جهات سياسية تبتكر طريقة للاستحواذ على ضفاف دجلة

    

العالم/بغداد ـ حسن يوسف:لاحظ عدد من المراقبين المحليين ان جهات سياسية تحاول الاستيلاء على اراض على ضفاف دجلة في منطقة ببغداد من خلال وضع "سكراب" ونفايات على المساحات الفارغة المحاذية للنهر منعا لاستغلالها من مؤسسة حكومية او وضع اليد عليها قبل ان يسحوذ عليها حزب اخر منافس.

وشاعت منذ التسعينيات في الاحياء السكنية ببغداد بخاصة ظاهرة وضع مواطنين اياديهم على اراض متروكة مجاورة لبيوتهم، من خلال تسييجها لتكون تابعة لعقارهم، كحدائق او مساحات ملحقة بها.

وقال مراقبون ان كيانات واحزاب سياسية تحاول القيام بالشيء نفسه مع الاراضي المحيطة بمقراتهم او منازلهم الفارهة.

ففي خطوة تبدو مثيرة للانتباه اقدمت قوى حزبية على ابتكار طريقة جديدة لتوسيع حدود مقارها، في مناطق مهمة جدا في بغداد، لاسيما على ضفاف نهر دجلة.

ألسنة لجزر اصطناعية من بقايا نفايات وسكراب ومواد بناء تمتد على ضفاف نهر دجلة، يمكن رصدها في جزء من النهر، في حي الجادرية، لاسيما في المنطقة المحاذية لجسر "الحسنين"، المعروف شعبيا بـ"ابو الطابقين".

جزر السكراب الصناعية تبدو كأنها محاولة لتوسيع رقعة المنطقة باتجاه عمق النهر لزيادة المساحة في تلك المناطق.

يلاحظ ذلك في الوقت، الذي أعلنت فيه وزارة البلديات ان نسبة التلوث ارتفعت في نهر دجلة داخل حدود العاصمة بغداد الى نحو 1700 ملغ.

وكانت وزارة البلديات شكّلت غرفة عمليات مشتركة مع وزارتي البيئة والصحة للحد من رمي الملوثات في نهري دجلة والفرات، وحدّدت آلية جديدة لتنفيذ مشاريعها خلال العام الجاري بصورة لا تؤثر على الوضع البيئي لنهري دجلة والفرات.

لكن مصادر تخمّن ان الجهات الرقابية غير قادرة على لجم هذه الظاهرة بسبب صعوبة وصولها الى منطقة محجوزة لفصائل سياسية يصعب محاسبتها على ما يبدو.

وجسر "الحسنين" أو "ذو الطابقين" يتألف من طابقين للذهاب والإياب، ويربط منطقة "الكرادة خارج" بـ "الدورة"، وصُمم ونُفذ من قبل كوادر عراقية في العام 1992.

ويمكن الان رؤية الجسر مطلاً على جزر النفايات الاصطناعية، كما ان الواقف على الجسر يستطيع تمييزها بسهولة، ما يشوّه ضفاف النهر ويدعو الى التساؤل عن مغزى وضع الأكداس الهائلة من النفايات على ضفة النهر.

وتعتبر هذه المنطقة ذات حساسية امنية، ويصعب الوصول اليها، ويشك في عدم قدرة مسؤولي البلدية والجهات المعنية المسؤولة عن التلوث في نهر دجلة، على محاسبة الاشخاص المتسبّبين في هذا التلوث في نهر دجلة.

وجَذَبَت ضفاف دجلة في مناطق "الكرادة" و"الجادرية"، الأحزاب السياسية المتنفّذة التي تنجح الى بسط سيطرتها على تلك المناطق. واعتبرت الكثير من الأحياء في مناطق الكرادة، والجادرية، والمناطق الراقية، في بغداد، مناطق مغلقة، بعدما غزاها حديثو النعمة الذين امتلكوا الأموال من الصفقات، والمسؤولون في الاحزاب والكتل السياسية، ما اضطرّ الكثير من الاهالي الى بيع املاكهم، مضطرين.

ومن جراء ذلك، اضطر الكثير من الاهالي الى النزوح من المنطقة بسبب المضايقات الامنية والسياسية، كما اضطر الكثير منهم الى بيع املاكهم بأثمان بخسة بحثاً عن الهدوء وابتعاداً عن الضغوطات.

وطبقاً لتاريخ بغداد، فإن الكرادة الشرقية، كانت في العام 1917 عند دخول الإنكليز قرية صغيرة فيها بضعة قصور لأثرياء بغداد والباقي دور للفلاحين مبني معظمها من الطين.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1509 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع