"رح طيّر حمام" يحكي قصة هجرة يهود العراق من خلال قصة حب جارفة بين البطل، وهو فتى يهودي في السادسة عشرة من العمر، وبين فتاة يهودية، خلال الرحيل من بغداد.
القدس المحتلة / ابتهاج زبيدات:يغزو شاشات العرض الاسرائيلية هذه الأيام فيلم جديد ناطق باللغة العربية، يحكي قصة هجرة اليهود من العراق خلال خمسينات القرن الماضي.
ويحمل الفيلم اسم "رح طيّر حمام"، الذي يستند إلى قصة الكاتب الإسرائيلي إيلي عمير، وهو يهودي هاجر مع أسرته من العراق.
ويخوض الفيلم في النقاش الدائر منذ 60 سنة بين اليهود العراقيين أنفسهم من جهة وبين الرواية العراقية للأحداث التي جرت عقب سنة 1950، والتي أدت إلى هجرة 130 ألف يهودي من وطنهم، تاركين خلفهم أملاكا طائلة ومجدا عريقا.
وتقول الرواية الاسرائيلية الرسمية إن الحكومة العراقية اتخذت موقفا عدائيا من اليهود بعد قيام اسرائيل فقررت طردهم من العراق.
بينما تقول العراق إن الحركة الصهيونية هي التي دفعت يهود العراق إلى الهجرة، وعندما رفضوا ذلك نظمت عمليات إرهاب ضدهم، وفجرت بعض المعابد والمقرات والنوادي والمدارس اليهودية لتخويفهم.
وهناك رواية لا يتناولها الفيلم تتحدث عن مؤامرة بين الصهيونية وحلفائها البريطانيين وبين حكومة نوري السعيد العراقية استهدفت ترحيل يهود العراق من أجل تحقيق الهدف الصهيوني بملء إسرائيل باليهود.
وكان يهود العراق من الأغنياء والتجار الناجحين وتميزوا بثقافتهم العربية العالية وإتقانهم الموسيقى العربية على أصولها.
وهم اليوم من قادة قطاع المصارف وشركات التأمين والبورصة في اسرائيل. ومن أكثر الشرائح في إسرائيل محافظة على أصولها وعاداتها وتقاليدها الأصلية.
ويوجد بينهم أدباء يكتبون حتى اليوم باللغة العربية، مثل سامي ميخائيلي، رئيس جمعية حقوق الانسان، وشموئيل هموريه، مؤلف عدة كتب في قواعد اللغة العربية، وايلي عمير، الأديب الذي كتب قصة الفيلم المذكور.
ويحكي الفيلم قصة هجرة يهود العراق من خلال قصة حب جارفة بين البطل، وهو فتى يهودي في السادسة عشرة من العمر، وبين فتاة يهودية، خلال الرحيل من بغداد.
ويشارك في الفيلم مجموعة من أبرز الممثلين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48)، أمثال ميرا عوض، المغنية المعروفة، وياسمين عيون ومكرم خوري، ومجموعة كبيرة من الممثلين اليهود.
وتدرّب الممثلون اليهود أيّامًا وليالي على اللهجة العراقية، محاولين العثور على الكلمات والنطق الصحيح. لكن المهمة كانت أسهل بالنسبة لبعض الممثلين المنحدرين من عائلات المهاجرين العراقيين، وقد أيقظ تصوير الفيلم بالعربية باللهجة العراقية الحنين والتأثر لديهم.
وتبلغ ميزانية الفيلم نحو 2.5 مليون دولار، وهي من أعلى الميزانيات التي ترصد لفيلم سينمائي اسرائيلي.
وقال مخرج الفيلم، نيسيم ديان: "هذا أول فيلم في تاريخ السينما ويبدو أنّه الأخير كذلك، الذي لغته ليست عربية تمامًا، وإنّما لغة يهود العراق... إنّها ليست لغة مكتوبة وإنّما لغة محكيّة. هذا السيناريو بالنسبة لشخص لا يعرف عمّا يتحدّث هو عبارة عن لغة هيروغليفية".
لكنه حرص على طباعة ترجمة عبرية لكل الحوارات على الشاشة. و تجري أحداث الفيلم كلّه في بغداد في سنوات الخمسينات، لكن التصوير أجريَ في بلدات عربية في إسرائيل، مثل الناصرة وعكا ويافا (بعد استبعاد تركيا وقبرص كمواقع للتصوير).
وقد حرص فريق إنتاج الفيلم على استرجاع دقيق، أمين وموثوق به لتضاريس أحياء بغداد. ولأجل ذلك استعان بملحقات وديكورات تمّ جلبها من الأردن.
ويقول المخرج انه وعلى الرغم من أنّ الفيلم موجّه للجمهور الإسرائيلي، لكن يتمنى ان يصبح قصّة نجاح في البلدان العربية أيضًا، وخصوصا في العراق.
وتقول الممثلة ميرا عوض ان الفيلم ضروري لكل يهودي في اسرائيل، لأنه يبين انه في يوم من الأيام كان العرب واليهود يعيشون حياة طبيعية في البلدان العربية بلا تفرقة ولا تمييز، والعراق دليل على ذلك كما يبين الفيلم.
947 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع