أطباء يتواطأون مع صيدليات لتمرير أدوية غير فعّالة مقابل أموال

                 

بغداد- خولة العكيلي:شكا مرضى واسرهم من ذوي الدخل المحدود من ابتزاز اطباء اختصاص  باجبارهم على شراء الوصفة  الطبية باسعار خيالية من صيدليات يتعاملون معها مقابل نسبة من الاموال فيما اكد اطباء وبرلمانيون دخول  ادوية لمذاخر وصيدليات بطرق غير شرعية.

وقال اطباء ان بعض شركات الادوية تستخدم الاطباء الجدد للترويج لبعض الادوية التي يتعاملون بها.

وقالوا لـ(الزمان) امس ان (تلك الشركات تستخدم اطباء خريجين جدد بتعيينهم لديها للترويج لادوية مذاخرهم بالتجوال بين عيادات  الاطباء الاختصاص) واضافوا ان:

(ذلك يتم دون معرفة هل ان تلك الادوية دخلت بطرق شرعية؟ وهل تعمل بمعنى انها لو كانت غير فعالة  فان ذلك يضر بصحة الفرد ويزيد  حالته سوءاً  ولاسيما ان كان مصاباً بمرض مزمن ام معد ام غيرها من الامراض).

مؤكدين ان (ذلك يتسبب بفقدان  حياة المريض نتيجة المتاجرة بادوية فاسدة وكانها تجارة ملابس رديئة المنشأ)  ملفتين الى انهم (صدموا عندما شاهدوا دواء  لدى  احدى الصيدليات انكليزي لكن هناك شبيه له صيني لا يختلف شيئاً لكنه غير فعال).

فيما شكا مرضى واولياء امورهم من ذوي الدخل المحدود ابتزاز الاطباء لهم بتحديد الصيدلية او المذخر لشراء الوصفة الطبية.

وقالوا لـ(الزمان) امس ( هناك اتفاق بين الطبيب الاختصاص والصيدلي القريب من العيادة بتحويل المرضى له لشراء الدواء مقابل نسبة من الاموال) وتقول نضال حامد (لابد للمريض ان يحمل في حقيبته 500 الف دينار ليستطيع مراجعة الطبيب  والا ستسوء حالته او يموت) كاشفة عن حالة دققت فيها عندما كتبت لها الطبيبة الاختصاص  في الحارثية علاج ذهبت به الى الصيدلية قائلة (اخبرني  الصيدلاني ان ثمن العلاج وهو لمعالجة مرض جلدي بـ 300 الف دينار تفاجات طلبت منه اعطائي الارخص بقيمة 100 الف) مسترسلة (غادرت لشراء الباقي من صيدلية  اخرى في الزعفرانية لكنها لم تتعرف على قرائتها)  مشيرة الى انها (توجهت الى مذخر ادوية  الذي قال لها ان ما مكتوب في الوصفة هورمز بين الطبيب والصيدلاني حتى لا يتم شراؤه من مكان اخر ويكون مقابل مبلغ يدفع الى الطبيب).

   

اما نيرمين المصابة بمرض الغدة السامة والتي تراجع  الطبيب الاخصائي بالغدد فتقول ان (الصيدلية القريبة من عيادته في الحارثية تدفع له ايجار عياته مقابل ارسال المرضى لشراء الادوية من الصيدلية). وقالت نيرمين لـ(الزمان) امس ان (اسعار تلك الصيدلية مرتفعة جدا فقررت شراءها من صيدلية اخرى لكني لم اجد هذا  النوع من الدواء والذي اخبرني الطبيب بانه موجود في الصيدلية التي بجانبه فقط). ويقول محمد صادق ان ( احد الاطباء وصف  لي دواء شرط شرائه من الصيدلية  القريبة  منه والواقعة في شارع الكندي في الحارثية  يطلب من المريض العودة ليرى الوصفة والذي عرفت فيما بعد ان الهدف من ذلك ليس الاطمئنان على صحة الوصفة انما لحساب الادوية وتسجيلها   كي يحصل على عمولته كاملة من الصيدلي) مضيفاً ان (نفس الدواء وجدته في صيدلية اخرى يباع بنصف السعر الذي تبيعه الصيدلية  المتواطئة مع ذلك الطبيب).

واشار مرضى اخرون الى تواطؤ اطباء مشاهير في بغداد منهم  طبيبة اختصاص بالغدد في الحارثية وطبيب جلدية معروف في باب المعظم والذي يعطي وصفة  الدواء على  شكل رموز لا يقرأها الا الصيدلي القريب من عيادته) وقالت  المريضة نور جاسم ان (طبيبة الغدد  تجلب ادوية عند سفرها الى الخارج وتبيعها لمرضاها في العيادة).

واضافت ان (البيع يتم من قبل سكرتيرتها التي تضعها  تحت المنضدة وبما ان الوقت يطول لعدة ساعات مع الحجز المسبق كي تدخل الى الطبيبة فقد لاحظت انها تخرج الى السكرتيرة بين وقت واخر تسألها عن الدواء اذا كان متوفر لديها ثم تطلب من  المريضة شراءه من سكرتريتها وبسعر غال جداً).

قائلة  (ان احدى المريضات خضعت للابتزاز بتلك الطريقة وكنت مرغمة لاني فتشت  عن الدواء  في صيدليات اخرى لم  اجده لانه من منشأ مختلف فهي تجلب ادوية عن مناشئ لم يستورد العراق منها حتى لا يكشف المريض السعر).

ويقول مريض اخر انه (شاهد اصحاب المذاخر او من ينوب عنهم يجلبون ادوية للاطباء المعروفين  للترويج لها مقابل نسبة تحدد بالاتفاق)، اما نائل احمد والذي يعاني من الم في اسنانه قال ان (الطبيب  طلب مني اجور حشوة عصب 500 الف دينار) ملفتا الى انه (من الطلبة الاوائل في كلية الهندسة وعاطل عن العمل) مشيرا الى ان (الطبيب اخبره ان مواد الحشوة يشتريها من مذاخر الادوية المنتشرة في بغداد باسعار مرتفعة جداً). فيما قال عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية محمد اقبال عمر ان عدداً كبيراً من المذاخر غير مسجل وياتي بالادوية من منافذ غير رسمية). واوضح عمر لـ(الزمان) امس ان (الظاهرة ليست بجديدة بدأت منذ الحصار الاقتصادي وتفاقمت حاليا  نتيجة اخفاق الدور الرقابي للدولة ) داعيا الى (مراقبة سلوكيات المهنة من قبل النقابة  الاطباء  والتثيقف بهذه المهنة التي تتطلب الدقة والحرص في التعامل مع حياة الفرد) مؤكداً (ضرورة توفير الادوية الكافية في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الشعبية التابعة لوزارة الصحة كون ادويتها تاتي من مناشئ عالمية رصينة لتفويت الفرصة والحد من المتاجرة فيها).

مشيرا الى ان (اللجنة تمارس دورها التشريعي والرقابي بهذا الشأن). من جانبه  اكد الخبير القانوني طارق حرب ان عقوبات المخالفين غير رادعة اغلبها غرامات بسيطة.  مطالبا   بتشريعات  جديدة رادعة للمسيئين  بحق هذه المهنة الانسانية. وقال حرب لـ(الزمان) امس (هنالك تشريعات خاصة لممارسة مهنة الطب والصيدلة واخلاقياتها لكن تضمنت عقوبات بسيطة اغلبها  عبارة عن غرامة) واضاف (هناك صعوبة في اثبات المخالفين الذين  يتعاطون بادوية دخلت البلد بشكل غير شرعي لاسباب كثيرة منها الفوضى الامنية التي يعصب من خلالها اثبات التقصير فضلا عن التشريعات الحالية غير الرادعة والفساد) ملفتا الى ان (بعض الحملات التي تقيمها وزارة الصحة احالوا بعض المخالفين فيها لمحاكم  لكنها كانت  وقتية) مطالبا (بتشريعات  جديدة تشير الى اخلاق الطب والصيدلة  والتثقيف بهذا الجانب حتى لا تؤدي الى كوارث بحق الانسانية).

واكد عاملون  في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات  الشعبية ان  الادوية فيها ليست بالمستوى المطلوب.

وقالوا لـ(الزمان) امس (صحيح ان العلاج مجاني في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وبطاقة كشف بقيمة 500 دينار لكن العلاج في اغلب الاحيان يشترى من الصيدليات  الاهلية) ملفتين الى (عدم توفير  جميع الادوية التي يحتاجها المريض  فيها  لاسباب عدة  منها تسريب الادوية وحرمان المريض  من حصته).

وعزوا (السبب الرئيس والمهم الى توزيع المستشفيات والمراكز الصحية والذي لا يلبي احتياجات سكان المنطقة من الخدمات الطبية ومنها الادوية لانه لا يوجد جرد حقيقي للمناطق  لمعرفة عدد المراجعين وكم تحتاج المنطقة التي قد يكون عدد سكانها 10 الاف نسمة على سبيل المثال). مؤكدين ان (التهاون في تقديم الخدمات من ادوية وعلاج عامل رئيس في لجوء المريض الى العيادات الخاصة والصيدليات ومذاخر الادوية).

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

729 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع