واشنطن- "ساحات التحرير":مرة اخرى يؤكد كاتب اميركي على ان "العراق اليوم يواجه خطر الانزلاق الى حرب أهلية".
ويرى الكاتب جيمس كتفيلد في مقال له بمجلة "ناشيونال جورنال " انه "منذ اللحظة التي غادر فيها اخر الجنود الأميركيين بنهاية العام 2011، راح رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته التي يقودها الشيعة يوطدون السلطة بنحو شديد. فقد امروا بوقف معارضين سياسيين، من بينهم نائب الرئيس السني، الذي اتهم بارتكاب اعمال قتل ففر من البلد. وشيوخ العشائر السنة الذين كانوا وراء "صحوة الانبار" ـ وكان قرارهم في التحول ضد القاعدة في العراق والقتال الى جانب القوات الاميركية، امرا حاسما في جر العراق من السقوط في الهاوية ـ قد تعرضوا لتهميش ممنهج. ووعود الحكومة لهم بمنحهم رواتب ودمج ميليشياتهم بقوات الامن العراقية لم تتحقق تماما. وفي العام الماضي، شن الجيش العراقي هجوما دمويا على تظاهرات سنية سلمية في معظمها، ما اسفر عن مقتل 38 محتجا واثار شرارة ثورة شعبية.
ويرى الكاتب ان لاحداث سوريا تاثير على الاوضاع في العراق فيقول "لحصولها على دعم من العنف الدائر في الجارة سوريا وتزايد سخط السنة في العراق، عادت "القاعدة" كما هو متوقع الى اجتياح الانبار، والاستيلاء ثانية على مدينة الفلوجة الاستراتيجية".
ويؤكد الكاتب ان "استراتيجية القاعدة في ذبح المدنيين الشيعة لاثارة حرب اهلية هي بنحو كبير وراء موجة العنف التي شهدها العام 2013 وأودت بحياة ما لا يقل عن 8 الاف عراقي وجرح ما يقدر بحوالي 25 الفا منهم ـ وهو ما يمثل أسوأ عنف منذ تنفيذ استراتيجية زخم القوات الأميركية"، في اشارة الى الخطة التي نفذها بنجاح قائد القوات الاميركية السابق في العراق ديفيد بترايوس.
وينقل الكاتب عن روبرت باير، وهو ضابط سابق في المخابرات الاميركية في الشرق الاوسط " سي آي ايه" وما زال على اتصال مستمر مع عشائر سنية في العراق، قوله ان "هناك ثورة في الصحراء يقودها جيل من الشباب من زعماء العشائر السنية، غاضبون ورافضون لفشل الجيل القديم في الوصول إلى المالكي والحكومة المركزية".
ويقول ضابط السي اي اي، ان "العراق يتمزق إربا امام عيوننا على أساس الحدود الطائفية الطبيعية، كردستان وسنستان وشيعستان، ويبدو ان هذا الانجراف حتمي بنحو متزايد".
ويرى الكاتب انه "ربما اذا لم تتهور ادارة اوباما وتسحب القوات الاميركية في العام 2011، بعد الفشل في التوصل الى اتفاقية وضع القوات مع بغداد، فلعل العراق كان سيتم مرحلة الانتقال الى نظام ديمقراطي اكثر تنظيما بمؤسسات حكومية فاعلة وفصل بين السلطات"، موضحا ان "المالكي كان يرى بالقوات القوات الاميركية عائقا امام تعزيزه سلطته وما من اتفاقية ستكون مقبولة لديه".
لكن ما يزداد وضوحا، كما يرى الكاتب، هو ان "العراق فشل في الانتقال الى نظام سياسي ديمقراطي وثقافة ديمقراطية، ومن دون وجود مركز قوي، فان القوى الطائفية تمزق البلد اربا".
وقال الكاتب ان "انتصار المالكي في انتخابات نيسان، وتزايد هيجان الاكراد لاعلان الاستقلال الصريح، او استمرار سيطرة القاعدة على الاراضي، كلها امور تهدد بتسريع تقويض العراق".
967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع