السلطات في العراق تسعى إلى إعادة تأهيل السجون وتخفيف نسبة الاكتظاظ التي تراجعت من 300 في المئة إلى 150 في المئة.
العرب/بغداد – يعتزم العراق ترحيل المئات من السجينات الأجنبيات وأطفالهنّ وفق وزارة العدل، إلا أن دبلوماسييْن أجنبييْن في بغداد أفادا وكالة فرانس برس الاثنين بأن الإجراءات قد تتخذ وقتا طويلا.
وقال مسؤول أمني عراقي إن الخطّة التي تستثني النساء المحكوم عليهنّ بالإعدام، تشمل السجينات المرتبطات بتنظيم الدولة الإسلامية والسجينات المدنيات، ومعظمهنّ من تركيا وأذربيجان وروسيا.
وكان المتحدث باسم وزارة العدل أحمد لعيبي صرح لوكالة الأنباء العراقية السبت بأن السلطات العراقية تعمل حاليا على تشكيل لجنة “تتولى وضع خطة لترحيل النزيلات الأجنبيات والعربيات والأطفال المصاحبين لهنّ”. وأضاف “لدينا المئات من النزيلات والأطفال المصاحبين لهن في أقسامنا الإصلاحية”، لافتا إلى أن اللجنة التي يرأسها وزير العدل خالد شواني تضمّ ممثلين عن مجلس القضاء الأعلى ووزارة الخارجية ومستشارية الأمن القومي. وشدّد على أهمية هذه الخطوة “التي تسهم في تقليل الاكتظاظ داخل أقسامنا الإصلاحية”.
وفي السجون العراقية حاليا نحو 625 سيدة أجنبية مع 60 طفلا، معظمهنّ مرتبطات بتنظيم الدولة الإسلامية، وفق مصدر قضائي.
وتسعى السلطات في العراق حيث البنى التحتية متهالكة جرّاء نزاعات استمرت أربعة عقود، إلى إعادة تأهيل السجون وتخفيف نسبة الاكتظاظ التي تراجعت من 300 في المئة إلى 150 في المئة حسبما أعلنت وزارة العدل في نهاية يوليو الماضي.
ومن بين النزلاء في هذه السجون الآلاف من العراقيين والأجانب المدانين لانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي ارتكب سلسلة انتهاكات واسعة النطاق في العراق قبل أن تعلن السلطات المحلية في العام 2017 دحره.
واجتمع وزير العدل العراقي الخميس مع سفراء وممثلي بعثات دبلوماسية عربية وأجنبية في بغداد، وشدّد على ضرورة “ضمان معالجة مشكلة الأطفال المرافقين لأمهاتهم من النزيلات الأجنبيات”، وفق مكتبه الإعلامي. غير أن دبلوماسيا أوروبيا في بغداد قال إنه “ليس متأكدا من أن ذلك يمكن أن يحدث بسرعة كبيرة”.
وأوضح، طالبا عدم الكشف عن هويته نظرا إلى حساسية الملف، أن عمليات الترحيل “ستكون ممكنة فقط في الحالات التي توجد فيها اتفاقيات ثنائية بين العراق والبلد الثاني”. واعتبر دبلوماسي عربي أن “مثل هذه الإجراءات لا يمكن أن تنتهي بسرعة”.
وأضاف “يجب أن يكون هناك إطار قانوني منظّم لاسترداد المحكوم عليهم”، متابعا “من أجل تسريع الإجراءات، اقترحت السلطات العراقية على الدول اللجوء إلى مذكرات تفاهم في حال عدم وجود اتفاقية، ما يمكّن السلطة التنفيذية من التحرّك من دون أن تمر عبر البرلمان الذي يصادق عادة على الاتفاقيات”.
886 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع