: "حدث هذا العام الماضي، والشركة ملزمة بمدة انجاز وكان يفترض تقديم اول الاحياء في 15 تشرين الثاني 2024 ، لكن الشركة حتى الان لم تنجز اي شيء".
وأضافت نور الجليحاوي أن "الحكومة تقول ان الشركة اسبانية، لكننا لم نر أي اسباني يعمل بها، وكل الكادر عراقي وايضاً ادّعوا بأنهم سوف يستوردون المواد الانشائية من خارج العراق، واكتشفنا انهم تعاقدوا مع شركات محلية لتجهيزهم بالمواد. باختصار هذا يعني ان هناك احتيالاً وشبهات فساد لأن هذه الشركة لم تنجز اي شي".
حول جهودها وبقية اعضاء مجلس النواب الممثلين لمحافظة الديوانية، قالت: "نحن 10 أعضاء في البرلمان ممثلين عن الديوانية ومعنا المحافظ، قررنا الاجتماع هذا الاسبوع مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لنبحث معه كل التفاصيل واسباب تلكوء المشاريع لمعرفة ماذا ستكون قراراته، ونحن مع فسخ العقود مع ما تسمى بالشركة الاسبانية".
أما بخصوص دور مجلس المحافظة والمحافظ في حل أزمة الشركة الاسبانية، أوضحت نور الجليحاوي أن "مجالس المحافظات لا تنجز الكثير، ليس في الديوانية فحسب بل في جميع انحاء العراق، والمحافظ يتعرض للضغوط من قبل المجلس وكذلك بسبب الصراعات السياسية".
وأفادت بأن "مصدر حياة اهالي الديوانية هي الزراعة وخاصة زراعة الشلب (الرز) في المشخاب، لكن شح المياه تسبب بانحسار الزراعة، وليست هناك مصانع، حيث كان مصنع اطارات السيارات يوفر فرص عمل للشباب، وكذلك معمل النسيج، لكن المعملين اليوم بلا انتاج ولم تفلح جهودنا لاعادتهما الى الحياة حيث يحتاجان، خاصة معمل الاطارات، الى مكننة حديثة".
1169 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع