النوادي الليلة في بغداد: زبائن يتزايدون وتجارة مربحة في بيئة متهمة بالتشدد

بغداد ـ جميل الربيعي: قال احد العاملين في نوادي بغداد الليلية انهم تلقوا منشورات تهددهم بالقتل في حال عدم غلق النادي، مشيرا الى ان اعداد هذه النوادي بدأت تتسع بوضوح بسبب تزايد روادها واعتبارها مجالا تجاريا مربحا، على الرغم من الانطباع السائد عن هيمنة "التشدد" على الحياة في عراق ما بعد 2003.

وكانت النوادي الليلة تتوزع في مناطق تجارية ببغداد، مثل شوارع النضال والسعدون والمسبح بنحو خاص، الا انه بعد 2003 اغلقت جميعها وسط انفلات امني مريع. وبعد العام 2008 بدأت هذه النوادي ومحال بيع المشروبات تنتعش بحذر في شارع السعدون، فيما اختفت من شارع المسبح، في الكرادة الشرقية. وكانت حقبة التسعينيات شهدت ميل النظام الحاكم الى الصبغة الدينية، التي ترافقت مع اطلاق "الحملة الايمانية"، التي استدعت غلق البارات وتقييد عمل النوادي الليلة وغلق عدد منها. وعلى الرغم من تزايد اعداد النوادي الليلية بعد العام 2008، إلا أن مالكي هذه النوادي والعاملين فيها عادة ما يتلقون تهديدات من جهات يصفونها بـ"المجهولة". وبعض النوادي الليلية ومحال بيع المشروبات تعرضت الى اعتداءات اسفرت عن مقتل مالكيها أو عاملين بها أو حتى عدد من مرتاديها، ما اثار احتجاجات من منظمات عالمية وانتقادات محلية من ناشطين وصحفيين.

  

ويقول عامل في أحد هذه النوادي أن جميع هذه النوادي حاصلة على اجازة من هيئة السياحة، مشيرا الى توسع ملحوظ بعدد هذه النوادي ببغداد، بسبب تزايد اعداد روادها، بالاضافة الى انها مجال تجاري مربح. ويكفل القانون العراقي حرية افتتاح مثل هكذا نواد. ويقول المتحدث ان رواد اماكن الترفيه هذه تتراوح اعمارهم من 20 الى 50 سنة، الا انه يلاحظ ان غالبيتهم من الشباب. ويروي صحفي من "العالم" اطلع على الحياة داخل عدد من هذه النوادي في اثناء عمله على هذا التقرير ان بعض النوادي تفتح من الساعة 7 مساء حتى الساعة 11 ليلا، وهناك اخرى تستقبل زبائنها من الساعة 11 صباحا حتى 10 ليلا، وهناك اخرى ايضا تفتح ابوابها من الساعة 9 ليلا حتى الخامسة صباحا. وبعض الملاهي تتيح "لعبة الدمبلة" لمرتاديها، الى جانب تقديم مشروبات كحولية تبدأ اسعارها من 5 الاف الى 120 الف دينار للقنينة، حسب نوع المشروب، يضاف اليها المقبلات. كما تقدم وجبات طعام تتراوح بين 15 الف الى 20 الفا، حسب نوع الاطباق المقدمة. وتتنوع تسمية النوادي الليلية: ناد اجتماعي؛ مرقص؛ ملهى. وبعضها يحيل الى جمعية او نقابة مثل "النادي الترفيهي للصحفيين". اما الراقصات فاغلبهن عراقيات، وبعض الملاهي ابتدأت تستقبل سوريات بعد تصاعد الحرب في البلد الجار. لكنهن يؤدين الرقص ببذلات سهرة عادية، وليس ببذلات رقص، على انغام مطرب او مطربة، وغالبية هؤلاء ايضا من العراقيين. وهناك ايضا نساء يقدمن الخدمة في بعض الملاهي. وتولي هيئة السياحة متابعة هوية العاملين في النوادي وأعمارهم وجنسياتهم، فيما تتولى فرق صحية الكشف عن المطبخ وسلامة العاملين ونظافتهم، حسب ما يقول احد العاملين بملهى في بغداد. المشكلات والشجار بين الزبائن صفة بارزة في هذه النوادي، على الرغم من منع حمل السلاح داخل الملهى. وهناك مشكلات تحدث بين رواد الملاهي يتورط بها اشخاص قد يدعون انهم ينتمون لاحد الاجهزة الامنية. ويلاحظ صحفي "العالم" ان هناك "مؤامرات" تحاك للايقاع بزبائن اثرياء. وتبدأ المؤامرة بدفع مطربة او راقصة الى التركيز على احد الزبائن حتى تلفت انتباهه، فيعمد الزبون "الثقيل" الى دعوتها للجلوس معه، ويبدأ الانفاق عليها. واحيانا يلقي احدهم اموالا على راقصة او مغنية او مغن، ويسمونه "الكيت". وهذا "الكيت" يمكن ان يكون بالدولار. ويقول عامل في ملهى ببغداد ان هذه الاماكن، تخفف من حدة صورة "التشدد" الماخوذة عن العراق. ويضيف ان "هذه الاماكن لا تسبب مشكلات" في العاصمة "بل بالعكس، تخفف من التوتر"، حسب وصفه، لكنه نبه الى ضرورة ان تبقى تحت مراقبة الاجهزة الامنية لضمان عدم تحولها الى بؤر اجرامية، ومصدر خطر على الحياة العامة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1264 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع