رفقاً بالقوارير

  

                       

بقلم :لانه جلال چرمگا

في كل عام مثل هذا اليوم يحتفل العالم يوم 6 فبراير باليوم الدولي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) وذلك  للسعي لجعل العالم يعي بمدى خطورة هذه الظاهرة (ختان الإناث) ومحاولة القضاء على ممارسة هذه العادة المدمرة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.

                   

وأصل  الفكرة قد طرحتها السيدة ستيلا أوباسانجو ( سيدة نيجيريا الاولى) في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وبعدها تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الفكرة وأعلنت في مايو 2005 الاحتفال به في 6 فبراير من كل عام ، وترعاه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) مع منظمة الصحة العالمية.

وختان الإناث أو تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (حسب منظمة الصحة العالمية)، هو بتر أو إزالة جزء من الأعضاء التناسلية للأنثى إزالة غير كاملة أو بتر جزئي، و دون وجود سبب طبي و هي احدى الطقوس الدينية و الثقافية في اكثر من ٢٧ دولة في افريقيا و اسيا و الشرق الأوسط ، و تتم عادة دون تخدير موضعي اما بالموس او السكين و دون تعقيم و تجرى عادةً من أسبوع بعد ولادة الفتاة و الى سن البلوغ .
حيث تعد تلك العادة خطرا على صحة الفتيات والنساء لما لها من آثار ضارة تتسبب في تدهور الصحة الإنجابية والنفسية للضحية.
بات من المعروف ان اغلب الدول الافريقية تمارس هذه الظاهرة الضارة ، ولكن مالا يعرفه الكثير ان العراق هي من ضمن الدول التي لازالت تمارس ختان الاناث و ان المناطق الكردية هي الجزء الوحيد من العراق الذي تُمارس فيه هذه العادة . وهي أحد الأماكن القليلة حول العالم التي تنتشر فيها هذه العادة. فنحو 60% من النساء في المناطق الكردية في شمال العراق مختونات ، وفق ما ذكرته دراسة أجريت العام الفائت. وفي منطقة واحدة على الأقل من الأراضي الكردية، خضعت 95% من النساء لهذه التجربة التي تصفها مجموعات حقوق الإنسان بتشويه الأعضاء التناسلية.
ويشير المدافعون عن حقوق المرأة إلى ارتفاع نسبة جرائم الشرف وانتحار النساء بحرق نفسهن في شمال العراق العام الفائت، معتبرين هذه الوقائع دليلاً إضافياً على أن المرأة في هذه المنطقة لا تزال تواجه عقبات كبيرة، على رغم الجهود الرامية إلى زيادة الوعي العام بشأن الختان والعنف ضد المرأة.
والى حد الان لم تتخذ الدولة موقفا واضحا من الختان رغم مطالبات نواب ومنظمات مجتمع مدني. وهكذا اصطدمت محاولات الحد من هذه الظاهرة بطريق مسدودة. ففي عام 2007 كان يفترض أن تنجز القراءة الأولى لقانون مناهضة العنف الأسري. لجنة الدفاع عن حقوق المرأة أضافت آنذاك أربع نقاط تتعلق بمنع الختان، أكثر من 60 نائبا من 105 عضوا في برلمان كردستان العراق وقّعوا على مشروع القانون، لكن بمجرد ذكر اسم المشروع في البرلمان أحيل للجان مختصة.
حتى الآن، لا تعرف النائب السابق بخشان زنكنة “السبب الحقيقي الذي دفع النواب إلى خذلان لجنة الدفاع عن المرأة وسحب تواقيعهم من مشروع القانون”. وتكتفي زنكنة بالقول إن القانون تعطل بـسبب “ظروف داخل البرلمان” لم تحددها.
بعد أن أعيد القانون إليها، سنّت الحكومة مشروع قانون جديد ودفعته للبرلمان في وقت كانت الانتخابات التشريعية على الأبواب. حينها برزت مشكلة عدم أحقية البرلمان بتشريع قوانين جديدة. زنكنة لا تعرف ما حل بمشروع القانون مذذاك. وهي ليست متفائلة. “ففي السابق كان لدينا وزارة لحقوق الإنسان وعدد من اللجان المتخصصة بالدفاع عن حقوق المرأة. لكننا الآن بلا وزارة للمرأة، ولجنة الدفاع عن المرأة شبه معطلة لحد الان.! و أضافت انآخرون يخجلون حتى من الحديث عن الختان،  “والغريب أن إحدى البرلمانيات ترفض منع الختان لأنها تعتقد أنه “يمنع الرذيلة في المجتمع”. تأمل النائب السابق في أن يناقش المجلس الحالي مشروع قانون مناهضة العنف الأسري من بين 15 قانونا ستعرض في الدورة الحالية. على أنها ترى بأن القانون لن يكون كافيا للتصدي للختان بدون دعم حكومي وعزم على تطبيقه.
و يبقى السؤال : لماذا لا تتخذ الدولة موقفاً واضحاً و صريحاً للحد من هذه الظاهرة بأصدار قانون يمنع هذه الممارسة البشعة داخل مجتمع بدأ بخطوات نحو التقدم و التطور في شتى المجالات ، مع أن شخصيات بارزة قريبة من قمة السلطة تناصر قضايا العنف الأسري ومن بينها الختان.
و ختاماً نتمنى من الجميع ان يقف ضد هذه الظاهرة التي تبتر روح المرأة و جمالها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1289 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع