بغداد «الشرق الأوسط» - كشف النائب المستقل في البرلمان العراقي والمفكر المعروف حسن العلوي عن أن «كلا من زعيمي التيار الصدري مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم أبلغا الإيرانيين بوضوح أنهما لن يقبلا بعد اليوم ولاية ثالثة للمالكي لأسباب موضوعية تتعلق بكل واحد منهما».
وقال العلوي، الذي يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بالعراق في الثلاثين من أبريل (نيسان) الحالي على قائمة التيار الصدري، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «موقف الصدر من الولاية الثالثة للمالكي معروف للجميع بمن في ذلك الإيرانيون، ومن ثم أصبح خارج الضغوط في هذه الناحية، غير أن الحكيم وطبقا للمعلومات التي أمتلكها أبلغ الإيرانيين أن هناك فصيلين إسلاميين كانا يعملان في المعارضة الشيعية ضد النظام السابق من الخارج، وهما المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الدعوة، ولما كان حزب الدعوة حظي بثلاث فرص للحكم بعد 2003؛ وهي حكومة الجعفري وحكومتان للمالكي، وفي حال أعطي (المالكي) فرصة أخرى - فإن المجلس الأعلى ستتأثر قواعده كثيرا وقد يصبح السؤال مشروعا بين هذه القواعد: لماذا كل هذه الفرص لـ(الدعوة)؟! ومن ثم، فإن موقف الحكيم كان حاسما وفريدا». وأضاف العلوي أن «جواب الإيرانيين كان أنهم مع صناديق الاقتراع، وهو ما يعني أنهم لم يعودوا يميلون مسبقا إلى أي جهة أو كتلة من الكتل الشيعية التي تتنافس على منصب رئاسة الوزراء».
وبرر العلوي سبب ترشحه للانتخابات البرلمانية ضمن إحدى قوائم التيار الصدري بأن ذلك يعود إلى «سببين رئيسين يقفان خلف ذلك: أحدهما يتعلق بالتيار الصدري ذاته، والآخر يتعلق بي شخصيا؛ فالصدريون انفتحوا خلال السنوات الأخيرة على أمور كثيرة لم تكن واضحة من قبل؛ أولها أن مقتدى الصدر لا يرى أن السلطة صحيحة وعادلة ما لم ترض عنها المكونات الأخرى، وقد أثبت هذا الموقف خلال الأزمات الأخيرة التي عصفت - وما زالت تعصف - بالبلاد، حيث اتخذ مواقف يصعب على زعيم شيعي يستند إلى حاضنة معروفة اتخاذها». وأشار العلوي إلى أنه أبلغ الصدر أن «سياستك هذه قد تؤثر على وضعك الانتخابي وكان جوابه: (لا يهم أن يكون لديه 40 أو 70 مقعدا لا ترضي الله والضمير، بينما أكتفي بأربعة مقاعد يرضى عنها الله والناس، وإنني لا أبيع عقيدتي بمقاعد نيابية)». وتابع العلوي أن «خطاب الصدر لم يتوقف أو يتأثر بأي موجة، بل استمر وفي مختلف الظروف على الوتيرة نفسها سواء لجهة من حاول شتم الصحابة في الأعظمية أو على صعيد الحرب في الأنبار»، عادا «ما صدر عن الصدر باعتبار الحرب في الأنبار إنما هي بهدف تحجيم السنة لم يصدر حتى عن عالم سني كبير بمنزلة عبد الملك السعدي».
ويؤكد العلوي أن «هذه المعطيات وغيرها تشير إلى أن التيار الصدري هو الذي تفاهم مع الناس ووسع أفقه، وهو ما جعل رجل علمانيا مثلي موضع ترحيب من قبلهم وموضع ترحيب من قبلي، حتى إنهم أعطوني رقم 3 في محافظة بغداد علما بأن الرقمين الأول والثاني هما من حصة كادرين صدريين كانا قد حصلا عليها خلال انتخابات تمهيدية قام بها التيار، بينما أنا لم أخضع لتلك الانتخابات». وردا على سؤال عما إذا كان العلوي انتمى إلى التيار الصدري، قال إن «التيار الصدري ليس حزبا حتى أنتمي إليه، إذ إن الصراع الآن ليس بين المسلمين، بل هو بين المسلمين والإسلاميين»، مضيفا أن «الإسلاميين أصحاب مشروع يتأرجح بين ولاية الفقيه على الطريقة الإيرانية ودولة الخلافة على الطريقة الإخوانية، الذي تضرر من هذا المشروع هم المسلمون بدءا من القتل الذي صار في محيط المسلمين لا الإسلاميين، وما أريد قوله هنا هو أن التيار الصدري ليس لديه مشروع إسلامي، بل مشروعه ديني مرجعي له خصوصيته في الأرض العراقية، وهو تشكل وقام بالداخل على عكس أحزاب ومشاريع أخرى تشكلت في الخارج، ومنها حزب الدعوة الذي تشكل خارج العراق في مواجهة الشاه وإن كان قد أعلن عن تشكيله خارج العراق، علما أن أدبياته لم تتضمن مفردة عرب». واتهم العلوي قياديين في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي بـ«السعي لإثارة حساسية بيني وبين بعض قادة التيار الصدري من خلال تصريحات أو مواقف، لكنها لم تعد تجدي نفعا». وحول ما إذا كان سيقوم بدور فكري على صعيد التيار الصدري، نفى العلوي ذلك قائلا إن «الصدريين لديهم سلسلتهم الفقهية المعروفة ولن يحتاجوا رجلا من خارج المنظومة، إذ إن لديهم نظرية متكاملة، غير أنني يمكن أن أقوم بدور في الجانب السياسي، وبالذات في ملف العلاقات العربية وسأكون بمثابة جسر بين الصدريين والمحيط العربي، وسأقوم بتوسيع الفلك الصدري». وردا على سؤال بشأن موقف الصدريين الرافض لتولي المالكي ولاية ثالثة رغم عدم معارضة الدستور ذلك، قال العلوي إن «اعتراض الصدريين ليس دستوريا، لأن القصة في الأصل لا تتصل بالدستور وإنما تتصل بأمور كثيرة، قسم منها شرحناه ويتعلق بالأحزاب الشيعية نفسها وقواعدها ولماذا استئثار حزب الدعوة، وهناك أيضا جانب لا يقل أهمية عن ذلك وهو ما يمكن أن نسميه القاعدة أو المنجز وغير المنجز من برنامج السلطة التي تحكم البلاد منذ عشر سنوات، حيث إن حزب الدعوة ورغم دورتين انتخابيتين لم يقدم خطة خمسية، فضلا عن المخاوف من الديكتاتورية»، مشيرا إلى أن «وجهة نظري الشخصية هي أن المالكي لن يحصل على الولاية الثالثة حتى لو حصل على 100 مقعد في البرلمان لأن الكتل الرئيسة المعروفة لا ترغب في أن تتحالف معه مثل الأكراد و(متحدون) والحكيم والصدر، وهؤلاء سيحصلون على غالبية مقاعد البرلمان وليس المالكي ومن قد يتحالف معه من الكتل الصغيرة».
966 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع