بغداد، موسكو/اور نيوز:فيما وصف مراقبون روس الصفقة التي ابرمها رئيس الوزراء نوري المالكي في موسكو، بانها أكبر عملية لانقاذ صناعة السلاح الروسي من الكساد بعد خسارة سوق ليبيا وسوريا، يرى مراقبون عراقيون ان شبهات فساد كثيرة تحيط بالصفقة التي كان مقرراً ان لاتتعدى المليار دولار، لكنها ارتفعت الى 4,2 مليار دولار.
ولم تبع موسكو سلاحاً اكثر من هذه الصفقة خلال ثلاثين سنة سوى للجزائر وفنزويلا.
وكشف خبير بالشؤون التقنية العسكرية ومتخصص بمجالات فحص الأسلحة عن أن طائرات "انطونيوف" الروسية الصنع، والتي تعاقد العراق على شرائها من روسيا "من أكثر الطائرات رداءة في العالم". وقال الخبير الذي رفض الكشف عن اسمه أن الحكومة "ترتكب خطأ كبيراً في تعاقدها لشراء طائرات انتفوف الروسية الصنع، والتي أبرم رئيس الوزراء نوري المالكي اتفاقية مع موسكو لاستيراد عدد منها لإدخالها للخدمة".
واوضح أن هذه الطائرات تعرَّضت لخمسة حوادث في السودان التي تستخدمها أيضاً، خلال عام واحد"، مشيراً إلى أن "آخر هذه الحوادث وقع في الأحد الماضي وراح ضحيتها 13 عسكرياً سودانياً"، مؤكداً أن "روسيا نفسها شهدت حوادث مماثلة للطائرات ذاتها، الأمر الذي دفعها إلى إيقاف استخدامها في معسكراتها ومطاراتها"، مبيناً أنها "راحت تضخّ الكميّات الموجودة لديها من هذه الطائرات إلى دول أوربا الشرقية وآسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية". وبحسب الخبير العراقي فأن "هذه الطائرات من أضعف وأرخص الطائرات في العالم"، منتقداً "إصرار الحكومة على شراء هكذا طائرات كثيرة الأعطال"، لافتاً إلى أن "أغلب الحوادث تأتي من تعطُّل محركاتها أثناء الطيران".
وأستغرب الخبير لجوء القيادة العسكرية العراقية مرة اخرى الى العقيدة الروسية وفي مقدم عناصرها الاسلحة الروسية التي تجاوزها العراق منذ العام 2003، موضحاً ان "تلك العقيدة وأسلحتها لم تعد مقبولة في الاوساط العسكرية العراقية لاسيما مع غياب كبار الضباط الذين يتمتعون بخبرات مؤثرة في التعامل مع الاسلحة الروسية، والأجيال الجديدة منها على وجه الخصوص، وبالذات في مجال الدفاع الجوي والدروع والطائرات بنوعيها، المروحية والثابتة الجناح.
ولم يستبعد الخبير ان يكون توجه العراق نحو الاسلحة الروسية بتأثير ايراني، موضحاً ان "ضغط ايران واضح وقوي على عموم خطوات الحكومة العراقية، والعودة الى التسلح الروسي هي جزء من سياسة طهران في تقوية النفوذ الروسي في المنطقة عبر محور ايران- العراق- سورية".
ويقول مراقبون ان شبهة الفساد التي احاطت بصفقة الاسلحة الروسية بدأت، خلال زيارة وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي الى موسكو في نيسان الماضي، والتي كان مقرراً لها ان تستمر عشرة ايام لكنها امتدت الى شهر كامل، لتصبح "اطول رحلة عمل عرفها مسؤول في تاريخ الدولة العراقية"، وفق مصدر كبير في وزارة الدفاع، بعد تمديد رئيس الوزراء لرحلة الدليمي مرتين بناء على طلبه.
وبينما كانت هناك "صفقتان للطائرات مجهزتان، يفترض ان يتم التوقيع عليهما خلال زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى روسيا، منها شراء 30 مروحية مي-28 أن أي القتالية المتطورة، وعدد من مقاتلات ميغ – 29"، توسعت الصفقة الى طائرات "انطونيوف" سيئة الصيت.
وبحسب مصادر مطلعة العراقيين اشترطوا سرعة تسليم الاسلحة مقابل الاسعار العالية التي قدمتها موسكو، وبررت المصادر، السرعة التي اشترطها الوفد العسكري لتسلم الاسلحة من موسكو بأن ذلك يعود الى "الوضع المتأزم في سورية والمشاكل المتفاقمة مع كردستان".
المصدر:http://www.uragency.net/2012-03-11-16-31-52/2012-03-11-16-33-45/11045-2012-10-10-08-28-47.html
889 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع