باتت الوفرة المالية التي يعيشها إقليم كردستان العراق، نتيجة وجود النفط والغاز فيه، بالإضافة إلى حركة التجارة تؤرق رئيس الحكومة نوري المالكي، وتثير مخاوفه من أن تؤدي إلى استقلال أكبر في القرار السياسي،
وتجاهل أكثر لحكومته، خاصة وان المالكي بات يقول علناً إن إقليم كردستان العراق أصبح أشبه بدولة داخل الدولة وهذه كلها نتيجة الوفرة النفطية والمالية فيه، في حين عد رئيس مجلس محافظة بغداد أن الحكومة الاتحادية تعاني (هاجساً مرضياً) من تنامي الموارد المالية في المحافظات، داعياً إياها إلى تفعيل قوانين الموارد إذا ما أرادت تطبيق النظام اللامركزي.
وقال رياض العضاض: إن الحكومة الاتحادية (حكومة المالكي) تعاني هاجساً مرضياً (فوبيا) من تنامي الموارد المالية في المحافظات، داعياً إياها إلى تفعيل قوانين الموارد، كالضرائب والبترودولار وغيرها، إذا ما كانت تريد تطبيق النظام اللامركزي.
وأكد العضاض، ضرورة وضع حقل بغداد النفطي الذي ينتج عشرة آلاف برميل يوميا في خطة جولات التراخيص لزيادة إنتاجه إلى 100 ألف برميل، محذراً من وجود نحو مليون برميل نفط تذهب إلى مياه نهر دجلة عبر شبكة الصرف الصحي، مما يتطلب معالجتها بصفة علمية.
ويرى مراقبون سياسيون أن تحريك المالكي لملفات نفط إقليم كردستان العراق إنتاجاً وتصديراً وتنقيباً والتلويح بمعاقبة شركات النفط العالمية التي تشارك في تصدير النفط المنتج من حقول الشمال وتبرم اتفاقات هو محاولة من المالكي لدفع رئيس الإقليم مسعود البارزاني إلى دائرة الأزمة بغية تطويعه والحد من جموحه، لاسيما وأن المالكي أوصد الأبواب والفرص أمام أية معارضات قوية ومؤثرة تخرج من مناطق شيعية وتلتقي ببقية المعارضين لتشكل معهما نصاباً وطنياً واحداً، وخصوصاً في ظل فقدان الهوية الوطنية العراقية وغياب المشروع الوطني العراقي.
ويقول المراقبون إن المالكي، وهو يواجه حركة اعتراض ومعارضة متصاعدة لحكومته في الشارع العراقي العربي، يرى في فتح أزمات مع إقليم كردستان وإطلاق تصريحات متشنجة حوله تنفيساً عن أزمة الداخل.
ويضيف المراقبون أن هناك بعداً آخر لحديث المالكي وأعضاء ائتلافه حول (نفط كردستان) والتصريحات الإعلامية المتشنجة التي يطلقونها، يتمثل في دغدغة مشاعر المتطرفين الشيعة، الذين يرون أن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قريباً من الشخصيات السنية، وصاحب علاقة متينة مع اردوغان، الذي تراه الأحزاب الشيعية، صدام حسين آخر، بعد موقفه من النظام العلوي في سوريا.
وعد المراقبون، هذه التصريحات تندرج أيضاً ضمن خطة ممنهجة غايتها إعادة وصل ما انقطع مع البارزاني وحزبه، وهي خطة اعتمدت أسلوب العصا والجزرة، التي يتبعها المالكي مع الأطراف السياسية في العراق
1035 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع