المدى برس/ بغداد:أعلنت وزارة الثقافة العراقية، اليوم الأربعاء، عن افتتاح بيت المعرفة المندائية ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013، وفيما عد رجال دين هذا المشروع "بصيص" عمل يجمع أبناء الشعب العراقي، أعرب اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين عن أمله بإنشاء مراكز أخرى لبقية الطوائف التي تعاني من "الإهمال".
وقال رئيس ديوان الوقف الشيعي، صالح الحيدري في حديث إلى (المدى برس)، على هامش افتتاح بيت المعرفة المندائية، إن "الذي نشاهده هنا في بيت الثقافة المندائي،هو التنوع العراقي الأصيل ونشاهد مختلف الطوائف ومختلف الأديان قد حضروا إلى هنا مباركين ليقولوا للناس أجمع أن العراق هو العنصر الأساس لجمع الطوائف والمذاهب والقوميات كافة".
وأضاف الحيدري أن "بناء العراق، بناء حب وسلام، وهذا نموذج والنماذج الأخرى كثيرة، أينما تتجه ترى أن العراقيين يد واحد وقلب واحد"، متابعا أن "هناك من يحقد على هذا التوجه، لأنه يريد لأهل العراق الشر ونحن نقول مهما سعوا وفعلوا فسوف يبقى العراق مرفوع الرأس سليما معافى بروح الأمل والمحبة".
من جهته قال معاون البطرياكي سعد شيروب في حديث إلى (المدى برس)، إن "هذا الحدث مهم لأبناء العراق، ويمثل بصيص عمل يجتمع فيه جميع أبناء شعبنا العراق، ويبين فعلا وحدة اللحمة الوطنية ووحدة أديان كل الطوائف والمكونات".
وأعرب شيروب عن "أمله بأن تكون هذه المبادرة لبناء وطننا وزيادة الأخوة بينهم".
بدوره قال رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر في حديث إلى (المدى برس)، إن "الصابئة المندائية تعرضوا إلى التهميش والاضطهاد طيلة السنين السابقة، بحيث أصبحت اللغة المندائية من اللغات النادرة والمعرضة للاندثار بحسب توصيفات اليونسكو مؤخرا".
وأعرب ثامر عن "أمله بأن يكون هذا المركز بادرة لإنشاء مراكز أخرى لبقية الطوائف التي تعاني من الإهمال، وأن يتحول هذا المنبر إلى منبر ثقافي كبير يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية"، مشيرا إلى ان "الصابئة المندائية أثرت الثقافة العراق بعدد كبير من المبدعين والشعراء".
وتعد الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحِدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوب العراق، وما يزال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى إقليم الأحواز في إيران، كما يوجد الآلاف منهم في الولايات المتحدة ودول أوروبية أبرزها النرويج وأستراليا والسويد وهولندا، إذ هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.
وعرف عن الصابئة المندائيين عملهم في تجارة المجوهرات وصياغة الذهب والفضة، وكان أبناء هذه الطائفة يفرضون سيطرتهم التجارية بشكل شبه كامل على سوق تجارة الذهب في البصرة، لكن الأحوال تغيرت بوتيرة متسارعة بعد عام 2003، حيث فقد الكثير من الصاغة والتجار المندائيين محالهم ومعارضهم في السوق.
1593 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع