سياسيون: انشغال أميركا بالمشاكل العالمية وتشظي الساحة المحلية جعلا المالكي يصول ويجول للاستئثار بالسلطة

   

المدى برس/ بغداد:عد سياسيون عراقيون، اليوم الجمعة، أن انشغال الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي، بالأحداث العالمية لاسيما في أوكرانيا وسوريا وإيران، و حالة "التشظي" التي تعاني منها القوى السياسية العراقية، فسح المجال واسعاً أمام رئيس الحكومة، نوري المالكي، لأن "يصول ويجول ويفعل ما يريد للاستئثار بالسلطة" وإبعاد خصومه عنها، عادين أن استبعاد الكثير من الشخصيات السياسية التي لها "خصومة معه"، يشكل أمراً خطيراً" ويثبت أن التعامل في هذه الأمور "لم يكن قضائياً بقدر ما هو سياسي".

وقال النائب المستقل، حسين الأسدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ما يجري في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، شغل العالم كله"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تجد نفسها الآن في مأزق كبير من جراء عودة بعض المناطق التي كانت مستقلة عن روسيا إليها مجدداً".

وأضاف الأسدي، أن ذلك "أعطى فرصة لبعض الجهات السياسية النافذة في العراق للتحرك بسرعة خاصة بما يتعلق باستبعاد بعض الشخصيات السياسية التي لها خصومة معها، للتفرد بالسلطة"، عاداً أن ذلك "أمر خطير".

واعتبر النائب المنشق عن ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الحكومة، نوري المالكي، أن "تصريحات المالكي بشأن عدم شرعية مجلس النواب، وإمكانه صرف الموازنة من دون الرجوع إليه، تشكل انقلاباً على الديمقراطية"، مستغرباً من "عدم رفض الولايات المتحدة الأميركية لذلك".

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع، أمس الأول الثلاثاء،(الـ18 من آذار 2014 الحالي)، على المرسوم الخاص بانضمام شبه جزيرة القرم إلى بلاده بعد أن فقدت أوكرانيا السيطرة عليها، ما أثار أزمة عالمية جديد تنذر بعودة الحرب الباردة بين العملاقين الأميركي والروسي.

من جهته رأى رئيس التجمع الشعبي المستقل، فلاح الجزائري، أن "انشغال أميركا والمجتمع الدولي بعامة، بأمور أخرى لاسيما خلافها مع روسيا بشأن أوكرانيا والأحداث السورية والإيرانية، يعطي فسحة للآخرين في العراق، لتنفيذ أجنداتهم".

وقال الجزائري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التدخل الأجنبي في العراق الذي يكيل بأكثر من مكيال سواء مع المالكي أم الفصائل المسلحة، يدل على عدم وجود سياسة أميركية متوازنة تجاه العراق"، مبيناً أن "المصالح الروسية أفصحت عن وجها في سوريا، كما أن ضغطها على الاتحاد الأوربي، يهدف إلى التأكيد على كونها رقماً صعباً في معادلة الاستقرار الدولي".

وعد رئيس التجمع الشعبي المستقل، أن "انشغال أميركا لم يكن هو الوحيد، لتفرد المالكي، حتى إن ألقى ذلك بضلاله بوضوح على الشأن الداخلي"، مستدركاً أن "الخلافات السياسية التي طفت على السطح الداخلي جعلت المالكي ينفرد بالسلطة".

وتابع الجزائري أن "تزاحم المصالح سواء في الائتلاف الوطني أم لدى القوى السياسية المحلية الأخرى، هو أكثر من مكن المالكي من استخدام الملفات التي يمتلكها ضد الآخرين"، معتبراً أن "استبعاد عدداً من الشخصيات السياسية يثبت أن التعامل في هذه الأمور لم يكن قضائياً بقدر ما هو سياسياً".

إلى ذلك قالت المرشحة عن العراقية الوطنية، إنعام عبد المجيد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "انشغال العالم بقضايا أخرى مستجدة على الساحة الدولية، ومنها قضية أوكرانيا وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، جلعت المالكي يصول ويجول كما يحلوا له في الشأن السياسي العراقي"، على حد تعبيرها.

وأوضحت عبد المجيد، أن هناك "مواضيع خطيرة وتجاوزات على كرامة المواطن، كان أي واحد منها كافياً لسقوط الحكومة"، مبينة أن من بينها "قضية منع نجل وزير النقل، الطائرة اللبنانية من الهبوط في مطار بغداد، ومشروع القانون الجعفري، الذي شكل نكتة سياسية، فضلاً عن إجراءات  إبعاد خصوم المالكي بأوامر قضائية لا أحد يعرف أين كانت مخبأة من قبل، مع الاستغلال المقصود للشعب البسيط من قبل المتنفذين بالدولة"، عادة أن ذلك كله "يشكل تجاوزات خطيرة لا يمكن السكوت عنها حتى دولياً".

على صعيد متصل قال الناطق الرسمي باسم ائتلاف العراق، أحمد الأبيض، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الأميركيين يعانون من ثلاث مشاكل، أولها الأزمة الداخلية الاقتصادية، وثانيها فشلهم في سياسة احتلال دولتين هما العراق وأفغانستان، فضلاً عن المشكلة الأهم المتمثلة بفشل أو ضعف الإدارة الأميركية وتخبط سياستها الخارجية".

ورأى الأبيض، أن ذلك "التخبط أنتج ظهور محور يتمثل بروسيا وإيران وسوريا والعراق الذي يعد قلبه"، مستطرداً أن "العراق يكون أحياناً خارج ذلك المحور، وفي أحيان أخرى كثيرة داخله بل ومركزه".

وأكد الناطق الرسمي باسم ائتلاف العراق، أن تلك "الأمور جعلت المالكي يستثمر الغياب الأميركي عن العراق، لتعزيز توجهاته في محاربة خصومه والاستمرار في السلطة، وساعده في ذلك الوضع الداخلي المتفكك وعدم وجود رؤية واضحة لدى خصومه وتشتتهم في مواجهته"، عاداً أن ذلك كله "جعل المالكي وحلفاؤه يشعرون أنهم الوحيدين في الساحة".

وكانت كتلتا الأحرار، والمجلس الأعلى الإسلامي، اتهمتا، في (الـ18 من آذار 2014 الحالي)، حكومة المالكي بـ"السعي منذ تشكيلها إلى "إسقاط الآخرين"، وعدتا استبعاد مجموعة من المناوئين لسياستها من الانتخابات البرلمانية "خطاً مقلقاً"، فيما دعتا القضاء إلى "توخي الحذر عند اتخاذ أي قرار تجنباً لإكسابه أي طابع سياسي".

كما رجحت مصادر نيابية، الاثنين الماضي،(الـ17 من آذار الحالي)، استمرار "مسلسل" الاستبعاد من الانتخابات البرلمانية المقبلة، ليشمل 13 مرشحاً جديداً غالبيتهم من العراقية والأحرار، بينهم وزير صدري، في حين استنكر نواب، إقصاء المرشحين المعارضين لسياسات رئيس الحكومة، نوري المالكي، واتهموا الهيئة القضائية بـ"الانجرار إلى المساومات السياسية"، واتخاذ فقرة "حسن السيرة وسيلة "لتكميم الأفواه" بالدورة التشريعية المقبلة

وحصلت صحيفة (المدى) على معلومات تتداولها مصادر نيابية، عن وجود أسماء جديدة في "سلة الاستبعاد"، من بينهم، حامد المطلك، سلمان الجميلي، سليم الجبوري، مظهر الجنابي، وحدة الجميلي، مطشر السامرائي، خالد العلواني، عبد الرحمن اللويزي من القائمة العراقية، وبهاء الاعرجي ومها الدوري وحاكم الزاملي ووزير الإعمار والإسكان محمد الدراجي، إلى جانب عزت الشابندر من التحالف الوطني.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1946 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع