قالت صحيفة الاهرام المصرية في عددها اليوم السبت ان هذه هى المرة الأولى التى يتحدث فيها عزت الدورى لمطبوعة عربية وأن تجرى معه حوارا عبر مواقع المقاومة العراقية على الإنترنت، فى ذكرى إعدام الرئيس السابق صدام حسين.
وعند سؤالها له حول وجهة نظره عن ما يجرى فى العراق اليوم سياسيا أجابها أقول ومن حيث المبدأ، إن الذى يجرى فى العراق اليوم هو صراع شامل وعميق بين شعب العراق وقواه الوطنية والقومية والإسلامية ومقاومته الباسلة والمشروع الإيرانى الصفوى فى العراق والأمة، هذا المشروع الخطير المؤيد والمدعوم من قبل الحلف الإمبريالى الصهيونى الغربى والذى يستهدف الأمة برمتها ولا يستثنى قطرا واحدا من أقطارها مبتدأ فى العراق، حيث قدمته أمريكا إلى إيران على طبق من ذهب بعد ما دمرت كل معالم الحياة فيه، حلت جيشه الوطنى العظيم، وقتلت قادته وفرسانه وأبطاله الذين تمكنت منهم ودمرت حياة الآخرين وشردتهم، ضربت وحاصرت قواه الوطنية والقومية والإسلامية وعلى رأسها حزب البعث العربى الاشتراكى.
وأضاف الدوري الذي خصصت له الادارة الامريكية مكافأة لمن يقتله أو يقبض عليه ظن الغزاة وحليفتهم إيران أن فى حل الجيش وإصدار قانون اجتثاث البعث وقتل المئات من قادة البعث والجيش وزج الآلاف منهم فى السجون والمعتقلات، وقتل أكثر من مائة وخمسين ألف مناضل بعثى ظنوا أنهم سيحطمون إرادة شعب العراق وينهكون قواه فيستسلم لإرادتهم فيعيثوا فيه فسادا ويحكمون قبضتهم عليه كى يمتد استعمارهم المباشر له إلى مئات السنين.
وأضاف ان الذى بين أمريكا وإيران وأوروبا تحالف إستراتيجى طويل المدى وليس تقاربا وليس عمره اليوم، وإنما منذ آلاف السنين كما إن احتلال العراق من قبل هذا التحالف الإستراتيجى ومواجهة شعب العراق له وثورته بوجه هذا الحلف الشرير وتحطيم جبروته وما قدم هذا الشعب العظيم من التضحيات قد كشف هذا الحلف على حقيقته، ولم يعد ينطلى اليوم على أحد فى الكون مهما بلغ العدو من أى تضليل وتزوير ومخادعة وكذب، إن هذا التحالف كان معلوما لدينا منذ مجىء الخومينى من باريس إلى إيران فى ظل ما يسمى بالثورة الإسلامية، وما أضفوا عليه من هالة وبهرجة قلنا جاء به ذات الحلف الذى تسألنى عنه اليوم، جاء به الغرب أوروبا وأمريكا والصهيونية العالمية فى إطار تحالف إستراتيجى ضد الأمة بشكل عام وضد العراق بوابة الأمة الشرقية بشكل خاص.
وقال إن ما يسميه الإعلام الخارجي وبما فيه الإعلام العربى للأسف احتجاجات هو انتفاضة الشعب العراقى العظيم، وفى كل محافظاته ومدنه من البصرة إلى نينوى، ومن شرقه إلى غربه، ولكن الحصار الإعلامى الدولى والعربى الجائر المطبق على هذه الانتفاضة العارمة، وحملة القتل والبطش والاعتقالات والمطاردات والاغتيالات القائمة ليل نهار أوقفت وحجمت الانتفاضة فى أغلب محافظات الجنوب والفرات الأوسط، وذلك بسبب قوة الضغط والقتل وكثافة الميليشيات الإيرانية الصفوية المرتبطة بأحزاب وأطراف الحلف الصفوى، الذي يقود ويهيمن على العملية السياسية.
وعن موقف المقاومة من أحداث مصر وتأثير ذلك على حركة المقاومة قال لقد بين البعث وفى مناسبات كثيرة رأيه وموقفه من انتفاضة شعبنا المصرى المجيد، ومن انتفاضة شعبنا العربى فى كل أقطار الأمة التى شملتها الانتفاضات، وقلنا وحسب عقيدتنا ومبادئنا وإستراتيجيتنا الكفاحية ( إستراتيجية البعث والمقاومة ) هو انتفاضة الشعب فى تلك الأقطار العفوية النقية الأصيلة ضد الأنظمة الظالمة الباغية المتخلفة العميلة المستبدة، وهى تمثل امتداداً لمقاومتنا للاحتلال وعملائه، ونحن معها مع جماهير الأمة دائماً وأبداً فى تظاهراتها وفى انتفاضاتها وفى ثوراتها، ولكن كنا قد حذرنا فى وقت مبكر من خطورة الالتفاف على هذه الانتفاضات والثورات من القوى المعادية للأمة ولمسيرة تحررها ونهوضها وتقدمها، وذلك بسبب عفوية تلك الانتفاضات وغياب القيادة الثورية الواعية فتحولها تلك القوى إلى عبث على مسيرة الأمة بل تحولها إلى معول هدم وتخريب وتدمير وتقطيع وتفتيت، كما يحصل اليوم فى مصر العروبة وفى ليبيا واليمن وفى تونس وحتى فى سوريا، والحمد لله أن القوى الوطنية والقومية والإسلامية فى مصر وعلى رأسها جيش مصر العربى الأصيل قد انتهبوا فى وقت مبكر فجددت ثورة الخامس والعشرين بثورة الثلاثين من يونيو.
وعن ما يجري في سوريا قال أما ما يجرى فى سوريا فقد بدأ فى أيامه الأولى ثورة شعبية وطنية بكل معانى الثورة، فأيدناها ونصرناها، ولكن كذلك حذرنا من الالتفاف عليها وحذرنا شعبنا فى سوريا وثوار سوريا من تآمر القوى الدولية، وخصوصاً أمريكا وأوروبا وحلف الناتو، وفعلاً وقع المحظور وحصل الاختراق الخطير للمقاومة والثورة، وذلك بدخول القوى الإسلامية المتطرفة والتكفيرية لكى تتكئ عليها أمريكا وأوروبا وحتى بعض العرب، لكى يتخلوا عن مساندة الشعب السورى وثورته، بل لكى ينحازوا إلى مساندة النظام ليستمر الصراع المسلح لتدمير سوريا تدميراً شاملاً، كما حصل فى العراق.
أما المملكة العربية السعودية، فهى اليوم تمثل قاعدة الصمود والتصدى لكل المؤامرات والمحاولات التى تستهدف الأمة هوية ووجوداً، ولولا المملكة العربية السعودية لهيمنت إيران الصفوية على دول الخليج هيمنة مطلقة، ولعانت فساداً فى هذه المنطقة الحيوية من وطننا وأمتنا.
وعن سؤال الاهرام عن معاناة العراقيين فى الخارج قال إن معاناة العراقيين أيها الأخ واحدة فى الداخل والخارج، وبالتأكيد أنها فى الداخل أشد وأمر، لأن رجال الداخل هم الذين نهضوا بشرف الجهاد والمقاومة وهم الذين قدموا التضحيات الواسعة والسخية، وهذا لا يلغى ولا يقلل من تضحيات الخارج ونضالهم المتواصل لدعم مسيرة الجهاد والكفاح.
وعندما سأله المحاور عن لماذا تراجعت تظاهرات العراقيين فى الميادين؟ أجابه الدوري لم تتراجع التظاهرات، ولم تتوقف وهى جارية فى كل محافظات القطر برغم الحصار والمحاصرة والقمع الشديد بل والاختطاف والقتل لرموزها وللناشطين فيها.
وأضاف أما انتفاضة المحافظات الستة ثم التحقت الآن معها ذى قار، فأصبحت سبع محافظات قد شنت السلطة الصفوية حملة عنيفة ضد الاعتصامات وضد صلاة الجمع، وقتلت المئات من نشطائها وقادتها، وحتما قد سمعت ما حصل لاعتصام الحويجة ونينوى والفلوجة وسليمان بيك والشرقاط وتكريت، وآخر شهيد قتل هو قائد الفلوجة الشيخ خالد الجميلى رحمة الله عليه وإن التظاهرات والاعتصامات فى العراق ليست كما هى فى دول العالم وحتى الدول العربية، أنها تمثل جزءا من معركة مع عدو تاريخى مبدئى أى عقائدى انتقامى هدفه قتل الشعب وليس قتل أفراد أو أحزاب منه، قتلوا العشرات من أئمة المساجد وخطباء الجمع والآلاف من المصلين وهم فى صلاتهم وداخل الجوامع فى العراق تجرى حرب إبادة لشعب العراق من قبل إيران الصفوية وبتواطؤ أمريكى غربى، وسيأتى اليوم الذى ستلتحم هذه الاعتصامات والتظاهرات مع المقاومة الباسلة لكى تنطلق مسيرة التحرير لطرد إيران الصفوية وعملائها وتطهير أرض العراق من دنسهم.
وعن انتخابات رئاسية وبرلمانية فى العراق وهل سيتغير واقع المواطن العراقى ؟
أجاب كلا بل سيزداد سوءا لأن ما يجرى فى العراق من انتخابات هو جزء أساسى من العملية السياسية المخابراتية لتنفيذ مشروع الاحتلال الإمبريالى الصهيونى الصفوى وليس له علاقة بالديمقراطية، وليس للشعب فيما يجرى أى مصلحة إذا بقيت العملية السياسية بدستورها وبرموزها وعناوينها، وخصوصا حزب الدعوة الصفوى وقيادته وبقيت الهيمنة المطلقة لإيران على الأحزاب والكيانات الإسلامية الطائفية سواء فى الوسط السنى الطائفى أو فى الوسط الشيعى الطائفى، إلا إذا أتت قيادات وعناوين لهذه الأحزاب غير طائفية ومتحررة من التأثير الأمريكى والإيرانى وتخلص ولاؤها للشعب والوطن، آنذاك قد يحصل تغيير جدى فى مسار العمل السياسى، وذلك ببناء عملية سياسية وطنية ومستقلة يستطيع الشعب أن يقول كلمته فيها ويستطيع أن يعبر عن إرادته الحرة.
وقال لقد قاتلوا ثورتنا في شمال العراق سنين طويلة وقاتلونا في القادسية الثانية ثمان سنوات، وانتصرنا في كل تلك المعارك حتى وضعوا لنا قضية الكويت فخا محكما وقعت فيه قيادة العراق فجاءوا من خلاله كحلقة أخيرة من حلقات الغزو إلى العراق بكل حقدهم التاريخي على الأمة وعراقها الأشم، فدمروا وقتلوا وشردوا، ظنا منهم أن ينتهي البعث وشعب العراق لكي يخلو لهذا الحلف الثلاثي الإجرامي الخبيث الجو في تقاسم المصالح معا في العراق والأمة، لكن شعب العراق الأبي وقواه الوطنية والقومية والإسلامية وفي طليعتها البعث رد الصاع صاعين للإمبريالية الأمريكية قائدة الحلف الشرير فطردتها وهزمتها بفضل الله وعونه وستسحق الصفوية الفارسية وتطردها بإذن الله حسب قول الدوري..
المصدر:http://independencenews.net/news.php?action=view&id=21608
882 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع