الأمم المتحدة: الأزمة الإنسانية في العراق تتفاقم

  

نازحون من الفلوجة عند تقطة تفتيش في عين تمر بمحافظة كربلاء - 6 كانون الثاني 2014

تتفاقم الأزمة الإنسانية في غرب العراق مع تزايد أعداد النازحين من محافظة الأنبار حيث تتواصل منذ مطلع العام اشتباكات بين القوات الأمنية المدعومة من بعض العشائر المحلية في مواجهة تنظيمات مسلحة أبرزها جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وفي إيجازٍ قدّمه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 27  آذار الماضي،
قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف

"إن أزمة الأنبار تشكّل أخطرَ تحدٍ لجهود الحكومة العراقية للحفاظ على الاستقرار والأمن اللازميْن لبناء دولة ديمقراطية في العراق"، بحسب تعبيره.

وفي تقريرها الأخير عن (الأزمة الإنسانية في الأنبار)، أفادت الأمم المتحدة بأن عدد العوائل النازحة من الأنبار بلغ (71,184) عائلة وفقاً للإحصاءات الحكومية الصادرة بتاريخ التاسع من نيسان.
وفي الفقرة الموسومة (نظرة عامة عن الأوضاع)، لاحظَ التقرير أن النزاع في محافظة الأنبار يستمر "بينما يلقي الوضع غير المستقر بظلاله على الوضع في المنطقة الشمالية الوسطى من العراق، حيث محافظتا ديالى وصلاح الدين من بين المحافظات الأكثر تضرراً."

إلى ذلك، تتطور طبيعة الصراع مع تزايد سيطرة المجموعات المسلحة على المناطق. وفي هذا الصدد، ذكرت المنظمة الدولية أن الوضع في المنطقة الشمالية الوسطى من العراق "أمر بالغ الأهمية حيث شهدت هذه المناطق سلسلة من الهجمات التي نفذتها المجموعات التابعة للقاعدة خاصةً في المدن الرئيسية من محافظة صلاح الدين، بينما تركزت الاشتباكات العادية وعمليات قوى الأمن الداخلي في الطريق الرابط بين الرمادي وأبي غريب." وأوضح التقرير أن تركيز الجهات الفاعلة الإنسانية "لم يعد مقتصراً على الأنبار فقد اتخذ نطاقاً أوسع من حيث الاستجابة الفورية اللازمة للوضع الإنساني"، بحسب ما وردَ في نصّ التقرير ذي الرقم (19) عن الأزمة الإنسانية في الأنبار والمنشور على موقع بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).

 وفي أحدث بيان عن المساعدات المتعلقة تحديداً بتلبية الاحتياجات الغذائية للعوائل النازحة، أعلن برنامج الأغذية العالمي WFP  أنه بدأ خلال شهر نيسان الحالي تقديم المعونات  الطارئة إلى نحو ربع مليون شخص تضرروا من القتال الدائر في الأنبار.
وأوضحت هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن المساعدات "تهدف إلى الوصول إلى 48 ألف أسرة لمدة 6 أشهر تشمل النازحين داخلياً، والأشخاص الأكثر احتياجاً في المناطق التي يعيش فيها نسبة كبيرة من النازحين داخلياً بسبب الأزمة."
وأوضح برنامج الأغذية العالمي أنه استجاب منذ منتصف كانون الثاني الماضي "للاحتياجات الناشئة عن الصراع وقدّم حصصاً غذائية للأسر في محافظة الأنبار تتضمن دقيق القمح، وبعض السلع الغذائية الأساسية الأخرى. ونقل البيان عن جين بيرس Jane Pearce، المدير الــقُطري وممثل برنامج الأغذية العالمي في العراق قولها إن "الأُسر التي تشردت نتيجة للأزمة لا تستطيع الوصول إلى مستحقاتها من نظام التوزيع العام العادي، لأنها يمكنها تسلم المساعدات الغذائية فقط في المواقع التي تم تسجيلها فيها في إطار هذا النظام." وأضافت أنه فيما أعلنت وزارة التجارة العراقية عزمها "التعامل مع هذه المشكلة، فإن مساعدات برنامج الأغذية العالمي هي أمر بالغ الأهمية للأُسر المتضررة حتى يتم حل المشكلة"، بحسب تعبيرها.

وفيما يتعلق بالتنسيق مع الجهات الحكومية، ذكر البيان أن وزارة الهجرة والمهجرين في العراق تتولى عمليات الاستجابة الإنسانية وأنها "طلبت رسمياً دعم الأمم المتحدة في الاستجابة للأزمة، بما في ذلك المساعدات الغذائية."
كما أوضح البيان أن خطة استجابة برنامج الأغذية العالمي تتماشى مع استراتيجية الأمم المتحدة إذ يشترك هذا البرنامج "في إدارة جهود منظمات الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات العاملة في مجال الأمن الغذائي، ويتولى أيضاً الشؤون اللوجستية نيابةً عن مجتمع الإغاثة الإنسانية كله."
 
ولمزيدٍ من المعلومات، أجريت مقابلة مع الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة التي أوضحت لإذاعة العراق الحر أن المساعدات الغذائية "يُتوقع أن تصل خلال هذا الشهر إلى عشرين ألف شخص فقط من أصل الربع مليون نازح الذين كنا نطمح للوصول إليهم وذلك بسبب الموارد المادية الضعيفة المتوفرة حالياً لدى البرنامج رغم النداءات المتعددة التي أطلقناها من أجل الحصول على الدعم المالي من الجهات المانحة."

وأضافت عطيفة أن برنامج الأغذية العالمي يدرك أن الأوضاع الإنسانية في مناطق الأنبار "هي في منتهى الصعوبة بسبب ضعف التمويل وعدم وجود دول مانحة تستجيب سريعاً للنداء الأخير الذي أطلقناه إضافةً إلى الحالة الأمنية الصعبة والظروف غير المستقرة التي لا تسمح لموظفي البرنامج من الوصول إلى هذا المناطق بطريقة سلسة ومستمرة."

وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدثت الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي عن موضوعات أخرى ذات صلة. كما أجابت عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بطبيعة المساعدات التي تقدمها وكالات إنسانية أخرى تابعة للأمم المتحدة والثاني حول التنسيق مع الجهات الحكومية العراقية في مجال مساعدة الأُسر العراقية النازحة.  
ولمزيدٍ من المتابعة الميدانية فيما يتعلق بوصول المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة إلى هذه الأُسر، أوضح مراسل إذاعة العراق الحر في الأنبار رعد الخاشع أن كمية هذه المعونات لا تتناسب مع الأعداد المتزايدة من النازحين في داخل المحافظة.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها جهات ومنظمات محلية غير الوكالات التابعة للأمم المتحدة إلى النازحين، قال مراسلنا في مقابلة أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي إن أغلبها "تأتي من منظمات أهلية مع قيام بعض المساجد والجوامع بتجميع المواد الغذائية من بعض المواطنين، بالإضافة إلى معونات أخرى تأتي من منظمات المجتمع المدني وجمعية الهلال الأحمر العراقية التي قدمت المساعدات طوال الفترة السابقة. ولكن هناك بعض المناطق التي لا يمكن الوصول إليها لمساعدة الأهالي خاصةً في مدينة الفلوجة ومدينة الكرمة بسبب سوء الأوضاع الأمنية واستمرار الاشتباكات فيها."

وتحدث مراسل إذاعة العراق الحر في الأنبار أيضاً عن الصعوبات اللوجستية التي تشكّلها تلك الأوضاع غير المستقرة على إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين من قبل جمعية الهلال الأحمر العراقية ومنظمات المجتمع المدني والوكالات التابعة للأمم المتحدة. كما تحدث عن الأوضاع الصحية للنازحين على خلفية التقارير التي تشير إلى انتشار بعض الأمراض بسبب تلوث المياه، موضحاً أن امتداد الأزمة في الأنبار لفترة زمنية طويلة دون حل يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية لأهالي المحافظة.

وفيما يتعلق بأحدث الإحصاءات المتوفرة لدى الجهات الرسمية المحلية عن أعداد النازحين، أشار مراسل إذاعة العراق الحر إلى آخر التصريحات الصادرة عن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الكرحوت والتي أعلن فيها عن وجود "أكثر من نصف مليون نازح في مناطق داخل المحافظة" باستثناء أولئك الذين توجّهوا إلى أكثر من ثماني محافظات عراقية ومن ضمنها إقليم كردستان ومحافظات بابل وكركوك وديالى وبغداد وكربلاء.    

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

924 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع