اهالي الموصل يشيعون الصحافي واثق الغضنفري

                     

عبدالجبار العتابي:شيع الآلاف المواطنين في مدينة  الموصل الصحافي واثق الغضنفري الى مثواه الأخير معبرين عن استنكارهم للعمل الاجرامي الذي اودى بحياة الاعلامي، فيما اعلن صحفيو الموصل عن ايقاف عملهم احتجاجاً على هذا العمل الاجرامي .

استنكر اهالي مدينة الموصل الحادث الإرهابي الذي اودى بحياة شخصية اعلامية موصلية محبوبة من الشارع الموصلي لارتباطه بقضايا وهموم المواطنين عبر برنامجه الشهير (عالموصل بنحكي)، مؤكدين حزنهم على رحيله، لأنه خسارة فادحة للوطن ولنينوى عموما وللموصلين خصوصا، وقد تم تشييعه إلى مثواه الاخير من جامع الصائغ في حي البلديات، فيما اكد صحفيو وإعلاميو الموصل عن توقفهم عن العمل احتجاجا على رحيل الغضنفري، مشيرين إلى أن الموصل اخطر مدينة عراقية يعمل بها الاعلاميون.
وكان مجرمون وإرهابيون قد اغتالوا الصحفي والإعلامي واثق ممدوح الغضنفري، عصر الخميس بالقرب من منطقة المجموعة الثقافة، ولاذوا بالفرار على الرغم من كثافة الوجود الامني في مختلف شوارع ومناطق مدينة الموصل.
والجدير بالذكر أن الإعلامي واثق الغضنفري، هو شخصية موصلية معروفة وذا حيثية عند المجتمع الموصلي، من خلال برامجه الاجتماعية في قناة سما الموصل الفضائية، التي يحاور بها معاناة المجتمع الموصلي وأبناء محافظة نينوى عموماً.
 وواثق ممدوح الغضنفري من مواليد [1962] هو كاتب ومقدم برامج، من أهل الموصل وحصل على شهادة في الادب الإنكليزي عام 1983م وعلى شهادة في القانون من جامعة الموصل عام 2000. ويقدم برنامجا تلفزيونيا (عالموصل دنحكي)  من قناة الموصلية قبل انتقاله الى قناة سما الموصل وحمل معه هموم محافظته وتأريخها وتراثها وبقي يقدم ذات البرنامج باسم وأسلوب اخر.
وسطّع نجمه في الموصل في مدة قياسية من خلال هذا برنامج. والذي كنا يتكلم فيه باللهجة المصلاوية المنقرضة ومعرفة  الحكاية والقصص المصلاوية والشخصيات والاماكن وغيرها، واثق .. بدأ قبل خمس سنوات بتقديم أول برنامج تلفزيوني باللهجة العامية لأهالي الموصل عبر إحدى الفضائيات المحلية، وهو من أكثر البرامج متابعة من قبل المشاهدين في المدينة.
يقول الراحل الغضنفري في احدى حلقات برنامجهِ عالموصل دنحكي "برنامجي جوبه بانتقادات كثيرة لأن الوافدين إلى المدينة لم يفهموا معظم ما اقوله، لكن اليوم أجد تفاعلاً كبيراً واهتماماً واسعاً من الموصليين هنا وفي البلدان الاخرى، مؤكدًا: "نرى اليوم ان اللّهجة تمثل اليوم هوية المجتمع الموصلي إلى جانب العادات والتقاليد والمطبخ الموصلي".
 
قال عنه الكاتب الروائي: "كنت اريد ان اقول لك انك ستعود ..من البيت.. من الدائرة.. من السوق ..من العمل..من الحياة .. من الموت .لا فرق.. على طريقة القمر..ان لم نره حدسنا موقعه..كنت اريد ان اقول: لقد عدتَ الى الامساك بالكتب كما فعلت اول مرة وقت ان كنا محمومين بها وكانت طفولتك تتلصص على قراءاتنا..كنت اريد ان اقول اقرأ كثيراً .قلّب الاف الاوراق وتصفح مئات الكتب. وتكلم قليلاً..اقرأ بما يعادل الرقم النائمة تحت تل قوينجو واكتب جملة واحدة يتحول كلامك الى ذهب..فانت ابن الموصل..والموصل هي حجر الحكمة الذي يحول المعادن الى ذهب..تعال وقف بجانبي لأشم رائحة طفولتين: طفولتك انت وطفولة محلتنا القديمة..اغلب ظني اننا مخدوعون..فنحن ما نزال هناك..اسرى طفولات يستحيل الخروج منها..نتعرى ونركض الى دجلة ..نقفز الى مياه تشبه الحلم..مياه محيرة..نسبح فيها او نغطس او نكتم تنفسنا او نموت ..لافرق..نخرج ونلمس البيوت..حيطانها تحنّ الى اناملنا..واصواتنا تختلط بالبكاء حولنا :بكاء الكوكوختيات والنهر والباعة الجوالين وشرايين الازقة..وحنين النساء وراء الابواب..والمطالب المجروحة في عيون الاطفال..ونشيد الاقفال..والصداقة العجيبة بين الظلام والفراغ..نندحس في لحم العوجات مأسورين بأمل يشبه باباً يئز في الريح..لكنك لم تتركني استريح ..اعطيت احلامك الى فوهة..ضحكت عليّ ومت، فمن الذي بدّل رشقات المطر بالرصاص؟؟وبدّل حرير المياه في دجلة بنهر دم؟؟ نم واسترح".
وقال عنه زميله الاعلامي احمد الطائي: بأي الكلمات أرثيك؟ وكيف تطاوعني الروح لقولها؟ كنت أعتقد من أننا سنلتقي ثانية، فلماذا استعجلت الرحيل؟ أقول لك بكل صدق علاقتنا من أنني لا اقوى على تصورك راحل في هذه الرحلة البعيدة جدا، واثق الذي كلماته تبعث الفرح في الروح، واثق الذي تجاوز عقده الرابع، واثق أبن ذلك الأب الذي علمه كيف يحب الناس، وكيف يقدم لهم ما يستطيع من المساعدة، واثق ابن تلك الأم التي لا تعرف غير كلمات الترحاب بالضيف القريب منه أو البعيد، كم أختنق بالدموع وأنا اتذكر ابتسامتك الجميلة، واثق يا نغمة الطيب الحلوة،واثق يا ابتسامة صباح ندي، واثق يا عبق أريج شجرة برتقال, يا جمال الروح كسماء صافية، واثق يا كلمات الحب النقية، واثق أيها الأخ الودود والغارق في نهر التسامح، بعمق حزننا جميعا عليك، لقد كان اللحن بكائيا، بغزارة الدموع التي ذرفناها برحيلك، واثق اعذرني لا تسعفني الكلمات، لأن حزني أكبر من كل حروفها، حزني برحيلك الذي لم تخطر على البال عجالته هذه، رحمك الله يا ابا كرم .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1139 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع