منظمة لمعالجة التعاطي تدق ناقوس الخطر: المراهقون وطلبة الجامعات الأكثر إدماناً على المخدرات

رووداو ديجيتال:تخوض الشابة العراقية، إيناس كريم، غمار حرب شرسة وشائكة ذات اتجاهين، الادمان على المخدرات، وضمناً، تجار المخدرات. وهي لم تتراجع عن مهمتها النبيلة هذه منذ ان أسست وتدير أول منظمة (نقاهة لمعالجة الادمان من المخدرات) عام 2017، وكانت المنظمة الوحيدة في هذا المجال في عموم العراق، اليوم اصبحت 3 منظمات فقط.

إيناس كريم، التي درست علم النفس في الجامعة المستنصرية ببغداد، ضحت بكل فرص العمل التي توفرت لها وتفرغت لمهمة انسانية، متعبة للغاية، لم ولن تحصد منها سوى سعادتها بتعافي اي مدمن على المخدرات، وخاصة من المراهقين والشباب من طلبة المدارس الثانوية والجامعات.

وقالت لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الثلاثاء (3 حزيران 2025) إن "منظمتي متخصصة بمعالجة المدمنين على المخدرات وتوعية المجتمع على خطورتها"، موضحة: "نعمل على معالجة المدمنين عن طريق التواصل معهم بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي أو عن طريق الاتصال بعوائلهم، او الوصول اليهم بالتعاون مع وزارة الداخلية، وكذلك عن طريق المحاضرات التي القيها في الجامعات، حيث تبلغ نسبة تعاطي المخدرات في الجامعات 30%، وكذلك حملات التوعية التي نقوم بها باستمرار".

الان تزور أربيل لأغراض التشاور مع وزارة الصحة في حكومة اقليم كوردستان، لدراسة افتتاح مستشفى متطورة لمحاربة الادمان في اربيل، حيث لفتت الى أن "الذين يبحثون عن العلاج والمستشفيات لاغراض التعافي من الادمان على المخدرات، يذهبون الى بغداد من سائر المحافظات العراقية وحتى من اقليم كوردستان. إذ لا توجد مستشفيات متخصصة في بقية المحافظات، وفي بغداد هناك مستشفى القناة للتأهيل الاجتماعي، ومستشفى العطاء، وهما غير كافيتان".

وتابعت: "نحن بحاجة الى مستشفيات متطورة من حيث توفير الاجهزة والادوية والاختصاصيين ومستلزمات الراحة كما في أوروبا، على ان تتوزع هذه المستشفيات على عموم العراق بسبب انتشار المخدرات ووجود اعداد كبيرة من المدمنين"، مضيفة أن "وجودي اليوم هنا في عاصمة أقليم كوردستان، هو لاغراض الدراسة والتشاور لفتح مثل هذه المستشفى في اربيل".

وكشفت عن أنه "في آخر احصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة العراقية، عام 2024، بلغ عدد المتعافين من الادمان على المخدرات 6500 في بغداد وحدها، حيث لا تتوفر احصائيات مماثلة في بقية المحافظات"، منبهة الى أن "الاعتقاد الذي كان سائداً، والخاطئ، هو ان غالبية المدمنين هم من أبناء العوائل والمناطق الفقيرة، لكن التجربة والمعلومات والبحوث أكدت أن المدمنين ينتمون ايضاً للعوائل الغنية ومن الطبقات المترفة، وابناء هؤلاء أكثر اقبالاً على المواد المخدرة بالرغم من انهم لا يعانون من مشاكل عميقة".

وحذرت من أن "الأكثر خطورة من ذلك هو أن انتشار المخدرات بين طلبة الجامعات والمدارس الثانوية (المراهقين) ومن الجنسين هو الاكثر توسعاً، بسبب ان المواد المخدرة موجودة في كل مكان وفي اي وقت وبأسعار زهيدة".

وتجد رئيسة منظمة (نقاهة لمعالجة الادمان على المخدات) ان "توفير فرص العمل للشباب هي افضل وسيلة لابعادهم عن المخدرات"، مبينة أن "البطالة وسوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وعدم الثقة بالنفس ابرز اسباب توجه الشباب الى المخدرات، اضافة الى انه يجب تجفيف منابع تجارة وتوزيع وتصنيع المخدرات، والمشكلة الخطيرة للغاية هي تصنيع المواد المخدرة محلياً، خاصة مادة الكريستال، والتي هي الأكثر خطورة على الدماغ في العراق وأسعارها مناسبة للمدمنين".

واعتبرت إيناس كريم ان "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني هو اكثر من عمل بجدية على محاربة المخدرات وبقوة، كما دعمنا مشكوراً كمنظمة مجتمع مدني نعمل بهذا الاتجاه وكذلك الاجهزة الامنية، وزارة الداخلية والمخابرات والامن الوطني وبالتعاون مع الاجهزة الامنية في اقليم كوردستان (الآسايش) يبذلون جهودهم الكبيرة في هذه الحرب، ولو كانت الحكومات العراقية السابقة قد عملت مثلما اليوم لما انتشرت المخدرات وزاد عدد المدمنين".

واستدركت: "اذكر هنا بأن عصابة خطيرة لتجارة المخدرات هربت من بغداد الى اربيل، لكن الاجهزة الامنية في اقليم كوردستان تمكنت من القاء القبض عليهم قبل دخولهم الى مدينة أربيل، وهناك قصص كثيرة من هذا القبيل تعكس تعاون الاجهزة الامنية في الاقليم مع نظيرتها ببغداد".

وأشارت إيناس كريم الى ان "أهم ما تم انجازه هو اطلاق الستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات من قبل رئيس الوزراء، السوداني، والتي ساهمت انا بصياغتها سنة 2024، وتشارك فيها اضافة للاجهزة الامنية، وسائل الاعلام".

ورأت أن "هذه الستراتيجية اغلقت الكثير من الثغرات في قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2017، الذي تم تعديله من قبل اللجنة النيابية لمكافحة المخدرات في البرلمان العراقي"ن مضيفة أن "القانون يشدد على انزال عقوبة الاعدام او السجن المؤبد على تجار ومروجي المخدرات، لكنه يتساهل مع المتعاطين باعتبارهم ضحايا".

وتكشف إيناس كريم عن مسألة غاية في الخطورة مفادها أنه "لم يعد اليوم تجار ومروجو المخدرات التقليديون يحتكرون هذه التجارة القذرة لوحدهم ومتورطون بهذه الجرائم، بل هناك تجار من نوع آخر وهم من يرتدون (الصداري) البيضاء، واعني بعض الصيادلة وأشدد هنا على مفردة بعض الصيادلة الذين تخلوا عن ضمائرهم وصاروا يبيعون الادوية المخدرة والمؤثرات العقلية للمدمنين وبأسعار عالية بدون وصفات طبية".

وأوضحت أن "فترة علاج المدمن وتعافيه تعتمد على المادة التي ادمن على استخدامها، وهي ما بين شهرين الى 6 اشهر وبالتعاون مع المدمن ذاته وعائلته، وحسب تقارير الامم المتحدة، التي اعتبرت وزارة الداخلية العراقية الاكثر نجاحاً في محاربة المخدرات والعراق من اكثر البلدان نجاحاً في هذا المجال على المستوى العربي".

وأعربت إيناس كريم عن سعادتها قائلة إن "نسبة كبيرة من المدمنين الذين تعافوا من الادمان تطوعوا للعمل معنا لمساعدة المدمنين والبحث عنهم واقناعهم بالخضوع لبرامج (عراق خال من المخدرات) لاغراض التعافي، واروع هدية بالنسبة لي هي عندما تأتي العائلة لتتسلم ابنها المعافى وسماع كلمات الشكر والدعاء لنا بالخير".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

693 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع