الموقف الأمريكي من الحياد الى الانحياز في دعم حكومة مارقة
تراقب الحملة العالمية منذ فترة تحولاً يصعب فهمه في توجهات الإدارة الامريكية في نظرتها للازمة العراقية لا ينم عن فهم دقيق لما يجري في العراق، اذ بعد ان تجاهلت إدارة الرئيس الأمريكي أوباما مناشدات عراقية وعالمية متذرعة بانها لاترغب في إعادة فتح ملف العراق ثانية ويكفيها الشواغل الداخلية رافضة ان تتعهد باكمال المهمة في تأسيس الدولة المدنية الموعودة ، دولة المؤسسات والعدل ، وهو الوعد الذي عرضته في ذلك الحين وبررت به غزو العراق عام 2003، نجد انها مؤخراً تصرفت بالضد وانحازت لحكومة مارقة ، عرفتها تقارير الأمم المتحدة بانها حكومة فاشلة وادانت سياساتها جميع المنظمات العالمية المتخصصة في حقوق الانسان او الرقابة على الديمقراطية والعدالة.
ان الشعب العراقي ينظر بحيرة وغضب لموقف الإدارة الامريكية التي تعرض نفسها انها احدى قلاع الديمقراطية في العالم كله، بنفس الوقت لا تتردد حتى عسكريا في دعم حكومة لاتعترف بالقيم التي يروجها الغرب في الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان بل هي لا تتوانى في قتل مواطنيها من متظاهرين سلميين يطالبون بحقوقهم الدستورية كما حصل في الحويجة في نيسان الماضي اوذبح لاجئين يتصرفون في معسكرات محاصرة ضمن القانون الدولي كما حصل في معسكر اشرف وليبرتي، او تشجيع وحماية مليشيات طائفية تذبح العرب السنة صباحاً ومساءً.
لم نكن نأمل ان تصحح الإدارة الامريكية مسارها أوتتخلى عن معاييرها المزدوجة لكن لم يتوقع أحد بعد ان سكتت على مدى عام دون ان تعبر حتى عن تعاطفها او تفهمها لانتفاضة سلمية في ست محافظات ، ان تلجأ الى دعم حكومة نوري المالكي الطائفية المستبدة الموالية (لمحور الشر) إيران في ذبح المزيد من أبناء السنة العرب في العراق بذرية اكل الدهر عليها وشرب ونقصد (مكافحة الإرهاب)،
لقد تمكنت عشائرنا عام 2008 في القضاء على نفوذ القاعدة في العراق وهي نفس العشائر لازالت قادرة على ذلك في أي وقت ، لكن نجاحها يرتبط برفع الظلم عن العرب السنة واستجابة نوري المالكي للمطالب الأربعة عشر التي عرضتها ساحات الاعتصام منذ سنة ، ما هو مصيرها؟ ما هو موقف الإدارة الامريكية منها ؟
هنا تلوذ الولايات المتحدة بالصمت وتدعي ان هذه القضية داخلية لا تريد ان تورط نفسها بها، لكنها بنفس الوقت لا تتردد في دعم عسكري لحكومة مارقة تذبح شعبها متذرعة بحجة ملاحقة القاعدة وداعش لكنها حقيقة تستهدف العرب السنة.
ان الشعور بالظلم هو الذي يغذي التطرف ويوفر للقاعدة ملاذات آمنة ، وهي الحقيقة التي غابت عن اذهان صانعي القرار السياسي في البيت الابيض .
موقف الإدارة الامريكية لا يصب في صالح العلاقات الثنائية بينها وبين شعب العراق الذي يستنكر و بشدة التدخل الأمريكي العسكري في المسألة العراقية ويطالبها بالحياد. كما يناشد الكونكرس الأمريكي بالضغط من اجل إيقاف تجهيز العراق بأدوات قتل فتاكة على الفور والتشجيع بدل ذلك في تشكيل حكومة تؤمن بالديمقراطية ، والتداول السلمي للسلطة تمثل الجميع افضل تمثيل ممكن ، ولاتستخدم القوات المسلحة في الخلافات السياسية ....كما تناشد الحملة جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم التنديد و شجب التدخل الأمريكي غير المبرر في العراق.
حفظ الله العراق واهله من كل سوء
اللجنة التحضيرية
الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي
947 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع