افتتح الخميس في النجف متحف تراثي في موقع يعرف باسم خان الشيلان كان في السابق سجنا لأسرى بريطانيين يجسد ثورة أبناء العشائر ضد الاحتلال البريطاني في عشرينيات القرن الماضي ويعرض التراث النجفي في حقبات مختلفة.
ويعتبر خان الشيلان من أبرز المعالم الأثرية التي لا تزال تحكي قصص ثورة عام 1920 المعروفة باسم ثورة العشرين في العراق والتي أدت إلى قيام أول دولة عراقية في العصر الحديث.
وقال وزير السياحة والآثار لواء سميسم على هامش حفل الافتتاح إن "هذا يعد أول متحف يهتم بتراث وتاريخ النجف"، لافتا إلى أن الوزارة تعمل "على تعزيز السياحة من كل جوانبها الثقافية والترفيهية والاثرية وليس فقط السياحة الدينية"، مؤكدا أن خان الشيلان سيكون أحد المقاصد السياحية للمحافظة.
وتبلغ مساحة خان الشيلان 1500 متر مربع، وهو مؤلف من ثلاثة سراديب وطابقين كانت تستعمل لتخزين الحبوب والمعدات، وباحة الخان محاطة بغرف متداخلة. ويبلغ ارتفاع سوره الخارجي 12 مترا، وتتوسطه باحة تضم تمثالا لأحد ثوار ثورة العشرين يحمل بيده أداتين من أدوات الثوار في ذلك الحين هما "الفالة" (رمح خشبي) و"المكوار" (عصا). كما تضم باحته بئرا محاطة بسياج علق فوقها دلو لسحب الماء. ونقشت على جدران الخان زخارف إسلامية ينتشر بعضها على مدخله الرئيسي.
وقال مدير المتحف حمزة الخالدي إن "غرف المبنى تضم حاليا وثائق عثمانية تعرض لأول مرة تبين أهمية سور النجف الذي شيد عام 1811 بعد قيام حملات غزو من بدو الجزيرة العربية".
وخصص الطابق الارضي للتراث النجفي، فيما خصص الطابق الأعلى لتاريخ ثورة العشرين، كما يضم المبنى جناحا يعرض فيه رسم بانورامي يمثل وقائع ثورة العشرين.
وتم إنشاء خان الشيلان القريب من مرقد الامام علي ابن أبي طالب في أواخر الدولة العثمانية عام 1899 بهدف استضافة الزوار القادمين إلى النجف، إلا أنه لم يؤد الغرض الذي بني لأجله بسبب سيطرة البريطانيين عليه واتخاذه مقرا لهم عام 1914.
يذكر أنه بعد هزيمة العثمانيين على أيدي البريطانيين، تمكن أهالي النجف من استعادة السيطرة على الخان، وأسسوا فيه أول حكومة محلية لإدارة المدينة استمرت لقرابة عامين، من عام 1915 إلى عام 1917.
1449 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع