الرحالة الاعلامي عبد المنعم الديراوي في حديث حول مغامرة تسلق الهملايا باتجاه القمة
الديراوي :/ كنت ابحث عن منطقة جديدة من العالم لتكون محطتي القادمة على خارطة العالم التي كانت معلقة في مكتبي بالبيت . ولفتت انتباهي سلسلة جبال الهملايا وجبل افريست تحديدا .
على مدار عقود عرف الاعلامي عبد المنعم الديراوي بنشاطه الاعلامي ضمن المشهدين العراقي والمحلي ، غير اننا ، هنا ، نبحث عن الوجه الأخر للديراوي رحالة ومغامرا في اكثر من بقعة من بقاع العالم ، فمن نيبال حيث جبال الهملايا الى جونيه لبنان وغيرهما .وفي هذا اللقاء يحدثنا عن تفاصيل مغامرته وهو يسعى لتسلق سفوح ايفرست باتجاه القمة .:
س1 كيف تبلورت لديك فكرة السفر الى النيبال ؟
ــ كنت ابحث عن منطقة جديدة من العالم لتكون محطتي القادمة على خارطة العالم التي كانت معلقة في مكتبي بالبيت . ولفتت انتباهي سلسلة جبال الهملايا وجبل افريست تحديدا . هذا الجبل يقع مباشرة على حدود النيبال مع التيبت الصينية . لذا هيأت نفسي للسفر الى النيبال بالرغم من اني كنت واثقا جدا بأنها ستكون رحلة شاقة وتحتاج الى ان اهيء نفسي رياضيا لامتلك القدرة على التسلق هناك.
س2 هل انت مغامر بالفطرة ؟ ما الدوافع التي قادتك لخوض مغامرة تسلق قمة الهملايا ؟
ــ انا لست مغامرا و اهتماماتي هي الاطلاع على عادات وتقاليد الشعوب وسبق لي ان زرت عشرات البلدان للاطلاع على عاداتهم وتقاليدهم . أما رحلة افريست فقد كانت من نوع خاص بالنسبة لي ورحلة لتحدي الصعاب ، فمن الصعب جدا على شخص عاش طيلة حياته بمدينة مثل البصرة لا يتعدى ارتفاعها عن سطح البحر سوى سبعة امتار تقريبا أن يتعايش مع أجواء مناطق ترتفع آلاف الامتارعن مستوى سطح البحر . وهذا هو التحدى الأصعب لكونها رحلة التحدي العراقية غير المسبوقة .
س3 عدا قمم الهملايا الشامخة .. هلا حدثتنا عن تحديات المغامرة تنظيميا ونفسيا ؟
ــ قبل الشروع بالرحلة وضعت لنفسي برنامجا للياقة البدنية وقد مارست الرياضة لفترة 3 اشهر بما فيها المسير لمسافة لا تقل عن 8 كيلومترات يوميا واستخدام سلم بيتي للتدريب على الصعود والنزول . كانت تمارين شاقة جدا أمارسها يوميا لوحدي في حين كنت أواجه للأسف الشديد استخفافا من بعض المقربين من المثقفين . واعتبروا مشروعي هذا فاشلا لا محالة ! وهذا بحد ذاته كان حافزا لي بان اكون جادا في مواصلة التمارين الرياضية منتصف عام 2009 حيث تجاوز عمري حينها الخمسين عاما . وكنت ارسم على الورق خارطة الطرق التي سأسلكها ابتداء من البصرة إلى الهند للحصول على فيزا النيبال والى عاصمتها كاتماندو .
س 4 أي المعوقات كانت الاصعب خلال رحلة التسلق ؟
ــ من أهم المعوقات التي صادفتني خلال تسلقي هي قلة الاوكسجين بعد ان اجتزت ارتفاع اربعة آلاف متر وخصوصا في اليومين الأخيرين خلال الصعود فقد كنت أكاد اختنق . أما نومي فكنت انام ليلا وانا جالس لأنني كنت اشعر بالاختناق تماما حين انطرح للنوم .
س 5 ماذا عن امتع لحظات التجربة ؟
ــ امتع الأوقات كانت عندما وصلت الى آخر نقطة استطيع الوصول اليها بدون استخدام قناني الاوكسجين للتنفس . وأيضا مرافقتي لفريق تسلق من الصين مؤلف من رجلين وامرأة بمرافقتي بعدهما لشاب استرالي وشابة روسية . كنت حينها اشعر بأني أمثل العراق بأكمله أمامهم .
س6 شاهدت فيلم فيديو تظهر فيه مستعدا للقفز بمعونة مظلي متدرب من ارتفاع شاهق . اسمي هذه المغامرة ( معانقة الموت ) .. ممكن تحدثنا عن حالتك النفسية اثناء القفز ؟
ــ القفز بالمظلة من احد الجبال المطلة على مدينة جونية شمال بيروت مع المظلي المحترف ( ريمون ) سبقها الطيران بالمظلة على سواحل احدى جزر ماليزيا فهي لم تكن المرة الأولى التي احلق فيها بالباراشوت ولكن هذه المرة كانت اشبه بالقفز الحر من مكان مرتفع كالجبال .
اعتدت على التحدي والمجازفة لاني امتلك وبحمد الله قدرة على التحكم بمشاعري واحاسيس خلال الظروف الشاقة . ومن الطريف أن عتلة دوران المظلة نحو اليسار قد اشتبكت مع بعضها وتعطلت عن العمل وربما لو حدث ذلك مع شخص ضعيف لأصابه الذعر ولكننا عالجنا الأمر بفعل خبرة المظلي المحترف الذي كان معي. بل وقمنا بالتحليق والدوران عدة مرات في سماء جونيه وعلى البحر الى ان هبطنا بالمكان المقرر على ساحل البحر .
س 7 كيف كانت ردود الفعل على صعيدي الداخل والخارج ؟
ــ بالنسبة لرحلة تسلقي جبل افريست فقد تداولت اخبارها وسائل اعلامية عراقية وعربية واجنبية من خلال الإذاعة والتلفزيون والصحف ووكالات الانباء الالكترونية عام 2009. وحال هبوط الطائرة عند وصولي إلى البصرة استقبلني بالمطار عدد كبير من الزملاء الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية المختلفة في حين أعلنت قناة العراقية عن وصولي إلى البصرة وتوجهي مباشرة الى مكتبها ليجرى معي لقاء تلفزيوني على الهواء مباشرة . أما رحلاتي الأخرى فقط كانت تتصل بي بعض القنوات الفضائية لتجري معي حوارات على الرحلة التي أقوم فيها . هذا عدا اللقاءات الاخرى بعد عودتي من كل رحلة .
---------------
تعليقات الصور:
1-العلم العراقي مغروسا على سفوح ايفرست الشاهقة
2- قبل رحلة التسلق
2 باتجاه القمة
848 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع