ذكرت مصادر مطلعة في داخل مكتب رئيس الوزراء لوكالة أنباء حمورابي عن دخول رئيس الوزراء نوري المالكي ليلا و سرا الى مستشفى إبن سينا الواقعة في المنطقة الخضراء على أثر نوبة قلبية بسبب تردي الأوضاع الأمنية في الأنبار .
وقالت المصادر بأن المالكي قد شكل قبل إسبوع لجنة تحقيقية سرية مشكلة من عناصر عسكرية و إستخبارية مقربة منه للكشف عن حقيقة ما يجري في الأنبار و صحة التقارير العسكرية المرفوعة من قبل القيادات الميدانية و وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي و عن صحة دعاوى الإنتصارات المتتالية في جبهة الأنبار القتالية .
وأضافت المصادر بأن طول مدة الأزمة و التي تجاوزت ال 5 أسابيع دون أي تقدم واضح و حاسم و عدم تمكن القوات الأمنية من إقتحام مدينتي الأنبار و الفلوجة ، بسبب شراسة مقاتلي العشائر ،جعلت المالكي يشكك في التقارير المرفوعة من الضباط الميدانيين و العشائر الموالية له ، فقرر تكليف لجنة سرية لتقصي الحقائق و بالفعل قد رفعت اللجنة تقريرا مفصلا ، يكشف عن وجود النقاط التالية :
أولا : صعوبة الموقف العسكري للجيش العراقي و العناصر الأمنية بسبب ( قلة التسليح و التدريب و الإمداد اللوجستي )
ثانيا : عدم وجود خطط محكمة و منسجمة لقيادات الجيش و أن المعارك تدار بخطط تقليدية و عشوائية و تركز الخطط على الكثرة العددية بدلا من العمليات النوعية .
ثالثا : هروب اعداد كبيرة من الجنود من أرض المعركة و إستعانة الجيش بمتطوعين جدد لا يحسنون إستخدام السلاح و لم يملكوا تجربة المعارك الشرسة ، مما زاد في خسائر القوات شهداء و جرحى .
رابعا : رفع عدد من الضباط تقارير كاذبة عن انتصارات وهمية لا حقيقة لها ، خوفا من العقوبة و الإستبدال .
خامسا : شراسة الإرهابيين في أطراف مدينتي الرمادي و الفلوجة و بقاء المعارك سجال بينهم و بين الجيش العراقي في مناطق صغيرة كالملعب و البو فراج .
سادسا : وجود عدد كبير من مقاتلي العشائر و التي تتحصن في مراكز المدن و تسيطر عليها عمليا و عدم تمكن القوات الأمنية من التفاوض معهم أو القضاء عليهم .
سابعا : عدم تمكن الحكومة المحلية في الأنبار من إستمالة العشائر الى جنبها .
وتشير المصادر بأن المالكي قد أصيب بخيبة أمل كبيرة على أثر إستماعه للتقرير و خاصة أن اللجنة قد أوصت بالنقاط التالية كمخرج من الأزمة الحالية :
أولا : إيجاد مبادرة سلمية تفسح المجال للحلول السياسية من خلال إجتماعات و مفاوضات تجمع زعماء سياسيين و الحكومة المحلية و العشائر الغاضبة و المتمردة .
ثانيا : إستمالة العشائر السنية الى جانب الحكومة من خلال إصدار عفو عام عن أبناء العشائر و الإستجابة الى مطالب أهالي المحافظة .
ثالثا : وضع ميزانيات لإعمار المحافظة و تعويض أبنائها المتضررين .
رابعا : إرجاع عشرات الآلاف من العوائل المهجرة و تعويضهم ماديا .
خامسا : سحب الجيش العراقي من حدود المحافظة و إعطاء الدور الأكبر للشرطة المحلية .
سادسا : إستمالة رجال الدين السنة من خلال الوقف السني ماديا و معنويا .
سابعا : نقل محاكمة عدد من المتهمين الى الأنبار بغرض رفع شبهة التسيس و الطائفية .
ثامنا:التركيز على ملف الإنتخابات و تغيير الأجواء من عسكرية الى إنتخابية .
تاسعا : تخفيف وسائل الإعلام من حدة التشنج العسكري و إستبدال برامجها ببرامج و أناشيد وطنية و الحديث عن العرس الإنتخابي .
وأضافت المصادر بأن المالكي و خلال الإجتماع المذكور باللجنة قد أصيب بوعكة صحية حادة ، خاصة أن الإجتماع كان مطول و مفصل و متشنج بسبب النقاشات الدائرة فيه ، مما تسبب في إغماء رئيس الوزراء و على أثره تم نقله فورا الى مستشفى إبن سينا في المنطقة الخضراء و التي أشارت بوجود علائم لنوبة قلبية خفيفة تم تجاوزها و ذلك بسبب إرتفاع ضغط الدم لدى رئيس الوزراء و الذي يعاني منه منذ سنوات .
وذكرت المصادر أيضا بأن الأطباء نصحوا المالكي بوجوب الإستراحة و الإسترخاء و حذروه من خطورة التشنج و العصبية و ما يمكن أن يتسبب في ارتفاع الضغط و إحتمالية أن لاينجو مرة ثانية إن اصيب بنوبة اخرى .
وكشفت المصادر بأن مستشاري المالكي قد نصحوه بترتيب مبادرة تقدم من الحكومة المحلية في الأنبار و بالتحديد من قبل محافظها أحمد خلف الدليمي و القبول بها فورا و تطبيق بنودها من أجل الخروج من الأزمة التي توسعت و تتوسع يوميا في مناطق أخرى ( نينوى و صلاح الدين و حزام بغداد ) و منعا لإنفلات الوضع و التوجه للحملة الإنتخابية و التخفيف من التشنج الحاصل .
وأشارت المصادر بأن المالكي قد وافق على هذا الإقتراح و هذه الوعكة هي سبب و خلفية مبادرة السلام المعلنة من قبل محافظ الأنبار .
المصدر:http://hammurabi-news.com/viewcontent/?c_id=11283
1146 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع